Rabu, 25 Desember 2013

MOHON AMPUN



ISTIGHFAR YANG JUJUR


الاستغفار لغة:

الاستغفار مصدر قولهم: استغفر يستغفر وهو مأخوذ من مادّة (غ ف ر) الّتي تدلّ على السّتر في الغالب الأعمّ فالغفر السّتر، والغفر والغفران بمعنى (واحد)، يقال: غفر اللّه ذنبه غفرا ومغفرة وغفرانا، قال الشّاعر في الغفر:

في ظلّ من عنت الوجوه له ... ملك الملوك ومالك الغفر

وقال ابن منظور: أصل الغفر التّغطية والسّتر.

يقال: اللّهمّ اغفر لنا مغفرة وغفرا وغفرانا، وإنّك أنت الغفور الغفّار يا أهل المغفرة. غفر اللّه ذنوبه أي سترها. واستغفر اللّه من ذنبه ولذنبه بمعنى، فغفر له ذنبه مغفرة وغفرا وغفرانا.

وفي الحديث: غفار غفر اللّه لها. قال ابن الأثير: يحتمل أن يكون دعاء لها بالمغفرة أو إخبارا أنّ اللّه تعالى قد غفر لها. واستغفر اللّه ذنبه، على حذف الحرف، طلب منه غفره. أنشد سيبويه:

أستغفر اللّه ذنبا لست محصيه ... ربّ العباد إليه القول والعمل

الآيات/ الأحاديث/ الآثار

155/ 57/ 7

وتغافرا: دعا كلّ واحد منهما لصاحبه بالمغفرة.

وامرأة غفور، بغير هاء «1».

وقال الرّاغب: الغفر: إلباس ما يصونه عن الدّنس ومنه قيل: اغفر ثوبك في الدّعاء واصبغ ثوبك فإنّه أغفر للوسخ، والغفران والمغفرة من اللّه هو أن يصون العبد من أن يمسّه العذاب. والاستغفار طلب ذلك بالمقال والفعال، وقيل: اغفروا هذا الأمر بغفرته، أي استروه بما يجب أن يستر به «2».

الغفور والغفّار وغافر الذّنب من أسماء اللّه تعالى:

الغفور الغفّار- جلّ ثناؤه- وهما من أبنية المبالغة، ومعناهما السّاتر لذنوب عباده المتجاوز عن خطاياهم وذنوبهم.

والغفران والمغفرة من اللّه تعالى: أن يصون اللّه العبد من أن يمسّه العذاب .. وغافر الذّنب اسم من أسماء اللّه الحسنى الّتي تضمّ إلى التّسعة والتّسعين اسما المشهورة «3».

قال الغزاليّ- رحمه اللّه-: الغفّار: هو الّذي أظهر الجميل وستر القبيح، والذّنوب من جملة القبائح

__________

(1) لسان العرب (5/ 25، 26) باختصار.

(2) المفردات في غريب القرآن للأصفهاني (362).

(3) المقصد الأسنى (80).

واصطلاحا:

الاستغفار من طلب الغفران. والغفران:

تغطية الذّنب بالعفو عنه.

وهو أيضا طلب ذلك بالمقال والفعال «3».

الفرق بين الغفران والعفو:

قال الكفويّ: إنّ الغفران يقتضي إسقاط العقاب ونيل الثّواب ولا يستحقّه إلّا المؤمن ولا يستعمل إلّا في (حقّ) البارى تعالى، والعفو يقتضي إسقاط اللّوم والنّدم ولا يقتضي نيل الثّواب، ويستعمل في العبد أيضا.

وقال أبو هلال العسكريّ: لا يقال غفر زيد لك إلّا شاذّا قليلا والشّاهد على شذوذه أنّه لا يتصرّف في صفات العبد كما يتصرّف في صفات اللّه تعالى، ألا ترى أنّه يقال: استغفرت اللّه تعالى ولا يقال: استغفرت زيدا، والمحو أعمّ من العفو والغفران «4».

وهناك فروق بين الغفران وكلّ من السّتر والصّفح. (انظر صفتي السّتر والصّفح).

[للاستزادة: انظر صفات: الابتهال- الإنابة- التوبة- الدعاء- الذكر- الضراعة والتضرع- القنوت.

وفي ضد ذلك: انظر صفات: الإصرار على الذنب- الإعراض- الغفلة- الغرور- القنوط].

__________

أولا: تأميل الراجين وتأنيس المذنبين بمغفرته سبحانه لأنه هو الغفور الغفار:

1- وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) «1»

2- إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173) «2»

3- فَمَنْ خافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (182) «3»

4- وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلا تُقاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ حَتَّى يُقاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ (191) فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (192) «4»

5- إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (218) «5»

6- لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فاؤُ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (226) «6»

7- وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّساءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلكِنْ لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفاً وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (235) «7»

8- الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (268) «8»

9- قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) «9»

__________

(1) البقرة: 58 مدنية

(2) البقرة: 173 مدنية

(3) البقرة: 182 مدنية

(4) البقرة: 191- 192 مدنية

(5) البقرة: 218 مدنية

(6) البقرة: 226 مدنية

(7) البقرة: 235 مدنية

(8) البقرة: 268 مدنية

(9) آل عمران: 31 مدنية

1-* (عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إذا جاء أحدكم فراشه فلينفضه بصنفة «1» ثوبه ثلاث مرّات وليقل: باسمك ربّي وضعت جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فاغفر لها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصّالحين»)* «2».

2-* (عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فيما يحكي عن ربّه عزّ وجلّ قال: «أذنب عبد ذنبا. فقال: اللّهمّ اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا، فعلم أنّ له ربّا يغفر الذّنب، ويأخذ بالذّنب. ثمّ عاد فأذنب. فقال: أي ربّ، اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبا. فعلم أنّ له ربّا يغفر الذّنب، ويأخذ بالذّنب.

ثمّ عاد فأذنب فقال: أي ربّ، اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا. فعلم أنّ له ربّا يغفر الذّنب، ويأخذ بالذّنب. اعمل ما شئت فقد غفرت لك». قال عبد الأعلى: لا أدري أقال في الثّالثة أو الرّابعة: «اعمل ما شئت»)* «3».

3-* (عن عائشة- رضي اللّه عنها- قالت: ألا أحدّثكم عنّي وعن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قلنا:

بلى قالت: لمّا كانت ليلتي الّتي كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فيها عندي. انقلب فوضع رداءه، وخلع نعليه، فوضعهما عند رجليه، وبسط طرف إزاره على فراشه، فاضطجع. فلم يلبث إلّا ريثما ظنّ أن قد رقدت، فأخذ رداءه رويدا، وانتعل رويدا، وفتح الباب فخرج ثمّ أجافه «4» رويدا. فجعلت درعي «5» في رأسي، واختمرت «6» وتقنّعت إزاري. ثمّ انطلقت على إثره. حتّى جاء البقيع فقام، فأطال القيام. ثمّ رفع يديه ثلاث مرّات. ثّم انحرف فانحرفت. فأسرع فأسرعت. فهرول فهرولت. فأحضر فأحضرت.

فسبقته فدخلت. فليس إلّا أن اضطجعت فدخل.

فقال: «مالك يا عائش؟ حشيا رابية «7»». قالت: لا شيء. قال: «لتخبرنّي أو ليخبرنّي اللّطيف الخبير».

قالت: يا رسول اللّه؟ بأبي أنت وأمّي فأخبرته. قال:

«فأنت السّواد الّذي رأيت أمامي؟». قلت: نعم.

فلهدني «8» في صدري لهدة أوجعتني. ثمّ قال:

__________

55-* (عن عائشة- رضي اللّه عنها- قالت: ما كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقوم من مجلس إلّا قال:

«سبحانك اللّهمّ ربّي وبحمدك لا إله إلّا أنت أستغفرك وأتوب إليك» فقلت له: يا رسول اللّه ما أكثر ما تقول هؤلاء الكلمات إذا قمت. قال: «لا يقولهنّ من أحد حين يقوم من مجلسه إلّا غفر له ما كان منه في ذلك المجلس»)* «2».

56-* (عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «واللّه إنّي لأستغفر اللّه وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرّة»)* «3».

57-* (عن أبي أيّوب الأنصاريّ- رضي اللّه عنه- أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها، ولكن شرّقوا أو غرّبوا» قال أبو أيّوب: فقدمنا الشّام فوجدنا مراحيض بنيت قبل القبلة، فننحرف ونستغفر اللّه تعالى)* «4».

من الآثار الواردة في (الاستغفار)

1-* (قال عبد الرّحمن بن كعب بن مالك:

كنت قائد أبي حين ذهب بصره، فكنت إذا خرجت به إلى الجمعة فسمع الأذان، استغفر لأبي أمامة، أسعد ابن زرارة، ودعا له. فمكثت حينا أسمع ذلك منه.

ثمّ قلت في نفسي: واللّه، إنّ ذا لعجز. إنّي أسمعه كلّما سمع أذان الجمعة يستغفر لأبي أمامة، ويصلّي عليه، ولا أسأله عن ذلك لم هو؟ فخرجت به كما كنت أخرج به إلى الجمعة. فلمّا سمع الأذان استغفر كما كان يفعل. فقلت له: يا أبتاه أرأيتك صلاتك على أسعد بن زرارة كلّما سمعت النّداء بالجمعة لم هو؟ قال: أي بنيّ، كان أوّل من صلّى بنا صلاة الجمعة قبل مقدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من مكّة، في نقيع الخضمات، في هزم من حرّة بني بياضة. قلت: كم كنتم يومئذ؟ قال:

أربعين رجلا)* «5».

2-* (قال أبو موسى- رضي اللّه عنه- «كان لنا أمانان، ذهب أحدهما- وهو كون الرّسول فينا وبقي الاستغفار معنا، فإن ذهب هلكنا»)* «6».

3-* (قال الرّبيع بن خثيم (تابعيّ من الثّانية) «: تضرّعوا إلى ربّكم وادعوه في الرّخاء فإنّ اللّه قال: من دعاني في الرّخاء أجبته في الشّدّة، ومن

__________

4-* (قال الفضيل- رحمه اللّه تعالى-:

«استغفار بلا إقلاع توبة الكذّابين؛ ويقاربه ما جاء عن رابعة العدويّة: استغفارنا يحتاج إلى استغفار كثير»)* «2».

5-* (سئل سهل عن الاستغفار الّذي يكفّر الذّنوب فقال: «أوّل الاستغفار الاستجابة، ثمّ الإنابة، ثمّ التّوبة. فالاستجابة أعمال الجوارح، والإنابة أعمال القلوب. والتوبة إقباله على مولاه، بأن يترك الخلق ثمّ يستغفر اللّه من تقصيره الّذي هو فيه»)* «3».

6-* (قال ابن الجوزيّ إنّ إبليس قال:

«أهلكت بني آدم بالذّنوب وأهلكوني بالاستغفار وب (لا إله إلّا اللّه)، فلمّا رأيت ذلك بثثت فيهم الأهواء، فهم يذنبون ولا يتوبون، لأنّهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعا»)* «4».

7-* (وعن بعض الأعراب أنّه تعلّق بأستار الكعبة وهو يقول: «اللّهمّ إنّ استغفاري مع إصراري لؤم، وإنّ تركي الاستغفار مع علمي بسعة عفوك لعجز، فكم تتحبّب إليّ بالنّعم مع غناك عنّي، وأتبغّض إليك بالمعاصي مع فقري إليك، يا من إذا وعد وفّى، وإذا توعّد تجاوز وعفا، أدخل عظيم جرمي في عظيم عفوك يا أرحم الرّاحمين»)* «5».

من فوائد (الاستغفار)

(1) الاستغفار يجلب الغيث المدرار للمستغفرين ويجعل لهم جنّات ويجعل لهم أنهارا.

(2) الاستغفار يكون سببا في إنعام اللّه- عزّ وجلّ- على المستغفرين بالرّزق من الأموال والبنين.

(3) تسهيل الطّاعات، وكثرة الدّعاء، وتيسير الرّزق.

(4) زوال الوحشة الّتي بين الإنسان وبين اللّه.

(5) المستغفر تصغر الدّنيا في قلبه.

(6) ابتعاد شياطين الإنس والجنّ عنه.

(7) يجد حلاوة الإيمان والطّاعة.

(8) حصول محبّة اللّه له.

(9) الزّيادة في العقل والإيمان.

(10) تيسير الرّزق وذهاب الهمّ والغمّ والحزن.

(11) إقبال اللّه على المستغفر وفرحه بتوبته.

(12) وإذا مات تلقّته الملائكة بالبشرى من ربّه.

(13) إذا كان يوم القيامة كان النّاس في الحرّ والعرق، وهو في ظلّ العرش.

(14) إذا انصرف النّاس من الموقف كان المستغفر من أهل اليمين مع أولياء اللّه المتّقين.

(15) تحقيق طهارة الفرد والمجتمع من الأفعال السّيّئة

(16) دعاء حملة عرش ربّنا الكريم له.

__________

(1) منهاج الصالحين (951).

(2) الأذكار (481).

(3) التوبة إلى اللّه للغزالي (125).

(4) مفتاح دار السعادة لابن القيم (1/ 142).

(5) الأذكار (482).NADHRATUN NA’IM..2/302

BY ABI NAUFAL

Tidak ada komentar:

Posting Komentar

 

Majelis Ulama Indonesia

Dunia Islam

Informasi Kesehatan dan Tips Kesehatan

Total Tayangan Halaman