BERLINDUNG dengan jin
{ 6 } { وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ
فَزَادُوهُمْ رَهَقًا } .
أي: كان الإنس يعبدون الجن ويستعيذون بهم
عند المخاوف والأفزاع (1) ، فزاد الإنس الجن رهقا أي: طغيانا وتكبرا لما رأوا الإنس
يعبدونهم، ويستعيذون بهم، ويحتمل أن الضمير في زادوهم يرجع إلى الجن ضمير الواو
(2) أي: زاد الجن الإنس ذعرا وتخويفا لما رأوهم يستعيذون بهم ليلجئوهم إلى الاستعاذة
بهم، فكان الإنسي إذا نزل بواد مخوف، قال: " أعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه ".assa’dy.1/890
{ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مّنَ الإنس يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مّنَ الجن
} كان الرجل من العرب إذا أمسى في واد قفر وخاف على نفسه نادى بأعلى صوته يا عزيز هذا
الوادي أعوذ بك من السفهاء الذين في طاعتك يريد الجن وكبيرهم فإذا سمعوا بذلك استكبروا
وقالوا سدنا الجن والإنس وذلك قوله تعالى : { فَزَادوهُمْ } أي زاد الرجال العائذون
{ رَهَقاً } أي تكبراً وعتواً فالضمير المرفوع لرجال الإنس إذ هم المحدث عنهم والمنصوب
لرجال الجن وهو قول مجاهد والنخعي وعبيد بن عمير وجماعة إلا أن منهم من فسر الرهق بالإثم
وأشند الطبري لذلك قول الأعشى
: لا شيء ينفعني من دون رؤيتها ... لا يشتفي وامق ما لم يصب رهقاً
فإنه أراد ما لم يغش محرماً فالمعنى هنا
فزادت الإنس والجن مأثماً لأنهم عظموهم فزادوهم استحلالاً لمحارم الله تعالى أو فزاد
الجن العائذين غياً بأن أضلوهم حتى استعاذوا بهم فالضميران على عكس ما تقدم وهو قول
قتادة وأبي العالية والربيع وابن زيد والفاء على الأول للتعقيب وعلى هذا قيل للترتيب
الإخباري وذهب الفراء إلا أن ما بعد الفاء قد يتقدم إذا دل عليه الدليل كقوله تعالى
{ وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا } [ الأعراف : 4 ] وجمهور النحاة على خلافه وقيل
في الكلام حذف أي فاتبعوهم فزادوهم والآية ظاهرة في أن لفظ الرجال يطلق على ذكور الجن
كما يطلق على ذكور الإنس وقيل لا يطلق على ذكور الجن ومن الجن في الآية متعلق بيعوذون
ومعناها أنه كان رجال من الإنس يعوذون من شر الجن برجال من الإنس وكان الرجل يقول مثلاً
أعوذ بحذيفة بن بدر من جن هذا الوادي وهو قول غريب مخالف لما عليه الجمهور المؤيد بالآثار
ولعل تعلق الايمان بهذا باعتبا رما يشعر به من كون ذلك ضلالاً موجباً لزيادة الرهق
. وقد جاء في بعض الأخبار ما يقال بدل هذه الاستعاذة ففي حديث طويل أخرجه أبو نصر السجزي
في الإبانة من طريق مجاهد عن ابن عباس وقال غريب جداً أنه صلى الله عليه وسلم قال
: « إذا أصاب أحداً منكم وحشة أو نزل بأرض مجنة فليقل أعوذ بكلمات الله التامات التي
لا يجاوزها بر ولا فاجر من شر ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما
يعرج فيها ومن فتن النهار ومن طوارق الليل إلا طارقاً يطرق بخير » ZADUL MASIR.21/338
وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ
يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (6)
فيه قولان : الأول : وهو قول جمهور المفسرين
أن الرجل في الجاهلية إذا سافر فأمسى في قفر من الأرض قال : أعوذ بسيد هذا الوادي أو
بعزيز هذا المكان من شر سفهاء قومه ، فيبيت في جوار منهم حتى يصبح ، وقال آخرون : كان
أهل الجاهلية إذا قحطوا بعثوا رائدهم ، فإذا وجد مكاناً فيه كلأ وماء رجع إلى أهله
فيناديهم ، فإذا انتهوا إلى تلك الأرض نادوا نعوذ برب هذا الوادي من أن يصيبنا آفة
يعنون الجن ، فإن لم يفزعهم أحد نزلوا ، وربما تفزعهم الجن فيهربون القول الثاني :
المراد أنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الإنس أيضاً ، لكن من شر الجن ، مثل
أن يقول الرجل : أعوذ برسول الله من شر جن هذا الوادي ، وأصحاب هذا التأويل إنما ذهبوا
إليه ، لأن الرجل اسم الإنس لا اسم الجن ، وهذا ضعيف ، فإنه لم يقم دليل على أن الذكر
من الجن لا يسمى رجلاً ، أما قوله : { فَزَادوهُمْ رَهَقاً } قال المفسرون : معناه
زادوهم إثماً وجرأة وطغياناً وخطيئة وغياً وشراً ، كل هذا من ألفاظهم ، قال الواحدي
: الرهق غشيان الشيء ، ومنه قوله تعالى : { وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ } [
يونس : 26 ] وقوله : { تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ } [ عبس : 41 ] ورجل مرهق أي يغشاه السائلون
. ويقال رهقتنا الشمس إذا قربت ، والمعنى أن رجال الإنس إنما استعاذوا بالجن خوفاً
من أن يغشاهم الجن ، ثم إنهم زادوا في ذلك الغشيان ، فإنهم لما تعوذوا بهم ، ولم يتعوذوا
بالله استذلوهم واجترؤا عليهم فزادوهم ظلماً ، وهذا معنى قول عطاء خبطوهم وخنقوهم ،
وعلى هذا القول زادوا من فعل الجن وفي الآية قول آخر وهو أن زادوا من فعل الإنس وذلك
لأن الإنس لما استعاذوا بالجن فالجن يزدادون بسبب ذلك التعوذ طغياناً فيقولون : سدنا
الجن والإنس ، والقول الأول هو اللائق بمساق الآية والموافق لنظمها .ARRAZY.16/78
وقوله:( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإنْسِ
يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ ) يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل هؤلاء النفر: وأنه
كان رجال من الإنس يستجيرون برجال من الجن في أسفارهم إذا نزلوا منازلهم.
وكان ذلك من فعلهم فيما ذكر لنا، كالذي
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس،
قوله:( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ
) قال: كان رجال من الإنس يبيت أحدهم بالوادي في الجاهلية فيقول: أعوذ بعزيز هذا الوادي،
فزادهم ذلك إثما.
حدثنا الحسن بن عرفة، قال: ثنا هشيم، عن
عوف، عن الحسن، في قوله:( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ
مِنَ الْجِنِّ ) قال: كان الرجل منهم إذا نزل الوادي فبات به، قال: أعوذ بعزيز هذا
الوادي من شرّ سفهاء قومه.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان،
عن منصور، عن إبراهيم في قوله:( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ
مِنَ الْجِنِّ ) كانوا إذا نزلوا الوادي قالوا: نعوذ بسيد هذا الوادي من شرّ ما فيه،
فتقول الجنّ: ما نملك لكم ولا لأنفسنا ضرّا ولا نفعا.
قال: ثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم، في
قوله:( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ
) قال: كانوا في الجاهلية إذا نزلوا بالوادي قالوا: نعوذ
بسيد هذا الوادي، فيقول الجنيون: تتعوّذون
بنا ولا نملك لأنفسنا ضرّا ولا نفعا!
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم،
قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح،
عن مجاهد، قوله:( يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ ) قال: كانوا يقولون إذا هبطوا
واديا: نعوذ بعظماء هذا الوادي.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد،
عن قتادة، قوله:( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ
الْجِنِّ ) ذُكر لنا أن هذا الحيّ من العرب كانوا إذا نزلوا بواد قالوا: نعوذ بأعز
أهل هذا المكان؛ قال الله:( فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ) : أي إثما، وازدادت الجنّ عليهم
بذلك جراءة.ATHABARY.23/654-655
Tidak ada komentar:
Posting Komentar