SHALAT YANG MERUGIKAN
قوله جلّ ذكره : { أَرَءَيْتَ الَّذِى يُكَذِّبُ
بِالدِّينِ } .
نزلت الآية على جهة التوبيخ ، والتعجُّبِ
من شأن تظلُّم اليتيمِ من الكفار
.
فقال : { أَرَءَيْتَ الَّذِى يُكَذِّبُ
بِالدِّينِ } ، وبالحساب والجزاء¿
{ فَذَالِكَ الَّذِى يَدُعُّ الْيَتِيمَ } .
يدفعه بجفوة ، ويقال : يدفعه عن حقَّه .
{ وَلاَ يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينَ } .
أي : لا يَحُثُّ على إطعام المسكين ، وإنما
يدعُّ اليتيم؛ لأنَّ اللَّهَ تعالى قد نزع الرحمةَ من قلبه « ولا تنزع الرحمة إلاَّ
من قلبِ شقيٍّ » .
وهو لا يحث على طعام المسكين ، لأنه في
شُحِّ نَفْسِه وأَمْرِ بُخْلِه
.
قوله جلّ ذكره : { فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ
الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُرَآءُونَ } .
السَّاهي عن الصلاة الذي لا يُصَلِّي .
ولم يقل : الذين هم في صلاتهم ساهون . . ولو قال ذلك لكان الأمرُ عظيماً .
{ الَّذِينَ هُمْ يُرَآءُونَ } : أي يصلون ويفعلون
ذلك على رؤية الناس - لا إخلاصَ لهم
.
الماعون : مثل الماء ، والنار ، والكلأ
، والفأس ، والقِدْر وغير ذلك من آلةِ البيت .
ويدخل في هذا : البُخْلُ ، والشُّحّث بما
ينفع الخَلْقَ مما هو مُمْكِنٌ ومُسْتَطاع .ALQUSYAIRY.8/107-108
شرح الكلمات :
{ أرأيت الذي يكذب بالدين } : اي هل عرفته والدين
ثواب الله وعقابه يوم القيامة .
{ فذلك الذي يدع اليتيم } : أي فهو ذلك الذي يدفع
اليتيم عن حقه بعنف .
{ ولا يحض على طعام المسكين } : أي لا يحض نفسه ولا
غيره على طعام المساكين .
{ فويل للمصلين } : أي العذاب الشديد للمصلين الساهين
عن صلاتهم .
{ عن صلاتهم ساهون } : أي يؤخرونها عن أوقاتها .
{ يراءون } : أي يراءون بصلاتهم وأعمالهم الناس فلم
يخلصوا لله تعالى في ذلك .
{ ويمنعون الماعون } : أي لا يعطون من سألهم ماعوناً
كالأبرة والقدر والمنجل ونحوه مما ينتفع به ويرد بعينه كسائر الأدوات المنزلية .
معنى الآيات :
قوله تعالى { أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك
الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين } هذه الآيات الثلاث نزلت بمكة في العاص
بن وائل والوليد بن المغيرة وأضرابهم من عتاة قريش وكفارها فهذه الآيات تُعرِّض بهم
وتندد بسلوكهم وتوعدهم فقوله تعالى { أرأيت } يا رسولنا الذي يكذب بالدين وهو الجزاء
في الآخرة على الحسنات والسيئات فهو ذاك الذي يدع اليتيم أي يدفعه بعنف عن حقه ولا
يعطيه إياه احتقارا له وتكبرا عليه ولا يحض على طعام المسكين أي ولا يحث ولا يحض نفسه
ولا غيره على إطعام الفقراء والمساكين وذلك اتج عن عدم إيمانه بالدين أي بالحساب والجزاء
في الدار الآخرة وهذه صفة كل ظالم مانع للحق لا يرحم ولا يشفق إذ لو آمن بالجزاء في
الدار الآخرة لعمل لها بترك الشر وفعل الخير فمن اراد أن يرى مكذبا بالدين فإِنه يراه
في الظلمة المعتدين القساة القلوب الذين لا يرحمون ولا يعطون ولا يحسنون وقوله تعالى
{ فويل للمصلين الذي هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراءون ويمنعون الماعون } هذه الآيات
الأربع نزلت في بعض منافقي المدنية النبوية فلذا نصف السورة مكي ونصفها مدني } وقوله
تعالى { فويل للمصلين الذي هم عن صلاتهم ساهون } هذا وعيد شديد لهم إذ الويل واد في
جهنم يسيل من صديد أهل النار وقيوحهم وهو أشد العذاب إذ كانوا يغمسون فيه أو يطعمون
ويشربون منه . ومعنى عن صلاتهم ساهون أنهم غافلون عنها لا يذكرونها فكثيرا ما تفوتهم
ويخرج وقتها وأغلب حالهم أنهم لا يصلونها إلا عند قرب خروج وقتها هذا وصف آخر انهم
{ يراءون } بصلاتهم وبكل أعمالهم أي يصلون وينفقون ليراهم المؤمنون فيقولوا أنهم مؤمنون
وبالمراءاة يدرءون عن أنفسهم القتل والسبي وثالث أنهم { ويمنعون الماعون } فإذا استعارهم
مؤمن ماعونا للحاجة به لا يعيرون ويعتذرون بمعاذير باطلة فلا يعيرون فأسا ولا منجلا
ولا قدرا ولا أيّة آنية أو ماعون لأنهم يبغضون المؤمنين ولا يريدون أن ينفعوهم بشيء
فيحرمونهم من إعارة شيء ينتفعون به ويردونه عليهم .
هداية الآيات :
من هداية الآيات : 1- تقرير عقيدة البعث
والجزاء .
2- أيما قلب خلا من عقيدة البعث والجزاء إلا وصاحبه
شر الخلق لا خير فيه البتة .
3- التنديد بالذين يأكلون أموال اليتامى ويدفعونهم
عن حقوقهم استصغارا لهم واحتقارا
.
4- التنديد والوعيد للذين يتهاونون بالصلاة
ولا يبالون في أي وقت صلوها وهو من علامات النفاق والعياذ بالله .S
5- منع الماعون من صفات المنافقين والمانع لما المسلمون
في حاجة إليه ليس منهم لحديث من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم فكيف بالذي يمنعهم
ما هو فضل عنده وهم في حاجة إليه¿AISARUT
TAFASIR.4/430
قوله عزّ وجلّ : { أرأيت الذي يكذب بالدين
} قيل نزل في العاص بن وائل السّهمي ، وقيل في الوليد بن المغيرة ، وقيل في عمرو بن
عائذ المخزومي ، وفي رواية عن ابن عباس أنها في رجل من المنافقين ، ومعنى الآية هل
عرفت الذي يكذب بيوم الجزاء ، والحساب ، فإن لم تعرفه .
{ فذلك الذي يدع اليتيم } ولفظ أرأيت استفهام ، والمراد
به المبالغة في التّعجب من حال هذا المكذب بالدّين وهو خطاب للنبي ??? ???? ????
???? ، وقيل هو خطاب لكل واحد ، والمعنى أرأيت يا أيها الإنسان أو يا أيّها العاقل
هذا الذي يكذب بالدين بعد ظهور دلائله ، ووضوح بيانه ، فكيف يليق به ذلك الذي يدع اليتيم
، أي يقهره ، ويدفعه عن حقه ، والدع الدفع بعنف ، وجفوة ، والمعنى أنه يدفعه عن حقه
، وماله بالظلم ، وقيل يترك المواساة له وإن لم تكن المواساة واجبة ، وقيل يزجره ،
ويضربه ، ويستخف به ، وقرىء يدعو بالتخفيف ، أي يدعوه ليستخدمه قهراً واستطالة . {
ولا يحض على طعام المسكين } أي لا يطعمه ولا يأمر بإطعامه لأنه يكذب بالجزاء ، وهذا
غاية البخل ، لأنه يبخل بماله وبمال غيره بالإطعام .
قوله تعالى : { فويل للمصلين } يعني المنافقين
، ثم نعتهم فقال تعالى : { الذين هم عن صلاتهم ساهون } روى البغوي بسنده عن سعد قال
« سئل رسول الله ??? ???? ???? ???? عن الذين هم عن صلاتهم ساهون قال إضاعة الوقت
» وقال ابن عباس : هم المنافقون يتركون الصلاة إذا غابوا عن الناس . ويصلون في العلانية
إذا حضروا معهم لقوله تعالى { الذين هم يراؤون } وقال تعالى في وصف المنافقين { وإذا
قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس } وقيل ساه عنها لا يبالي صلى أو لم يصل
، وقيل لا يرجون لها ثواباً إن صلوا ولا يخافون عليها عقاباً إن تركوا ، وقيل غافلون
عنها ويتهاونون بها ، وقيل هم الذين إن صلوا صلوها رياء وإن فاتتهم لم يندموا عليها
وقيل هم الذين لا يصلونها لمواقيتها ، ولا يتمون ركوعها ، ولا سجودها ، وقيل لما قال
تعالى عن صلاتهم ساهون بلفظة عن علم أنها في المنافقين ، والمؤمن قد يسهو في صلاته
والفرق بين السهوين أن سهو المنافق هو أن لا يتذكرها ، ويكون فارغاً عنها ، والمؤمن
إذا سها في صلاته تداركه في الحال ، وجبره بسجود السهو فظهر الفرق بين السّهوين ، وقيل
السّهو عن الصّلاة هو أن يبقى ناسياً لذكر الله في جميع أجزاء الصّلاة ، وهذا لا يصدر
إلا من المنافق الذي يعتقد أنه لا فائدة في الصّلاة ، فأما المؤمن الذي يعتقد فائدة
صلاته ، وأنها عليه واجبة ، ويرجو الثواب على فعلها ، ويخاف العقاب على تركها ، فقد
يحصل له سهو في الصّلاة يعني أن يصير ساهياً في بعض أجزاء الصّلاة بسبب وارد يرد عليه
بوسوسة الشّيطان أو حديث النّفس ، وذلك لا يكاد يخلو منه أحد ، ثم يذهب ذلك الوارد
عنه ، فثبت بهذا الفرق أن السّهو عن الصّلاة من أفعال المنافق والسّهو في الصّلاة من
أفعال المؤمن . { الذين هم يراؤون } يعني يتركون الصّلاة في السّر ويصلونها في العلانية
، والفرق بين المنافق ، والمرائي أن المنافق هو الذي يبطن الكفر ويظهر الإيمان ، والمرائي
يظهر الأعمال مع زيادة الخشوع ليعتقد فيه من يراه أنه من أهل الدّين والصّلاح أما من
يظهر النّوافل ليقتدى به ويأمن على نفسه من الرّياء ، فلا بأس بذلك وليس بمراء ثم وصفهم
بالبخل .ALKHAZIN.6/311-312. BY ABI AZMI
Tidak ada komentar:
Posting Komentar