BEKAL HARI ESOK
AL-HASYR AYAT 18-20
قوله تعالى : { ياأيها الذين آمَنُواْ اتقوا
الله } في أوامره ونواهيه ، وأداء فرائضه واجتناب معاصيه . { وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا
قَدَّمَتْ لِغَدٍ } يعني يوم القيامة . والعرب تكني عن المستقبل بالغد . وقيل : ذِكْر
الغَدِ تنبيهاً على أن الساعة قريبة؛ كما قال الشاعر :
وإن غداً للناظرين قريب ... وقال الحسن
وقتادة : قرّب الساعة حتى جعلها كغَدٍ . ولا شك أن كل آتٍ قريبٌ؛ والموت لا محالة آتٍ
. ومعنى «ما قَدَّمت» يعني من خير أو شر . { واتقوا الله } أعاد هذا تكريراً ، كقولك
: اعجل اعجل ، اِرْم اِرْم . وقيل التقوى الأولى التوبة فيما مضى من الذنوب ، والثانية
اتقاء المعاصي في المستقبل . { إِنَّ الله خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } قال سعيد بن
جبير : أي بما يكون منكم . والله أعلم
.
قوله تعالى : { وَلاَ تَكُونُواْ كالذين
نَسُواْ الله } أي تركوا أمره { فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ } أن يعملوا لها خيراً؛ قاله
ابن حبان . وقيل : نسوا حق الله فانساهم حق أنفسهم؛ قاله سفيان . وقيل : { نَسُواْ
الله } بترك شكره وتعظيمه . { فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ } بالعذاب أن يذكر بعضهم بعضاً؛
حكاه ابن عيسى . وقال سهل بن عبد الله : { نَسُواْ الله } عند الذنوب { فَأَنسَاهُمْ
أَنفُسَهُمْ } عند التوبة . ونسب تعالى الفعل إلى نفسه في «أَنْسَاهُمْ» إذ كان ذلك
بسبب أمره ونهيه الذي تركوه . وقيل : معناه وجدهم تاركين أمره ونهيه؛ كقولك : أحمدت
الرجل إذا وجدته محموداً . وقيل : { نَسُواْ الله } في الرخاء { فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ
} في الشدائد . { أولئك هُمُ الفاسقون } قال ابن جبير : العاصون . وقال ابن زيد : الكاذبون
. وأصل الفسق الخروج؛ أي الذين خرجوا عن طاعة الله .
قوله تعالى : { لاَ يستوي أَصْحَابُ النار
وَأَصْحَابُ الجنة } أي في الفضل والرتبة { أَصْحَابُ الجنة هُمُ الفآئزون } أي المقربون
المكرمون . وقيل : الناجون من النار . وقد مضى الكلام في معنى هذه الآية في «المائدة»
عند قوله تعالى : { قُل لاَّ يَسْتَوِي الخبيث والطيب } [ المائدة : 100 ] . وفي سورة
«السجدة» عند قوله تعالى : { أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لاَّ يَسْتَوُونَ
} [ السجدة : 18 ] . وفي سورة «ص» { أَمْ نَجْعَلُ الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات
كالمفسدين فِي الأرض أَمْ نَجْعَلُ المتقين كالفجار } [ ص : 28 ] فلا معنى للإعادة
، والحمد الله .ALQURTHUBY.1/
5559-5561
ثم إنه تعالى رجع إلى موعظة المؤمنين فقال
: { ياأيها الذين ءَامَنُواْ اتقوا الله وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ
} . الغد : يوم القيامة سماه باليوم الذي يلي يومك تقريباً له ، ثم ذكر النفس والغد
على سبيل التنكير . أما الفائدة في تنكير النفس فاستقلال الأنفس التي تنظر فيما قدمت
للآخرة كأنه قال : فلتنظر نفس واحدة في ذلك ، وأما تنكير الغد فلتعظيمه وإبهام أمره
كأنه قيل : الغد لا يعرف كنهه لعظمه
.
ثم قال : { واتقوا الله إِنَّ الله خَبِيرٌ
بِمَا تَعْمَلُونَ } كرر الأمر بالتقوى تأكيداً أو يحمل الأول : على أداء الواجبات
والثاني : على ترك المعاصي .
ثم قال تعالى : { وَلاَ تَكُونُواْ كالذين
نَسُواْ الله فأنساهم أَنفُسَهُمْ } وفيه وجهان : الأول : قال المقاتلان : نسوا حق
الله فجعلهم ناسين حق أنفسهم حتى لم يسعوا لها بما ينفعهم عنده الثاني : { فأنساهم
أَنفُسَهُمْ } أي أراهم يوم القيامة من الأهوال ما نسوا فيه أنفسهم ، كقوله : { لاَ
يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ } [ إبراهيم : 43 ] { وَتَرَى الناس
سكارى وَمَا هُم بسكارى } [ الحج : 2
] .
ثم قال : { أولئك هُمُ الفاسقون } والمقصود
منه الذم ، واعلم أنه تعالى لما أرشد المؤمنين إلى ما هو مصلحتهم يوم القيامة بقوله
: { وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ } [ الحشر : 18 ] وهدد الكافرين بقوله
: { كالذين نَسُواْ الله فأنساهم أَنفُسَهُمْ } بين الفرق بين الفريقين فقال :
واعلم أن التفاوت بين هذين الفريقين معلوم
بالضرورة ، فذكر هذا الفرق في مثل هذا الموضع يكون الغرض منه التنبيه على عظم ذلك الفرق
، وفيه مسألتان :
المسألة الأولى : المعتزلة احتجوا على أن
صاحب الكبيرة لا يدخل الجنة ، لأن الآية دلت على أن أصحاب النار وأصحاب الجنة لا يستويان
، فلو دخل صاحب الكبيرة في الجنة لكان أصحاب النار وأصحاب الجنة يستويان ، وهو غير
جائز ، وجوابه معلوم .
المسألة الثانية : احتج أصحابنا بهذه الآية
على أن المسلم لا يقتل بالذمي ، وقد بينا وجهه في الخلافيات .ARRAZY.15/1309- 1311
{ يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله } روى معن أو عون
ابن مسعود أن رجلاً أتاه فقال : اعهد لي ، فقال : إذا سمعت الله يقول : { يأيها الين
ءامنوا } فأرعها سمعك فإنه خير تؤمر به أو شر تنهى عنه .
وفي هذه التقوى وجهان :
أحدهما : اجتناب المنافقين .
الثاني : هو اتقاء الشبهات .
{ ولتنظر نفس ما قدمت لغد } قال ابن زيد : ما قدمت
من خير أو شر .
{ لغد } يعني يوم القيامة والأمس : الدنيا . قال قتادة
: إن ربكم قدم الساعة حتى جعلها لغد
.
{ واتقوا الله } في هذه التقوى وجهان :
أحدهما : أنها تأكيد للأولى .
والثاني : أن المقصود بها مختلف وفيه وجهان :
أحدهما : أن الأولى التوبة مما مضى من الذنوب
، والثانية اتقاء المعاصي في المستقبل
.
الثاني : أن الأولى فيما تقدم لغد ، الثانية
فيما يكون منكم .
{ إن الله خبير بما تعملون } فيه وجهان :
أحدهما : أن الله خبير بعملكم .
الثاني : خبير بكم عليم بما يكون منكم ،
وهو معنى قول سعيد بن جبير .
{ ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم } فيه
أربعة أوجه :
أحدها : نسوا الله أي تركوا أمر الله ،
فأنساهم أنفسهم أن يعملوا لها خيراً ، قاله ابن حبان .
الثاني : نسوا حق الله فأنساهم حق أنفسهم
، قاله سفيان .
الثالث : نسوا الله بترك شكره وتعظيمه فأنساهم
أنفسهم بالعذاب أن يذكر بعضهم بعضاً ، حكاه ابن عيسى .
الرابع : نسوا الله عند الذنوب فأنساهم
أنفسهم عند التوبة ، قاله سهل .
ويحتمل خامساً : نسوا الله في الرخاء فأنساهم
أنفسهم في الشدائد .
{ أولئك هم الفاسقون } فيه تأويلان :
أحدهما : العاصون : قاله ابن جبير .
الثاني : الكاذبون ، قاله ابن زيد .
{ لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة } يحتمل وجهين :
أحدهما : لا يستوون في أحوالهم ، لأن أهل
الجنة في نعيم ، وأهل النار في عذاب
.
الثاني : لا يستوون عند الله ، لأن أهل
الجنة من أوليائه ، وأهل النار من أعدائه .
{ أصحاب الجنة هم الفائزون } فيه وجهان :
أحدهما : المقربون المكرمون .
الثاني : الناجون من النار ، قاله ابن حبان .ANNUKTU WAL ‘UYUN.4/257.(26/12/2013).BY ABI NAUFAL
Tidak ada komentar:
Posting Komentar