TAFSIR QS.ASH-SHAF AYAT 8
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ
افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا
يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ
وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ
رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ
كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9)
8.
mereka ingin memadamkan cahaya Allah dengan mulut (tipu daya) mereka, tetapi
Allah (justru) menyempurnakan cahaya-Nya, walau orang-orang kafir
membencinya".ASH-SHAF
{ ومن أظلم ممن افترى على الله
الكذب وهو يدعى إلى الإسلام } فيهم قولان :
أحدهما : أنهم الكفار
والمنافقون ، قاله ابن جريج .
الثاني : أنه النضر
وهو من بني عبد الدار قال إذا كان يوم القيامة شفعت لي العزى واللات ، فأنزل الله هذه
الآية ، قاله عكرمة .
{ يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم
} الآية . والإطفاء هو الإخماد ، ويستعملان في النار ، ويستعاران فيما يجري مجراها
من الضياء والنور .
والفرق بين الإطفاء
والإخماد من وجه وهو أن الإطفاء يستعمل في القليل والكثير ، والإخماد يستعمل في الكثير
دون القليل ، فيقال أطفأت السراج ولا يقال أخمدت السراج .
وفي { نور الله }
ها هنا خمسة أقاويل :
أحدها : القرآن ،
يريدون إبطاله بالقول ، قاله ابن زيد .
الثاني : أنه الإسلام
، يريدون دفعه بالكلام ، قاله السدي .
الثالث : أنه محمد
صلى الله عليه وسلم يريدون هلاكه بالأراجيف ، قاله الضحاك .
الرابع : أنه حجج
الله ودلائله ، يريدون إبطالها بإنكارهم وتكذبيهم ، قاله ابن بحر .
الخامس : أنه مثل
مضروب ، أي من أرد إطفاء نور الشمس بفيه فوجده مستحيلاً ممتنعاً فكذلك من أراد إبطال
الحق ، حكاه ابن عيسى .
وسبب نزول هذه الآية
ما حكاه عطاء عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أبطأ عليه الوحي أربعين يوماً
، فقال كعب بن الأشرف :
يا معشر اليهود ابشروا
فقد أطفأ الله نور محمد فيما كان ينزل عليه ، وما كان الله ليتم أمره ، فحزن رسول الله
صلى الله عليه وسلم لذلك ، فأنزل الله هذه الآية ، ثم اتصل الوحي بعدها .
{ ليظهره على الدين كله } الآية
. وفي الإظهار ثلاثة أقاويل :
أحدها : الغلبة على
أهل الأديان .
الثاني : العلو على
الأديان .
الثالث : العلم بالأديان
من قولهم قد ظهرت على سره أي علمت به .AL-MAWARDY.4/269
قوله تعالى : { يُرِيدُونَ
لِيُطْفِئُواْ نُورَ الله بِأَفْوَاهِهِمْ } الإطفاء هو الإخماد ، يستعملان في النار
، ويستعملان فيما يجري مجراها من الضياء والظهور . ويفترق الإطفاء والإخماد من وجه؛
وهو أن الإطفاء يستعمل في القليل والكثير ، والإخماد إنما يستعمل في الكثير دون القليل؛
فيقال : أطفأت السراج؛ ولا يقال أخمدت السراج . وفي «نوُرَ الله» هنا خمسة أقاويل
: أحدها أنه القرآن؛ يريدون إبطاله وتكذيبه بالقول؛ قاله ابن عباس وابن زيد . والثاني
أنه الإسلام؛ يريدون دفعه بالكلام؛ قاله السُّدِّي . الثالث أنه محمد صلى الله عليه
وسلم ؛ يريدون هلاكه بالأراجيف؛ قاله الضحاك . الرابع حجج الله ودلائله؛ يريدون إبطالها
بإنكارهم وتكذيبهم؛ قاله ابن بحر . الخامس أنه مثَل مضروب؛ أي من أراد إطفاء نور الشمس
بفيه فوجده مستحيلاً ممتنعاً فكذلك من أراد إبطال الحق؛ حكاه ابن عيسى . وسبب نزول
هذه الآية ما حكاه عطاء عن ابن عباس : أن النبيّ صلى الله عليه وسلم أبطأ عليه الوحي
أربعين يوماً؛ فقال كعب بن الأشرف : يا معشر اليهود ، أبشروا! فقد أطفأ الله نور محمد
فيما كان ينزل عليه ، وما كان ليتّم أمره؛ فحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فأنزل
الله تعالى هذه الآية واتصل الوحي بعدها؛ حكى جميعَه الماوردِيّ رحمه الله . { والله
مُتِمُّ نُورِهِ } أي بإظهاره في الآفاق . وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم
{ والله مُتِمُّ نُورِهِ } بالإضافة على نية الانفصال؛ كقوله تعالى : { كُلُّ نَفْسٍ
ذَآئِقَةُ الموت } [ آل عمران : 185 ] وشبهه ، حسب ما تقدم بيانه في «آل عمران» . الباقون
{ مُتِمُّ نُورِهِ } لأنه فيما يستقبل؛ فعمِل . { وَلَوْ كَرِهَ الكافرون } من سائر
الأصناف .AL-QURTHUBY.1/5598
شرح الكلمات :
{ ومن أظلم ممن افترى على الله
: أي لا أحد أعظم ظلماً ممن يكذب عل الله فينسب إليه الولد الكذب } والشريك ، والقول
والحكم وهو تعالى برىء من ذلك .
{ وهو يدعى إلى الإِسلام }
: أي والحال أن هذا الذي يفترى الكذب على الله يدعى إلى الإِسلام الذى هو الاستسلام
والانقياد لحكم الله وشرعه .
{ والله لا يهدى القوم الظالمين
} : أي من ظَلم ثم ظلم وواصل الظلم يصبح الظلم طبعاً له فلا يصبح قابلاً للهداية فيحرمها
حسب سنة الله تعالى في ذلك .
{ ليطفئوا نور الله بأفواههم
} : أي يريد المشركون بكذبهم على الله وتشويه الدعوة الإِسلامية ، ومحاربتهم لأهلها
يريدون إطفاء نور الله القرآن وما يحويه من نور وهداية بأفواههم وهذا محال فإنّ إطفاء
نور الشمس أو القمر أيسر من إطفاء رنور لا يريد الله إطفاءه .
{ هو الذي أرسل رسوله بالهدى
} : أي أرسل رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم بالهدى أي بالهداية البشرية .
{ ودين الحق } : أي الإِسلام
إذ هو الدين الحق الثابت بالوحى الصادق .
{ ليظهره على الدين كله } :
أي لينصره على سائر الأديان حتى لا يبقى إلا الإِسلام ديناً .
{ ولو كره المشركون } : أي ولو
كره نصره وظهوره على الأديان المشركون الكافرون .
معنى الآيات
يقول تعالى { ومن
أظلم ممن افترى على الله الكذب } والحال أنه يدعى الإِسلام الدين الحق إنه لا أظلم
من هذا الإِنسان أبداً ، إن ظلمه لا يقارن بظلم هذا معنى قوله تعالى في الآية الأولى
( 7 ) { ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب } . أي اختلق الكذب على الله عز وجل وقال
له كذا وكذا وقال أو شرع كذا وهو لم يقل ولم يشرع . كما هى حال مشركى قريش نسبوا إليه
الوليد والشريك وحرموا السوائب والبحائر والحامات وقالوا في عبادة أصنامهم لو شاء الله
ما عبدناهم إلى غير ذلك من الكذب الاختلاق على الله عز وجل . وقوله وهو يدعى إلى الإسلام
إذ لو كان أيام الجاهلية حيث لا رسول ولا قرآن لهان الأمر أما أن يكذب على الله والنور
غامر والوحي ينزل والرسول يدعو ويبين فالأمر أعظم والظلم أظلم .
وقوله تعالى في الآية
الثانية ( 8 ) { يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم } أي يريد أولئك الكاذبون على الله
القائلون في الرسول : ساحر وفي القرآن إنه سحر مبين إطفاء نور الله الذي هو القرآن
وما حواه من عقائد الحق وشرائع الهدى وبأى شيء يريدون إطفاءه إنه بأفواههم وهل نور
الله يطفأ بالأفواه كنور شمعة أو مصباح . إن نورا لله متى أراد الله إتمامه إطفاء نور
القمر أو الشمس أيسر من إطفائه فليعرفوا هذا وليكفوا عن محاولاتهم الفاشلة فإن الله
يريد أن يتم نوره ولو كره المشركون إنه تعالى هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق
دين الله الحق الذي هو الإِسلام ليظهره على الدين كله وذلك حين نزول عيسى إذ يبطل يومها
كل دين ولم يبق الا الإِسلام ولو كره ذلك المشركون فإن الله مظهره لا محاله .
هداية الآيات
من هداية الآيات :
1- عظم جرم الكذب على الله وأنه
من أفظع أنواع الظلم .
2- حرمان الظلمة المتوغلين في
الظلم من الهداية .
3- إيئاس المحاولين إبطال الإِسلام
وانهاء وجوده بأنهم لا يقدرون إذ الله تعالى أراد إظهاره فهو ظاهرة منصور لا محالة .
4- تقرير نبّوة محمد صلى الله
عليه وسلم .AISARUT
TAFASIR.4/253
By Abi Faid (2012)
Tidak ada komentar:
Posting Komentar