وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ
عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63)
وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ
رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا
سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66) وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا
وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67)
63. Dan hamba-hamba Tuhan
yang Maha Penyayang itu (ialah) orang-orang yang berjalan di atas bumi dengan
rendah hati dan apabila orang-orang jahil menyapa mereka, mereka mengucapkan
kata-kata (yang mengandung) keselamatan.AL-FURQAN
قوله تعالى : { وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ
يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً } فيه أربعة أقاويل :
أحدها : علماء وكلماء ، قاله ابن عباس .
الثاني : أعفاء أتقياء ، قاله الضحاك .
الثالث : بالسكينة والوقار ، قاله مجاهد .
الرابع : متواضعين لا يتكبرون ، قاله ابن
زيد .
{ وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُواْ سَلاَماً
} الجاهلون فيهم قولان
: أحدهما : أنهم الكفار .
الثاني : السفهاء .
{ قَالُواْ سَلاَماً } فيه ثلاثة أوجه
: أحدها : قالوا سداداً ، قاله مجاهد لأنه قول سليم .
الثاني : قالوا وعليك السلام ، قاله الضحاك .
الثالث : أنه طلب المسالمة ، قاله ابن بحر .
قوله تعالى : { إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ
غَرَاماً } فيه أربعة أوجه :
أحدها : لازماً ، قاله ابن عيسى ، ومنه
الغريم لملازمته وأنشد الأعشى :
إن يعاقب يكن غَراماً وإن يع ... طر جزيلاً
فإنه لا يبالي
الثاني : شديداً ، قاله ابن شجرة ، ومنه
سميت شدة المحنة غراماً قال بشر بن أبي خازم :
ويوم الجفار ويوم النسا ... ر ، كانا عذاباً
، وكان غراما
الثالث : ثقيلاً ، قاله قطرب ، ومنه قوله
تعالى : { فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ } [ القلم : 46 ] .
الرابع : أنهم أغرموا بالنعيم في الدنيا
عذاب النار ، قال محمد بن كعب : إن الله سأل الكفار عن فأغرمهم فأدخلهم جهنم .
قوله تعالى : { وَالَّذِينَ إِذَآ أَنفَقُواْ
لَمْ يُسْرِفُواْ } فيه أربعة أوجه
:
أحدها : لم ينفقواْ في معصية الله ، والإِسراف
النفقة في المعاصي ، قاله ابن عباس
.
الثاني : لم ينفقوا كثيراً فيقول الناس
قد أسرفوا ، قاله إبراهيم .
الثالث : لا يأكلون طعاماً يريدون به نعيماً
ولا يلبسون ثوباً يريدون به جمالاً ، قاله يزيد بن أبي حبيب ، قال : هؤلاء أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم كانت قلوبهم على قلب رجل واحد .
{ وَلَمْ يَقْتُرُواْ } فيه أربعة أوجه
: أحدها : لم يمنعوا حقوق الله فإن منع حقوق الله
إقتار ، قاله ابن عباس .
الثاني : لا يعريهم ولا يجيعهم ، قاله إبراهيم .
الثالث : لم يمسكوا عن طاعة الله ، قاله
ابن زيد .
الرابع : لم يقصروا في الحق ، قاله الأعمش .
روى معاذ بن جبل قال : لما نزلت هذه الآية
سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النفقة في الإسراف والإقتار ما هو ، فقال : من
منع من حق فقد قتر ، ومن أعطى في غير حق فقد أسرف .
{ وَكَانَ بَيْنَ ذلِكَ قَوَامَاً } فيه ثلاثة أوجه
: أحدها : يعني عدلاً ، قاله الأعمش .
الثاني : أن القوام : أن يخرجوا في الله
شطر أموالهم ، قاله وهب .
الثالث : أن القوام : أن ينفق في طاعة الله
ويكف عن محارم الله .
ويحتمل رابعاً : أن القوام ما لم يمسك فيه
عزيز ولم يقدم فيه على خطر ، والفرق بين القَوام بالفتح والقِوام بالكسر ، ما قاله
ثعلب : أنه بالفتح الاستقامة والعدل ، وبالكسر ما يدوم عليه الأمر ويستقر .AL-MAWARDY.3/208
قوله عز وجل { وعباد الرحمن } قيل هذه الإضافة
للتخصيص ، والتفضيل وإلا فالخلق كلهم عباد الله { الذين يمشون على الأرض هونا } يعني
بالسكينة والوقار متواضعين غير أشرين ، ولا مرحين ولا متكبرين بل علماء حكماء ، أصحاب
وقار وعفة { وإذا خاطبهم الجاهلون } يعني السفهاء بما يكرهونه { قالوا سلاما } يعني
سدادا من القول يسلمون فيه لا يسفهون وإن سفه عليهم حلموا ولم يجهلوا وليس المراد منه
السلام المعروف وقيل هذا قبل أن يؤمروا بالقتال ثم نسختها آية القتال ويروى عن الحسن
البصري أنه كان إذا قرأ هذه الآية قال : هذا وصف نهارهم ثم إذا قرأ { والذين يبيتون
لربهم سجدا وقياما } قال هذا وصف ليلهم ، والمعنى يبيتون لربهم في الليل بالصلاة سجدا
على وجوههم وقياما على أقدامهم . قال ابن عباس ، من صلى بعد العشاء الأخيرة ركعتين
أو أكثر فقد بات لله ساجدا وقائما ( م ) عن عثمان بن عفان رضي الله عنه : قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم « من صلى العشاء في جماعة كان كقيام نصف الليل ومن صلى
الفجر في جماعة كان كقيام ليلة
» .AL-KHAZIN.5/38
JAKARTA 6/5/2013
Tidak ada komentar:
Posting Komentar