TAFSIR QS.AL-BAQARAH AYAT 218
يَسْأَلُونَكَ عَنِ
الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ
اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ
عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ
حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ
عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا
وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217) إِنَّ الَّذِينَ
آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ
رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (218)
218.
Sesungguhnya orang-orang yang beriman, orang-orang yang berhijrah dan berjihad
di jalan Allah, mereka itu mengharapkan rahmat Allah, dan Allah Maha Pengampun
lagi Maha Penyayang.AL-BAQARAH
قوله تعالى : { يَسْئَلُونَكَ
عَنِ الشَّهْرِ الحَرَامِ قَتَالٍ فِيهِ ، قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ } والسبب في
نزول هذه الآية أن عبد الله بن جحش خرج بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبعة
نفر من أصحابه وهم أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة ، عكاشة بن محصن ، وعتبة بن غزوان ،
وسهيل بن البيضاء ، وخالد ابن البكير ، وسعد بن أبي وقاص ، وواقد بن عبد الله ، وعبدُ
الله بن جحش كان أميرهم ، فتأخر عن القوم سعد وعتبة ليطلبا بعيراً لهما ضَلَّ ، فلقوا
عمرو بن الحضرمي فرماه واقد بن عبد الله التميمي بسهم فقتله واستأسر عثمان بن عبد الله
والحكم بن كيسان ، وغُنِمت العير ، وكان ذلك في آخر ليلة من جمادى الآخِرة أو أول ليلة
من رجب ، فعيرت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك وقدم عبد الله بن جحش فلامه
رسول الله صلى الله عليه وسلم ولامه المسلمون حتى أنزل الله فيه هذه الآية .
واختلفوا فيمن سأل
عن ذلك على قولين :
أحدهما : أنهم المشركون
ليعيّروا بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واستحلوا قتاله فيه ، وهو قول الأكثر .
والثاني : أنهم المسلمون
سألوا عن القتال في الشهر الحرام ليعلموا حكم ذلك . فأخبرهم الله تعالى : أن الصد عن
سبيل الله وإخراج أهل الحرم منه والفتنة أكبر من القتل في الشهر الحرام وفي الحرم ،
وهذا قول قتادة .
واختلفوا في تحريم
القتال في الأشهر الحرم هل نسخ أم لا؟ فقال الزهري : هو منسوخ بقوله تعالى : { وَقَاتِلُوا
الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً } . وقال عطاء : هو ثابت
الحكم ، وتحريم القتال فيه باقٍ غير منسوخ ، والأول أصح لما تظاهرت به الأخبار عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم أنه غزا هوازن بحنين ، وثقيفاً بالطائف ، وأرسل أبا العاص
إلى أوطاس لحرب مَنْ بها من المشركين في بعض الأشهر الحرم ، وكانت بيعة الرضوان على
قتال قريش في ذي القعدة .
وقوله تعالى : { وَمَن
يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ } أي يرجع ، كما قال تعالى : { فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا
قَصَصاً } [ الكهف : 64 ] أي رجعا ، ومن ذلك قيل : استرد فلان حقه .
{ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ
حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ } أي بطلت ، وأصل الحبوط الفساد ، فقيل في الأعمال إذا بطلت
حبطت لفسادها .
قوله تعالى : { إِنَّ
الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ } الآية . وسبب نزولها أن قوماً من المسلمين
قالوا في عبد الله بن جحش ومن معه : إن لم يكونوا أصابوا في سفرهم وزْراً فليس فيه
أجر ، فأنزل الله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ } يعني بالله ورسوله ، { وَالَّذِينَ
هَاجَرُواْ } يعني عن مساكنة المشركين في أمصارهم ، وبذلك سمي المهاجرون من أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم مهاجرين لهجرهم دورهم ومنازلهم كراهة الذل من المشركين وسلطانهم
، { وَجَاهَدُواْ } يعني قاتلوا ، وأصل المجاهدة المفاعلة من قولهم جهد كذا إذا أكدّه
وشق عليه ، فإن كان الفعل من اثنين كل واحد منهما يكابد من صاحبه شدة ومشقة قيل فلان
يجاهد فلاناً . وأما { فِي سَبِيلِ اللهِ } فطريق الله ، وطريقه : دينه .
فإن قيل : فكيف قال
: { أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللهِ } ورحمة الله للمؤمنين مستحقة؟ ففيه جوابان :
أحدهما : أنهم لما
لم يعلموا حالهم في المستقبل جاز أن يرجوا الرحمة خوفاً أن يحدث من مستقبل أمورهم مالا
يستوجبونها معه .
والجواب الثاني :
أنهم إنما رجوا الرحمة لأنهم لم يتيقنوها بتأدية كل ما أوجبه الله تعالى عليهم .AL-MAWARDY.1/154
شرح الكلمات
{ الحرام قتال فيه } : أي المحرم
. قتال بدل اشتمال من الحرام ، إذ السؤال عن القتال في الشهر الحرام ( رجب ) .
{ كبير } : أي ذنبٌ عظيم .
{ صد عن سبيل الله } : صرف عن
دين الله .
{ وكفر به } : كفر بالله تعالى .
{ المسجد الحرام } : مكة والمسجد
الحرام فيها .
{ أهله } : النبي صلى الله عليه
وسلم والمهاجرون .
{ أكبر } : أعظم وزراً .
{ الفتنة } : الشرك واضطهاد
المؤمنين ليكفروا .
{ حبطت أعمالهم } : بطل أجرها
فلا يثابون عليها لردتهم .
{ هاجروا } : تركوا ديارهم خوف
الفتنة والاضطهاد في ذات الله .
معنى الآيتين :
لما أخبر تعالى أنه
كتب على المؤمنين القتال ارسل النبي صلى الله عليه وسلم سرية بقيادة عبد الله بن جحش
إلى بطن نخلة يتعرف على أحوال الكفار . فشاء الله تعالى أن يلقى عبد الله ورجاله عيراً
لقريش فقاتلوهم فقتلوا منهم رجلا يدعى عمرو بن الحضرمي وأسروا اثنين واخذوا العير وقفلوا
راجعين وكان ذلك في آخر يوم من جمادى الثانية وهي أو ليلة من رجب .
فثارت ثائرة قريش
وقالت : محمد يحل الشهر الحرام بالقتال فيه ، ورَدَّد صوتهَا اليهود والمنافقون بالمدينة
حتى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف العير والأسرين ولم يقض فيهما بشىء ، وتعرض
عبد الله بن جحش ورفاقه لنقد ولوم عظيمين من أكثر الناس ، وما زال الأمر كذلك حتى أنزل
الله تعالى هاتين الآيتين { يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه } أي عن القتال فيه ،
أجبهم يا رسولنا وقل لهم القتال فيه وزر كبير بيد أن الصد عن دين الله والكفر به تعالى
وكذا الصد عن المسجد الحرام ، وإخراج الرسول منه والمؤمنين وهم أهله وولاته بحق أعظم
وزراً في حكم الله تعالى ، كما أن شرك المشركين في الحرم وفتنة المؤمنين فيه لإِرجاعهم
عن دينهم الحق إلى الكفر بشتى أنواع التعذيب أعظم من القتل في الشهر الحرام . مضافاً
إلى كل هذا عزمهم على قتال المؤمنين إلى أن يردوهم عن دينهم إن اتطاعوا . ثم أخبر تعالى
المؤمنين محذراً إياهم من الارتداد مهما كان العذاب أن من يرتد عن دينه ولم يتب بأن
مات كافراً فإن أعماله الصالحة كلها تبطل ويصبح من أهل النار الخالدين فيها أبداً
. هذا ما تضمنته الآية الأولى أما الآية الثانية ( 218 ) إن الذين آمنوا والذين هاجروا
فقد نزلت في عبد الله بن جحش وأصحابه طمأنهم الله تعالى أنهم غير آثمين وأنه تعالى
غفور لذنوبهم رحيم بهم ، وذلك لإِيمانهم وهجرتهم وجهادهم في سبيل الله ، وقال تعالى
فيهم : { إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله
والله غفور رحيم } .
هداية الآيتين
{ من هداية الآيتين } :
1- حرمة الشهر الحرام والبلد
الحرام .
2- نسخ القتال في الشهر الحرام
بدليل قتال الرسول صلى الله عليه وسلم هوازن وثقيف في شوال وأول القعدة وهما في الأشهر
الحرم .
3- الكشف عن نفسيّة الكافرين
وهي عزنهم الدائم على قتال المسلمين إلى أن يردوهم عن الإِسلام ويخرجوهم منه .
4- الردة محبطة للعمل فإن تاب
المرتد يستأنف العمل من جديد ، وإن مات قبل التوبة فهو من أهل النار الخالدين فيها
أبداً .
5- بيان فضل الإِيمان والهجرة
والجهاد في سبيل الله .AISARUT
TAFASIR/1103
By Abi Anwar (2012)
Tidak ada komentar:
Posting Komentar