WAFAT jiwa ?
إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ
لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ
عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (41) اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ
حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا
الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ
لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42)
42. Allah memegang jiwa (orang) ketika matinya
dan (memegang) jiwa (orang) yang belum mati di waktu tidurnya; Maka dia
tahanlah jiwa (orang) yang Telah dia tetapkan kematiannya dan dia melepaskan
jiwa yang lain sampai waktu yang ditetapkan[1313]. Sesungguhnya pada yang
demikian itu terdapat tanda- tanda kekuasaan Allah bagi kaum yang berfikir.
AZZUMAR
[1313] Maksudnya: orang-orang yang mati itu rohnya
ditahan Allah sehingga tidak dapat kembali kepada tubuhnya; dan orang-orang
yang tidak mati Hanya tidur saja, rohnya dilepaskan sehingga dapat kembali
kepadanya lagi.
قوله عز وجل : { الله يتوفى الأنفس حين
موتها والتي لم تمت في منامها } فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : أن الله عند توفي الأنفس يقبض أرواحها
من أجسادها والتي لم تمت وهي في منامها يقبضها عن التصرف مع بقاء أرواحها في أجسادها .
{ فيمسك التي قضى عليها الموت } أنى تعود الأرواح إلى أجسادها .
{ ويرسلُ الأخرى } وهي النائمة فيطلقها باليقظة للتصرف إلى أجل موتها ،
قاله ابن عيسى .
الثاني : ما حكاه ابن جريج عن ابن عباس
أن لكل جسد نفساً وروحاً فيتوفى الله الأنفس في منامها بقبض أنفسها دون أرواحها حتى
تتقلب بها وتتنفس ، فيمسك التي قضى عليها الموت أن تعود النفس إلى جسدها ويقبض الموت
روحها ، ويرسل الأخرى وهي نفس النائم إلى جسدها حتىتجتمع مع روحها إلى أجل موتها .
الثالث : قاله سعيد بن جبير إن الله تعالى
يقبض أرواح الموتى إذا ماتوا وأرواح الأحياء إذا ناموا فتتعارف ما شاء الله أن تتعارف
فيمسك التي قضى عليها الموت فلا يعيدها ويرسل الأخرى فيعيدها . قال علي رضي الله عنه
: فما رأته نفس النائم وهي في السماء قبل إرسالها إلى جسدها فهي الرؤيا الصادقة ، وما
رأته بعد إرسالها وقبل استقرارها في جسدها تلقيها الشياطين وتخيل إليها الأباطيل فهي
الرؤيا الكاذبة .al-mawardy.4/17
{ 42 } { اللَّهُ يَتَوَفَّى الأنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ
فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأخْرَى
إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } .
يخبر تعالى أنه المتفرد بالتصرف بالعباد،
في حال يقظتهم ونومهم، وفي حال حياتهم وموتهم، فقال: { اللَّهُ يَتَوَفَّى الأنْفُسَ
حِينَ مَوْتِهَا } وهذه الوفاة الكبرى، وفاة الموت.
وإخباره أنه يتوفى الأنفس وإضافة الفعل
إلى نفسه، لا ينافي أنه قد وكل بذلك ملك الموت وأعوانه، كما قال تعالى: { قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ
مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ } { حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ
تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ } لأنه تعالى يضيف الأشياء إلى نفسه،
باعتبار أنه الخالق المدبر، ويضيفها إلى أسبابها، باعتبار أن من سننه تعالى وحكمته
أن جعل لكل أمر من الأمور سببا.
وقوله: { وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا
} وهذه الموتة الصغرى، أي: ويمسك النفس التي لم تمت في منامها، { فَيُمْسِكُ } من هاتين
النفسين النفس { الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ } وهي نفس [ ص 726 ] من كان مات،
أو قضي أن يموت في منامه.
{ وَيُرْسِلُ } النفس { الأخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى } أي: إلى استكمال
رزقها وأجلها. { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } على كمال اقتداره،
وإحيائه الموتى بعد موتهم.
وفي هذه الآية دليل على أن الروح والنفس
جسم قائم بنفسه، مخالف جوهره جوهر البدن، وأنها مخلوقة مدبرة، يتصرف اللّه فيها في
الوفاة والإمساك والإرسال، وأن أرواح الأحياء والأموات تتلاقى في البرزخ، فتجتمع، فتتحادث،
فيرسل اللّه أرواح الأحياء، ويمسك أرواح الأموات.assa’dy.1/725
أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس
في قوله { الله يتوفى الأنفس . . } الآية . قال : نفس وروح بينهما شعاع الشمس ، فيتوفى
الله النفس في منامه ويدع الروح في جسده وجوفه يتقلب ويعيش ، فإن بدا لله أن يقبضه
قبض الروح فمات أو أُخِّر أجله رد النفس إلى مكانها من جوفه .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
والطبراني في الأوسط وأبو الشيخ في العظمة والضياء في المختارة عن ابن عباس في قوله
{ الله يتوفى الأنفس حين موتها . . } الآية . قال : يلتقي أرواح الأحياء وأرواح الأموات
في المنام فيتساءلون بينهم ما شاء الله تعالى ، ثم يمسك الله أرواح الأموات ، ويرسل
أرواح الأحياء إلى أجسادها { إلى أجل مسمى } لا يغلط بشيء من ذلك . فذلك قوله { إن
في ذلك لآيات لقوم يتفكرون } .
وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في قوله
{ الله يتوفى الأنفس حين موتها . . . } قال : كل نفس لها سبب تجري فيه ، فإذا قضى عليها
الموت نامت حتى ينقطع السبب { والتي لم تمت } تترك .
وأخرج جويبر عن ابن عباس في الآية قال
: سبب ممدود بين السماء والأرض ، فأرواح الموتى وأرواح الأحياء إلى ذلك السبب ، فتعلق
النفس الميتة بالنفس الحية ، فإذا أذن لهذه الحية بالانصراف إلى جسدها لتستكمل رزقها
، أمسكت النفس الميتة وأرسلت الأخرى .
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن فرقد
قال : ما من ليلة من ليالي الدنيا إلا والرب تبارك وتعالى يقبض الأرواح كلها مؤمنها
وكافرها . فيسأل كل نفس ما عمل صاحبها من النهار وهو أعلم ، ثم يدعو ملك الموت فيقول
: اقبض هذا ، واقبض هذا من قضى عليه الموت { ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى } .
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن سليم
بن عامر أن عمر بن الخطاب قال : العجب من رؤيا الرجل أنه يبيت فيرى الشيء لم يخطر له
على باله فتكون رؤياه كأخذ باليد ، ويرى الرجل الرؤيا فلا تكون رؤياه شيئاً! فقال علي
بن أبي طالب : أفلا أخبرك بذلك يا أمير المؤمنين؟ يقول الله تعالى { الله يتوفى الأنفس
حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل
مسمى } فالله يتوفى الأنفس كلها فما رأت وهي عنده في السماء فهي الرؤيا الصادقة ، وما
رأت إذا أرسلت إلى أجسادها تلقتها الشياطين في الهواء فكذبتها وأخبرتها بالأباطيل فكذبت
فيها . فعجب عمر من قوله .
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي أيوب ، أنه سمع
رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كان نازلاً عليه في بيته حين أراد أن يرقد قال كلاماً
لم نفهمه قال : فسألته عن ذلك فقال
« اللهم أنت تتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها ، فتمسك التي
قضى عليها الموت ، وترسل الأخرى إلى أجل مسمى ، أنت خلقتني ، وأنت تتوفاني ، فإن أنت
توفيتني فاغفر لي ، وإن أنت أخرتني فاحفظني » .
وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله
عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفضه بداخلة
إزاره فإنه لا يدري ما خلفه عليه ، ثم ليقل : اللهم باسمك ربي وضعت جنبي وباسمك ارفعه
، إن أمسكت نفسي فارحمها ، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به الصالحين من عبادك » .
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي جحيفة رضي الله
عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفره الذي ناموا فيه حتى طلعت الشمس
، ثم قال : « إنكم كنتم أمواتاً فرد الله إليكم أرواحكم » .
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري وأبو
داود والنسائي عن أبي قتادة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم ليلة
الوادي : « إن الله قبض أرواحكم حين شاء ، وردها عليكم حين شاء » .
وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك رضي الله
عنه قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فقال : « من يكلؤنا الليلة؟ فقلت
: أنا . فنام ، ونام الناس ، ونمت ، فلم نستيقظ إلا بحرِّ الشمس . فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : أيها الناس إن هذه الأرواح عارية في أجساد العباد ، فيقبضها إذا شاء
، ويرسلها إذا شاء » .
وأخرج الطبراني عن أبي أمامة رضي الله عنه
قال : « كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فلم يستيقظ حتى طلعت الشمس ، فأقام
الصلاة ثم صلى بهم . ثم قال : إذا رقد أحدكم فغلبته عيناه فليفعل هكذا . . فإن الله
سبحانه وتعالى { يتوفي الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها } » .addurul mantsur.8/455-456
KEMATIAN dunia tapi HIDUP di alam
barzah/kubur ?
وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154)
{ وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ
وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ (154) }
لما فرغ تعالى (1) من بيان الأمر بالشكر
شرع في بيان الصبر، والإرشاد إلى الاستعانة بالصبر والصلاة، فإن العبد إما أن يكون
في نعمة فيشكر عليها، أو في نقمة فيصبر عليها؛ كما جاء في الحديث: "عجبًا للمؤمن.
لا يقضي الله له قضاء إلا كان خيرًا له: إن أصابته سراء، فشكر، كان خيرًا له؛ وإن أصابته
ضراء فصبر كان خيرًا له".
وبين تعالى أن أجود ما يستعان به على تحمل
المصائب الصبر والصلاة، كما تقدم في قوله: { وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ
وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ } [البقرة: 45] . وفي الحديث كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حَزَبَه أمر صلى (2) . والصبر صبران، فصبر على ترك
المحارم والمآثم وصبر على فعل الطاعات والقربات. والثاني أكثر ثوابًا لأنه المقصود.
كما قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: الصبر في بابين، الصبر لله بما أحب، وإن ثقل على
الأنفس (3) والأبدان، والصبر لله عما كره وإن نازعت إليه الأهواء. فمن كان هكذا، فهو
من الصابرين الذين يسلم عليهم، إن شاء الله.
وقال علي بن الحسين زين العابدين: إذا جمع
الله الأولين والآخرين ينادي مناد: أين الصابرون ليدخلوا الجنة قبل الحساب؟ قال: فيقوم
عُنُق من الناس، فتتلقاهم الملائكة، فيقولون: إلى أين يا بني آدم؟ فيقولون: إلى الجنة.
فيقولون: وقبل الحساب؟ قالوا: نعم، قالوا: ومن أنتم؟ قالوا: الصابرون، قالوا: وما كان
صبركم؟ قالوا: صبرنا على طاعة الله، وصبرنا عن معصية الله، حتى توفانا الله. قالوا:
أنتم كما قلتم، ادخلوا الجنة، فنعم أجر العاملين.
قلت: ويشهد لهذا قوله تعالى: { إِنَّمَا
يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } [الزمر: 10] .
وقال سعيد بن جبير: الصبر اعتراف العبد
لله بما أصاب منه، واحتسابه عند الله رجاء ثوابه، وقد يجزع الرجل وهو مُتَجَلّد لا
يرى منه إلا الصبر.
وقوله تعالى: { وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ } يخبر تعالى أن الشهداء في بَرْزَخِهم
أحياء يرزقون، كما جاء في صحيح مسلم: "إن أرواح الشهداء في حواصل طير خضر تسرح
في الجنة حيث شاءت (4) ثم تأوي إلى قناديل مُعَلَّقة تحت العرش، فاطَّلع عليهم ربك
اطِّلاعَة،
__________
(1) في جـ: "لما فرغ تبارك وتعالى".
(2) رواه أبو داود في السنن برقم (1319) من حديث حذيفة رضي الله عنه.
(3) في جـ: "وإن تقتل عليه الأنفس" وفي ط: "فإن ثقل على الأنفس".
(4) في أ: "حيث ما شاءت".ibnu katsir.1/446
MATI di jalan Allah ?
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا
بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) وَلَا تَقُولُوا
لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ
(154) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ
وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ
مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ
صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)
154. Dan janganlah kamu mengatakan terhadap
orang-orang yang gugur di jalan Allah, (bahwa mereka itu ) mati; bahkan (sebenarnya)
mereka itu hidup[100], tetapi kamu tidak menyadarinya.al-baqarah
[100] yaitu hidup dalam alam yang lain yang bukan
alam kita ini, di mana mereka mendapat kenikmatan-kenikmatan di sisi Allah, dan
Hanya Allah sajalah yang mengetahui bagaimana keadaan hidup itu.
شرح الكلما :
{ الاستعانة } : طلب المعونة والقدرة على القول أو العمل .
{ الصبر } : حمل النفس على المكروه وتوطينها على احتمال المكاره .
{ الشعور } : الاحساس بالشيء المفضي إلى العلم به .
{ الابتلاء } : الاختبار والامتحان لإِظهار ما عليه الممتحن من قوة أو ضعف .
{ الأموال } : جمع مال وقد يكون ناطقاً وهو المواشي ويكون صامتاً وهو النقدان
وغيرهما
{ المصيبة } : ما يصيب العبد من ضرر في نفسه أو أهله أو ماله .
{ الصلوات } : جمع صلاة وهي من الله تعالى هنا المغفرة لعطف الرحمة عليها .
{ ورحمة } : الرحمة الإِنعام وهو جلب ما يسر ودفع ما يضر ، وأعظم ذلك دخول
الجنة بعد النجاة من النار .
{ المهتدون } : إلى طريق السعادة والكمال بإيمانهم وابتلاء الله تعالى لهم
وصبرهم على ذلك .
معنى الآيات :
نادى الرب عباده المؤمنين وهم أهل ملة الإِسلام
المسلمون ليرشدهم إلى ما يكون عوناً لهم على الثبات على قبلتهم التي اختارها لهم ،
وعلى ذكر ربهم وشكره وعدم نسيانه وكفره فقال : { يا أيها الذين آمنوا استعينوا } أي
على ما طلب منكم من الثبات والذكر ولشكر ، وترك النسيان ولكفر بالصبر الذي هو توطين
النفس وحملها على أمر الله تعالى به وبإقام الصلاة ، وأعلمهم أنه مع الصابرين يمدهم
بالعون والقوة ، فإذا صبروا نالهم عون الله تعالى وتقويته وهذا ما تضمنته الآية الأولى
( 153 ) أما الآية الثانية ( 154 ) فقد تضمنت نهيه تعالى لهم أن يقولوا معتقدين إن
من قتل في سبيل الله ميت إذ هو ي في البرزخ وليس بميت بل هو حي يرزق في الجنة كما قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أرواح الشهداء في حواصل طيور خضر تسرح في الجنة حيث
شاءت ثم تأوي إلى قناديل معلقة تحت العرش » . ( رواه مسلم ) . فلذا لا يقال لمن قتل
في سبيل الله مات ولكن استشهد وهو شهيد وحيّ عند ربه حياة لا نحسها ولا نشعر بها لمفارقتها
للحياة في هذه الدار . وأما الآية الثالثة ( 155 ) فإنه يقسم تعالى لعباده المؤمنين
على أنه يبتليهم بشيء من الخوف بواسطة اعدائه واعدائهم وهم الكفار عندما يشنون الحروب
عليهم وبالجوع لحصار العدو ولغيره من الأسباب ، وبنقص الأموال كموت الماشية للحرب والقحط
، وبالأنفس كموت الرجال ، وبفساد الثمار بالجوائح ، كل ذلك لإِظهار من يصبر على إيمانه
وطاعة ربه بامتثال أمره واجتناب نهيه ومن لا يصبر فيحرم ولاية الله وأجره ، ثم أمر
رسوله بأن يبشر الصابرين ، وبين في الآية الرابعة ( 156 ) حال الصابرين وهي أنهم إذا
أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله ، فله أن يصيبنا بما شاء لأنَّا ملكه وعبيده ، وإنا إليه
راجعون بالموت فلا جزع إذاً ولكن تسليم لحكمه ورضاً بقضائه وقدره ، وفي الآية الخامسة
( 157 ) أخبر تعالى مبشراً أولئك الصابرين بمغفرة ذنوبهم وبرحمة من ربهم ، وإنهم المهتدون
إلى سعادتهم وكمالهم .
فقال : { أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة
وأولئك المهتدون } .
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
1- فضيلة الصبر والأمر به الاستعانة بالصبر والصلاة على المصائب والتكاليف
وفي الحديث كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة .
2- فضل الشهداء على غيرهم بحياتهم عند ربهم حياة أكمل من حياة غيرهم في الجنة .
3- قد يبتلى المؤمن بالمصائب في النفس والأهل والمال ليصبر فترتفع درجته
ويعلو مقامه عند ربه .
4- فضيلة الاسترجاع عند المصيبة وهو قول : إن الله وإنا إليه راجعون ، وفي
الصحيح يقول صلى الله عليه وسلم ، « ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول إنا لله وإنا إليه
راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له
خيراً منها » . ( رواه مسلم )aisarut tafasir.1/65-66
قوله عز وجل : { يا أيها الذين آمنوا استعينوا
بالصبر والصلاة } إنما خصهما بذلك لما فيهما من المعونة على العبادات؛ أما الصبر فهو
حبس النفس على احتمال المكاره في ذات الله وتوطينها على تحمل المشاق في العبادات ،
وسائر الطاعات وتجنب الجزع وتجنب المحظورات ومن الناس من حمل الصبر على الصوم وفسره
به ، ومنهم من حمله على الجهاد وأما الاستعانة بالصلاة فلأنها تجب أن تفعل على طريق
الخضوع والتذلل للمعبود والإخلاص له . وقيلك استعينوا على طلب الآخرة بالصبر على الفرائض
، وبالصلوات الخمس في مواقيتها على تحميص الذنوب { إن الله مع الصابرين } أي بالعون
والنصر { ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات } نزلت فيمن قتل ببدر من المسلمين
وكانوا أربعة عشر رجلا ستة من المهاجرين وهم : عبيدة بن الحارث بن عبدالمطلب وعمير
بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة الزهري أخو سعد بن أبي وقاص وذو الشمالين
واسمه عمير بن عبد عمرو بن العاص بن نضلة بن عمرو بن خزاعة ثم بني غبشان وعاقل بن البكير
من بني سعد بن ليث بن كنانة ومهجع مولى لعمر بن الخطاب ، وصفوان بن بيضاء من بني الحارث
بن فهر ومن الأنصار ثمانية ، وهم سعد بن خيثمة ومبشر بن عبد بن المنذر ، ويزيد بن الحارث
بن قيس بن فسحم وعمير بن الحمام ورافع بن المعلى وحارثة بن سراقة ، وعوف ومعوذ ابنا
الحارث بن رفاعة بن سواد وهما ابنا عفراء وهي أمهما ، كان الناس يقولون لمن قتل في
سبيل الله مات فلان وذهب عنه نعيم الدنيا ولذاتها فأنزل الله تعالى هذا الآية ، وقيل
: إن الكفار والمنافقين قالوا : إن الناس يقتلون أنفسهم ظلما لمرضاة محمد من غير فائدة
فنزلت هذا الاية وأخبر أن من قتل في سبيل الله فإنه حي بقوله تعالى : { بل أحياء }
وإنما أحياهم الله عز وجل في الوقت لإيصال الثواب إليهم . وعن الحسن أن الشهداء أحياء
عند الله تعالى تعرض أرزاقهم على أرواحهم ، ويصل إليهم الروح والريحان والفرح كما تعرض
النار عى أرواح آل فرعون غدوة وعشيا فيصل إليهم ، الألم والوجع ففيه دليل على أن المطيعين
لله يصل إليهم ثوابهم وهم في قبورهم في البرزخ وكذا العصاة يعذبون في قبورهم . فإن
قلت : نحن نراهم موتى فما معنى قوله بل أحياء وما وجه النهي ، في قوله ولا تقولوا لمن
يقتل في سبيل الله أموات . قلت : معناه لا تقولوا أموات بمنزلة غيرهم من الأموات بل
هم أحياء تصل أرواحهم إلى الجنان كما ورد ، « إن أرواح الشهداء في حواصل طير خضر تسرح
في الجنة » فهم أحياء من هذه الجهة ، وإن كانوا أمواتا من جهة خروج الروح من أجسادهم
، وجواب آخر وهو أنهم أحياء عند الله تعالى في عالم الغيب ، لأنهم صاروا إلى الآخرة
فنحن لا نشاهدهم كذلك ويدل على ذلك قوله تعالى : { ولكن لا تشعرون } أي لا ترونهم أحياء
فتعلموا ذلك حقيقة ، وإنما تعلمون ذلك بإخباري إياكم به .
فإن قلت : ليس سائر المطيعين من المسلمين
لله يصل إليهم من نعيم الجنة في قبورهم فلم خصص الشهداء بالذكر؟ . قلت : إنما خصهم
لأن الشهداء فضلوا على غيرهم بمزيد النعيم وهو أنهم يرزقون من مطاعم الجنة ومآكلها
وغيرهم ينعمون بما دون ذلك . وجواب آخر أنه رد لقول من قال : إن من قتل في سبيل الله
قد مات وذهب عنه نعيم الدنيا ولذاتها فاخبر الله تعالى بقوله : { بل أحياء } بأنهم
في نعيم دائم .al-khazin.1/117-118
SYUHADA’
mendapat rezki ?
وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي
سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ
بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا
بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ
بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ
(171)
169. Janganlah kamu mengira bahwa orang-orang yang
gugur di jalan Allah itu mati; bahkan mereka itu hidup[248] disisi Tuhannya
dengan mendapat rezki.ALI IMRON
[248] yaitu hidup dalam alam yang lain yang bukan
alam kita ini, di mana mereka mendapat kenikmatan-kenikmatan di sisi Allah, dan
Hanya Allah sajalah yang mengetahui bagaimana keadaan hidup itu.
شرح الكلمات :
{ ولا تحسبن } : ولا تظنن .
{ قتلوا } : استشهدوا .
{ أحياء } : يُحسون ويتنعمون في نعيم الجنة بالطعام والشراب .
{ فرحين } : مسرورين .
{ لا خوف عليهم } : لما وجدوا من الأمن التام عن ربهم .
{ ولا هم يحزنون } : على ما خلفوا وراءهم في الدنيا لما نالهم من كرامة
في الجنة .
{ يستبشرون } : يفرحون
{ وفضل } : وزيادة .
معنى الآيات :
ما زال السياق في الحديث عن غزوة أحد فقال
تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم : { ولا تحسبن } أي لا تظنن الذين استشهدوا من المؤمنين
في أحد وغيرها أمواتاً لا يحسون ولا يتنعمون بطيب الرزق ولذيذ العيش بل هم أحياء عند
ربهم يرزقون أرواحهم في حواصل طير خضر يأكلون من ثمار الجنة ويأوون إلى قناديل معلقة
بالعرش . إنهم فرحون بما أكرمهم الله تعالى به ، ويستبشرون بإخوانهم المؤمنين الذين
خلفوهم في الدنيا على الإِيمان والجهاد بأنهم إذا لحقوا بهم لم يخافوا ولم يحزنوا لأجل
ما يصيرون إليه من نعيم الجنة توكرامة الله تعالى لهم فيها . إن الشهداء جميعا مستبشرون
فرحون بما ينعم الله عليهم ويزيدهم وبأنه تعالى لا يضيع أجر المؤمنين شهداء وغير شهداء
بل يوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله .
هداية الآيات
من هداية الآيات :
1- الشهداء أحياء والمؤمنون أحياء في الجنة غير أن حياة الشهداء أكمل .
2- الشهداء يستبشرون بالمؤمنين الذين خلفوهم على الإِيمان والجهاد بأنهم
اذا لحقوا بهم نالهم من الكرامة والنعيم ما نالهم هم قبلهم .
3- لا خوف ينال المؤمن الصالح إذا مات ولا حزن يصيبه .aisarut tafasir.1/222
قوله تعالى : { وَلاَ تَحْسَبَنَّ الذين
قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ الله أَمْوَاتاً } الآية .
نهى الله تبارك وتعالى في هذه الآية عن
ظن الموت بالشهداء ، وصرح بأنهم أحياء عند ربهم يرزقون ، وأنهم فرحون بما آتاهم الله
من فضله ، يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون . ولم
يبين هنا هل حياتهم هذه في البرزخ يدرك أهل الدنيا حقيقتها أو لا؟ ولكنه بين في سورة
البقرة أنهم لا يدركونها بقوله : { وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ الله
أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُون } [ البقرة : 154 ] لأن نفي الشعور
يدل على نفي الإدراك من باب أولى كما هو ظاهر
.ASYANQITHY.1/256
{ وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتاً
بَلْ أَحْيَآءٌ } يعني أنهم في الحال وبعد القتل بهذه الصفة ، فأما في الجنة فحالهم
في ذلك معلومة عند كافة المؤمنين ، وليس يمتنع إحياؤهم في الحكمة . وقد روى ابن مسعود
وجابر وابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « لَمَّا أُصِيبَ إِخْوَانُكُم
بِأُحدٍ جَعَلَ اللهُ أَرْوَاحَهُم فِي حَوَاصِلِ طَيْر خُضْرٍ تَرِدُ أَنْهارَ الجَنَّةِ
وَتَأْكُلُ مِن ثِمَارِها
» . وفي { أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ } تأويلان :
أحدهما : أنهم بحيث لا يملك لهم أحد نفعاً
ولا ضراً إلا ربُّهُم .
والثاني : انهم أحياء عند ربهم من حيث يعلم
أنهم أحياء دون الناس .
{ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِنْ خَلْفِهِمْ
} فيه قولان :
أحدهما : يقولون : إخواننا يقتلون كما قتلنا
فيصيبون من كرامة الله ما أصبنا ، وهو قول قتادة ، وابن جريج .
والثاني : أنه يؤتى الشهيد بكتاب فيه ذكر
من يقدم عليه من إخوانه فيبشر بذلك فيستبشر كما يستبشر أهل الغائب في الدنيا بقدومه
، وهذا قول السدي .AL-MAWARDY.1/264
{ وَلاَ تَحْسَبَنَّ } الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم أو لكل أحد
. وقرىء بالياء على : ولا يحسبنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو ولا يحسبنّ حاسب
. ويجوز أن يكون { الذين قُتِلُوْا } فاعلاً ، ويكون التقدير : ولا يحسبنهم الذين قتلوا
أمواتاً ، أي لا يحسبنّ الذين قتلوا أنفسهم أمواتاً . فإن قلت : كيف جاز حذف المفعول
الأوّل؟ قلت : هو في الأصل مبتدأ ، فحذف كما حذف المبتدأ في قوله { أَحْيَاءٌ } والمعنى
: هم أحياء لدلالة الكلام عليهما . وقرىء : «ولا تحسبنّ» بفتح السين ، «وقتلوا» بالتشديد
. «وأحياء» بالنصب على معنى : بل احسبهم أحياء { عِندَ رَبّهِمْ } مقرّبون عنده ذوو
زلفى ، كقوله : { فالذين عِندَ رَبّكَ } [ فصلت : 38 ] . { يُرْزَقُونَ } مثل ما يرزق
سائر الأحياء يأكلون ويشربون . وهو تأكيد لكونهم أحياء ووصف لحالهم التي هم عليها من
التنعم برزق الله { فَرِحِينَ بِمَا ءاتاهم الله مِن فَضْلِهِ } وهو التوفيق في الشهادة
وما ساق إليهم من الكرامة والتفضيل على غيرهم ، من كونهم أحياء مقرّبين معجلاً لهم
رزق الجنة ونعيمها . وعن النبي صلى الله عليه وسلم :
( 224 ) " لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر تدور في أنهار
الجنة وتأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش " { وَيَسْتَبْشِرُونَ
ب } إخوانهم المجاهدين { الذين لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم } أي لم يقتلوا فيلحقوا بهم
{ مّنْ خَلْفِهِمْ } يريد الذين من خلفهم قد بقوا بعدهم وهم قد تقدموهم . وقيل : لم
يلحقوا بهم ، لم يدركوا فضلهم ومنزلتهم { أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ } بدل من الذين
. والمعنى : ويستبشرون بما تبين لهم من حال من تركوا خلفهم من المؤمنين ، وهو أنهم
يبعثون آمنين يوم القيامة . بشرهم الله بذلك فهم مستبشرون به . وفي ذكر حال الشهداء
واستبشارهم بمن خلفهم بعث للباقين بعدهم على ازدياد الطاعة ، والجد في الجهاد ، والرغبة
في نيل منازل الشهداء وإصابة فضلهم ، وإحماد لحال من يرى نفسه في خير فيتمنى مثله لإخوانه
في الله ، وبشرى للمؤمنين بالفوز في المآب . وكرّر { يَسْتَبْشِرُونَ } ليعلق به ما
هو بيان لقوله : { أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } من ذكر النعمة
والفضل ، وأن ذلك أجر لهم على إيمانهم يجب في عدل الله وحكمته أن يحصل لهم ولا يضيع
وقرىء «وأن الله» بالفتح عطفاً على النعمة والفضل . وبالكسر على الابتداء وعلى أنّ
الجملة اعتراض . وهي قراءة الكسائي . وتعضدها قراءة عبد الله . «والله لا يضيع» .AZZAMAKHSYARY.1/347
By Abi Faid
Jakarta 2/10/2012
Tidak ada komentar:
Posting Komentar