TAFSIR QS. ASY-SYURA AYAT 23
الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي
العزيز (19) من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها
وما له في الآخرة من نصيب (20) أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله
ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم وإن الظالمين لهم عذاب أليم (21) ترى الظالمين مشفقين
مما كسبوا وهو واقع بهم والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاءون
عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير (22) ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات
قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا
إن الله غفور شكور (23)
23. Itulah
(karunia) yang (dengan itu) Allah menggembirakan hamba- hamba-Nya yang beriman
dan mengerjakan amal yang saleh. Katakanlah: "Aku tidak meminta
kepadamu sesuatu upahpun atas seruanku kecuali kasih sayang dalam
kekeluargaan". dan siapa yang mengerjakan kebaikan akan Kami tambahkan
baginya kebaikan pada kebaikannya itu. Sesungguhnya Allah Maha Pengampun lagi
Maha Mensyukuri[1344].asy-syura
{ الله لطيف بعباده } أي كثير الإحسان إليهم ، قال ابن عباس :
حفي بهم وقيل رفيق وقيل لطيف بالبر والفاجر حيث لم يهلكهم جوعا بمعاصيهم يدل عليه قوله
تعالى : { يرزق من يشاء } يعني أن الإحسان والبر إنعام في حق كل العباد وهو إعطاء ما
لا بد منه فكل من رزقه الله تعالى من مؤمن وكافر وذي روح فهو ممن يشاء الله أن يزرقه
، وقيل لطفه في الرزق من وجهين أحدهما أنه جعل رزقكم من الطيبات والثاني أنه لم يدفعه
إليكم مرة واحدة { وهو القوي } أي القادر على كل ما يشاء { العزيز } أي الذي لا يغالب
ولا يدافع { من كان يريد حرث الآخرة } أي كسب الآخرة والمعنى من كان يريد بعمله الآخرة
{ نزد له في حرثه } أي بالتضعيف الواحدة إلى عشرة إلى ما يشاء الله تعالى من الزيادة
، وقيل إنا نزيد في توفيقه وإعانته وتسهيل سبيل الخيرات والطاعة إليه { ومن كان يريد
حرث الدنيا } يعني يريد بعمله الدنيا مؤثرا لها على الآخرة { نؤته منها } أي ما قدر
وقسم له منها { وما له في الآخرة من نصيب } يعني لأنه لم يعمل لها ، عن أبي بن كعب
رضي الله عنه قال قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم « بشر هذه الأمة بالسنا والرفعة
والتمكين في الأرض فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب » ذكره
في جامع الأصول ولم يعزه إلى أحد من الكتب الستة وأخرجه البغوي بإسناده .
قوله تعالى : { أم
لهم } يعني كفار مكة { شركاء } يعني الأصنام وقيل الشياطين { شرعوا لهم من الدين }
قال ابن عباس شرعوا لهم غير دين الإسلام { ما لم يأذن به الله } يعني أن تلك الشرائع
بأسرها على خلاف دين الله تعالى الذي أمر به وذلك أنهم زينوا لهم الشرك وإنكار البعث
والعمل للدنيا لأنهم لا يعلمون غيرها { ولولا كلمة الفصل } يعني أن الله حكم بين الخلق
بتأخير العذاب عنهم إلى يوم القيامة { لقضي بينهم } أي لفرغ من عذاب الذين يكذبونك
في الدنيا { وإن الظالمين } يعني المشركين { لهم عذاب أليم } أي في الآخرة { ترى الظالمين
} يعني يوم القيامة { مشفقين } أي وجلين خائفين { مما كسبوا } أي من الشرك والأعمال
الخبيثة { وهو واقع بهم } أي جزاء كسبهم واقع بهم { والذين آمنوا وعملوا الصالحات في
روضات الجنات } لأن هذه الروضات أطيب بقاع الجنة فلذلك خص الذين آمنوا وعملوا الصالحات
بها وفيه تنبيه على أن الجنة منازل غير الروضات هي لمن هو دون الذين عملوا الصالحات
من أهل القبلة { لهم ما يشاؤون عند ربهم } أي من الكرامة { ذلك هو الفضل الكبير ذلك
} أي الذي ذكر من نعيم الجنة الذي يبشر الله به عباده { الذين آمنوا وعملوا الصالحات
} قوله عز وجل : { قل لا أسألكم عليه } أي على تبليغ الرسالة { أجرا } أي جزاء { إلا
المودة في القربى } ( خ ) عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن قوله { إلا المودة
في القربى } فقال سعيد بن جبير قربى آل محمد صلى الله عليه وسلم قال ابن عباس : عجبت
أن النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن بطن من قريش إلا وله فيهم قرابة فقال ألا تصلوا
ما بيني وبينكم من القرابة ، وعن ابن عباس أيضا في قوله { إلا المودة في القربى }
: يعني أن تحفظوا قرابتي وتودوني وتصلوا رحمي ، وإليه ذهب مجاهد وقتادة وعكرمة ومقاتل
والسدي والضحاك ( خ ) عن ابن عمر أن أبا بكر قال : ارقبوا محمدا صلى الله عليه وسلم
في أهل بيته واختلفوا في قرابته ، فقيل علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله تعالى عنهم
وقيل أهل بيته من تحرم عليه الصدقة من أقاربه وهم بنو هاشم وبنو المطلب الذين لم يفترقوا
في جاهلية ولا في إسلام ( م ) .
عن زيد بن أرقم أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال « إني تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله
تعالى واستمسكوا به » فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال « وأهل بيتي أذكركم الله في
أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي فقال له حصين من أهل بيته يا زيد أليس نساؤه من أهل
بيته قال نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرمت عليهم الصدقة بعده قال ومن هم قال
هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس » .
فإن قلت طلب الأجر على تبليغ الرسالة والوحي
لا يجوز لقوله في قصة نوح عليه السلام وغيره من الأنبياء { وما أسألكم عليه من أجر
إن أجري إلا على رب العالمين } قلت لا نزاع في أنه لا يجوز طلب الأجر على تبليغ الرسالة .
بقي الجواب عن قوله { إلا المودة في القربى } .
فالجواب عنه من وجهين : الأول معناه لا
أطلب منكم إلا هذه وهذا في الحقيقة ليس بأجر ومنه قول الشاعر :
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم ... بهن فلول
من قراع الكتائب
معناه إذا كان هذا عيبهم فليس فيهم عيب
بل هو مدح فيهم ولأن المودة بين المسلمين أمر واجب وإذا كان كذلك في حق جميع المسلمين
كان في أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم أولى فقوله { قل لا أسألكم عليه أجرا إلا
المودة في القربى } المودة في القربى ليست أجرا في الحقيقة لأن قرابته قرابتهم فكانت
مودتهم وصلتهم لازمة لهم فثبت أن لا أجر البتة ، والوجه الثاني أن هذا الاستثناء منقطع
وتم الكلام عند قوله قل لا أسألكم عليه أجرا ثم ابتدأ فقال إلا المودة في القربى أي
لكن أذكركم المودة في قرابتي الذين هم قرابتكم فلا تؤذوهم؛ وقيل : إن هذه الآية منسوخة
وذلك لأنها نزلت بمكة وكان المشركون يؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله
تعالى هذه الآية فأمرهم فيها بمودة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلة رحمه فلما هاجر
إلى المدينة وآواه الأنصار ونصروه أحب الله تعالى أن يلحقه بإخوانه من النبيين فأنزل
الله تعالى :al-khazin.5/362-363
وأخرج أبو نعيم والديلمي
من طريق مجاهد ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
« { لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى } » أن تحفظوني في أهل بيتي وتودّوهم
بي « » .
وأخرج ابن المنذر
وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه بسند ضعيف من طريق سعيد بن جبير ، عن ابن عباس
قال : « لما نزلت هذه الآية { قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى } قالوا
: يا رسول الله ، من قرابتك هؤلاء الذين وجبت مودتهم؟ قال : علي وفاطمة وولداها » .
وأخرج سعيد بن منصور
، عن سعيد بن جبير { إلا المودة في القربى } قال : قربى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وأخرج ابن جرير عن
أبي الديلم ، قال : لما جيء بعلي بن الحسين - رضي الله عنه - أسيراً ، فأقيم على درج
دمشق ، قام رجل من أهل الشام فقال : الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم ، فقال له علي
بن الحسين - رضي الله عنه - أقرأت القرآن؟ قال : نعم . قال : أقرأت آل حم؟ قال : لا
. قال : أما قرأت { قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى } قال : فإنكم لأنتم
هم؟ قال : نعم .
وأخرج ابن أبي حاتم
، عن ابن عباس { ومن يقترف حسنة } قال : المودة لآل محمد .ADDARUL MANTSUR.9/66
By Abi Azman
JAKARTA.8-12-2011
Tidak ada komentar:
Posting Komentar