56.
Dan Ceritakanlah (hai Muhammad kepada mereka, kisah) Idris (yang
tersebut) di dalam Al Quran. Sesungguhnya ia adalah seorang yang sangat
membenarkan dan seorang nabi.MARYAM
واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد
وكان رسولا نبيا (54) وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا (55) واذكر
في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا (56) ورفعناه مكانا عليا (57) أولئك الذين
أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل
وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا (58)
شرح الكلمات :
{ واذكر في الكتاب اسماعيل } : أي ذكر في القرآن تشريفا
وتعظيا اسماعيل بن ابراهيم الخليل عليهما السلام .
{ صادق الوعد } : لم يخلف وعد قط .
{ مرضيا } : أي رضى الله تعالى قوله وعمله ليقينه
وإخلاصه .
{ إدريس } : هو جد أبي نوح عليه السلام .
{ ورفعناه مكانا عليا } : الى السماء الرابعة .
{ إسرائيل } : أي يعقوب بن اسحق بن إبراهيم عليهم
السلام .
{ وممن هدينا واجتبينا } : أي من جملة من هديناهم
لطريقنا واجتبيناهم بنبوتنا .
{ إذا تتلى عليهم آيات الرحمن } : أي تقرأ عليهم وهم
يسمعون إليها .
{ سجدا وبكيا } : جمع ساجد وباك أي ساجدين وهم يبكون .
معنى الآيات :
يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم
كما ذكرت من ذكرت من مريم وابنها وابراهيم وموسى اذكر كذلك اسماعيل فإنه { كان صادق
الوعد } لم يخلف وعدا قط وكان ينتظر الموعود الليالي حتى يجئ وهو قائم في مكانه ينتظره
، { وكان رسولا نبيا } نبأة تعالى بمكة المكرمة إذ عاش بها وأرسله الى قبيلة جرهم العربية
ومنا تزوج وأنجب وكان من ذريته محمد صلى الله عليه وسلم وقوله تعالى : { وكان يأمر
أهله بالصلاة والزكاة } المراد من الأهل أسرته وقومه من قبيلة جرهم والمراد من الصلاة
إقامتها ومن الزكاة أداؤها ، وهذا مما أعلى شأنه ورفع قدره فأستحق ذكره في القرآن العظيم
، وقوله : { كان عند ربه مرضيا } موجب آخر لأكرامه والإنعام عليه بذكره في القرآن الكريم
في سلسلة الأنبياء والمرسلين ، ومعنى { كان عند ربه مرضيا } أي أقواله وأفعاله كلها
كانت مقبولة مرضية فكان بذلك هو مرضيا من قبل ربه عزوجل . وقوله تعالى { واذكر في الكتاب
إدريس } وهو جد أبي نوح واستوجب الذكر في القرآن لأنه { كان صديقا } كثير الصدق مبالغ
فيه حتى إنه لم يجر على لسانه كذب قط ، وصديقا في أفعاله وما يأتيه فلم يعرف غير الصدق
في قول ولا عمل وكان نبيا من أنبياء الله ، وقوله { ورفعناه مكانا عليا } الى السماء
الرابعة في حياته كما رفع تعالى عيسى ورفع محمد الى ما فوق السماء السابعة . وقوله
تعالى : { أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم } كأدريس ، { وممن حملنا
مع نوح } أي في الفلك كأبراهيم ، { ومن ذرية ابراهيم } كاسحق واسماعيل ، { واسرائيل
} أي ومن ذرية إسرائيل كموسى وهارون وداود وسليمان وزكريا ويحيى وعيسى ، { وممن هدينا
} لمعرفتنا وطريقنا الموصل الى رضانا وذلك بعبادتنا والاخلاص لنا فيها { واجتباه }
لوحينا وحمل رسالتنا . وقوله { إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا } أي أولئك
الذين هديناهم واجتبينا من اجتبينا منهم . والاجتباء الاختبار والاصطفاء بأخذ الصفوة
{ إذا تتلى عليهم آيات الرحمن } الحاملة للعظات والعبر والدلائل والحجج { خروا سجدا
} لله ربهم { وبكيا } عما يرون من التقصير أو التفريط في جنب ربهم جل وعظم سلطانه .
هداية الآيات
من هداية الآيات :
1- تقرير النبوة الذي نبأ هؤلاء وأرسلهم لا ينكر عليه
أن ينبئ محمدا ويرسله .
2- فضيلة الأمر بالصلاة والزكاة .
3- فضيلة الوفاء بالوعد والصدق في القول والعمل .
4- سنية السجود لمن تلا هذه الآية أو تليت وهو يستمع
إليها . { خروا سجدا وبكيا }
5- فضيلة البكاء حال السجود فقد كان عمر إذا تلا هذه
الآية سجد ثم يقول هذا السجود فأين البكي يعني البكاء .AISARUT TAFASIR.2/417
{ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ
كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (56)
}
واذكر - أيها الرسول - في هذا القرآن خبر
إدريس عليه السلام، إنه كان عظيم الصدق في قوله وعمله، نبيًا يوحى إليه.AL-MUYASSAR.5/267
قوله عز وجل { وإذكر في الكتاب إدريس }
هو جد أبي نوح واسمه أخنوخ ، سمي إدريس لكثرة دراسة الكتب وكان خياطا وهو أول من خط
بالقلم ، وأول من خاط الثياب وليس المخيط وكانوا من قبل يلبسون الجلود وهو أول من اتخذ
السلاح وقاتل الكفار ، وأول من نظر في علم الحساب .
{ إنه كان صديقا نبيا } وذلك أن الله تعالى شرفه بالنبوة
وأنزل عليه ثلاثين صحيفة { ورفعناه مكانا عليا } قيل هي الرفعة بعلو المرتبة في الدنيا
، وقيل إنه رفع إلى السماء . وهو الأصح يدل عليه ما روى أنس بن مالك بن صعصعة « عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى إدريس في السماء الرابعة ليلة المعراج » متفق عليه
وكان سبب رفع إدريس إلى السماء الرابعة على ما قاله كعب الأحبار وغيره : أنه سار يوم
في حاجة فأصابه وهج الشمس فقال : يا رب إني مشيت يوما فكيف بمن يحملها مسيرة خمسمائة
عام في يوم واحد اللهم خفف عنه من ثقلها وحرها ، فلما أصبح الملك وجد من خفة الشمس
وحرها ما لا يعرف فقال يا رب خلقتني لحر الشمس فما الذي قضيت فيه؟ قال إن عبدي إدريس
سألني أن أخفف عنك حملها وحرها ، فأجبته قال يا رب فاجمع بيني وبينه واجعل بيني وبينه
خلة فأذن له حتى أتى إدريس ، فكان إدريس يسأله ما سأله أن قال إني أخبرت أنك أكرم الملائكة
وأمكنهم عند ملك الموت فاشفع لي إليه ليؤخر أجلي لعلي ازداد شكرا وعبادة فقال الملك.AL-KHAZIN.4/350
JAKARTA 3/6/2013
Tidak ada komentar:
Posting Komentar