Jumat, 27 Desember 2013

MENGEMBAN AMANAT



AMANAT


الأمانة

الآيات/ الأحاديث/ الآثار

16/ 30/ 10

الأمانة لغة:

الأمانة مصدر قولهم: أمن يأمن أمانة أي صار أمينا، وهو مأخوذ من مادّة (أم ن) الّتي تدلّ على سكون القلب، ويقال: أمنت الرّجل أمنا وأمنة وأمانا وآمنني يؤمنني إيمانا، ورجل أمنة: إذا كان يأمنه النّاس ولا يخافون غائلته، وأمنة بالفتح إذا كان يصدّق ما سمع ولا يكذّب بشيء، وقال الجوهريّ: الأمنة: الّذي يصدّق بكلّ شيء وكذلك الأمنة مثال الهمزة، واستأمن إليه دخل في أمانه.

وقال ابن منظور: الأمان والأمانة بمعنى، والأمانة: ضدّ الخيانة. وقال ابن الأثير: الأمنة جمع أمين، وهو الحافظ. وقوله- عزّ وجلّ-: وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً (البقرة/ 125) قال أبو إسحاق: أراد ذا أمن، فهو آمن وأمن وأمين.

ورجل أمن وأمين بمعنى واحد.

ويقال: أمنته على كذا، وائتمنته بمعنى.

وتقول: اؤتمن فلان على ما لم يسمّ فاعله، فإن ابتدأت به صيّرت الهمزة الثّانية واوا فنقول: أؤتمن.

وقال الرّاغب: والأمن والأمان والأمانة في الأصل مصادر، ويجعل الأمان تارة اسما للحالة الّتي يكون عليها الإنسان في الأمن، وتارة (تجعل الأمانة) اسما لما يؤمن عليه الإنسان، نحو قوله تعالى وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ (الأنفال/ 27) أي ما ائتمنتم عليه، وقول اللّه سبحانه إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ (الأحزاب/ 72) قيل هي كلمة التّوحيد وقيل: العدالة، وقيل: حروف التّهجّي، وقيل: العقل وهو صحيح؛ فإنّ العقل هو الّذي لحصوله يتحصّل معرفة التّوحيد وتجري العدالة وتعرف حروف التّهجّي، بل لحصوله تعلّم كلّ ما في طوق البشر تعلّمه، وفعل ما في طوقهم من الجميل فعله، وبه فضّل (الإنسان) على كثير ممّن خلقه «1».

وقال الطّبريّ: اختلف في معنى هذه الآية الكريمة، فقال بعضهم: المعنى أنّ اللّه تبارك وتعالى عرض طاعته وفرائضه على السّموات والأرض والجبال على أنّها إن أحسنت أثيبت وجوزيت، وإن ضيّعت عوقبت، فأبت حملها شفقا منها ألّا تقوم بالواجب عليها، وحملها آدم، إنّه كان ظلوما لنفسه، جهولا بالّذي فيه الحظّ له، وقد استدلّ أبو جعفر على ذلك

__________

(1) (الصحاح (5/ 2071)، ولسان العرب (13/ 21، 22) مختصرا. ومفردات الراغب (29)، ومقاييس اللغة (1/ 133).

واصطلاحا:

قال الكفويّ: الأمانة: كلّ ما افترض اللّه على العباد فهو أمانة كالصّلاة والزّكاة والصّيام وأداء الدّين، وأوكدها الودائع، وأوكد الودائع كتم الأسرار، وقال في موضع آخر: كلّ ما يؤتمن عليه من أموال وحرم وأسرار فهو أمانة «2».

وقيل: هي خلق ثابت في النّفس يعفّ به الإنسان عمّا ليس له به حقّ، وإن تهيّأت له ظروف العدوان عليه دون أن يكون عرضة للإدانة عند النّاس، ويؤدّي به ما عليه أو لديه من حقّ لغيره، وإن استطاع أن يهضمه دون أن يكون عرضة للإدانة عند النّاس.

وهي أحد الفروع الخلقيّة لحبّ الحقّ وإيثاره وهي ضدّ الخيانة.

وقد ظهر من تعريف الأمانة أنّها تشتمل على ثلاثة عناصر.

الأوّل: عفّة الأمين عمّا ليس له به حقّ.

الثّاني: تأدية الأمين ما يجب عليه من حقّ لغيره.

الثّالث: اهتمام الأمين بحفظ ما استؤمن عليه، وعدم التّفريط بها والتّهاون بشأنها «3». أي بالأمانة.

أمانة الرسل:

والأمانة من أبرز أخلاق الرّسل- عليهم الصّلاة والسّلام-. فنوح وهود وصالح ولوط وشعيب- في سورة الشّعراء- يخبرنا اللّه- عزّ وجلّ- أنّ كلّ رسول من هؤلاء قد قال لقومه: إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ*.

ورسولنا محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم قد كان في قومه قبل الرّسالة وبعدها مشهورا بينهم بأنّه الأمين. وكان النّاس يختارونه لحفظ ودائعهم عنده. ولمّا هاجر صلّى اللّه عليه وسلّم وكلّ عليّ بن أبي طالب بردّ الودائع إلى أصحابها.

وجبريل- عليه السّلام- أمين الوحي، وقد وصفه اللّه بذلك في قوله- وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ* نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ* عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (الشعراء/ 192- 194).

مجالات الأمانة:

والمجالات الّتي تدخل فيها الأمانة كثيرة منها:

الدّين والأعراض والأموال والأجسام والأرواح والمعارف والعلوم والولاية والوصاية والشّهادة والقضاء والكتابة ونقل الحديث والأسرار والرّسالات والسّمع والبصر وسائر الحواسّ، ولكلّ واحدة من التّفصيل ما يناسبها «4».

__________

أولا: ما يؤتمن عليه الإنسان من ودائع ونحوها:

1- وَإِنْ كُنْتُمْ عَلى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كاتِباً فَرِهانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلا تَكْتُمُوا الشَّهادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْها فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (283) «1»

2- وَمِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا ما دُمْتَ عَلَيْهِ قائِماً ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لَيْسَ عَلَيْنا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75) «2»

3- إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كانَ سَمِيعاً بَصِيراً (58) «3»

4- وَقالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنا مَكِينٌ أَمِينٌ (54)

قالَ اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55)

وَكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْها حَيْثُ يَشاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنا مَنْ نَشاءُ وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56) وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ (57) «4»

5- فَلَمَّا رَجَعُوا إِلى أَبِيهِمْ قالُوا يا أَبانا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنا أَخانا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ (63)

قالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَما أَمِنْتُكُمْ عَلى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (64) «5»

6- قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1)

الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ (2)

وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3)

وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ (4)

وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ (5)

إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6)

فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ (7)

وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ (8)

وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ (9)

أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ (10)

الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ (11) «6»

__________

(1) البقرة: 283 مدنية

(2) آل عمران: 75 مدنية

(3) النساء: 58 مدنية

(4) يوسف: 54- 57 مكية

(5) يوسف: 63- 64 مكية

(6) المؤمنون: 1- 11 مكية

1-* (عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان»)* «1».

2-* (عن جابر بن عبد اللّه- رضي اللّه عنهما- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خطب في حجّة الوداع فكان ممّا قال: «اتّقوا اللّه في النّساء؛ فإنّكم أخذتموهنّ بأمانة اللّه، واستحللتم فروجهنّ بكلمة اللّه. وإنّ لكم عليهنّ أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه ...

الحديث»)* «2».

3-* (عن عبد اللّه بن عبّاس- رضي اللّه عنهما- قال: «أخبرني أبو سفيان أنّ هرقل قال له:

سألتك ماذا يأمركم فزعمت أنّه يأمر بالصّلاة والصّدق والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الأمانة. قال: وهذه صفة نبيّ»)* «3».

4-* (عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أدّ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك»)* «4».

5-* (عن جابر بن عبد اللّه- رضي اللّه عنهما- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إذا حدّث الرّجل الحديث ثمّ التفت فهي أمانة»)* «5».

6-* (عن عبد اللّه بن عمرو- رضي اللّه عنهما- أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «أربع من كنّ فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهنّ كانت فيه خصلة من النّفاق حتّى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر»)* «6».

7-* (عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «الإمام ضامن «7» والمؤذّن مؤتمن»

. اللّهم أرشد الأئمّة واغفر للمؤذّنين»)* «9».

8-* (عن جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ- رضي اللّه عنهما-: أنّ أباه استشهد يوم أحد وترك ستّ بنات وترك عليه دينا. فلمّا حضره جذاذ النّخل «10» أتيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقلت: يا رسول اللّه، قد علمت أنّ والدي استشهد يوم أحد وترك عليه دينا كثيرا وإنّي


30-* (عن عائشة- رضي اللّه عنها- قالت:

كان على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثوبان قطريّان غليظان. فكان إذا قعد فعرق، ثقلا عليه، فقدم بزّ «8» من الشّام لفلان اليهوديّ. فقلت: لو بعثت إليه فاشتريت منه ثوبين إلى الميسرة. فأرسل إليه فقال: قد علمت ما يريد. إنّما يريد أن يذهب بمالي أو بدراهمي. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «كذب. قد علم أنّي من أتقاهم للّه وآداهم للأمانة»)* «9».

من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الأمانة)

1-* (عن زيد بن ثابت قال: بعث إليّ أبو بكر لمقتل أهل اليمامة، وعنده عمر. فقال أبو بكر:

إنّ عمر أتاني، فقال: إنّ القتل استحرّ «10» يوم القيامة بقرّاء القرآن، وإنّي أخشى أن يستحرّ القتل بقرّاء القرآن في المواطن كلّها فيذهب قرآن كثير، وإنّي أرى أن تأمر بجمع القرآن. قلت: كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؟ فقال عمر: هو واللّه خير. فلم يزل عمر يراجعني في ذلك حتّى شرح اللّه صدري للّذي شرح له صدر عمر، ورأيت في ذلك الّذي رأى عمر. قال زيد: قال أبو بكر: وإنّك رجل شابّ عاقل

__________

قال: قال: فاقطعوا لي قطعة. قال عبد اللّه: لك من ههنا إلى ههنا. قال: فباع منها فقضى دينه فأوفاه، وبقي منها أربعة أسهم ونصف، فقدم على معاوية- وعنده عمرو بن عثمان والمنذر بن الزّبير، وابن زمعة، فقال له معاوية: كم قوّمت الغابة؟ قال: كلّ سهم مائة ألف، قال: كم بقي؟ قال: أربعة أسهم ونصف.

فقال المنذر بن الزّبير: قد أخذت سهما بمائة ألف.

وقال عمرو بن عثمان: قد أخذت سهما بمائة ألف.

وقال ابن زمعة: قد أخذت سهما بمائة ألف. فقال معاوية كم بقي؟ فقال: سهم ونصف. قال: أخذته بخمسين ومائة ألف. قال: وباع عبد اللّه بن جعفر نصيبه من معاوية بستّمائة ألف. فلمّا فرغ ابن الزّبير من قضاء دينه قال بنو الزّبير: اقسم بيننا ميراثنا. قال: لا واللّه لا أقسم بينكم حتّى أنادي بالموسم أربع سنين:

ألا من كان له على الزّبير دين فليأتنا فلنقضه. قال:

فجعل كلّ سنة ينادي بالموسم فلمّا مضى أربع سنين قسم بينهم. قال: وكان للزّبير أربع نسوة، ورفع الثّلث فأصاب كلّ امرأة ألف ألف ومائتا ألف»)* «1».

9-* (قال البخاريّ- رحمه اللّه تعالى- فأداء الأمانة أحقّ من تطوّع الوصيّة»)* «2».

10-* (وقال الزّهريّ- رحمه اللّه تعالى- فيمن قال إن لم أفعل كذا وكذا فامرأتي طالق ثلاثا:

يسأل عمّا قال، وعقد عليه قلبه حين حلف بتلك اليمين، فإن سمّى أجلا أراده، وعقد عليه قلبه حين حلف جعل ذلك في دينه وأمانته»)* «3».

من فوائد (الأمانة)

(1) الأمانة من كمال الإيمان وحسن الإسلام.

(2) يقوم عليها أمر السّموات والأرض.

(3) هي محور الدّين وامتحان ربّ العالمين.

(4) بالأمانة يحفظ الدّين والأعراض والأموال والأجسام والأرواح والمعارف والعلوم والولاية والوصاية والشّهادة والقضاء والكتابة ...

(5) الأمين يحبّه اللّه ويحبّه النّاس.

(6) من أعظم الصّفات الخلقيّة الّتي وصف اللّه بها عباده المؤمنين بقوله وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ* (المؤمنون/ 8، والمعارج/ 32).

(7) مجتمع تفشو فيه الأمانة مجتمع خير وبركة.

__________

(1) البخاري- الفتح 6 (3129).

(2) البخاري- الفتح (5/ 443).

(3) فتح الباري (9/ 300)NADHRATUN NA’IM..3/524.BY ABI FAID

Tidak ada komentar:

Posting Komentar

 

Majelis Ulama Indonesia

Dunia Islam

Informasi Kesehatan dan Tips Kesehatan

Total Tayangan Halaman