وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ
الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا
قَلِيلًا (85)
85. dan
mereka bertanya kepadamu tentang roh. Katakanlah: "Roh itu Termasuk urusan
Tuhan-ku, dan tidaklah kamu diberi pengetahuan melainkan sedikit".AL-ISRA’
قوله عز وجل : { ويسألونك
عن الروح قل الروح من أمر ربي } فيها خمسة أقاويل :
أحدها : أنه جبريل
عليه السلام ، قاله ابن عباس . كما قال تعالى { نزل به الروح الأمين } [ الشعراء :
193 ] .
الثاني : ملك من الملائكة
له سبعون ألف وجه ، لكل وجه سبعون ألف لسان يسبح الله تعالى بجميع ذلك ، قاله علي بن
أبي طالب رضي الله عنه .
الثالث : أنه القرآن
، قاله الحسن ، كما قال تعالى { وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا } [ الشورى : 52
] فيكون معناه أن القرآن من أمر الله تعالى ووحيه الذي أنزل عليّ وليس هو مني
.
الرابع : أنه عيسى
ابن مريم هو من أمر الله تعالى وليس كما ادعته النصارى أنه ابن الله ، ولا كما افترته
اليهود أنه لغير رشدة .
الخامس : أنه روح
الحيوان ، وهي مشتقة من الريح . قال قتادة سأله عنها قوم من اليهود وقيل في كتابهم
أنه إن أجاب عن الروح فليس بنبيّ فقال الله تعالى { قل الروح من أمر ربي } فلم يجبهم
عنها فاحتمل ذلك ستة أوجه :
أحدها : تحقيقاً لشيء
إن كان في كتابهم .
الثاني : أنهم قصدوا
بذلك الإعنات كما قصدوا اقتراح الآيات .
الثالث : لأنه قد
يتوصل إلى معرفته بالعقل دون السمع .
الرابع : لئلا يكون
ذلك ذريعة إلى سؤال ما لا يعني .
الخامس : قاله بعض
المتكلمين ، أنه لو أجابهم عنها ووصفها؛ بأنها جسم رقيق تقوم معه الحياة ، لخرج من
شكل كلام النبوة ، وحصل في شكل كلام الفلاسفة . فقال { من أمر ربي } أي هو القادر عليه
.
السادس : أن المقصود
من سؤالهم عن الروح أن يتبين لهم أنه محدث أو قديم ، فأجابهم بأنه محدث لأنه قال :
{ من أمر ربي } أي من فعله وخلقه ، كما قال تعالى { إنما أمرنا لشيء
} .
فعلى هذا الوجه يكون
جواباً لما سألوه ، ولا يكون على الوجوه المتقدمة جواباً .
{ وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً } فيه وجهان :
أحدهما : إلا قليلاً
من معلومات الله .
الثاني : إلا قليلاً
بحسب ما تدعو الحاجة إليه حالاً فحالاً .
وفيمن أريد بقوله
تعالى : { وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً } قولان :
أحدهما : أنهم اليهود
خاصة ، قاله قتادة .
الثاني : النبي صلى
الله عليه وسلم وسائر الخلق .AL-MAWARDY.2/452
يقول تعالى : { ويسألونك
عن الروح } إذ قد سأله المشركون عن الروح وعن أصحاب الكهف ، وذي القرنين بإيعاز من
يهود المدينة فأخبره تعالى : بذلك وعلمه الرد عليهم فقال : { قل الروح من أمر ربي
} وعلمه الذي لا يعلمه الا هو ، وما أوتيتم من العلم الا قليلا لأن سؤالهم هذا ونظائره
دال على إدعائهم العلم فاعلمهم أن ما أوتوه من العلم الا قليل بجانب علم الله تعالى
وقوله تعالى : { ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك } هذا امتنان من الله على رسوله
الذي انزل عليه القرأن شفاء ورحمة للمؤمنين بأنه قادر على محوه من صدره . وسطره ، فلا
تبقى منه آية ثم لا يجد الرسول وكيلاً له يمنعه من فِفْلِ الله به ذلك ولكن رحمة منه
تعالى لم يشأ ذلك بل يبقيه إلى قيام الساعة حجة الله على عباده وآية على نبوة محمد
صلى الله عليه وسلم ، وصدق رسالته ، وليس هذا بأول إفضال من الله تعالى على رسوله ،
بل فضل الله عليه كبير ، ولنذكر من ذلك طرفاً وهو عموم رسالته ، كونه خاتم الأنبياء
، العروج به الى الملكوت الأعلى ، إمامته للأنبياء الشفاعة العظمى ، والمقام المحمود
.AISARUT TAFASIR.2/363
قوله سبحانه وتعالى
: { ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي } ( ق ) عن عبد الله بن مسعود قال : بينما
أنا أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتوكا على عسيب معه فمر بنفر من اليهود فقال
بعضهم لبعض : سلوه عن الروح . وقال بعضهم : لا تسألوه يسمعكم ما تكرهون فقاموا إليه
، وفي رواية ، فقام إليه رجل منهم فقال : يا ابا القاسم ما الروح؟ فسكت وفي رواية ،
فقالوا حدثنا عن الروح ، فقام ساعة ينتظر الوحي ، وعرفت أنه يوحى إليه فتأخرت حتى صعد
الوحي قال : ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر بي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا
. فقال بعضهم لبعض : قد قلنا لكم لا تسألوه . وفي رواية وما أتوا من العلم إلا قليلا
. قال الأعمش هكذا في قراءتنا . العسيب : جريد النخل وسعفه . وقال ابن عباس : إن قريشا
اجتمعوا وقالوا إن محمدا نشأ فينا بالأمانة والصدق وما اتهمناه بكذب قط ، وقد ادعى
ما ادعى فابعثوا نفرا إلى اليهود بالمدينة واسألوهم عنه فإنهم أهل كتاب ، فبعثوا جماعة
إليهم فقالت اليهود سلوه عن ثلاثة أشياء فإن أجاب عن كلها ، أو لم يجب عن شيء منها
فليس بنبي وإن أجاب عن اثنتين ولم يجب عن واحد فهو نبي فسألوه عن فتية فقدوا في الزمن
الأول ما كان شأنهم ، فإنه كان لهم حديث عجيب ، وعن رجل بلغ مشرق الأرض ومغربها ما
خبره وعن الروح قال فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أخبركم بما سألتم غدا ،
ولم يقل إن شاء الله فلبث الوحي . قال مجاهد : اثني عشر يوما وقيل : خمسة عشر يوما
وقيل أربعين يوما وأهل مكة يقولون : قد وعدنا محمدا غدا وقد أصبحنا لا يخبرنا بشيء
، حتى حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكث الوحي وشق عليه ما يقوله أهل مكة ثم
نزل جبريل عليه السلام بقوله تعالى : { ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء
الله } ونزل في الفتية { أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا } نزل
فيم بلغ المشرق والمغرب ، قوله { ويسألونك عن ذي القرنين } ونزل في الروح { ويسألونك
عن الروح قل الروح من أمر ربي } واختلفوا في الذي وقع السؤال عنه ، فروي عن ابن عباس
أنه جبريل وعن علي أنه ملك له سبعن ألف وجه في كل وجه سبعون ألف لسان لكل لسان سبعون
ألف لغة يسبح الله تعالى بكلها . وقال مجاهد : خلق على صورة بني آدم ، لهم أيد وأرجل
ورؤوس ليسوا بملائكة ولا ناس يأكلون الطعام . وقال سعيد بن جبير لم يخلق الله خلقا
أعظم من الروح غير العرش لو شاء أن يبتلع السموات والأرض ومن فيها بلقمة واحدة لفعل
ذلك صورة خلقه على صورة الملائكة ، وصورة وجهه على صورة وجه الآدميين ، يقوم يوم القيامة
على يمين العرش ، وهو أقرب الخلق إلى الله تعالى اليوم عند الحجب السبعين وأقرب الخلق
إلى الله يوم القيامة وهو ممن يشفع لأهل التوحيد ، ولولا أن بينه وبين الملائكة سترا
من نور لاحترق أهل السموات من نوره .
وقيل : الروح هو القرآن
لأن الله سماه روحا ولأن به حياة القلوب . وقيل : هو الروح المركب في الخلق الذي به
يحيى الإنسان وهو أصح الأقوال . وتكلم قوم في ما هية الروح فقال بعضهم : هو الدم ألا
ترى أن الإنسان إذا مات لا يفوت منه شيء إلا الدم . وقال قوم : هو نفس الحيوان بدليل
أنه يموت باحتباس النفس . وقال قوم : هو عرض . وقال قوم : هو جسم لطيف يحيا به الإنسان
. وقيل : الروح معنى اجتمع فيه النور الطيب والعلم والعلو والبقاء ، إلا ترى أنه إذا
كان موجودا يكون الإنسان موصوفا بجميع هذه الصفات إذا خرج منه ذهب الكل . وأقاويل الحكماء
والصوفية في ما هية الروح كثيرة ، وليس هذا موضع استقصائها وأولى الأقاويل أن يوكل
علمه إلى الله عز وجل هو قول أهل السنة قال عبد الله بن بريدة : إن الله لم يطلع على
الروح ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا بدليل قوله : قل الروح من أمر ربي أي من علم ربي الذي
استؤثر به { وما أوتيتم من العلم } من علم ربي { إلا قليلا } أي في جنب علم الله عز
وجل الخطاب عام . وقيل : هو خطاب لليهود فإنهم كانوا يقولون : أوتينا التوراة وفيها
العلم الكثير ، فقيل لهم : إن علم التوراة قليل في جنب علم الله . وقيل إن القلة والكثرة
تدوران مع الإضافة فوصف الشيء بالقلة مضافا إلى ما فوقه ، وبالكثرة مضافا إلى ما تحته
وقيل : إن النبي صلى الله عليه وسلم علم معنى الروح ولكن لم يخبر به لأن ترك الإخبار
به كان علما لنبوته . والقول الأصح هو أن الله عز وجل استأثر بعلم الروحAL-KHAZIN.4/282-283
أخرج ابن أبي شيبة
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : { ويسألونك
عن الروح } قال : يهود يسألونه .
وأخرج أحمد والبخاري
ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن حبان وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي
معاً في الدلائل ، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه
وسلم في خرب المدينة وهو متكئ على عسيب ، فمر بقوم من اليهود فقال بعضهم لبعض : سلوه
عن الروح . وقال بعضهم : لا تسألوه . فسألوه فقالوا : يا محمد ، ما الروح؟ فما زال
يتوكأ على العسيب ، وظننت أنه يوحى إليه فأنزل الله { ويسألونك عن الروح قل الروح من
أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً } .
وأخرج أحمد والترمذي
وصححه والنسائي وابن المنذر وابن حبان وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وصححه ، وابن مردويه
وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قالت قريش
لليهود : أعطونا شيئاً نسأل هذا الرجل ، فقالوا : سلوه عن الروح ، فسألوه فنزلت { ويسألونك
عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً } قالوا : أوتينا علماً
كثيراً : أوتينا التوراة ، ومن أوتي التوراة فقد أوتي خيراً كثيراً . فأنزل الله تعالى
{ قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله
مدداً } [ الكهف : 109 ] .
وأخرج ابن مردويه
من طريق العوفي ، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه
وسلم : « أخبرنا ، ما الروح؟ وكيف تعذب الروح التي في الجسد؟ وإنما الروح من الله ولم
يكن نزل عليه فيه شيء فلم يجر إليهم شيئاً ، فأتاه جبريل عليه السلام فقال له : { قل
الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً } فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم
بذلك فقالوا : من جاءك بهذا؟ قال : جبريل . قالوا : والله ما قاله لك إلا عدوّ لنا
. فأنزل الله تعالى { قل من كان عدوّا لجبريل . . . } [ البقرة : 97 ] الآية
» .
وأخرج ابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في كتاب الأضداد ، وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي
في الأسماء والصفات ، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله : { ويسألونك عن الروح
} قال : هو ملك من الملائكة له سبعون ألف وجه ، لكل وجه منها سبعون ألف لسان . . .
لكل لسان منها سبعون ألف لغة ، يسبح الله تعالى بتلك اللغات ، يخلق الله تعالى من كل
تسبيحة ملكاً يطير مع الملائكة إلى يوم القيامة .
وأخرج ابن المنذر
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طريق عطاء ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { ويسألونك
عن الروح } قال : هو ملك واحد له عشرة آلاف جناح ، جناحان منهما ما بين المشرق والمغرب
له ألف وجه ، لكل وجه لسان وعينان وشفتان يسبحان الله تعالى إلى يوم القيامة
.
وأخرج عبد بن حميد
وأبو الشيخ ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : الروح أمر من أمر الله ، وخلق من خلق
الله وصورهم على صور بني آدم ، وما ينزل من السماء من ملك إلا ومعه واحد من الروح
. ثم تلا { يوم يقوم الروح والملائكة صفاً } [ النبأ : 38 ] .
وأخرج ابن أبي حاتم
وابن مردويه ، عن عكرمة رضي الله عنه قال : سئل ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :
{ ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي } لا تنال هذه المنزلة ، فلا تزيدوا عليها
. قولوا كما قال الله وعلّم نبيه صلى الله عليه وسلم { وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً
} .
وأخرج ابن أبي حاتم
وأبو الشيخ ، عن عبد الله بن بريدة رضي الله عنه قال : لقد قبض النبي صلى الله عليه
وسلم وما يعلم الروح .
وأخرج ابن أبي حاتم
عن يزيد بن زياد ، أنه بلغه أن رجلين اختلفا في هذه الآية { وما أوتيتم من العلم إلا
قليلاً } فقال أحدهما : إنما أريد بها أهل الكتاب وقال الآخر : بل إنه محمد صلى الله
عليه وسلم . فانطلق أحدهما إلى ابن مسعود رضي الله عنه فسأله فقال : ألست تقرأ سورة
البقرة؟ فقال : بلى . فقال : وأي العلم ليس في سورة البقرة؟ إنما أريد بها أهل الكتاب
.
وأخرج البيهقي في
الأسماء والصفات ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { ويسألونك عن الروح } قال
: { الروح } ملك .
وأخرج ابن عساكر ،
عن عبد الرحمن بن عبد الله ابن أم الحكم الثقفي رضي الله عنه قال : بينما رسول الله
صلى الله عليه وسلم في بعض سكك المدينة ، إذ عرض له اليهود فقالوا : يا محمد ، ما الروح؟
وبيده عسيب نخل فاعتمد عليه - ورفع راسه إلى السماء - ثم قال : { ويسألونك عن الروح
. . . . } إلى قوله : { قليلاً } قال ابن عساكر : عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أم
الحكم الثقفي قيل إن له صحبة .
وأخرج ابن الأنباري
في كتاب الأضداد ، عن مجاهد رضي الله عنه قال : { الروح } خلق مع الملائكة لا يراهم
الملائكة ، كما لا ترون أنتم الملائكة . { الروح } حرف استأثر الله تعالى بعلمه ولم
يطلع عليه أحداً من خلقه . وهو قوله تعالى : { ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي
} .
وأخرج أبو الشيخ عن
سلمان رضي الله عنه قال : الإنس والجن عشرة أجزاء : فالانس جزء ، والجن تسعة أجزاء
. والملائكة والجن عشرة أجزاء : فالجن من ذلك جزء ، والملائكة تسعة . والملائكة والروح
عشرة أجزاء : فالملائكة من ذلك جزء ، والروح تسعة أجزاء .
والروح والكروبيون
عشرة أجزاء : فالروح من ذلك جزء ، والكروبيون تسعة أجزاء .
وأخرج ابن إسحق وابن
جرير ، عن عطاء بن يسار قال : نزلت بمكة { وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً } « فلما
هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، أتاه أحبار اليهود فقالوا : يا محمد
، ألم يبلغنا أنك تقول : { وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً } أفعنيتنا أم قومك؟ قال
: كلاًّ قد عنيت . قالوا : فإنك تتلو أنا أوتينا التوراة وفيها تبيان كل شيء ، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : هي في علم الله قليل ، وقد آتاكم الله ما عملتم به
انتفعتم » فأنزل الله { ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام . . . } [ لقمان : 27 ] إلى
قوله : { إن الله سميع بصير } [ لقمان : 28 ] .
وأخرج ابن جرير وابن
المنذر ، عن ابن جريج في قوله : { وما أوتيتم من العلم } قال : يا محمد ، والناس أجمعون
.
وأخرج ابن جرير عن
قتادة في قوله : { وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً } يعني اليهود
.ADDURUL MANTSUR.6/314-316
الأكثر على أنه الروح
الذي في الحيوان . سألوه عن حقيقته فأخبر أنه من أمر الله ، أي مما استأثر بعلمه .
وعن عبد الله بن بريدة .
( 633 ) لقد مضى النبي صلى الله عليه وسلم وما يعلم الروح
. وقيل : هو خلق عظيم روحاني أعظم من الملك . وقيل : جبريل عليه السلام . وقيل : القرآن
و { مِنْ أَمْرِ رَبّى } أي من وحيه وكلامه ، ليس من كلام البشر
.
( 634 ) بعثت اليهود إلى قريش أن سلوه عن أصحاب الكهف ،
وعن ذي القرنين ، وعن الروح ، فإن أجاب عنها أو سكت فليس بنبيّ ، وإن أجاب عن بعض وسكت
عن بعض فهو نبيّ ، فبين لهم القصتين وأبهم أمر الروح وهو مبهم في التوراة ، فندموا
على سؤالهم { وَمَا أُوتِيتُم } الخطاب عام .
( 635 ) وروي أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قال
لهم ذلك قالوا : نحن مختصون بهذا الخطاب أم أنت معنا فيه؟ فقال : بل نحن وأنتم لم نؤت
من العلم إلا قليلاً ، فقالوا : ما أعجب شأنك : ساعة تقول { وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ
فَقَدْ أُوتِىَ خَيْرًا كَثِيرًا } [ البقرة : 269 ] وساعة تقول هذا ، فنزلت : { وَلَوْ
أَنَّ مَّا فِى الأرض مِن شَجَرَةٍ أَقْلاَمٌ } [ لقمان : 27 ] وليس ما قالوه بلازم؛
لأنّ القلة والكثرة تدوران مع الإضافة ، فيوصف الشيء بالقلة مضافاً إلى ما فوقه ، وبالكثرة
مضافاً إلى ما تحته ، فالحكمة التي أوتيها العبد خير كثير في نفسها؛ إلا أنها إذا أضيفت
إلى علم الله فهي قليلة . وقيل : هو خطاب لليهود خاصة؛ لأنهم قالوا للنبي صلى الله
عليه وسلم : قد أوتينا التوراة وفيها الحكمة ، وقد تلوت { وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ
فَقَدْ أُوتِىَ خَيْرًا كَثِيرًا } [ البقرة : 269 ] فقيل لهم : إن علم التوراة قليل
في جنب علم الله .AZZAMAKHSYARY.3/477
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ
الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا
قَلِيلًا (85) وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ
لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا (86) إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ
فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا (87) قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ
عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ
بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88) وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ
مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (89)
ذكر المفسرون فى سبب
نزول قوله - تعالى - : { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الروح } روايات منها : ما أخرجه الشيخان
عن عبد الله بن مسعود قال : " بينما أنا أمشى مع النبى صلى الله عليه وسلم فى
حرث وهو متوكئ على عسيب - أى على عصا - إذ مر اليهود ، فقال بعضهم لبعض : سلوه عن الروح
، فقالوا : يا محمد ما لروح فأمسك النبى صلى الله عليه وسلم فلم يرد عليهم شيئًا ،
فعلمت أنه يوحى إليه ، فقمت مقامى ، فلما نزل الوحى قال : { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الروح
قُلِ الروح مِنْ أَمْرِ رَبِّي . . . } .
قال الإِمام ابن كثير
بعد أن ذكر هذه الرواية وغيرها : وهذا السياق يقتضى فيما يظهر بادى الرأى ، أن هذه
الآية مدنية ، وأنها نزلت حين سأله اليهود عن ذلك بالمدينة ، مع أن السورة كلها مكية
.
وقد يجاب عن هذا بأنه
قد تكون نزلت عليه بالمدينة مرة ثانية ، كما نزلت عليه بمكة قبل ذلك . أو أنه نزل عليه
الوحى بأنه يجيبهم عما سألوه بالآية المتقدم إنزالها عليه ، وهى هذه الآية : { وَيَسْأَلُونَكَ
عَنِ الروح . . . } " .
ومما يدل على نزول
هذه الآية بمكة ما أخرجه الإِمام أحمد عن ابن عباس قال : " قالت قريش ليهود .
أعطونا شيئًا نسأل عنه هذا الرجل؟ فقالوا : سلوه عن الروح ، فسألوه فنزلت : ويسألونك
عن الروح . . الآية " .
وكلمة الروح تطلق
فى القرآن الكريم على أمور منها :
الوحى ، كما فى قوله
- تعالى - : { يُلْقِي الروح مِنْ أَمْرِهِ على مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ . . .
} ومنها : القوة والثبات كما فى قوله - تعالى - : { أولئك كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإيمان
وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِّنْهُ . . . } ومنها : جبريل ، كما فى قوله - تعالى - : {
نَزَلَ بِهِ الروح الأمين على قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ المنذرين . . . } ومنها : القرآن
كما فى قوله - سبحانه - : { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا
. . . } ومنها : عيسى ابن مريم ، كما فى قوله - تعالى - : { إِنَّمَا المسيح عِيسَى
ابن مَرْيَمَ رَسُولُ الله وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ
. . . } وجمهور العلماء على أن المراد بالروح فى قوله - تعالى - : { وَيَسْأَلُونَكَ
عَنِ الروح . . . } ما يحيا به بدن الإِنسان ، وبه تكون حياته ، وبمفارقته للجسد يموت
الإِنسان ، وأن السؤال إنما هو عن حقيقة الروح ، إذ معرفة حقيقة الشئ . تسبق معرفة
أحواله .
وقيل المراد بالروح
هنا : القرآن الكريم ، وقيل : جبريل ، وقيل : عيسى إلى غير ذلك من الأقوال التى أوصلها
بعضهم إلى أكثر من عشرة أقوال .
ويبدو لنا أن ما ذهب
إليه جمهور المفسرين ، أولى بالاتباع ، لأن قوله - تعالى - بعد ذلك : { قُلِ الروح
مِنْ أَمْرِ رَبِّي } يؤيد هذا الاتجاه .
قال الآلوسى :
" الظاهر عند المنصف ، أن السؤال كان عن حقيقة الروح الذى هو مدار البدن الإِنسانى
، ومبدأ حياته ، لأن ذلك من أدق الأمور التى لا يسع أحدًا إنكارها ، ويشرئب الجميع
إلى معرفتها ، وتتوافر دواعى العقلاء إليها ، وَتَكِلُّ الأذهان عنها ، ولا تكاد تعلم
إلا بوحى . . " .
و { من } فى قوله
: { قُلِ الروح مِنْ أَمْرِ رَبِّي } بيانية . والمراد بالأمر هنا . الشأن
.
والمعنى : ويسألك
بعض الناس - أيها الرسول - عن حقيقة الروح ، قل لهم على سبيل الإِرشاد والزجر : الروح
شئ من جنس الأشياء التى استأثر الله - تعالى - وحده بعلم حقيقتها وجوهرها
.
وقال - سبحانه -
: { قل الروح } بالإِظهار ، لكمال العناية بشأن المسئول عنه .
وإضافة كلمة { أمر
} إلى لفظ الرب - عز وجل - ، من باب الاختصاص العلمى ، إذ الرب وحده هو العليم بشأنها
، وليس من باب الاختصاص الوجودى ، لأن الروح وغيرها من مخلوقات الله - تعالى
- .
وفى هذه الإِضافة
ما فيها من تشريف المضاف ، حيث أضيف هذا الأمر إلى الله - تعالى - وحده
.
قال القرطبى : وقوله
- تعالى - { قُلِ الروح مِنْ أَمْرِ رَبِّي } دليل على خلق الروح ، أى : هو أمر عظيم
، وشأن كبير من أمر الله - تعالى - ، مبهمًا له وتاركًا تفصيله ، ليعرف الإِنسان على
القطع عجزه عن علم حقيقة نفسه مع العلم بوجودها . وإذا كان الإِنسان فى معرفة نفسه
هكذا ، كان عجزه عن إدراك حقيقة الحق أولى . وحكمة ذلك تعجيز العقل عن إدراك معرفة
مخلوق مجاور له ، دلالة على أنه عن إدراك خالقه أعجز .
وقوله : { وَمَآ أُوتِيتُم
مِّنَ العلم إِلاَّ قَلِيلاً } من جملة الجواب الذى أمر الله - تعالى - رسوله صلى الله
عليه وسلم أن يرد به على السائلين عن حقيقة الروح .
أى : وما أوتيتم
- أيها السائلون عن الروح - من العلم إلا علمًا قليلاً ، بالنسبة إلى علمه - تعالى
- الذى وسع كل شئ ، ولا يخفى عليه شئ .
وإن علمكم مهما كثر
فإنه لا يمكنه أن يتعلق بحقيقة الروح وأحوالها ، لأن ذلك شئ استأثر الله - تعالى -
به وحده ، واقتضت حكمته - عز وجل - أن يجعله فوق مستوى عقولكم
.
قال صاحب الظلال عند
تفسيره لهذه الآية : والمنهج الذى سار عليه القرآن - وهو المنهج الأقوم - أن يجيب الناس
عما هم فى حاجة إليه ، وما يستطيع إدراكهم البشرى بلوغه ومعرفته ، فلا يبدد الطاقة
العقلية التى وهبها الله لهم فيما لا ينتج ولا يثمر ، وفى غير مجالها الذى تملك وسائله
، وبعضهم عندما سأل النبى صلى الله عليه وسلم عن الروح ، أمره الله أن يجيبهم بأن الروح
من أمره- سبحانه - . . .
وليس فى هذا حجر على
العقل البشرى أن يعمل ، ولكن فيه توجيهًا لهذا العقل أن يعمل فى حدوده ، وفى مجاله
الذى يدركه .
والروح غيب من غيب
الله لا يدركه سواه . . ولقد أبدع الإِنسان فى هذه الأرض ما أبدع ، ولكنه وقف حسيرا
أمام ذلك السر اللطيف - الروح - لا يدرى ما هو؟ ولا كيف جاء؟ ولا كيف يذهب؟ ولا أين
كان ولا أين يكون ، إلا ما يخبر به العليم الخبير فى التنزيل " .
وقال بعض العلماء
: وفى هذه الآية ما يزجر الخائضين فى شأن الروح ، المتكلفين لبيان ماهيته ، وإيضاح
حقيقته ، أبلغ زجر ، ويردعهم أعظم ردع ، وقد أطالوا المقال فى هذا البحث ، بما لا يتسع
له المقام ، وغالبه ، بل كله من الفضول الذى لا يأتى بنفع فى دين أو دنيا
. .
فقد استأثر الله
- تعالى - بعلم الروح ، ولم يطلع عليه أنبياءه ، ولم يأذن لهم بالسؤال عنه ، ولا البحث
عن حقيقته ، فضلاً عن أممهم المقتدين بهم . . . .SAYID
ATHANTHAWY.1/ 2669-2671
وَنُنَزِّلُ مِنَ
الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ
إِلَّا خَسَارًا (82) وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ
وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا (83) قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ
فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا (84) وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ
قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا
(85)
ثم قال : { وَنُنَزّلُ
مِنَ القرءان مَا هُوَ شِفَاء } ، أي بيان من العمى؛ ويقال : شفاء للبدن ، إذا قرىء
على المريض يبرأ أو يهون عليه . { وَرَحْمَةٌ لّلْمُؤْمِنِينَ } ، أي ونعمة من العذاب
لمن آمن بالقرآن . { وَلاَ يَزِيدُ الظالمين إَلاَّ خَسَارًا } ، أي المشركين ما نزل
من القرآن ما يزيدهم إلاَّ خساراً ، أي تخسيراً وغبناً .
قوله : { وَإِذَا
أَنْعَمْنَا عَلَى الإنسان } ، أي إذا وسعنا على الكافر الرزق ورفعنا عنه العذاب في
الدنيا ، { أَعْرَضَ } عن الدعاء؛ ويقال : النعمة هي إرسال محمد صلى الله عليه وسلم
، أعرض عنه الكافر . { وَنَأَى بِجَانِبِهِ } ، يعني : تباعد عن الإيمان فلم يقربه
. قرأ ابن عامر : { ***وَنَاءَ } بمد الألف على وزن باع؛ وقرأ أبو عمرو بنصب النون
وكسر الألف؛ وقرأ حمزة والكسائي بكسر النون والألف؛ وقرأ الباقون بنصب النون والألف
.
{ وَإِذَا مَسَّهُ الشر كَانَ } ، يعني : إذَا أصابه الفقر في معيشته والسقم في الجسم
، كان آيساً من رحمة الله تعالى .
ثم قال : { يَئُوساً
قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ على شَاكِلَتِهِ } ؛ قال القتبي : على خليقته وطبيعته وهو من الشكل؛
وقال الحسن : { على شَاكِلَتِهِ } على بنيته وكذلك قال معاوية بن قرة؛ وقال الكلبي
: على ناحيته ومنهاجه وحديثه وأمره الذي هو عليه . { فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ
أهدى سَبِيلاً } ، أي بمن هو أصوب ديناً ، ويقال : هو عالم بمن هو على الحق
.
قوله : { وَيَسْئَلُونَكَ
عَنِ الروح قُلِ الروح مِنْ أَمْرِ رَبّى } ، أي لا علم لي فيه؛ وقال مجاهد : الروح
خلق من خلق الله تعالى ، له أيْدٍ وأرجل؛ وقال مقاتل : الروح ملك عظيم على صورة الإنسان
، أعظم من كل مخلوق . وروى معمر ، عن قتادة والحسن أنهما قالا : الروح هو جبريل؛ وقال
قتادة : كان ابن عباس يكتمه ، أي يجعله من المكتوم الذي لا يفسر
.
وروى الأعمش ، عن
إبراهيم ، عن علقمة ، عن ابن مسعود أنه قال : كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم فمر بقوم من اليهود ، فقال بعضهم : سلوه عن الروح ، وقال بعضهم : لا تسألوه .
فقالوا : يا محمد ما الروح؟ فقام متوكئاً على عسيب ، فظننت أنه يوحى إليه ، فنزل :
{ وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الروح قُلِ الروح مِنْ أَمْرِ رَبّى } ، فقال بعضهم لبعض :
قد قلنا لكم لا تسألوه .
ويقال : الروح ، القرآن
كقوله : { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مّنْ أَمْرِنَا } وروي في بعض الروايات
، عن ابن عباس أنه قال : الروح ملك له مائة ألف جناح ، وكل جناح لو فتحه يأخذ ما بين
المشرق والمغرب؛ ويقال : إن جميع الملائكة تكون صفاً واحداً والروح وحده يكون صفاً
واحداً ، كقوله : { يَوْمَ يَقُومُ الروح والملائكة صَفّاً لاَّ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ
مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحمن وَقَالَ صَوَاباً } [ النبأ : 38 ] واحداً ويقال : معناه يسألونك
عن الروح الذي هو في الجسد ، كيف هو؟ قل : الروح من أمر ربي؛ ويقال : الروح جبريل؛
كقوله : { نَزَلَ بِهِ الروح الامين } [ الشعراء : 193 ] أي يسألونك عن إتيان جبريل
كيف نزوله عليك؟ { قُلِ الروح مِنْ أَمْرِ رَبّى } . { وَمَا أُوتِيتُم مّن العلم إِلاَّ
قَلِيلاً } ، أي ما أعطيتموه من العلم مما عند الله إلاَّ يسيراً
.ASSAMARQANDY.3/24
JAKARTA 2011
Tidak ada komentar:
Posting Komentar