مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ
نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي
ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ
(18) AL-BAQARAH
Mereka tuli,bisu dan buta, maka tidaklah mereka akan kembali
(ke jalan yang benar).
قوله تعالى : { صَمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ
لاَ يَرْجِعُونَ } وهذا جمع : أصم ، وأبكم ، وأعمى ، وأصل الصَّمَمُ الإنسداد ، يقال
قناة صماء ، إذا لم تكن مجوفة ، وصممت القارورة ، إذا سددتها ، فالأصم : من انسدَّتْ
خروق مسامعه .
أما البَكَمُ ، ففيه أربعة أقاويل :
أحدها : أنه آفة في اللسان ، لا يتمكن معها
من أن يعتمد على مواضع الحروف .
والثاني : أنه الذي يولد أخرس .
والثالث : أنه المسلوب الفؤاد ، الذي لا
يعي شيئاً ولا يفهمه .
والرابع : أنه الذي يجمع بين الخَرَس وذهاب
الفؤاد .
ومعنى الكلام ، أنهم صمٌّ عن استماع الحق
، بكم عن التكلم به ، عُمْيٌ عن الإبصار له ، رَوَى ذلك قتادة ، { فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ
} يعني إلى الإسلام .AL-MAWARDY.1/22
ثم وصفهم الله تعالى فقال { صم } أي عن
سماع الحق لأنهم لا يقبلونه وإذا لم يقبلوه فكأنهم لم يسمعوه { بكم } أي خرس عن النطق
بالحق فهم لا يقولونه { عمي } أي لا بصائر لهم يميزون بها بين الحق والباطل ومن لا
بصيره له كمن لا بصر له فهو أعمى ، كانت حواسهم سليمة ولكن لما سدوا عن سماع الحق آذانهم
وأبوا أن تنطق به ألسنتهم وأن ينظروا إليه بعيونهم جعلوا كمن تعطلت حواسه وذهب إدراكه
قال الشاعر :
صم إذا سمعوا خيرا ذكرت به ... وإن ذكرت
بسوء كلهم أذن
{ فهم لا يرجعون } أي عن ضلالتهم ونفاقهم.AL-KHAZIN.1/17
قوله تعالى : { صمٌ بكمٌ عمي } .
الصمم انسداد منافذ السمع ، وهو أشد من
الطرش . وفي البكم ثلاثة أقوال . أحدها : أنه الخرس ، قاله مقاتل ، وأبو عبيد ، وابن
فارس . والثاني : أنه عيب في اللسان لا يتمكن معه من النطق ، وقيل : إن الخرس يحدث
عنه . والثالث : أنه عيب في الفؤاد يمنعه أن يعي شيئاً فيفهمه ، فيجمع بين الفساد في
محل الفهم ومحل النطق ، ذكر هذين القولين شيخنا .
قوله تعالى : { فهمْ لا يَرجِعُونَ } .
فيه ثلاثة أقوال . أحدها : لا يرجعون عن
ضلالتهم ، قاله قتادة ومقاتل . والثاني : لا يرجعون إِلى الإسلام ، قاله السدي . والثالث
: لا يرجعون عن الصمم والبكم والعمى ، وإنما أضاف الرجوع إليهم ، لأنهم انصرفوا باختيارهم
، لغلبة أهوائهم عن تصفح الهدى بآلات التصفح ، ولم يكن بهم صمم ولا بكم حقيقة ، ولكنهم
لما التفتوا عن سماع الحق والنطق به؛ كانوا كالصمم البكم . والعرب تسمي المعرض عن الشيء
: أعمى ، والملتفت عن سماعه : أصم ، قال مسكين الدارمي :
ما ضرَّ جاراَ لي أجاوره ... ألا يكون لبابه
ستر
أعمى إذا ما جارتي خرجت ... حتى يواري جارتي
الخدر
وتصمُّ عما بينهم أذني ... حتى يكون كأنه
وقر.ZADUL MASIR.1/26
فلهذا قال تعالى [عنهم]: { صُمٌّ } أي:
عن سماع الخير، { بُكْمٌ } [أي]: عن النطق به، { عُمْيٌ } عن رؤية الحق، { فَهُمْ لا
يَرْجِعُونَ } لأنهم تركوا الحق بعد أن عرفوه، فلا يرجعون إليه، بخلاف من ترك الحق
عن جهل وضلال، فإنه لا يعقل، وهو أقرب رجوعا منهم.ASSA’DY.1/44
{ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ (18) }
هم صُمٌّ عن سماع الحق سماع تدبر، بُكْم
عن النطق به، عُمْي عن إبصار نور الهداية; لذلك لا يستطيعون الرجوع إلى الإيمان الذي
تركوه، واستعاضوا عنه بالضلال.AL-MUYASSAR.1/32
صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ
(18)
اعلم أنه لما كان المعلوم من حالهم أنهم
كانوا يسمعون وينطقون ويبصرون امتنع حمل ذلك على الحقيقة فلم يبق إلا تشبيه حالهم لشدة
تمسكهم بالعناد وإعراضهم عما يطرق سمعهم من القرآن وما يظهره الرسول من الأدلة والآيات
بمن هو أصم في الحقيقة فلا يسمع ، وإذا لم يسمع لم يتمكن من الجواب ، فلذلك جعله بمنزلة
الأبكم ، وإذا لم ينتفع بالأدلة ولم يبصر طريق الرشد فهو بمنزلة الأعمى ، أما قوله
: { فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ } ففيه وجوه : أحدها : أنهم لا يرجعون عما تقدم ذكره وهو
التمسك بالنفاق الذي لأجل تمسكهم به وصفهم الله تعالى بهذ الصفات فصار ذلك دلالة على
أنهم يستمرون على نفاقهم أبداً . وثانيها : أنهم لا يعودون إلى الهدى بعد أن باعوه
، وعن الضلالة بعد أن اشتروها . وثالثها : أراد أنهم بمنزلة المتحيرين الذين بقوا خامدين
في مكانهم لا يبرحون ، ولا يدرون أيتقدمون أم يتأخرون وكيف يرجعون إلى حيث ابتدأوا
منه .ARRAZY.1/349
JAKARTA 17/4/2013
Tidak ada komentar:
Posting Komentar