إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ
ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا
تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ
فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ
وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (32)
30. Sesungguhnya
orang-orang yang mengatakan: "Tuhan kami ialah Allah" Kemudian mereka
meneguhkan pendirian mereka, Maka malaikat akan turun kepada mereka dengan
mengatakan: "Janganlah kamu takut dan janganlah merasa sedih; dan
gembirakanlah mereka dengan jannah yang Telah dijanjikan Allah kepadamu".
31.
Kamilah pelindung-pelindungmu dalam kehidupan dunia dan akhirat; di
dalamnya kamu memperoleh apa yang kamu inginkan dan memperoleh (pula) di
dalamnya apa yang kamu minta.
32.
Sebagai hidangan (bagimu) dari Tuhan yang Maha Pengampun lagi Maha
Penyayang.FUSHILAT
قوله عز وجل : { إن الذين قالوا ربنا اللّهُ
} قال ابن عباس : وحّدوا الله تعالى
.
{ ثم استقاموا } فيه خمسة أوجه :
أحدها : ثم استقاموا على أن الله ربهم وحده
، وهو قول أبي بكر رضي الله عنه ومجاهد
.
الثاني : استقاموا على طاعته وأداء فرائضه
، قاله ابن عباس والحسن وقتادة
.
الثالث : على إخلاص الدين والعلم إلى الموت
، قاله أبو العالية والسدي .
الرابع : ثم استقاموا في أفعالهم كما استقاموا
في أقوالهم .
الخامس : ثم استقاموا سراً كما استقاموا
جهراً .
ويحتمل سادساً : أن الاستقامة أن يجمع بين
فعل الطاعات واجتناب المعاصي لأن التكليف يشتمل على أمر بطاعة تبعث على الرغبة ونهي
عن معصية يدعو إلى الرهبة .
{ تتنزل عليهم الملائكة } فيه قولان :
أحدهما : تتنزل عليهم عند الموت ، قاله
مجاهد وزيد بن أسلم .
الثاني : عند خروجهم من قبورهم للبعث ،
قاله ثابت ومقاتل .
{ ألا تخافوا ولا تحزنوا } فيه تأويلان :
أحدهما : لا تخافوا أمامكم ولا تحزنوا على
ما خلفكم ، قاله عكرمة .
الثاني : لا تخافوا ولا تحزنوا على أولادكم
. وهذا قول مجاهد .
{ وأبشروا بالجنة } الآية . قيل إن بشرى المؤمن في
ثلاثة مواطن : أحدها عند الموت ، ثم في القبر ، ثم بعد البعث .
قوله عز وجل : { نحن أولياؤكم في الحياة
الدنيا وفي الآخرة } فيه وجهان
:
أحدهما : نحن الحفظة لأعمالكم في الدنيا
وأولياؤكم في الآخرة ، قاله السدي
.
الثاني : نحفظكم في الحياة الدنيا ولا نفارقكم
في الآخرة حتى تدخلوا الجنة .
ويحتمل ثالثاً : نحن أولياؤكم في الدنيا
بالهداية وفي الآخرة بالكرامة .
{ ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم } فيه وجهان :
أحدهما : أنه الخلود لأنهم كانوا يشتهون
البقاء في الدنيا ، قاله ابن زيد
.
الثاني : ما يشتهونه من النعيم ، قاله أبو
أمامة .
{ ولكم فيها ما تدَّعون } فيه وجهان :
أحدهما : ما تمنون ، قاله مقاتل .
الثاني : ما تدعي أنه لك فهو لك بحكم ربك
، قاله ابن عيسى .
{ نزلاً } فيه أربعة أوجه :
أحدها : يعني ثواباً .
الثاني : يعني منزلة .
الثالث : يعني منّاً ، قاله الحسن .
الرابع : عطاء ، مأخوذ من نزل الضيف ووظائف
الجند { من غفور رحيم }AL-MAWARDY.4/53
قوله عز وجل : { إن الذين قالوا ربنا الله
ثم استقاموا } قال أهل التحقيق كمال الإنسان أن يعرف الحق لذاته لأجل العمل به ، ورأس
المعرفة اليقينية معرفة الله تعالى وإليه الإشارة بقوله { إن الذين قالوا ربنا الله
} ورأس الأعمال الصالحة أن يكون الإنسان مستقيما في الوسط غير مائل إلى طرفي الإفراط
والتفريط فتكون الاستقامة في أمر الدين والتوحيد فتكون في الأعمال الصالحة . سئل أبو
بكر الصديق رضي الله تعالى عنه عن الاستقامة فقال : أن لا تشرك بالله شيئا وقال عمر
بن الخطاب رضي الله تعالى عنه الاستقامة أن تستقيم على الأمر والنهي ولا تروغ روغان
الثعلب .
وقال عثمان رضي الله تعالى عنه : استقاموا
أخلصوا في العمل ، وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : أدوا الفرائض ، وهو قول ابن
عباس . وقيل استقاموا على أمر الله فعملوا بطاعته واجتنبوا معاصيه ، وقيل : استقاموا
على شهادة أن لا إله إلا الله حتى لحقوا بالله وكان الحسن إذا تلا هذه الآية قال اللهم
أنت ربنا فارزقنا الاستقامة { تتنزل عليهم الملائكة } قال ابن عباس عند الموت وقيل
إذا قاموا من قبورهم وقيل البشرى تكون في ثلاثة مواطن عند الموت وفي القبر وعند البعث
{ أن لا تخافوا } أي من الموت وقيل لا تخافوا على ما تقدمون عليه من أمر الآخرة { ولا
تحزنوا } أي على ما خلفتم من أهل وولد فإنا نخلفكم في ذلك كله وقيل لا تخافوا من ذنوبكم
ولا تحزنوا فأنا أغفرها لكم { وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم } أي تقول
الملائكة عند نزولهم بالبشرى نحن أولياؤكم أي أنصاركم وأحباؤكم وقيل تقول لهم الحفظة
نحن كنا معكم { في الحياة الدنيا و } نحن أولياؤكم { في الآخرة } لا نفارقكم حتى تدخلوا
الجنة { ولكم فيها } أي في الجنة { ما تشتهي أنفسكم } أي من الكرامات واللذات { ولكم
فيها ما تدعون } أي تتمنون { نزلا } أي رزقا والنزل رزق النزيل والنزيل هو الضيف {
من غفور رحيم } قال أهل المعاني كل هذه الأشياء المذكورة في هذه الآية جارية مجرى النزل
والكريم إذا أعطى هذا النزل فما ظنك بما بعده من الألطاف و الكرامة .
قوله تعالى : { ومن أحسن قولا ممن دعا إلى
الله } أي إلى طاعة الله تعالى وقيل هو رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا الناس إلى
شهادة أن لا إله إلا الله ، وقيل : هو المؤمن أجاب الله تعالى فيما دعاه إليه ودعا
الناس إلى ما أجاب إليه { وعمل صالحا } في إجابته وقالت عائشة رضي الله تعالى عنها
: أرى أن هذه الآية نزلت في المؤذنين وقيل إن كل من دعا إلى الله تعالى بطريق من الطرق
فهو داخل في هذه الآية .AL-KHAZIN.5/351
{ إِنَّ الذين قَالُواْ رَبُّنَا الله } وحدوا
الله { ثُمَّ استقاموا } على الإيمان ولم يكفروا ويقال على أداء الفرائض ولم يروغوا
روغان الثعلب { تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الملائكة } عند قبض أرواحهم { أَلاَّ تَخَافُواْ
} على ما أمامكم من العذاب { وَلاَ تَحْزَنُواْ } على ما خلفتم من خلفكم { وَأَبْشِرُواْ
بالجنة التي كُنتُمْ تُوعَدُونَ } في الدنيا { نَحْنُ أَوْلِيَآؤُكُمْ فِي الحياة الدنيا
} توليناكم في الدنيا { وَفِي الآخرة } ونتولاكم في الآخرة وهم الحفظة { وَلَكُمْ فِيهَا
} في الجنة { مَا تشتهيا } ما تتمنى { أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا } في الجنة { مَا
تَدَّعُونَ } تسألون { نُزُلاً } ثواباً وطعاماً وشراباً لكم { مِّنْ غَفُورٍ } لمن
تاب { رَّحِيمٍ } لمن مات على التوبة { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً } أحكم قولاً ويقال
أحسن دعوة { مِّمَّن دَعَآ إِلَى الله } بالتوحيد وهو محمد صلى الله عليه وسلم { وَعَمِلَ
صَالِحاً } أدى الفرائض ويقال نزلت هذه الآية في المؤذنين يقول ومن أحسن قولاً دعوة
ممن دعا إلى الله بالأذان وعمل صالحاً صلى ركعتين بعد الأذان غير أذان صلاة المغرب
{ وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ المسلمين } انتحل الإسلام وقال إني مؤمن حقاً وهو محمد صلى
الله عليه وسلم وأصحابه.IBNU ABBAS.1/499
JAKARTA 30/4/2013