وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة
الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون (186)
شرح الكلمات :
{ الداعي } : السائل ربه حاجته .
{ فليستجيبوا لي } : أي يجيبوا ندائي إذا دعوتهم لطاعتي
وطاعة رسولي بفعل المأمور وترك المنهى والتقرب إلي بفعل القرب وترك ما يوجب السخط .
{ يرشدون } : بكمال القوتين العلمية والعملية إذ الرشد
هو العلم بمحاب الله ومساخطه ، وفعل المحاب وترك المساخط ، ومن لا علم له ولا عمل فهو
السفيه الغاوي والضال الهالك .
معنى الآية الكريمة :
ورد أن جماعة من الصحابة سألوا النبي قائلين
: أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه فأنزل الله تعالى قوله : { وإذا سألك عبادي عني
فإني قريب أجيب دعوة الداع } الآية ، ومعنى المناجاة المكالمة بخفض الصوت ، والمناداة
برفع الصوت ، وإجابة الله دعوة عبده قبول طلبه وإعطاؤه مطلوبه . وما على العباد إلا
أن يستجيبوا لربهم بالايمان به وبطاعته في أمره ونهيه وبذلك يتم رشدهم ويتأهلون للكمال
والإسعاد في الدارين الدنيا والآخرة
.
هداية الآية :
من هداية الآية :
1- قرب الله تعالىمن عباده إذ العوالم كلها في قبضته
وتحت سلطانه ولا يبعد عن الله شىء من خلقه إذ ما من كائن إلا والله يراه ويسمعه ويقدر
عليه ، وهذه حقيقة القرب .
2- كراهية رفع الصوت بالعبادات إلا ما كان في التلبية
والأذان والاقامة .
3- وجوب الاستجابة لله تعالى بالإيمان وصالح الأعمال .
4- الرشد في طاعة الله والغي والسفه في معصيته تعالى .AISARUT TAFASIR.1/83
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي
قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا
بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)
قوله تعالى : { وَإذَا سَأَلَكَ عِبَادِي
عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ } اختلف أهل التأويل في سبب نزول هذه الآية ، على أربعة أقاويل :
أحدها : أنها نزلت في سائل سأل النبي صلى
الله عليه وسلم فقال : يا محمد أقريبٌ ربنا فنناجيه ، أم بعيد فنناديه؟ فأُنْزِلَتْ
هذه الآية ، وهو قول الحسن البصري
.
والثاني : أنها نزلت في قوم سألوا رسول
الله صلى الله عليه وسلم عن أي ساعة يدعون الله فيها ، وهذا قول عطاء والسدي .
والثالث : أنها نزلت جواباً لقوم قالوا
: كيف ندعو؟ ، وهذا قول قتادة .
والرابع : أنها نزلت في قوم حين نَزَلَ
قولُه تعالى : { ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } قالوا : إلى أين ندعوه؟ ، وهذا قول
مجاهد .
وفي قوله تعالى : { قَرِيبٌ } تأويلان :
أحدهما : قريب الإجابة .
والثاني : قريب من سماع الدعاء .
وفي قوله تعالى : { أجيب دعوة الداعِ إذا
دعانِ } تأويلان :
أحدهما : معناه أسمع دعوة الداعي إذا دعاني
، فعبر عن السماع بالإجابة ، لأن السماع مقدمة الإجابة .
والثاني : أنه أراد إجابة الداعي إلى ما
سأل ، ولا يخلو سؤال الداعي أن يكون موافقاً للمصلحة أو مخالفاً لها ، فإن كان مخالفاً
للمصلحة لم تجز الإجابة إليه ، وإن كان موافقاً للمصلحة ، فلا يخلو حال الداعي من أحد
أمرين : إما أن يكون مستكملاً شروط الطلب أو مقصوراً فيها :
فإن استكملها جازت إجابته ، وفي وجوبها
قولان :
أحدهما : أنها واجبة لأنها تجري مجرى ثواب
الأعمال ، لأن الدعاء عبادة ثوابها الإجابة .
والثاني : أنها غير واجبة لأنها رغبة وطلب
، فصارت الإجابة إليها تفضلاً .
وإن كان مقصوراً في شروط الطلب لم تجب إجابته
، وفي جوازها قولان :
أحدهما : لا تجوز ، وهوقول من أوجبها مع
استكمال شروطها .
والثاني : تجوز ، وهو قول من لم يوجبها
مع استكمال شروطها .
وفي قوله تعالى : { فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي
} أربعة تأويلات :
أحدها : أن الإستجابة بمعنى الإجابة ، يقال
استجبت له بمعنى أجبته ، وهذا قول أبي عبيدة ، وأنشد قول كعب بن سعد الغنوي :
وداعٍ دَعَا : يا من يجيب إلي الندا
... فلم يستجبه عند ذلك مجيب
أي فلم يجبه .
والثاني : أن الإستجابة طلب الموافقة للإجابة
، وهذا قول ثعلب .
والثالث : أن معناه فليستجيبوا إليَّ بالطاعة .
والرابع : فليستجيبوا لي ، يعني فليدعوني .AL-MAWARDY.1/132
وإذا سألك -أيها النبي- عبادي عني فقل لهم:
إني قريب منهم، أُجيب دعوة الداعي إذا دعاني، فليطيعوني فيما أمرتهم به ونهيتهم عنه،
وليؤمنوا بي، لعلهم يهتدون إلى مصالح دينهم ودنياهم. وفي هذه الآية إخبار منه سبحانه
عن قربه من عباده، القرب اللائق بجلاله.AL-MUYASSAR.1/200
« لا تعجزوا عن الدعاء ، فإن الله أنزل عليَّ
» { ادعونى أَسْتَجِبْ لَكُمْ } [ غافر : 60 ] فقال رجل : يا رسول الله ربنا يسمع الدعاء
أم كيف ذلك ، فأنزل الله هذه الآية
.
وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر
، وابن أبي حاتم ، عن عطاء أنه بلغه لما نزلت { ادعونى أَسْتَجِبْ لَكُمْ } قالوا
: لو نعلم أيّ ساعة ندعو ، فنزلت
.
وقد ثبت في الصحيح من حديث أبي سعيد أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال : « ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ، ولا قطيعة
رحم ، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث خصال : إما أن يعجل له دعوته ، وإما أن يدّخر له
في الآخرة ، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها » وثبت في الصحيح أيضاً من حديث أبي هريرة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « يستجاب لأحدكم ما لم يَعْجَل ، يقول دعوت
، فلم يستجب لي » وأخرج ابن أبي حاتم ، عن أنس في قوله : { فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِى
} قال : ليدعوني : { وَلْيُؤْمِنُواْ بِى } أي : أنهم إذا دعوني استجبت لهم . وأخرج
ابن جرير ، عن مجاهد قال : { فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِى } أي : فليطيعوني . وأخرج عبد
بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن الربيع بن أنس في قوله : { لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ
} قال : يهتدون .FATKHUL
QADIR.1/243
{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي } أهل الكتاب
{ عَنِّي } أقريب أنا أم بعيد { فَإِني قَرِيبٌ } فأعلمهم يا محمد أني قريب بالإجابة
{ أُجِيبُ دَعْوَةَ الداع إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي } فليطيعوا رسولي
{ وَلْيُؤْمِنُوا بي } وبرسولي قبل الدعوة { لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } لكي يهتدوا
فيستجاب لهم الدعاءIBNU
ABBAS.1/30
JAKARTA 24/5/2013
Tidak ada komentar:
Posting Komentar