Kamis, 26 Desember 2013

ISTIQAMAH BERTAUHID..



ISTIQAMAH


الاستقامة لغة:

مصدر استقام على وزن استفعل، وهو مأخوذ من مادّة (ق وم) الّتي تدلّ على معنيين: أحدهما جماعة من النّاس والآخر انتصاب أو عزم، وإلى هذا المعنى ترجع الاستقامة في معنى: الاعتدال، يقال قام الشّيء واستقام: اعتدل واستوى. يقال استقام له الأمر. أي اعتدل.

وأمّا قوله تعالى: فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ (فصلت/ 6): أي في التّوجّه إليه دون الآلهة، ومعنى الاستقامة في قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا (فصلت/ 30): عملوا بطاعته ولزموا سنّة نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم.

وقول القائل: استقام فلان بفلان: أي مدحه وأثنى عليه.

وقال أبو إسحاق: استقام الشّعر: اتّزن. وقوّم السّلعة واستقامها: قدّرها.

وقوام الأمر (بالكسر): نظامه وعماده، وكذلك ملاكه الّذي يقوم به، أمّا القوام (بالفتح) فمعناه العدل، قال تعالى: وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً (الفرقان/ 67).

الآيات/ الأحاديث/ الآثار

49/ 19/ 14

والقائم: الثّابت، وكلّ من قام على شيء فهو ثابت عليه مستمسك به.

وفي قوله تعالى: لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ (آل عمران/ 113) المراد: المواظبة على الدّين القائمة به.

ويقال: فلان قائم بكذا إذا كان حافظا له متمسّكا به.

قال ابن برّي: «القائم على الشّراء: الثّابت عليه. والقيّم المعتدل، والملّة القيّمة المعتدلة وكذلك الأمّة القيّمة». «1»

معنى القيّوم في أسماء اللّه تعالى:

وأمّا القيّوم في أسماء اللّه تعالى فمعناه: الّذي يقوم بذاته، ولا قوام له بغيره، ولا يشترط في دوام وجوده وجود غيره، ويقوم به كلّ موجود حتّى لا يتصوّر للأشياء وجود، ولا دوام وجود إلّا به «2».

وقال الخطّابيّ- رحمه اللّه-: القيّوم: القائم الدّائم بلا زوال، ويقال: هو القيّم على كلّ شيء بالرّعاية له، ويقال: قمت بالشّيء: إذا وليته بالرّعاية والمصلحة «3».

__________

قالوا: ولا أنت يا رسول اللّه؟ قال: ولا أنا إلّا أن يتغمّدني اللّه برحمة منه وفضل» فجمع في هذا الحديث مقامات الدّين كلّها. فأمر بالاستقامة وهي السّداد، والإصابة في النّيّات والأقوال. وأخبر في حديث ثوبان أنّهم لا يطيقونها فنقلهم إلى المقاربة، وهي أن يقربوا من الاستقامة بحسب طاقتهم، كالّذي يرمي إلى الغرض، وإن لم يصبه يقاربه. ومع هذا فقد أخبرهم أنّ الاستقامة والمقاربة لا تنجي يوم القيامة، فلا يركن أحد إلى عمله، ولا يرى أنّ نجاته به؛ بل إنّما نجاته برحمة اللّه وغفرانه وفضله. فالاستقامة كلمة جامعة آخذة بمجامع الدّين، وهي القيام بين يدي اللّه تعالى على حقيقة الصّدق، والوفاء بالعهد.

والاستقامة تتعلّق بالأقوال والأفعال والأحوال والنّيّات. فالاستقامة فيها، وقوعها للّه وباللّه وعلى أمر اللّه.

قال بعضهم: كن صاحب الاستقامة، لا طالب الكرامة؛ فإنّ نفسك متحرّكة في طلب الكرامة، وربّك يطالبك بالاستقامة. فالاستقامة للحال بمنزلة الرّوح من البدن، فكما أنّ البدن إن خلا عن الرّوح فهو ميّت فكذلك الحال إذا خلا عن الاستقامة فهو فاسد. وكما أنّ حياة الأحوال بها، فزيادة أعمال الزّاهدين أيضا ونورها وزكاؤها بها، فلا زكاء للعمل ولا صحّة بدونها «1».

وقال رحمه اللّه تعالى: «من هدي في هذه الدّار إلى صراط اللّه المستقيم الّذي أرسل به رسله وأنزل به كتبه، هدي هناك إلى الصّراط المستقيم الموصل إلى جنّته دار ثوابه، وعلى قدر ثبوت قدم العبد على هذا الصّراط الّذي نصبه اللّه لعباده في هذه الدّار، يكون ثبوت قدمه على الصّراط المنصوب على متن جهنّم، وعلى قدر سيره على هذا الصّراط يكون سيره على ذاك الصّراط، ولينظر العبد الشّبهات والشّهوات الّتي تعوقه عن سيره على هذا الصّراط المستقيم؛ فإنّها الكلاليب التي بجنبتي ذاك الصّراط تخطفه وتعوقه عن المرور عليه فإن كثرت هنا، وقويت فكذلك هي هناك وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (فصلت/ 46)» «2».

إذا استقام القلب استقامت الجوارح:

قال ابن رجب- رحمه اللّه تعالى-: «أصل الاستقامة استقامة القلب على التّوحيد، وقد فسّر أبو بكر- رضي اللّه عنه- الاستقامة في قوله تعالى:

إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا*: بأنّهم لم يلتفتوا إلى غيره، فمتى استقام القلب على معرفة اللّه، وعلى خشيته وإجلاله ومهابته ومحبّته وإرادته ورجائه ودعائه والتّوكّل عليه والإعراض عمّا سواه، استقامت الجوارح كلّها على طاعته، فإنّ القلب هو ملك الأعضاء، وهي جنوده، فإذا استقام الملك استقامت جنوده ورعاياه. وأعظم ما يراعى استقامته بعد القلب

__________

1- الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (2) الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (3) مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7) «1»

2-* سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (142) «2»

3- كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (213) «3»

4- إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ* (51) «4»

5- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ كافِرِينَ (100) وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (101) «5»

6- فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً (65)

وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً (66) وَإِذاً لَآتَيْناهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْراً عَظِيماً (67)

وَلَهَدَيْناهُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً (68) «6»

7- يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمْ بُرْهانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً (174)

فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِراطاً مُسْتَقِيماً (175) «7»

__________

(1) الفاتحة: 2- 7 مكية

(2) البقرة: 142 مدنية

(3) البقرة: 213 مدنية

(4) آل عمران: 51 مدنية

(5) آل عمران: 100- 101 مدنية

(6) النساء: 65- 68 مدنية

(7) النساء: 174- 175 مدنية

1-* (عن ثوبان- رضي اللّه عنه- أنّه قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أنّ خير أعمالكم الصّلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلّا مؤمن»)* «1».

2-* (عن أبي أمامة الباهليّ- رضي اللّه عنه- أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «استقيموا، ونعمّا إن استقمتم، وخير أعمالكم الصّلاة، ولن يحافظ على الوضوء إلّا مؤمن»)* «2».

3-* (عن عبد اللّه بن عمرو- رضي اللّه عنهما- أنّه قال: إنّ معاذ بن جبل أراد سفرا فقال: يا رسول اللّه أوصني قال: «اعبد اللّه لا تشرك به شيئا» قال: يا رسول اللّه زدني قال: «إذا أسأت فأحسن».

قال: يا رسول اللّه زد. قال: «استقم ولتحسن خلقك»)* «3».

4-* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي اللّه عنه- أنّه قال: «إذا أصبح ابن آدم فإنّ أعضاءه تكفّر «4» اللّسان تقول: اتّق اللّه فينا فإنّك إن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا»)* «5».

5-* (عن عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه- أنّه قال: «خطّ لنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خطّا ثمّ قال:

هذا سبيل اللّه، ثمّ خطّ خطوطا عن يمينه وعن شماله ثمّ قال: هذه سبل (متفرّقة) على كلّ سبيل منها شيطان يدعو إليه ثمّ قرأ وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ)*.

واللفظ الآخر: «هذه سبيل اللّه مستقيما»)* «6».

6-* (عن النّوّاس بن سمعان- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ضرب اللّه مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبتي الصّراط سوران فيهما أبواب مفتّحة وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب

__________

(1) ابن ماجه (277) وقال في الزوائد: إسناده ثقات أثبات إلا أن فيه انقطاعا بين سالم وثوبان. ولكن أخرجه الدارمي وابن حبان في صحيحه من طريق ثوبان متصلا. والحديث في الدارمي (1/ 174) رقم (655). أحمد (5/ 277، 282) واللفظ له. الحاكم (1/ 013) وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وقال الألباني في صحيح الجامع: صحيح (1/ 325) رقم (952).

(2) ابن ماجه (279) واللفظ له، وقال في الزوائد: إسناده ضعيف. وذكره الألباني في صحيح الجامع، وقال: صحيح وعزاه للطبراني من حديث عبادة بن الصامت (1/ 325) رقم (953)

(3) الحاكم (4/ 244) وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي. وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد اللّه بن صالح وقد وثق وضعفه جماعة، وأبو السميط سعيد بن أبي مولى المهري لم أعرفه (8/ 23) واللفظ له، وذكره الشيخ ناصر في الصحيحة وعزاه لابن حبان (3/- 23) رقم (1228).

(4) تكفر: تذل له وتخضع لأمره.

(5) الترمذي (2407). أحمد (3/ 96) رقم (11927) واللفظ له. وقال محقق جامع الأصول: حديث حسن ورواه أيضا ابن خزيمة والبيهقي في الشعب وابن أبي الدنيا (11/ 728).

(6) الحاكم (2/ 318) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. أحمد (1/ 435، 465)، رقم (4142، 4437) واللفظ له، قال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح في الموضعين (6/ 89، 199)، وذكره ابن كثير في التفسير (2/ 190) وعزاه كذلك للنسائي في تفسيره وهو فيه (1/ 485) وقال مخرجاه (سيد الجليمي وصبري الشافعي): صحيح.

18-* (عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا يجتمعان في النّار اجتماعا يضرّ أحدهما الآخر»، قيل: من هم يا رسول اللّه¿

قال: «مؤمن قتل كافرا، ثمّ سدّد «2»»)* «3».

19-* (عن أنس بن مالك- رضي اللّه عنه- أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا يستقيم إيمان عبد حتّى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتّى يستقيم لسانه، ولا يدخل رجل الجنّة لا يأمن جاره بوائقه»)* «4».

من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الاستقامة)

1-* (عن أبي بكر الصّدّيق- رضي اللّه عنه- أنّه قال: ما تقولون في هاتين الآيتين إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا* والَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ؟ قالوا: لم يذنبوا قال: لقد حملتموها على أمر شديد الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ يقول: بشرك والَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا* فلم يرجعوا إلى عبادة الأوثان)* «5».

2-* (سئل صدّيق الأمّة وأعظمها استقامة أبو بكر الصّدّيق- رضي اللّه عنه- عن الاستقامة فقال: «ألّا تشرك باللّه شيئا» يريد الاستقامة على محض التّوحيد»)* «6».

3-* (وقال عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- «الاستقامة: أن تستقيم على الأمر والنّهي، ولا تروغ روغان الثّعالب»)* «7».

4-* (وقال عثمان بن عفّان- رضي اللّه عنه- «استقاموا: أخلصوا العمل للّه»)* «8».

5-* (وقال عليّ بن أبي طالب- رضي اللّه عنه- وابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- «استقاموا أدّوا الفرائض»)* «9».

6-* (وقال الحسن: «استقاموا على أمر اللّه فعملوا بطاعته واجتنبوا معصيته»)* «10».

7-* (وقال مجاهد «استقاموا على شهادة أن

__________

8-* (عن قيس بن أبي حازم قال: دخل أبو بكر- رضي اللّه عنه- على امرأة من أحمس يقال لها زينب، فرآها لا تكلّم، فقال: «ما لها لا تكلّم؟ قالوا:

حجّت مصمته، قال لها: تكلّمي؛ فإنّ هذا لا يحلّ، هذا من عمل الجاهليّة فتكلّمت فقالت: من أنت؟ قال:

امرؤ من المهاجرين، قالت: أيّ المهاجرين؟ قال: من قريش. قالت: من أيّ قريش أنت؟ قال: إنّك لسئول، أنا أبو بكر. قالت: ما بقاؤنا على هذا الأمر الصّالح الّذي جاء اللّه به بعد الجاهليّة؟ قال: بقاؤكم عليه ما استقامت بكم أئمّتكم. قالت: وما الأئمّة؟ قال: أما كان لقومك رءوس وأشراف يأمرونهم فيطيعونهم؟ قالت: بلى. قال:

فهم أولئك على النّاس»)* «2».

9-* (قال حذيفة بن اليمان- رضي اللّه عنهما-: «يا معشر القرّاء استقيموا، فقد سبقتم سبقا بعيدا، فإن أخذتم يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا»)* «3».

10-* (قال ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- في معنى قوله تعالى إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا*: «استقاموا على أداء الفرائض» وقال أيضا: أخلصوا له الدّين والعمل. وقال فيها: استقاموا على طاعة اللّه»)* «4».

11-* (عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- في قوله إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا* قال: على شهادة أن لا إله إلّا اللّه)* «5».

12-* (وعن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- أنّه سئل أيّ آية في كتاب اللّه أرجى؟ قال: قوله إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا* على شهادة أن لا إله إلّا اللّه قيل له: فأين قوله تعالى يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ «6».

13-* (قال شيخ الإسلام ابن تيميّة- رحمه اللّه تعالى-: «أعظم الكرامة لزوم الاستقامة»)* «7».

14-* (وقال أيضا: «استقاموا على محبّته وعبوديّته، فلم يلتفتوا عنه يمنة ولا يسرة»)* «8».

من فوائد (الاستقامة)

(1) الاستقامة من كمال الإيمان وحسن الإسلام.

(2) بها ينال الإنسان الكرامات ويصل إلى أعلى المقامات.

(3) استقامة القلوب استقامة للجوارح.

(4) المداومة عليها أفضل من كثير من الأعمال الّتي يتطوّع بها.

(5) صاحبها يثق به النّاس، ويحبّون معاشرته.

(6) الاستقامة أعظم الكرامة.

(7) دليل اليقين ومرضاة ربّ العالمين.

__________

(1) مدارج السالكين (2/ 109).

(2) البخاري- الفتح 7 (3834).

(3) البخاري- الفتح 13 (7282).

(4) جامع العلوم والحكم (192).

(5) الدر المنثور (7/ 322).

(6) المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.

(7) مدارج السالكين (2/ 110).

(8) المرجع السابق (2/ 109).NADHRATUN NA’IM..2/319.BY ABI NAUFAL

Tidak ada komentar:

Posting Komentar

 

Majelis Ulama Indonesia

Dunia Islam

Informasi Kesehatan dan Tips Kesehatan

Total Tayangan Halaman