PEMIMPIN KAFIR
{ 144 } { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا
الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا
لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا } .
لما ذكر أن من صفات المنافقين اتخاذ الكافرين
أولياء من دون المؤمنين، نهى عباده المؤمنين أن يتصفوا بهذه الحالة القبيحة، وأن يشابهوا
المنافقين، فإن ذلك موجب لأن { تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا
} أي: حجة واضحة على عقوبتكم، فإنه قد أنذرنا وحذرنا منها، وأخبرنا بما فيها من المفاسد،
فسلوكها بعد هذا موجِب للعقاب.
وفي هذه الآية دليل على كمال عدل الله،
وأن الله لا يُعَذِّب أحدا قبل قيام الحجة عليه، وفيه التحذير من المعاصي؛ فإن فاعلها
يجعل لله عليه سلطانا مبينا.ASSA’DY.1/211
{ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين
أولياء من دون المؤمنين } ومعنى اتخاذهم أولياء موادتهم ومناصرتهم والثقة فيهم والركون
إليهم والتعاون معهم ، ولما كان الأمر ذا خطورة كاملة عليهم هددهم تعالى بقوله : {
أتريدون أن تجعلوا لله سلطانا مبيناً } فيتخلى عنكم ويسلط عليكم أعداءه الكافرين فيستأصلوكم
، أو يقهروكم ويستذلوكم ويتحكموا فيكم . ثم حذرهم من النفاق أن يتسرب إلى قلوبهم فأسمعهم
حكمه العادل في المنافقين الذين هم رؤوس الفتنة بينهم فقال : { إن المنافقين في الدرك
الأسفل من النار } ، فأسفل طبقة في جهنم هي مأوى المنافقين يوم القيامة ، ولن يوجد
لهم ولي ولا نصير أبداً ثم رحمة بعباده تبارك وتعالى يفتح باب التوبة للمنافقين على
مصراعيه ويقول لهم { إلا الذين تابوا } إلى ربهم فآمنوا به وبرسوله حق الإِيمان { وأصلحوا
} أعمالهم { واعتصموا بالله } ونفضوا أيديهم من أيدي الكافرين ، { وأخلصوا دينهم لله
} فلم يبقوا يراءون أحداً بأعمالهم . فأولئك الذين ارتفعوا إلى هذا المستوى من الكمال
هم مع المؤمنين جزاؤهم واحد ، وسوف يؤتي الله المؤمنين أجراً عظيماً وهو كرامة الدنيا
وسعادة الآخرة .AISARUT
TAFASIR.1/311
يقول الحقّ جلّ جلاله : { يا أيها الذين
آمنوا } لا تتشبهوا بالمنافقين فتتخذوا { الكافرين أولياء } وأصدقاء { من المؤمنين
} ؛ لأن الله أعزكم بالإيمان والنصر ، فلا تطلبوا العز من أحد سواه ، { أتريدون أن
تجعلوا لله عليكم سلطانًا مبينًا } أي : حجة واضحة على تعذيبكم وسببًا في عقابكم .
الإشارة : قد تقدم في كثير من الإشارات
النهي عن موالاة أهل الإنكار على الأولياء ، وعن مخالطة أهل الدنيا وصحبتهم ، فإن ذلك
حجة واضحة على الرجوع إليهم ومصانعتهم ، وهو عين النفاق عند المخلصين . والله تعالى
أعلم .ALBAHRUL MUHID.2/6
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا
الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا
لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا (144) }
يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا
بشرعه، لا توالوا الجاحدين لدين الله، وتتركوا موالاة المؤمنين ومودتهم. أتريدون بمودَّة
أعدائكم أن تجعلوا لله تعالى عليكم حجة ظاهرة على عدم صدقكم في إيمانكم¿TAFSIR ALMUYASSAR.2/142
{ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين
أولياء من دون المؤمنين } لما ذم الله ?? ??? المنافقين بقوله مذبذبين بين ذلك نهى
الله المؤمنين أن يتخلقوا بأخلاق المنافقين يقول لا تولوا الكفار من دون أهل ملتكم
ودينكم فتكونوا كمن أوجبت له النار من المنافقين والسبب في هذا النهي أن الأنصار بالمدينة
كان لهم من يهود بني النضير وقريظة حلف ومودة ورضاع فقالوا يا رسول الله من نتولى؟
فقال : المهاجرين { أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطاناً مبيناً } يعني أتريدون أيها
المتخذون الكفار أولياء أن تجعلوا لله عليكم حجة بينة باتخاذكم الكفار أولياء من دون
المؤمنين فتستوجبوا بذلك النار ثم بيّن مقر النار من المنافقين.ALKHAZIN.2/196
{ لاَ تَتَّخِذُواْ الكافرين أَوْلِيَاء } لا تتشبهوا
بالمنافقين في اتخاذهم اليهود وغيرهم من أعداء الإسلام أولياء { سلطانا } حجة بينة
، يعني أن موالاة الكافرين بينة على النفا.ق . وعن صعصعة بن صوحان أنه قال لابن أخ له : خالص
المؤمن ، وخالق الكافر والفاجر؛ فإن الفاجر يرضى منك بالخلق الحسن ، وإنه يحق عليك
أن تخالص المؤمن
.ALKASYAF.1/480
قوله تعالى : { يَأَيُّهَا الذين ءامَنُواْ
لاَ تَتَّخِذُواْ الكافرين أَوْلِيَاء مِن دُونِ المؤمنين } .
أعلم أنه تعالى لما ذم المنافقين بأنهم
مرة إلى الكفرة ومرة إلى المسلمين من غير أن يستقروا مع أحد الفريقين نهى المسلمين
في هذه الآية أن يفعلوا مثل فعلهم فقال : { يَأَيُّهَا الذين ءامَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ
الكافرين أَوْلِيَاء مِن دُونِ المؤمنين } والسبب فيه أن الأنصار بالمدينة كان لهم
في بني قريظة رضاع وحلف ومودة ، فقالوا لرسول الله ??? ???? ???? ???? : من نتولى؟
فقال : المهاجرين؟ فنزلت هذه الآية
.
والوجه الثاني : ما قاله القفال ????
???? : وهو أن هذا نهي للمؤمنين عن موالاة المنافقين يقول : قد بينت لكم أخلاق المنافقين
ومذاهبهم فلا تتخذوا منهم أولياء
.
ثم قال تعالى : { أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ
للَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً }
فإن حملنا الآية الأولى على أنه تعالى نهى
المؤمنين عن موالاة الكفار كان معنى الآية أتريدون أن تجعلوا لله سلطاناً مبيناً على
كونكم منافقين ، والمراد أتريدن أن تجعلوا لأهل دين الله وهم الرسول وأمته ، وإن حملنا
الآية الأولى على المنافقين كان المعنى : أتريدون أن تجعلوا لله عليكم في عقابكم حجة
بسبب موالاتكم للمنافقين ثم قال تعالى
:ARRAZY.5/420
ينهى تعالى عباده المؤمنين عن اتخاذ الكافرين
أولياء من دون المؤمنين، يعني مصاحبتهم ومصادقتهم ومناصحتهم وإسرار المودة إليهم، وإفشاء
أحوال المؤمنين الباطنة إليهم، كما قال تعالى: { لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ
أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ
فِي شَيْءٍ إِلا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ
} [آل عمران: 28] أي: يحذركم عقوبته في ارتكابكم نهيه. ولهذا قال هاهنا: { أَتُرِيدُونَ
أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا } أي: حجة عليكم في عقوبته
إياكم.
قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا مالك
بن إسماعيل، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة عن ابن عباس قوله:
{ سُلْطَانًا مُبِينًا } [قال] (1) كل سلطان في القرآن حجة.
وهذا إسناد صحيح. وكذا قال مجاهد، وعكرمة،
وسعيد بن جبير، ومحمد بن كعب القُرَظي، والضحاك، والسدي والنضر بن عَرَبي.IBNU KATSIR.2/441
القول في تأويل قوله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ
أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا (144) }
قال أبو جعفر: وهذا نهي من الله عبادَه
المؤمنين أن يتخلَّقوا بأخلاق المنافقين، الذين يتخذون الكافرين أولياءَ من دون المؤمنين،
فيكونوا مثلهم في ركوب ما نهاهم عنه من موالاة أعدائه.
يقول لهم جل ثناؤه: يا أيها الذين آمنوا
بالله ورسوله، لا توالوا الكفَّار فتؤازروهم من دون أهل ملَّتكم ودينكم من المؤمنين،
فتكونوا كمن أوجبت له النار من المنافقين. ثم قال جل ثناؤه: متوعدًا من اتخذ منهم الكافرين
أولياء من دون المؤمنين، إن هو لم يرتدع عن موالاته، وينزجر عن مُخَالَّته (1) = أن
يلحقه بأهل ولايتهم من المنافقين الذين أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بتبشيرهم بأن لهم
عذابًا أليمًا=:"أتريدون"، أيها المتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين
ممن قد آمن بي وبرسولي="أن تجعلوا لله عليكم سلطانًا مبينًا"، يقول: حجة،
(2) باتخاذكم الكافرين أولياء من دون المؤمنين، فتستوجبوا منه ما استوجبه أهلُ النفاق
الذين وصف لكم صفتهم، وأخبركم بمحلّهم عنده="مبينًا"، (3) يعني: يبين عن
صحتها وحقيقتها. (4) يقول: لا تعرَّضوا لغضب الله، بإيجابكم الحجة على أنفسكم في تقدمكم
على ما نهاكم ربكم من موالاة أعدائه وأهلِ الكفر به.
* *
*ATHABARY.9/336
__________
(3) انظر تفسير"مبين" فيما سلف ص224 ، تعليق:
3 ، والمراجع هناك.
(4) في المطبوعة: "عن صحتها وحقيتها" ، والصواب
من المخطوطة. وكأن الناشر كان يستنكر أن تكون"الحقيقة" بمعنى أنها حق!! ولكنها
صواب بلا شك ، ومن أجل هذا كان الناشر يضع مكان"حقيقتها""حقيتها"
في كثير من المواضع ، أشرت إليها فيما سلف من التعليقات. وانظر ما سيأتي ص: 360 ، تعليق:
4.BY ABI FAID(26/12/2013)
Tidak ada komentar:
Posting Komentar