هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ
الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ
نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2) إِنَّا هَدَيْنَاهُ
السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3)
2. Sesungguhnya kami Telah menciptakan manusia
dari setetes mani yang bercampur[1535] yang kami hendak mengujinya (dengan
perintah dan larangan), Karena itu kami jadikan dia mendengar dan Melihat.
3. Sesungguhnya kami Telah menunjukinya jalan
yang lurus; ada yang bersyukur dan ada pula yang kafir.AL-INSAN
[1535] Maksudnya: bercampur antara benih lelaki
dengan perempuan.
{ إنّا هَدَيْناه السّبيلَ } فيه أربعة تأويلات :
أحدها : سبيل الخير والشر ، قاله عطية .
الثاني : الهدى من الضلالة ، قاله عكرمة .
الثالث : سبيل الشقاء والسعادة ، قاله مجاهد .
الرابع : خروجه من الرحم ، قاله أبو صالح
والضحاك والسدي .
ويحتمل خامساً : سبيل منافِعِه ومضارِّه
التي يهتدي إليها بطبعه ، وقيل : كمال عقله .
{ إمّا شاكراً وإمّا كَفوراً } فيه وجهان :
أحدهما : إما مؤمناً وإما كافراً ، قاله
يحيى بن سلام .
الثاني : إما شكوراً للنعمة وإما كفوراً
بها ، قاله قتادة .
وجمع بين الشاكر والكفور ولم يجمع بين الشكور
والكفور - مع إجتماعهما في معنى المبالغة - نفياً للمبالغة في الشكر وإثباتاً لها في
الكفر ، لأن شكر الله تعالى لا يُؤدَّى فانتفت عنه المبالغة ، ولم تنتف عن الكفر المبالغة
، فقل شكره لكثرة النعم عليه ، وكثر كفره وإن قل مع الإحسان إليه .AL-MAWARDY.4/361
{ إنا هديناه السبيل } أي بينا له سبيل الحق والباطل
والهدى والضلالة ، وعرفناه طريق الخير والشر ، وقيل معناه أرشدناه إلى الهدى لأنه لا
يطلق اسم السبيل إلا عليه والمراد من هداية السبيل نصب الدلائل ، وبعثه الرسل وإنزال
الكتب . { إما شاكرا وإما كفورا } يعني إما موحدا طائعا لله ، وإما مشركا بالله في
علم الله وذلك أن الله تعالى بين سبيل التوحيد ليتبين شكر الإنسان من كفره ، وطاعته
عن معصيته ، وقيل في معنى الآية إما مؤمنا سعيدا وإما كافرا شقيا . وقيل معناه الجزاء
أي بينا له الطريق إن شكر أو كفر ، وقيل المراد من الشاكر الذي يكون مقرا معترفا بوجوب
شكر خالقه سبحانه وتعالى عليه ، والمراد من الكفور الذي لا يقر بوجوب الشكر عليه ثم
بين ما للفريقين فوعد الشاكر ، وأوعد الكافر فقال تعالى : { إنا أعتدنا } أي هيأنا
في جهنم { للكافرين سلاسل } يعني يشدون بها { وأغلالا } أي في أيديهم تغل بها إلى أعناقهم
{ وسعيرا } يعني وقودا لا توصف شدته وهذا من أعظم أنواع الترهيب والتخويف ثم ذكر ما
أعد للشاكرين الموحدين فقال تعالى : { إن الأبرار } يعني المؤمنين الصادقين في إيمانهم
المطيعين لربهم ، واحدهم بار وبر وأصله التوسع فمعنى البر المتوسع في الطاعة { يشربون
من كأس } يعني فيها شراب { كان مزاجها كافورا } قيل يمزج لهم شرابهم بالكافور ويختم
بالمسك .
فإن قلت إن الكافور غير لذيذ ، وشربه مضر
فما وجه مزج شرابهم به .AL-KHAZIN.6/198
إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا
وَإِمَّا كَفُورًا (3)
شاكراً وكفوراً : حالان من الهاء في هديناه
، أي : مكناه وأقدرناه في حالتيه جميعاً . أو دعوناه إلى الإسلام بأدلة العقل «السمع»
كان معلوماً منه أنه يؤمن أو يكفر لإلزام الحجة . ويجوز أن يكونا حالين من السبيل ،
أي : عرّفناه السبيل إما سبيلاً شاكراً وإما سبيلاً كفوراً كقوله : { وهديناه النجدين
} [ البلد : 10 ] ووصف السبيل بالشكر والكفر مجاز . وقرأ أبو السّمّال بفتح الهمزة
في ( أما ) وهي قراءة حسنة والمعنى : أما شاكراً فبتوفيقنا ، وأما كفوراً فبسوء اختياره .AZZAMAKHSYARY.7/196
ثم قال : { فَجَعَلْنَاهُ } بعد النطفة
{ سَمِيعاً بَصِيراً } [ آية : 2 ] لنبتليه ، أيى جعلناه نطفة ، علقة ، مضغة ، ثم صار
إنساناً بعد ماء ودم { فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً } من بعد ما كان نطفة ميتة
، ثم قال : { إِنَّا هَدَيْنَاهُ السبيل } يعنى سبيل الضلالة والهدى { إِمَّا شَاكِراً
} أن يكون { شَاكِراً } يعنى موحداً فى حسن خلقه الله تعالى { وَإِمَّا كَفُوراً }
[ آية : 3 ] فلا يوحده ، وأيضاً إما شاكراً لله فى حسن خلقه وإما كَفُوراً ، يجعل هذه
النعم لغير الله ، ثم ذكر مستقر من أحسن من خلقه ، ثم كفر به وعبد غيره .MUQATIL.4/163
وقوله - سبحانه - { إِنَّا هَدَيْنَاهُ
السبيل } تعليل لقوله : { نَّبْتَلِيهِ } ، وتفصيل لقوله - تعالى - { فَجَعَلْنَاهُ
سَمِيعاً بَصِيراً } ، والمراد بالهداية هنا : الدلالة إلى طريق الحق ، والإِرشاد إلى
الصراط المستقيم .
أى : إنا بفضلنا وإحساننا - قد أرشدنا الإِنسان
إلى ما يوصله إلى طريق الحق والصواب ، وأرشدناه إلى ما يسعده ، عن طريق إرسال الرسل
وتزويده بالعقل المستعد للتفكر والتدبر فى آياتنا الدالة على وحدانيتنا وقدرتنا .
وقوله : { إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً
} حالان من ضمير الغيبة فى " هديناه " وهو ضمير الإِنسان .
و " إما " للتفصيل باعتبار تعدد
الأحوال مع اتحاد الذات : أو للتقسيم للمهدى بحسب اختلاف الذوات والصفات .
أى : إنا هديناه ودللناه على ما يوصله إلى
الصراط المستقيم ، فى حالتى شكره وكفره ، لأنه إن أخذ بهدايتنا كان شاكرا ، وإن أعرض
عنها كان جاحدا وكافرا لنعمنا ، فالهداية موجودة فى كل الأحوال ، إلا أن المنتفعين
بها هم الشاكرون وحدهم .
ومثل ذلك كمثل رجلين ، يرشدهما مرشد إلى
طريق النجاة ، فأحدهما يسير فى هذا الطريق فينجو من العثرات والمتاعب والمخاطر . .
والآخر يعرض عن ذلك فيهلك .
ولما كان الشكر قل من يتصف به ، كما قال
- سبحانه - : { وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشكور } جاء التعبير بقوله - سبحانه -
{ شَاكِراً } بصيغة اسم الفاعل . ولما كان الجحود والكفر يعم أكثر الناس ، جاء التعبير
بقوله - تعالى - { كَفُوراً } بصيغة المبالغة .SAIYID THANTHAWI.1/4395
JAKARTA 24/4/2013
Tidak ada komentar:
Posting Komentar