Jumat, 31 Mei 2013

AQIDAH: Dinul Islam




                                        MAKNA AL-ISLAM

الفصل الثالث

معرفة دين الحق ( الإسلام ):

إذا عرفت - أيها العاقل - أن الله - تعالى - هو ربك الذي خلقك ورزقك ، وأنه الإله الواحد الحق الذي لا شريك له ، وأنه يجب عليك أن تعبده وحده ، وعرفت أن محمدا رسول الله إليك ، وإلى جميع الناس ، فاعلم أنه لا يصح إيمانك بالله - تعالى - ورسوله محمد عليه الصلاة والسلام إلا إذا عرفت دين الإسلام ، وآمنت به ، وعملت به ، لأنه الدين الذي رضيه الله - تعالى - ، وأمر به رسله ، وبعث به خاتمهم ، محمدا صلى الله عليه وسلم ، إلى جميع الناس ، وأوجب عليهم العمل به .

تعريف الإسلام

قال خاتم المرسلين ، ورسول الله إلى الناس أجمعين : « الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وتُقيم الصلاة ، وتُؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلًا » . متفق عليه .

فالإسلام هو الدين العالمي الذي أمر الله به جميع الناس ، وآمن به رسل الله ، وأعلنوا إسلامهم لله ، وأعلن الله - تعالى - بأنه الدين الحق ، وأنه لا يقبل من أحد دينا سواه ، فقال - تعالى - : { إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ } . [ سورة آل عمران ، الآية : 19 ] ، وقال الله - تعالى - : { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } . [ سورة آل عمران ، الآية : 85 ] .

المعنى الإجمالي للآيتين : يخبر الله - تعالى - أن الدين لديه الإسلام فقط ، وفي الآية الأخرى أخبر أنه لن يقبل من أحد دينا غير الإسلام ، وأن السعداء بعد الموت هم المسلمون فقط ، وأن الذين يموتون على غير الإسلام خاسرون في الدار الآخرة ، ويُعذبون في النار .

ولهذا أعلن جميع الأنبياء إسلامهم لله ، وأعلنوا براءتهم ممن لا يسلم ، فمن أراد من اليهود والنصارى النجاة والسعادة فليدخل في الإسلام ، وليتبع رسول الإسلام محمدا عليه الصلاة والسلام ، حتى يكون تابعا حقًّا لموسى وعيسى ، عليهما الصلاة والسلام ، لأن موسى وعيسى ومحمدا وجميع رسل الله مسلمون ، دعوا جميعا إلى الإسلام ؛ لأنه دين الله الذي بعثهم به ، ولا يصح لأحد ممن وُجد بعد بعثة خاتم المرسلين محمد - عليه الصلاة والسلام - إلى نهاية الدنيا ، لا يصح له أن يسمي نفسه مسلما لله ، ولا يقبل الله منه هذا الادعاء إلا إذا آمن بمحمد رسولا من عند الله ، واتبعه ، وعمل بالقرآن الذي أنزله الله عليه ، قال الله - تعالى - في القرآن العظيم : { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } . [ سورة آل عمران ، الآية : 31 ] .

المعنى الإجمالي للآية : يأمر الله رسوله محمدا أن يقول لمن يدعي محبة الله : إن كنتم تحبون الله حقًّا فاتبعوني يحُببكم الله ، فإن الله لا يُحبكم ولا يغفر لكم ذنوبكم ، إلا إذا آمنتم برسوله محمد واتبعتموه .

وهذا الإسلام الذي بعث الله به رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم إلى الناس جميعا هو الإسلام الكامل الشامل السمح ، الذي كمّله الله ورضيه لعباده دينا لا يقبل منهم دينا غيره ، وهو الذي بشر به الأنبياء وآمنوا به ، قال الله - تعالى - في القرآن العظيم : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا } . [ سورة المائدة ، الآية : 3 ] .

المعنى الإجمالي : يخبر الله - تعالى - في هذه الآية الكريمة التي أنزلها على خاتم المرسلين محمد عليه الصلاة والسلام ، وهو واقف مع المسلمين بعرفات بمكة في حجة الوداع ، يناجون الله ويدعونه ، وكان ذلك في آخر حياة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، بعدما نصره الله ، وانتشر الإسلام ، وتكامل نزول القرآن .

يخبر الله - سبحانه - أنه أكمل للمسلمين دينهم ، وأتم عليهم نعمته ببعثة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، وإنزال القرآن العظيم عليه ، ويخبر أنه رضي لهم الإسلام دينا ، لا يسخطه أبدا ، ولا يقبل من أحد دينا سواه أبدا .

ويُخبر - تعالى - أن الإسلام الذي بعث به رسوله محمدا إلى الناس جميعا هو الدين الكامل الشامل الصالح لكل زمان ومكان وأمة ، فهو دين العلم واليسر والعدالة والخير ، وهو المنهاج الواضح الكامل القويم لشتى مجالات الحياة ، فهو دين ودولة ؛ فيه المنهاج الحق للحكم والقضاء والسياسة والاجتماع والاقتصاد ، ولكل ما يحتاجه البشر في حياتهم الدنيا ، وهو الذي فيه سعادتهم في الحياة الآخرة بعد الموت .DINUL HAQ.1/31-35

ومن أنواع العبادة : الاستغاثة والاستعانة والاستعاذة :

فلا يُستغاثُ ولا يُستعان ولا يُستعاذ إلا بالله وحده قال الله - تعالى - في القرآن الكريم : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } . [ سورة الفاتحة ، الآية : 5 ] ، وقال الله - تعالى - : { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ }{ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ } . [ سورة الفلق ، الآيتان : 1 ، 2 ] ، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : « إنه لا يُستغاث بي وإنما يُستغاث بالله » حديث صحيح ، رواه الطبراني ، وقال صلى الله عليه وسلم : « إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله » حديث صحيح ، رواه الترمذي .

والإنسان الحي الحاضر يصحّ أن يُستغاث به ، ويُستعان به في الشيء الذي يقدر عليه فقط ، أما الاستعاذة فلا يستعاذ إلا بالله وحده ، والميت والغائب لا يُستغاث به ، ولا يستعان به البتة ؛ لأنه لا يملك شيئا ، ولو كان نبيًّا أو وليًّا أو ملكا .

والغيب لا يعلمه إلا الله - تعالى - ، فمن ادعى أنه يعلم الغيب فهو كافر يجب تكذيبه ، ولو تكهن بشيء فوقع فهو من باب الموافقة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من أتى كاهنا أو عرَّافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد » رواه الإمام أحمد والحاكم .

ومن العبادة : التوكل والرجاء والخشوع : فلا يتوكل الإنسان إلا على الله ، ولا يرجو إلا الله ، ولا يخشع إلا لله وحده .

ومما يؤسف له أن كثيرا من المنتسبين للإسلام يشركون بالله ، فيدعون غيره من الأحياء المعظمين ، ومن أهل القبور ، ويطوفون بقبورهم ، ويطلبون منهم حوائجهم ، وهذا عبادة لغير الله ، فاعلها ليس مسلما وإن ادّعى الإسلام ، وقال لا إله إلا الله محمد رسول الله ، وصلى وصام وحج البيت ، قال الله - تعالى - : { وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } . [ سورة الزمر ، الآية 65 ] .

وقال الله : { إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ } . [ سورة المائدة ، الآية : 72 ] .

وأمر الله - تعالى - رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم أن يقول للناس : { قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } . [ سورة الكهف ، الآية : 110 ] .

وهؤلاء الجهَّال غرَّهم علماء السوء والضلال الذين عرفوا بعض الفروع ، وجهلوا التوحيد الذي هو أساس الدين ، فصاروا يدعون إلى الشرك ، جهلًا منهم بمعناه باسم الشفاعة والوسيلة ، وحجتهم في ذلك التأويلات الفاسدة لبعض النصوص والأحاديث المكذوبة قديما وحديثا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والحكايات وأحلام المنام التي نسجها لهم الشيطان ، وما شابه ذلك من الضلالات التي جمعوها في كتبهم ، ليؤيدوا بها عبادتهم لغير الله اتباعا للشيطان وللهوى ، وتقليدا أعمى للآباء والأجداد ، كحال المشركين الأولين .

والوسيلة التي أمرنا الله أن نبتغيها في قوله - عز وجل - : { وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ } . [ سورة المائدة ، الآية : 35 ] هي الأعمال الصالحة من توحيد الله والصلاة والصدقة والصيام والحج والجهاد ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، وصلة الرحم ، ونحو ذلك ، أما دعاء الأموات والاستغاثة بهم عند الشدائد والكربات فهذا عبادة لهم من دون الله .

وشفاعة الأنبياء والأولياء وغيرهم من المسلمين الذين يأذن الله لهم في الشفاعة حق نؤمن بها ، ولكنها لا تُطلب من الأموات ؛ لأنها حق لله لا تحصل لأحد إلا بإذنه - تعالى - فيطلبها الموحد لله من الله - تعالى - قائلًا : " اللهم شفع فيَّ رسولك وعبادك الصالحين " ، ولا يقول : يا فلان اشفع لي لأنه ميت ، والميت لا يطلب منه شيء أبدا ، قال الله - تعالى - : { قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } . [ سورة الزمر ، الآية : 44 ] .

ومن البدع المحرمة المخالفة للإسلام والتي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة في الصحيحين والسنن : اتخاذ المساجد والسرج على القبور ، والبناء عليها ، وتجصيصهما والكتابة عليها ، وإلقاء الستور عليها ، والصلاة في المقبرة ، كل هذا نهى عنه الرسول الكريم ، صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه من أعظم أسباب عبادة أصحابها .

وبهذا يتبين أن من الشرك بالله ما يفعله الجهال عند بعض القبور في كثير من البلدان ، مثل قبر البدوي والسيدة زينب في مصر ، وقبر الجيلاني في العراق ، والقبور المنسوبة لآل البيت - رضي الله عنهم - في النجف وكربلاء في العراق ، وقبور أخرى في كثير من البلدان من الطواف حولها ، وطلب الحوائج من أهلها ، واعتقاد النفع والضرّ فيهم .

ويتبين أن هؤلاء بفعلهم هذا مشركون ضالون ، وإن ادّعوا الإسلام وصلّوا وصاموا وحجوا البيت ، ونطقوا بلا إله إلا الله محمد رسول الله ؛ لأن الناطق بلا إله إلا الله محمد رسول الله لا يعتبر موحدا لله حتى يعرف معناها ، ويعمل به كما تقدم بيان ذلك ، أما غير المسلم فإنه يدخل في الإسلام ابتداءً بنطقه بها ، ويسمى مسلما حتى يتبين منه ما ينافيها من بقائه على الشرك كهؤلاء الجهال ، أو إنكاره لشيء من فرائض الإسلام بعد بيانها له ، أو إيمانه بدين يُخالف دين الإسلام ، والأنبياء والأولياء (1) بريئون ممن يدعوهم ويستغيث بهم ؛ لأن الله - تعالى - أرسل رسله لدعوة الناس إلى عبادته وحده ، وترك عبادة من سواه نبيًّا أو وليًّا أو غيرهما .

ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم ، والأولياء المقتدين به ليست في عبادتهم ؛ لأن عبادتهم عداوة لهم ، وإنما محبتهم في الاقتداء بهم والسير على طريقتهم ، والمسلم الحقيقي يحب الأنبياء والأولياء ، ولكنه لا يعبدهم ، ونحن نؤمن بأن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم واجبة علينا فوق محبة النفس والأهل والولد والناس أجمعين .

_________

(1) أولياء الله هم الموحدون لله المطيعون له ، المتبعون لرسوله صلى الله عليه وسلم ، منهم من يعرف بسبب علمه وجهاده ، ومنهم من لا يعرف ، والمعروف منهم لا يرضى أن يقدسه الناس ، والأولياء حقًّا لا يدعون أنهم أولياء بل يرون أنهم مقصرون ، وليس لهم لباس مخصوص أو هيئة مخصوصة إلا التأسي بالرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك ، وكل مسلم موحد لله متبع لرسوله فيه من الولاية لله بقدر صلاحه وطاعته ، وبهذا يتبين أن الذين يدعون أنهم أولياء لله ، ويلبسون لباسا خاصًّا لكي يعظمهم الناس ويقدسوهم ، يتبين أنهم ليسوا أولياء لله ولكنهم كذَّابون .IDEM.1/40-42

JAKARTA 31/5/2013

Tidak ada komentar:

Posting Komentar

 

Majelis Ulama Indonesia

Dunia Islam

Informasi Kesehatan dan Tips Kesehatan

Total Tayangan Halaman