Jumat, 31 Mei 2013

AQIDAH: Rukun Islam



                          MEMAHAMI RUKUN ISLAM

أركان الإسلام :

أركان الإسلام خمسة بينها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم كما في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم : « بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله » (1) . ويدل على هذا حديث جبريل المتقدم وفيه أنه قال : « يا محمد ! أخبرني عن الإسلام ، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم : (الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا . قال : صدقت » . . . إلخ) (2) .

معنى الشهادتين :

*معنى شهادة أن لا إله إلا الله : أي لا معبود بحق إلا الله .

*ومعنى شهادة أن محمدًا رسول الله : طاعته فيما أمر وتصديقه فيما أخبر به واجتناب ما نهى عنه وزجر وأن لا يعبد الله إلا بما شرع .

_________

(1) صحيح البخاري ، حديث برقم (8) ، وصحيح مسلم حديث برقم (16) .

(2) تقدم متفق عليه : صحيح البخاري حديث برقم (8) ، وصحيح مسلم حديث برقم (8) .

المبحث الثاني : الإيمان وأركانه

وبيان حكم مرتكب الكبيرة

تعريفه :

الإيمان لغة : التصديق والإقرار .

وشرعًا : اعتقاد بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالجوارح .

أركانه وأدلته :

أركان الإيمان ستة يدل عليها قول الله تعالى : { لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ } (البقرة : 177) .

ومن السنة ما جاء في حديث جبريل عندما سأل النبي صلى الله عليه وسلم وقال : « أخبرني عن الإيمان ، قال : (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره . قال : صدقت » . . . إلخ) (1) .

زيادة الإيمان ونقصانه :

دل الكتاب والسنة على أن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية .

_________

(1) متفق عليه : صحيح البخاري حديث برقم (50) ، وصحيح مسلم حديث برقم (8) .

فالدليل من الكتاب قول الله تعالى : { وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ } (محمد : 17) . وقال تعالى : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } (الأنفال : 2) .

وقال تعالى : { هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ } (الفتح : 4) .

ومن السنة قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم : « يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان » (1) . وكذلك قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم : « الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان » (2) .

حكم مرتكب الكبيرة :

كبائر الذنوب نوعان : مكفّر وغير مكفر . فأما المكفر فهو الشرك بالله لأنه أعظم ذنبا عُصي به الله والنفاق الاعتقادي وسب الله ورسوله ونحو ذلك .

_________

(1) صحيح البخاري حديث برقم (7510) ، صحيح مسلم حديث برقم (193) .

(2) صحيح مسلم كتاب الإيمان حديث رقم (57) .

والنوع الثاني كبائر غير مكفّرة ولا يخرج مرتكبها من الملة إلا إذا استحلها . وهي سائر الذنوب التي دون الكفر كالربا والقتل والزنا ونحو ذلك .

وقد دل الكتاب والسنة على أن مرتكب الكبيرة غير المكفّرة مؤمن ناقص الإيمان ، ويسمى فاسقًا وعاصيًا .

وحكمه في الآخرة أنه تحت المشيئة فإن شاء الله غفر له برحمته وإن شاء عذبه بعدله وهو مع هذا لا يخلد في النار إذا عُذب بل مآله إلى الجنة بما معه من التوحيد والإيمان . قال تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا } (النساء : 116) .

وفي الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم أنه قال : « يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير ، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن برة من خير ، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير » (1) .

_________

(1) صحيح البخاري برقم (44) ، وصحيح مسلم برقم (192) .

وهذا الذي دلت عليه النصوص هنا هو الذي عليه سلف الأمة من الصحابة والتابعين وتابعيهم على الخير والهدى في حكم مرتكب الكبيرة وهو المنهج الوسط بين الغلو في هذا الباب وهو مذهب الخوارج قديمًا وحديثًا الذين يكفرون مرتكب الكبيرة ويخرجونه من الملة ويستبيحون دمه ويعتقدون أنه يوم القيامة خالد مخلد في النار ، وبين أهل التقصير الذين يرون أن مرتكب الكبيرة مؤمن كامل الإيمان ولا يفرقون بين مرتكب الكبيرة وبين المؤمن الكامل الذي أدى الطاعات وتجنب المحرمات كما هو مذهب غلاة المرجئة .

الأدلة على أن مرتكب الكبيرة ليس بكافر :

دل القرآن والسنة على أن مرتكب الكبيرة ليس بكافر .

فمن القرآن قوله تعالى : { وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } (الحجرات : 9 ، 10) . ووجه الدلالة من الآيتين هو أن الله أثبت الإيمان لمرتكبي معصية الاقتتال من المؤمنين والباغي من بعض الطوائف على بعض وهي من الكبائر وجعلهم إخوة وأمر تعالى المؤمنين بالإصلاح بين إخوتهم في الإيمان .

ومن السنة ما رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم قال : « يدخل أهل الجنة الجنة ، يدخل من يشاء برحمته ، ويدخل أهل النار النار ثم يقول : انظروا من وجدتم في قلبه مثقال حبّة من خردل من إيمان فأخرجوه » . . ) (1) .

_________

(1) صحيح مسلم كتاب الإيمان باب الشفاعة وإخراج الموحدين من النار حديث رقم 184 .

ووجه الدلالة من الحديث هو عدم تخليد مرتكبي الكبائر في النار حيث يخرج منها من كان في قلبه أدنى شيء من الإيمان كما يدل الحديث على تفاوت أهل الإيمان على حسب أعمالهم وأنه يزيد وينقص بحسب ما يترك المؤمن من واجبات أو يرتكب من محظورات .

المبحث الثالث : الإحسان

تعريفه :

الإحسان معناه مراقبة الله تعالى في السر والعلن مراقبة من يحبه ويخشاه ويرجو ثوابه ويخاف عقابه بالمحافظة على الفرائض والنوافل واجتناب المحرمات والمكروهات . والمحسنون هم السابقون بالخيرات المتنافسون في فضائل الأعمال .

أدلته :

من الكتاب قوله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ } (النحل : 128) .

ومن السنة ما جاء في حديث جبريل عليه السلام أنه سأل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم فقال : أخبرني عن الإحسان . فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم : « أن تعبد الله كأنك تراه فإن تكن تراه فإنه يراك » (1) .

_________

(1) تقدم تخريجه ص113 .

المبحث الرابع

العلاقة بين الإسلام والإيمان والإحسان

جاء ذكر الإسلام والإيمان والإحسان في حديث جبريل ومجيئه إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم وسؤاله عن هذه الأمور الثلاثة فأجاب عن الإسلام بامتثال الأعمال الظاهرة شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وعن الإيمان بالأمور الباطنة الغيبية ، وهي : الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره ، وعن الإحسان بمراقبة الله في السر والعلانية ، فقَال : أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك .

فإذا ذكرت هذه الأمور الثلاثة مجتمعة كان لكل واحد منها معنى خاص ، فيقصد بالإسلام الأعمال الظاهرة ويقصد بالإيمان الأمور الغيبية . ويقصد بالإحسان أعلى درجات الدين وإذا انفرد الإسلام دخل فيه الإيمان وإذا انفرد الإيمان دخل فيه الإسلام وإذا انفرد الإحسان دخل فيه الإسلام والإيمان .1/340347

المطلب الأول : الإيمان بنعيم القبر وعذابه وأدلة ذلك :

الإيمان بنعيم القبر لأهل الطاعة وبعذاب القبر لمن كان مستحقا له من أهل المعصية والفجور من أصول الإيمان التي دلت عليها نصوص الكتاب والسنة .

فمن أدلة الكتاب على نعيم القبر قول الله تعالى : { يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ } (إبراهيم : 27) ، فدلت الآية على تثبيت الله تعالى للمؤمنين عند السؤال في القبر وما يتبع ذلك من النعيم . أخرج البخاري من حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم أنه قال : « إذا أقعد المؤمن في قبره أتي ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فذلك قوله : { يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ }» (1) . ودليل عذاب القبر من القرآن قول الله تعالى : { وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ }{ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ } (غافر : 45 ، 46) ، قال القرطبي : (الجمهور على أن هذا العرض يكون في البرزخ وهو حجة في تثبيت عذاب القبر) . وقال الحافظ ابن كثير : (وهذه الآية أصل كبير في استدلال أهل السنة على عذاب البرزخ في القبور) (2) .

_________

(1) صحيح البخاري برقم (1369) .

(2) تفسير ابن كثير ح7 / 136 .

كما دل على عذاب القبر من القرآن أيضا قوله تعالى : { سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ } (التوبة : 101) ، فقد استدل بها كثير من السلف على عذاب القبر ، فعن مجاهد أنه قال في تفسير الآية : (بالجوع وعذاب القبر ، قال : " ثم يردون إلى عذاب عظيم " يوم القيامة) . وعن قتادة قال : (عذاب الدنيا وعذاب القبر ثم يردون إلى عذاب عظيم) ، وقد استدل بهذه الآية والتي قبلها على عذاب القبر الإمام البخاري في ترجمته للأحاديث في عذاب القبر (1) .

_________

(1) صحيح البخاري باب ما جاء في عذاب القبر ، فتح الباري (3 / 231) .

وأما ما جاء في السنة من الأدلة على نعيم القبر وعذابه فكثير جدا من ذلك ما جاء في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم قال : « إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار فيقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة » (1) . وفي صحيح مسلم من حديث أنس رضي الله عنه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم قال : « لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر » (2) . والأدلة على هذا كثيرة من الكتاب والسنة وقد ذكرت ما يستدل به في إثبات عذاب القبر ونعيمه ، والله أعلم .

_________

(1) صحيح البخاري برقم (1379) ، وصحيح مسلم برقم (2866) .

(2) صحيح مسلم برقم (2868) .

المطلب الثاني : وقوع نعيم القبر وعذابه على الروح والجسد معا :

نعيم القبر وعذابه يكون للروح والبدن جميعا ، فتنعم الروح أو تعذب متصلة بالبدن فيكون النعيم والعذاب عليهما جميعا كما أنه قد تنعم الروح أو تعذب أحيانا منفصلة عن البدن ، فيكون النعيم أو العذاب للروح منفردا عن البدن . وقد دلت على هذا النصوص وعليه اتفق أهل السنة والجماعة ، خلافا لمن زعم أن عذاب القبر ونعيمه يكون للروح فقط على كل حال ولا يتعلق بالبدن .

فمن الأدلة على ذلك حديث أنس بن مالك الذي أخرجه البخاري أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم قال : « إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه وإنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان : ما كنت تقول في هذا الرجل ( لمحمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم) فأما المؤمن فيقول : أشهد أنه عبد الله ورسوله فيقال له انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة فيراهما جميعا . وأما المنافق والكافر فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول : لا أدري كنت أقول ما يقول الناس ، فيقال : لا دريت ولا تليت ، ويضرب بمطارق من حديد ضربة فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين » (1) .

_________

(1) صحيح البخاري برقم (1338) .

وفي حديث البراء بن عازب الطويل الذي أخرجه أحمد وأبو داود والحاكم وغيرهم مرفوعا للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم قال بعد أن ذكر خروج الروح وصعود روح المؤمن إلى السماء : « فتعاد روحه في جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك » (1) الحديث ، وقد صحح هذا الحديث الحاكم وغيره .

فدل الحديثان على وقوع النعيم أو العذاب في القبر على الروح والجسد جميعا ففي قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم : « إن العبد إذا وضع في القبر » دلالة ظاهرة على هذا إذ لفظ (العبد) مسمى للروح والجسد جميعا ، وكذلك تصريحه بإعادة الروح إلى الجسد عند السؤال كما في حديث البراء بن عازب هذا مع ما جاء في الحديثين من الألفاظ التي هي من صفات الجسد كقوله : « يسمع قرع نعالهم » (فيقعدانه) ، « ويضرب بمطارق من حديد »« فيصيح صيحة » ، فإن هذا كله يفيد أن ما يحصل في القبر من النعيم أو العذاب متعلق بالروح والجسد جميعهما .

_________

(1) مسند الإمام أحمد 4 / 287 ، وسنن أبي داود 5 / 75 برقم (4753) ، والمستدرك : 1 / 37- 38 .

هذا مع أنه قد جاء في بعض النصوص ما يفيد أن النعيم أو العذاب قد يقع على الروح منفردة في بعض الأحوال على ما جاء في حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم : « لما أصيب إخوانكم يعني يوم أحد - جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب في ظل العرش » (1) .

فتلخص من هذا أن النعيم والعذاب يقع على الروح والجسد جميعا في القبر وقد تنفرد الروح بهذا أحيانا . قال بعض الأئمة المحققين في السنة في تقرير هذه المسألة : (والعذاب والنعيم على النفس والبدن جميعا باتفاق أهل السنة والجماعة ، تنعم النفس وتعذب منفردة عن البدن ، وتعذب متصلة بالبدن والبدن متصل بها ، فيكون النعيم والعذاب عليهما في هذه الحال مجتمعتين كما يكون للروح منفردة عن البدن) .

_________

(1) أخرجه أحمد في المسند 1 / 266 ، والحاكم في المستدرك 2 / 88 ، 297 ، وصححه ووافقه الذهبي .1/297-303.USHULUL IMAN FI DHOIIL KITAB WASUNNAH

JAKARTA 31/5/2013


READ MORE - AQIDAH: Rukun Islam

AQIDAH: Dinul Islam




                                        MAKNA AL-ISLAM

الفصل الثالث

معرفة دين الحق ( الإسلام ):

إذا عرفت - أيها العاقل - أن الله - تعالى - هو ربك الذي خلقك ورزقك ، وأنه الإله الواحد الحق الذي لا شريك له ، وأنه يجب عليك أن تعبده وحده ، وعرفت أن محمدا رسول الله إليك ، وإلى جميع الناس ، فاعلم أنه لا يصح إيمانك بالله - تعالى - ورسوله محمد عليه الصلاة والسلام إلا إذا عرفت دين الإسلام ، وآمنت به ، وعملت به ، لأنه الدين الذي رضيه الله - تعالى - ، وأمر به رسله ، وبعث به خاتمهم ، محمدا صلى الله عليه وسلم ، إلى جميع الناس ، وأوجب عليهم العمل به .

تعريف الإسلام

قال خاتم المرسلين ، ورسول الله إلى الناس أجمعين : « الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وتُقيم الصلاة ، وتُؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلًا » . متفق عليه .

فالإسلام هو الدين العالمي الذي أمر الله به جميع الناس ، وآمن به رسل الله ، وأعلنوا إسلامهم لله ، وأعلن الله - تعالى - بأنه الدين الحق ، وأنه لا يقبل من أحد دينا سواه ، فقال - تعالى - : { إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ } . [ سورة آل عمران ، الآية : 19 ] ، وقال الله - تعالى - : { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } . [ سورة آل عمران ، الآية : 85 ] .

المعنى الإجمالي للآيتين : يخبر الله - تعالى - أن الدين لديه الإسلام فقط ، وفي الآية الأخرى أخبر أنه لن يقبل من أحد دينا غير الإسلام ، وأن السعداء بعد الموت هم المسلمون فقط ، وأن الذين يموتون على غير الإسلام خاسرون في الدار الآخرة ، ويُعذبون في النار .

ولهذا أعلن جميع الأنبياء إسلامهم لله ، وأعلنوا براءتهم ممن لا يسلم ، فمن أراد من اليهود والنصارى النجاة والسعادة فليدخل في الإسلام ، وليتبع رسول الإسلام محمدا عليه الصلاة والسلام ، حتى يكون تابعا حقًّا لموسى وعيسى ، عليهما الصلاة والسلام ، لأن موسى وعيسى ومحمدا وجميع رسل الله مسلمون ، دعوا جميعا إلى الإسلام ؛ لأنه دين الله الذي بعثهم به ، ولا يصح لأحد ممن وُجد بعد بعثة خاتم المرسلين محمد - عليه الصلاة والسلام - إلى نهاية الدنيا ، لا يصح له أن يسمي نفسه مسلما لله ، ولا يقبل الله منه هذا الادعاء إلا إذا آمن بمحمد رسولا من عند الله ، واتبعه ، وعمل بالقرآن الذي أنزله الله عليه ، قال الله - تعالى - في القرآن العظيم : { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } . [ سورة آل عمران ، الآية : 31 ] .

المعنى الإجمالي للآية : يأمر الله رسوله محمدا أن يقول لمن يدعي محبة الله : إن كنتم تحبون الله حقًّا فاتبعوني يحُببكم الله ، فإن الله لا يُحبكم ولا يغفر لكم ذنوبكم ، إلا إذا آمنتم برسوله محمد واتبعتموه .

وهذا الإسلام الذي بعث الله به رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم إلى الناس جميعا هو الإسلام الكامل الشامل السمح ، الذي كمّله الله ورضيه لعباده دينا لا يقبل منهم دينا غيره ، وهو الذي بشر به الأنبياء وآمنوا به ، قال الله - تعالى - في القرآن العظيم : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا } . [ سورة المائدة ، الآية : 3 ] .

المعنى الإجمالي : يخبر الله - تعالى - في هذه الآية الكريمة التي أنزلها على خاتم المرسلين محمد عليه الصلاة والسلام ، وهو واقف مع المسلمين بعرفات بمكة في حجة الوداع ، يناجون الله ويدعونه ، وكان ذلك في آخر حياة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، بعدما نصره الله ، وانتشر الإسلام ، وتكامل نزول القرآن .

يخبر الله - سبحانه - أنه أكمل للمسلمين دينهم ، وأتم عليهم نعمته ببعثة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، وإنزال القرآن العظيم عليه ، ويخبر أنه رضي لهم الإسلام دينا ، لا يسخطه أبدا ، ولا يقبل من أحد دينا سواه أبدا .

ويُخبر - تعالى - أن الإسلام الذي بعث به رسوله محمدا إلى الناس جميعا هو الدين الكامل الشامل الصالح لكل زمان ومكان وأمة ، فهو دين العلم واليسر والعدالة والخير ، وهو المنهاج الواضح الكامل القويم لشتى مجالات الحياة ، فهو دين ودولة ؛ فيه المنهاج الحق للحكم والقضاء والسياسة والاجتماع والاقتصاد ، ولكل ما يحتاجه البشر في حياتهم الدنيا ، وهو الذي فيه سعادتهم في الحياة الآخرة بعد الموت .DINUL HAQ.1/31-35

ومن أنواع العبادة : الاستغاثة والاستعانة والاستعاذة :

فلا يُستغاثُ ولا يُستعان ولا يُستعاذ إلا بالله وحده قال الله - تعالى - في القرآن الكريم : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } . [ سورة الفاتحة ، الآية : 5 ] ، وقال الله - تعالى - : { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ }{ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ } . [ سورة الفلق ، الآيتان : 1 ، 2 ] ، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : « إنه لا يُستغاث بي وإنما يُستغاث بالله » حديث صحيح ، رواه الطبراني ، وقال صلى الله عليه وسلم : « إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله » حديث صحيح ، رواه الترمذي .

والإنسان الحي الحاضر يصحّ أن يُستغاث به ، ويُستعان به في الشيء الذي يقدر عليه فقط ، أما الاستعاذة فلا يستعاذ إلا بالله وحده ، والميت والغائب لا يُستغاث به ، ولا يستعان به البتة ؛ لأنه لا يملك شيئا ، ولو كان نبيًّا أو وليًّا أو ملكا .

والغيب لا يعلمه إلا الله - تعالى - ، فمن ادعى أنه يعلم الغيب فهو كافر يجب تكذيبه ، ولو تكهن بشيء فوقع فهو من باب الموافقة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من أتى كاهنا أو عرَّافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد » رواه الإمام أحمد والحاكم .

ومن العبادة : التوكل والرجاء والخشوع : فلا يتوكل الإنسان إلا على الله ، ولا يرجو إلا الله ، ولا يخشع إلا لله وحده .

ومما يؤسف له أن كثيرا من المنتسبين للإسلام يشركون بالله ، فيدعون غيره من الأحياء المعظمين ، ومن أهل القبور ، ويطوفون بقبورهم ، ويطلبون منهم حوائجهم ، وهذا عبادة لغير الله ، فاعلها ليس مسلما وإن ادّعى الإسلام ، وقال لا إله إلا الله محمد رسول الله ، وصلى وصام وحج البيت ، قال الله - تعالى - : { وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } . [ سورة الزمر ، الآية 65 ] .

وقال الله : { إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ } . [ سورة المائدة ، الآية : 72 ] .

وأمر الله - تعالى - رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم أن يقول للناس : { قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } . [ سورة الكهف ، الآية : 110 ] .

وهؤلاء الجهَّال غرَّهم علماء السوء والضلال الذين عرفوا بعض الفروع ، وجهلوا التوحيد الذي هو أساس الدين ، فصاروا يدعون إلى الشرك ، جهلًا منهم بمعناه باسم الشفاعة والوسيلة ، وحجتهم في ذلك التأويلات الفاسدة لبعض النصوص والأحاديث المكذوبة قديما وحديثا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والحكايات وأحلام المنام التي نسجها لهم الشيطان ، وما شابه ذلك من الضلالات التي جمعوها في كتبهم ، ليؤيدوا بها عبادتهم لغير الله اتباعا للشيطان وللهوى ، وتقليدا أعمى للآباء والأجداد ، كحال المشركين الأولين .

والوسيلة التي أمرنا الله أن نبتغيها في قوله - عز وجل - : { وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ } . [ سورة المائدة ، الآية : 35 ] هي الأعمال الصالحة من توحيد الله والصلاة والصدقة والصيام والحج والجهاد ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، وصلة الرحم ، ونحو ذلك ، أما دعاء الأموات والاستغاثة بهم عند الشدائد والكربات فهذا عبادة لهم من دون الله .

وشفاعة الأنبياء والأولياء وغيرهم من المسلمين الذين يأذن الله لهم في الشفاعة حق نؤمن بها ، ولكنها لا تُطلب من الأموات ؛ لأنها حق لله لا تحصل لأحد إلا بإذنه - تعالى - فيطلبها الموحد لله من الله - تعالى - قائلًا : " اللهم شفع فيَّ رسولك وعبادك الصالحين " ، ولا يقول : يا فلان اشفع لي لأنه ميت ، والميت لا يطلب منه شيء أبدا ، قال الله - تعالى - : { قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } . [ سورة الزمر ، الآية : 44 ] .

ومن البدع المحرمة المخالفة للإسلام والتي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة في الصحيحين والسنن : اتخاذ المساجد والسرج على القبور ، والبناء عليها ، وتجصيصهما والكتابة عليها ، وإلقاء الستور عليها ، والصلاة في المقبرة ، كل هذا نهى عنه الرسول الكريم ، صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه من أعظم أسباب عبادة أصحابها .

وبهذا يتبين أن من الشرك بالله ما يفعله الجهال عند بعض القبور في كثير من البلدان ، مثل قبر البدوي والسيدة زينب في مصر ، وقبر الجيلاني في العراق ، والقبور المنسوبة لآل البيت - رضي الله عنهم - في النجف وكربلاء في العراق ، وقبور أخرى في كثير من البلدان من الطواف حولها ، وطلب الحوائج من أهلها ، واعتقاد النفع والضرّ فيهم .

ويتبين أن هؤلاء بفعلهم هذا مشركون ضالون ، وإن ادّعوا الإسلام وصلّوا وصاموا وحجوا البيت ، ونطقوا بلا إله إلا الله محمد رسول الله ؛ لأن الناطق بلا إله إلا الله محمد رسول الله لا يعتبر موحدا لله حتى يعرف معناها ، ويعمل به كما تقدم بيان ذلك ، أما غير المسلم فإنه يدخل في الإسلام ابتداءً بنطقه بها ، ويسمى مسلما حتى يتبين منه ما ينافيها من بقائه على الشرك كهؤلاء الجهال ، أو إنكاره لشيء من فرائض الإسلام بعد بيانها له ، أو إيمانه بدين يُخالف دين الإسلام ، والأنبياء والأولياء (1) بريئون ممن يدعوهم ويستغيث بهم ؛ لأن الله - تعالى - أرسل رسله لدعوة الناس إلى عبادته وحده ، وترك عبادة من سواه نبيًّا أو وليًّا أو غيرهما .

ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم ، والأولياء المقتدين به ليست في عبادتهم ؛ لأن عبادتهم عداوة لهم ، وإنما محبتهم في الاقتداء بهم والسير على طريقتهم ، والمسلم الحقيقي يحب الأنبياء والأولياء ، ولكنه لا يعبدهم ، ونحن نؤمن بأن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم واجبة علينا فوق محبة النفس والأهل والولد والناس أجمعين .

_________

(1) أولياء الله هم الموحدون لله المطيعون له ، المتبعون لرسوله صلى الله عليه وسلم ، منهم من يعرف بسبب علمه وجهاده ، ومنهم من لا يعرف ، والمعروف منهم لا يرضى أن يقدسه الناس ، والأولياء حقًّا لا يدعون أنهم أولياء بل يرون أنهم مقصرون ، وليس لهم لباس مخصوص أو هيئة مخصوصة إلا التأسي بالرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك ، وكل مسلم موحد لله متبع لرسوله فيه من الولاية لله بقدر صلاحه وطاعته ، وبهذا يتبين أن الذين يدعون أنهم أولياء لله ، ويلبسون لباسا خاصًّا لكي يعظمهم الناس ويقدسوهم ، يتبين أنهم ليسوا أولياء لله ولكنهم كذَّابون .IDEM.1/40-42

JAKARTA 31/5/2013
READ MORE - AQIDAH: Dinul Islam

Kamis, 30 Mei 2013

AQIDAH:Perkara Ghaib



                             5 YANG GHAIB

[مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا اللَّه ]

6- وعن ابن عمر - رضي اللَّه عنهما- أن رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّم قال :

« " مفاتِيح الغيبِ خمس لا يعلَمها إِلا اللَّه : لا يعلم ما في غدٍ إِلا اللَّه ، ولا يعلم ما تَغِيض الأرحام إلا اللَّه ، ولا يعلم متى يأتي المطر أَحد إلا اللَّه ، ولا تدري نفس بأَيِّ أرضٍ تموت إلا اللَّه ، ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا اللَّه تبارك وتعالى » .

رواه البخاريّ ومسلم .

6- رواه البخاري كتاب الإستسقاء (2 / 524) (رقم : 1039) ، والتفسير (8 / 375) (رقم : 4697) ، والتوحيد (13 / 361) (رقم : 7379) ، ولم أجد الحديث من مسند ابن عمر عند مسلم ، وقد أخرج مسلم (1 / 39) (رقم : 9) نحوه عن أبي هريرة .

شرح الحديث :

هذا الحديث الشريف رد على من يدَّعي علم الغيب من الكهنة والسحرة .

قال الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " (8 / 514) : قال الشيخ أبو محمد بن أبي جَمرَة :

" عبَّر بالمفاتيح لتقريب الأمر على السامع لأن كل شيِء جعل بينك وبينه حجاب فقد غيّب عنك ، والتوصل إِلى معرفته في العادة من الباب فإذا أغلق الباب احتيج إِلى المفتاح فإذا كان الشيء الذي لا يطلع على الغيب إلا بتوصيله لا يعرف موضعه فكيف يعرف المغيب" ا . هـ ملخصا .

قال ابن كثير في تفسير سورة لقمان (3 / 455) :

" قال قتادة : أشياء استأثر اللَّه بهن فلم يطلع عليهن ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا .

فلا يدري أحد من الناس متى تقوم الساعة في أي سنة أَو في أي شهر أو ليل أو نهار ، فلا يعلم أحد متى ينزل الغيث ليلا أو نهارا ، ولا يعلم أحد ما في الأرحام ذكر أم أنثى أحمر أو أسود ، وما هو ؟ ولا تدري يا ابن آدم متى تموت لعلك الميت غدا لعلك المصاب غدا ا . هـ .

قلت : أما من يدَّعي بأن هناك أجهزة تكشف عن الجنين في بطن أمه هل هو ذكر أم أنثى ؟ فهذا لا يدخل في علم الغيب لأن التوصل إِلى ذلك كان بواسطة أجهزة فلو قال قائل : أنا أعلم ما في بطن الأم ثم شق بطنها فعلم ما فيه هل نقول : إِنه علم الغيب ، ثم إِن هذه الأجهزة ليست دقيقة تماما ، بل كثيرا ما تخطئ ، فكم من حامل قيل لها : إن ما في بطنك ولد فإِذا هو أنثى !!USHUL IMAN.1/48-49

[نزول اللَّه سبحانه وتعالى]

26- وعنه أن رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّم قال :

« ينزِل ربنا تبارك وتعالى كل ليلةٍ إِلى سماءِ الدنيا حين يبقى ثلث الليلِ الآخِر يقول : من يدعوني فأستجِيب له ، من يسألني فأعطيه ، من يستغفِرني فأغفر له » .

متفق عليه .

26- رواه البخاري كتاب التهجد (3 / 29) (رقم : 1145) ، وكتاب الدعوات (11 / 128) (رقم : 6321) ، وكتاب التوحيد (13 / 464) (رقم : 7494) ، ومسلم كتاب صلاة المسافرين (1 / 521) (رقم : 758) .

ونزول اللَّه سبحانه وتعالى ثابت وهو نزول يليق بجلاله وعظمة سلطانه ، من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل .

وللإمام ابن تيمية رحمه اللَّه كتاب مطول ، شرح فيه صفة النزول البينة ، بالأدلّة الشرعيّة والحجج ، فليراجع .1/75

4- باب الإيمان بالقدر

وقولِ اللَّهِ تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ } [الأنبياء : 101] .

وقوله تعالى : { وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا } [ الأحزاب : 38] .

وقوله تعالى : { وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ } [ الصافات : 96] .

وقوله تعالى : { إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ } [القمر : 49] .

[متى كان تقدير مقادير الخلق ؟ ]

39- وفي " صحيح مسلم " عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص - رضي اللَّه عنهما- قال : قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّم :

« إنّ اللَّه قدّر مقادير الخلائِقِ قبل أنْ يخلق السماوات والأرض بخمسين »« ألف سنةٍ قال : عرشه على الماء » " .

39- رواه مسلم كتاب القدر (4 / 2044) (رقم : 2653) من طريق ابن وهب ، أخبرني أبو هانئ الخولاني عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد اللَّه بن عمرو به .

القدر بفتح الدال المهملة : قال الحافظ (11 / 477) : قال الكرماني : المراد بالقدر حكم اللَّه . وقالوا- أي : العلماء- : القضاء هو الحكم الكلي الإجمالي في الأزل ، والقدر جزئيات ذلك الحكم وتفاصيله .

وقال أبو المظفر السمعاني : سبيل معرفة هذا الباب التوقيف من الكتاب والسنة دون محض القياس والعقل ؛ فمن عدل عن التوقيف فيه ضل وتاه في بحار الحيرة ولم يبلغ شفاء العين ولا ما يطمئن به القلب ؛ لأن القدر سر من أسرار اللَّه تعالى اختص العليم الخبير به وضرب دونه الأستار وحجبه عن عقول الخلق ومعارفهم لما علمه من الحكمة ، فلم يعلمه نبي مرسل ولا ملك مقرب ا هـ .

وقال الحافظ : وأخرج الطبراني بسند حسن من حديث ابن مسعود رفعه : « إذا ذكر القدر فأمسكوا » (1) قال الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد اللَّه بن باز رحمه اللَّه :

وأما الإيمان بالقدر فيتضمن الإيمان بأمور أربعة :

أولها : أن اللَّه سبحانه قد علم ما كان وما يكون وعلم أحوال عباده وعلم أرزاقهم وآجالهم وأعمالهم وغير ذلك من شؤونهم ، لا يخفى عليه من ذلك شيء سبحانه وتعالى ، كما قال سبحانه : { إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } ، وقال عزّ وجل : { لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا } .

_________

(1) وهو مخرج في «السلسلة الصحيحة» (رقم : 34) .

وثانيها : كتابته سبحانه لكل ما قدره وقضاه ، كما قال سبحانه : { قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ } ، وقال تعالى : { وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ } ، وقال تعالى : { أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ } .

وثالثها : الإيمان بمشيئته النافذة ؛ فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ، كما قال سبحانه : { إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ } ، وقال عزّ وجل : { إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } ، وقال سبحانه : { وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } .

ورابعها : خلقه سبحانه لجميع الموجودات لا خالق غيره ولا رب سواه ، كما قال سبحانه : { اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ } ، وقال تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ } .

فالإيمان بالقدر يشمل هذه الأمور الأربعة عند أهل السنّة والجماعة خلافا لمن أنكر بعض ذلك من أهل البدع ا هـ .

[وجوب العمل وعدم التواكل]

40- وعن علي بن أبي طالب - رضي اللَّه عنه- قال : « قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّم :

" ما منكم من أحدٍ إلا وقد كتب مقعده من النّارِ ومقعده من الجَنَّةِ " قالوا : يا رسول اللَّه! أفلا نتكل على كتابِنا وندع العمل؟! قال :

" اعملوا فكلٌّ ميسّر لما خلِق له ؛ أمّا من كان من أهل السّعادةِ فسييسّر لِعمل أهل السّعادة ، وأمّا من كان من أهل الشَّقاوةِ ، فسييسّر لِعمل أهل الشّقاوة ثمّ قرأ : { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى }{ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى }{ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى }» [ الليل : 6] متّفقٌ عليه .

40- رواه البخاري كتاب الجنائز (3 / 225) (رقم : 1362) ، والتفسير (8 / 709) (رقم : 4948 ، 4949) ، ومسلم كتاب القدر (4 / 2039) (رقم : 2647) .

قال البغوي (1 / 133) : قال الخطابي : قولهم : " أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل " : مطالبة منهم بأمر يوجب تعطيل العبودية وذلك إن إخبار النبي صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّم عن سابق الكتاب إِخبار غيب علم اللَّه سبحانه وتعالى فيهم وهو حجة عليهم ، فرام القوم أن يتخذوه حجة لأنفسهم في ترك العمل ، فأعلمهم النبي صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّم أن هاهنا أمرين لا يبطل أحدهما الآخر : باطن : هو العلة الموجبة في حكم الربوبية ، وظاهر : هو السمة اللازمة في حق العبودية ، وهي إمارة مخيلة غير مفيدة حقيقة العلم ، ويشبه أن يكون- واللَّه أعلم- إنما عوملوا بهذه المعاملة وتعبدوا بهذا التعبد ليتعلق خوفهم بالباطن المغيب عنهم ورجاؤهم بالظاهر البادي لهم والخوف والرجاء مدرجتا العبودية ليستكملوا بذلك صفة الإيمان ، ويبين لهم أن كلا ميسر لما خلق له ، وأن عمله في العاجل دليل مصيره في الآجل ، وتلا قوله سبحانه وتعالى : { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى } . . . { وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى } [الليل : 6] وهذه الأمور في حكم الظاهر ، ومن وراء ذلك علم اللَّه عزّ وجل فيهم وهو الحكيم الخبير لا يسأل عما يفعل وهم يسألون .

واطلب نظيره في أمرين من الرزق المقسوم مع الأمر بالكسب ومن الأجل المضروب في العمر مع المعالجة بالطب ، فإنك تجد المغيّب فيهما علة موجبة والظاهر البادي سببا مخيلا، وقد اصطلح الناس خواصهم وعوامهم على أن الظاهر فيهما لا يترك بالباطن .1/90-96

[كتابة العمل والأجل والرزق وشقي أو سعيد ونحن في بطون أمهاتنا]

43- وعن عبد اللَّه بن مسعود - رضي اللَّه عنه- قال : حدثنا رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّم وهو الصادق المصدوق :

« إنّ أحدكم يجمع خلْقه في بطنِ أمِّه أربعين يوما نطفة ، ثمّ يكون علقة مثل ذلك ، ثمّ يكون مضغة مثل ذلك ، ثمّ يبعث اللَّه إليه ملكا بأربع كلمات : فيكتب عمله وأجله ورِزقه وشقِي أو سعيد ، ثمّ ينفخ فيه الروح ، فوالّذي لا إله غيره إنّ أحدكم ليعمل بعمل أهل الجَنَّة حتّى ما يكون بينه وبينها إلا ذراعٌ فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النّار فيدخلها ؛ وإنّ أحدكم ليعمل بعمل أهل النّار حتّى ما يكون بينه وبينها إلاّ ذراعٌ فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجَنَّة فيدخلها »

متّفق عليه .

43- رواه البخاري كتاب بدء الخلق (6 / 303) (رقم : 3208) ، والأنبياء (6 / 363) (رقم : 3332) ، والقدر (11 / 477) (رقم : 6594) ، والتوحيد (13 / 440) (رقم : 7454) ، ومسلم كتاب القدر (4 / 2036) (رقم :2643) .

قال الحافظ في " الفتح " (11 / 479) :

المراد بالنطفة المني وأصله الماء الصافي القليل ، والأصل في ذلك إن ماء الرجل إذا لاقى ماء المرأة بالجماع وأراد اللَّه أن يخلق من ذلك جنينا هيأ أسباب ذلك .

قال ابن الأثير في " النهاية " : يجوز أن يريد بالجمع مكث النطفة في الرحم ، أي : تمكث النطفة أربعين يوما تخمّر فيه حتى تتهيأ للتصوير ثم تخلّق بعد ذلك .

ثم يكون علقة : يكون هنا بمعنى يصير ، ومعناه أنها تكون بتلك الصفة مدة الأربعين ثم تنقلب إِلى الصفة التي تليها .

العلقة : الدم الجامد الغليظ سمّي بذلك للرطوبة التي فيه وتعلّقه بما مر به .

المضغة : قطعة اللحم سميت بذلك لأنها قدر ما يمضغ الماضغ .

والمراد من كتابة الرزق تقديره قليلا أو كثيرا وصفته حلالا أو حراما ، وبالأجل : هل هو طويل أو قصير ؟ وبالعمل صالح أو فاسد .

ومعنى شقي أم سعيد : أن الملك يكتب إِحدى الكلمتين كأن يكتب مثلا أجل هذا الجنين كذا ورزقه كذا وعمله كذا وهو شقي باعتبار ما يختم له وسعيد باعتبار ما يختم له كما دلّ عليه الخبر .

وفي الحديث حث على القناعة والزجر الشديد عن الحرص لأن الرزق إذ كان قد سبق تقديره لم يغْنِ التغني في طلبه وإنما شرع الاكتساب لأنه من جملة الأسباب التي اقتضتها الحكمة في دار الدنيا .

وفيه أن الأعمال سبب دخول الجَنَّة أو النَّار ولا يعارض ذلك حديث « لن يدخل أحدكم الجَنَّة بعمله » (1) ، لأنه لولا رحمة اللَّه لعبده لما أدخله الجَنَّة ، لأن العمل بمجرّده ولو تناهى لا يوجب بمجرده دخول الجَنَّة ولا أن يكون عِوضا لها لأنه ولو وقع على الوجه الذي يحبه اللَّه لا يقاوم نعمة اللَّه بل جميع العمل لا يوازي نعمة واحدة ، فتبقى سائر نعمه مقتضية لشكرها وهو لم يوفِّها حق شكرها ، فلو عذبه على هذه الحالة لعذبه وهو غير ظالم ، وإذا رحمه في هذه الحالة كانت رحمته خيرا من عمله ، وفيه أن من كتب شقيا لا يعلم حاله في الدنيا ، وكذا عكسه ، ولكن ربما يعلم بطريق العلامة المثبتة للظن الغالب ، فنعم ، ويقوى ذلك في حق من اشتهر له لسان صدق بالخير والصلاح .

وفيه الحثّ على الاستعاذة باللَّه من سوء الخاتمة .

_________

(1) رواه البخاري ومسلم .1/101-103

JAKARTA 31/5/2013
READ MORE - AQIDAH:Perkara Ghaib
 

Majelis Ulama Indonesia

Dunia Islam

Informasi Kesehatan dan Tips Kesehatan

Total Tayangan Halaman