Kamis, 16 Januari 2014

RASA TAKUT


 TAKUT NERAKA

الخوف

الخوف لغة:

تدلّ مادّة (خ وف) على الذّعر والفزع، يقول ابن فارس: الخاء والواو والفاء أصل واحد يدلّ على الذّعر والفزع، يقال خفت الشّيء خوفا وخيفة «1».

وخاف الرّجل يخاف خوفا وخيفة ومخافة فهو خائف ... والأمر منه خف بفتح الخاء ... وخاوفه فخافه يخوفه: غلبه في الخوف، أي كان أشدّ خوفا منه.

والإخافة التّخويف. يقال: وجع مخيف أي يخيف من رآه «2».

والتّخويف والإخافة والتّخوّف: الفزع، وقوله:

أتهجر بيتا بالحجاز تلفّعت ... به الخوف والأعداء أم أنت زائره؟

إنّما أراد بالخوف المخافة فأنّث لذلك.

وتخوّفت عليه الشّيء أي خفت، وتخوّفه كخافه، وأخافه إيّاه إخافة وإخافا (عن اللّحيانيّ) وخوّفه «3».

وخوّف الرّجل: جعل النّاس يخافونه، وفي الآيات الأحاديث الآثار 60 60 52

التّنزيل العزيز إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ «4» «أي يجعلكم تخافون أولياءه، وقال ثعلب: معناه:

يخوّفكم بأوليائه. والخيفة: المخافة، وفي التّنزيل:

وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً «5».

والخيفة: الخوف، والجمع خيف، وأصله الواو، قال صخر الغيّ الهذليّ:

فلا تقعدنّ على زخّة ... وتضمر في القلب وجدا وخيفا

«6».

والمخاف والمخيف: موضع الخوف ... وطريق مخوف ومخيف: تخافه النّاس ووجع مخوف ومخيف:

يخيف من رآه ... وحائط مخوف، إذا كان يخشى أن يقع هو ... وثغر متخوّف ومخيف: يخاف منه، وقيل إذا كان الخوف يجيء من قبله «7»، وقد أطلق الخوف على عدّة معان منها: القتل، والقتال، والعلم، وأديم أحمر يعدّ منه أمثال السّيور ثمّ يجعل على تلك السّيور شذر تلبسه الجارية، ويطلق على الفزع كما سبق «8».

ويقال: تخوّفناهم أي تنقّصناهم تنّقصا اقتضاه

__________

واصطلاحا:

عرّفه العلماء عدّة تعريفات تبعا لاختلاف نظرة كلّ منهم، فيقول الرّاغب: الخوف: توقّع مكروه عن أمارة مظنونة أو معلومة. ويضادّه الأمن، ويستعمل ذلك في الأمور الدّنيويّة والأخرويّة «3».

ويقول الجرجانيّ: الخوف توقّع حلول مكروه أو فوات محبوب «4». وقيل: اضطراب القلب وحركته من تذكّر المخوف، وقيل: فزع القلب من مكروه يناله أو من محبوب يفوته «5».

منزلة الخوف:

قال ابن رجب الحنبليّ- رحمه اللّه-: إنّ اللّه خلق الخلق ليعرفوه ويعبدوه ويخشوه ويخافوه، ونصب لهم الأدلّة الدّالّة على عظمته وكبريائه ليهابوه ويخافوه خوف الإجلال، ووصف لهم شدّة عذابه ودار عقابه الّتي أعدّها لمن عصاه ليتّقوه بصالح الأعمال، ولهذا كرّر سبحانه وتعالى- في كتابه ذكر النّار وما أعدّه فيها لأعدائه من العذاب والنّكال، وما احتوت عليه من الزّقّوم والضّريع والحميم والسّلاسل والأغلال، إلى غير ذلك ممّا فيها من العظائم والأهوال، ودعا عباده بذلك إلى خشيته وتقواه والمسارعة إلى امتثال ما يأمر به ويحبّه ويرضاه، واجتناب ما ينهى عنه ويكرهه ويأباه، فمن تأمّل الكتاب الكريم وأدار فكره فيه وجد من ذلك العجب العجاب، وكذلك السّنّة الصّحيحة الّتي هي مفسّرة ومبيّنة لمعاني الكتاب، وكذلك سير السّلف الصّالح أهل العلم والإيمان من الصّحابة والتّابعين لهم بإحسان، من تأمّلها علم أحوال القوم وما كانوا عليه من الخوف والخشية والإخبات، وأنّ ذلك هو الّذي رقّاهم إلى تلك الأحوال الشّريفة والمقامات السّنيّات، من شدّة الاجتهاد في الطّاعات والانكفاف عن دقائق الأعمال والمكروهات فضلا عن المحرّمات «6».

وقال- رحمه اللّه-: القدر الواجب من الخوف ما حمل على أداء الفرائض واجتناب المحارم، فإن زاد على ذلك، بحيث صار باعثا للنّفوس على التّشمير في نوافل الطّاعات والانكفاف عن دقائق المكروهات والتّبسّط في فضول المباحات، كان ذلك فضلا محمودا، فإن تزايد على ذلك بأن أورث مرضا أو موتا، أو همّا لازما، بحيث يقطع عن السّعي في اكتساب الفضائل المطلوبة المحبوبة للّه- عزّ وجلّ- لم يكن محمودا «7».

__________

الآيات الواردة في «الخوف»

الخوف من اللّه تعالى:

1- وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبا قُرْباناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِما وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قالَ إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي ما أَنَا بِباسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخافُ اللَّهَ رَبَّ الْعالَمِينَ (28) «1»

2- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْ ءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِماحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدى بَعْدَ ذلِكَ فَلَهُ عَذابٌ أَلِيمٌ (94) «2»

3- وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46) وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بَطَراً وَرِئاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (47) وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ وَقالَ لا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَراءَتِ الْفِئَتانِ نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ وَقالَ إِنِّي بَرِي ءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرى ما لا تَرَوْنَ إِنِّي أَخافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقابِ (48) «3»

4- وَلِلَّهِ يَسْجُدُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ مِنْ دابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (49) يَخافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ (50) وَقالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (51) «4»

5- كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قالَ إِنِّي بَرِي ءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخافُ اللَّهَ رَبَّ الْعالَمِينَ (16) «5»

الخوف من العذاب:

6- قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (14) قُلْ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) «6»

7- لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59) «7»

__________

(1) المائدة: 27- 28 مدنية

(2) المائدة: 94 مدنية

(3) الأنفال: 46- 48 مدنية

(4) النحل: 49- 51 مكية

(5) الحشر: 16 مدنية

(6) الأنعام: 14- 15 مكية

(7) الأعراف: 59 مكية

الأحاديث الواردة في (الخوف)

1-* (عن بشير بن الخصاصية- رضي اللّه عنه- قال: أتيت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لأبايعه، قال: فاشترط عليّ: «شهادة أن لا إله إلّا اللّه، وأنّ محمّدا عبده ورسوله، وأن أقيم الصّلاة، وأن أؤدّي الزّكاة، وأن أحجّ حجّة الإسلام، وأن أصوم شهر رمضان، وأن أجاهد في سبيل اللّه». فقلت: يا رسول اللّه أمّا اثنتان فو اللّه ما أطيقهما: الجهاد والصّدقة، فإنّهم زعموا أنّه من ولّى الدّبر «1» فقد باء بغضب من اللّه، فأخاف إن حضرت تلك جشعت نفسي «2»، وكرهت الموت، والصّدقة فو اللّه مالي إلّا غنيمة وعشر ذود «3» هنّ رسل أهلي وحمولتهم، قال: فقبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يده ثمّ حرّك يده، ثمّ قال: «فلا جهاد ولا صدقة، فلم تدخل الجنّة إذا؟» قال: قلت: يا رسول اللّه، أنا أبايعك. قال:

فبايعت عليهنّ كلّهنّ)* «4».

2-* (عن أبي محجن- رضي اللّه عنه- مرفوعا قال: «أخاف على أمّتي من بعدي ثلاثا: حيف الأئمّة، وإيمانا بالنّجوم، وتكذيبا بالقدر») «5»

3-* (عن عمرو بن عوف- رضي اللّه عنه-:

أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بعث أبا عبيدة بن الجرّاح إلى البحرين يأتي بجزيتها وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم هو صالح أهل البحرين وأمّر عليهم العلاء بن الحضرميّ فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين، فسمعت الأنصار بقدومه، فوافقت صلاة الصّبح مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فلمّا انصرف تعرّضوا له، فتبسّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حين رآهم وقال: «أظنّكم سمعتم بقدوم أبي عبيدة وأنّه جاء بشيء». قالوا: أجل يا رسول اللّه قال: «فأبشروا وأمّلوا ما يسرّكم، فو اللّه ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدّنيا كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتلهيكم كما ألهتهم»)* «6».

4-* (عن جابر بن عبد اللّه- رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ أخوف ما أخاف على أمّتي عمل قوم لوط»)* «7».

5-* (عن محمود بن لبيد- رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إنّ أخوف ما أخاف عليكم الشّرك الأصغر»، قالوا: وما الشّرك الأصغر يا رسول اللّه؟. قال: «الرّياء، يقول اللّه- عزّ وجلّ- إذا جزى النّاس بأعمالهم: اذهبوا إلى الّذين كنتم تراءون في الدّنيا

__________

فانظروا هل تجدون عندهم جزاء»)* «1».

6-* (عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ للّه ملائكة يطوفون في الطّرق يلتمسون أهل الذّكر، فإذا وجدوا قوما يذكرون اللّه تنادوا هلمّوا إلى حاجتكم، قال:

فيحفّونهم بأجنحتهم إلى السّماء الدّنيا، قال: فيسألهم ربّهم- عزّ وجلّ- وهو أعلم منهم: ما يقول عبادي؟. قال: تقول: يسبّحونك، ويكبّرونك، ويحمدونك، ويمجّدونك. قال: فيقول: هل رأوني؟

قال: فيقولون: لا واللّه ما رأوك. قال: فيقول: كيف لو رأوني؟. قال: يقولون: لو رأوك كانوا أشدّ لك عبادة، وأشدّ لك تمجيدا، وأكثر لك تسبيحا. قال: يقول: فما يسألوني؟. قال: يقولون: يسألونك الجنّة. قال يقول:

وهل رأوها؟. قال يقولون: لا واللّه يا ربّ ما رأوها.

قال: فيقول: فكيف لو أنّهم رأوها؟. قال يقولون: لو أنّهم رأوها كانوا أشدّ عليها حرصا، وأشدّ لها طلبا، وأعظم فيها رغبة. قال: فممّ يتعوّذون؟ قال: يقولون:

من النّار. قال: يقول: وهل رأوها؟. قال: فيقولون:

لا واللّه يا ربّ ما رأوها. قال: يقول: فكيف لو رأوها؟.

قال يقولون: لو رأوها كانوا أشدّ منها فرارا وأشدّ لها مخافة، قال: فيقول: فأشهدكم أنّي قد غفرت لهم.

قال: يقول ملك من الملائكة: فيهم فلان ليس منهم، إنّما جاء لحاجة. قال: هم الجلساء لا يشقى جليسهم)»)* «2».

7-* (عن ثوبان- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ اللّه زوى لي الأرض» أو قال:

«إنّ ربّي زوى «3» لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإنّ ملك أمّتي سيبلغ ما زوي لي منها وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض «4»، وإنّي سألت ربّي لأمّتي أن لا يهلكها بسنة بعامّة، ولا يسلّط عليهم عدوّا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم «5» وإنّ ربّي قال لي: يا محمّد، إنّي إذا قضيت قضاء فإنّه لا يردّ، ولا أهلكهم بسنة بعامّة «6»، ولا أسلّط عليهم عدوّا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم، لو اجتمع عليهم من بين أقطارها، أو قال: بأقطارها، حتّى يكون بعضهم يهلك بعضا، وحتّى يكون بعضهم يسبي بعضا، وإنّما أخاف على أمّتي الأئمّة المضلّين، وإذا وضع السّيف في أمّتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة، ولا تقوم السّاعة حتّى تلحق قبائل من أمّتي بالمشركين، وحتّى تعبد قبائل من أمّتي الأوثان، وإنّه سيكون في أمّتي كذّابون ثلاثون كلّهم يزعم أنّه نبيّ، وأنا خاتم النّبيّين. لا نبيّ بعدي، ولا تزال طائفة من أمّتي على الحقّ، لا يضرّهم من خالفهم حتّى يأتي أمر اللّه»)* «7».

8-* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي اللّه

__________

الأحاديث الواردة في (الخوف)

1-* (عن بشير بن الخصاصية- رضي اللّه عنه- قال: أتيت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لأبايعه، قال: فاشترط عليّ: «شهادة أن لا إله إلّا اللّه، وأنّ محمّدا عبده ورسوله، وأن أقيم الصّلاة، وأن أؤدّي الزّكاة، وأن أحجّ حجّة الإسلام، وأن أصوم شهر رمضان، وأن أجاهد في سبيل اللّه». فقلت: يا رسول اللّه أمّا اثنتان فو اللّه ما أطيقهما: الجهاد والصّدقة، فإنّهم زعموا أنّه من ولّى الدّبر «1» فقد باء بغضب من اللّه، فأخاف إن حضرت تلك جشعت نفسي «2»، وكرهت الموت، والصّدقة فو اللّه مالي إلّا غنيمة وعشر ذود «3» هنّ رسل أهلي وحمولتهم، قال: فقبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يده ثمّ حرّك يده، ثمّ قال: «فلا جهاد ولا صدقة، فلم تدخل الجنّة إذا؟» قال: قلت: يا رسول اللّه، أنا أبايعك. قال:

فبايعت عليهنّ كلّهنّ)* «4».

2-* (عن أبي محجن- رضي اللّه عنه- مرفوعا قال: «أخاف على أمّتي من بعدي ثلاثا: حيف الأئمّة، وإيمانا بالنّجوم، وتكذيبا بالقدر») «5»

3-* (عن عمرو بن عوف- رضي اللّه عنه-:

أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بعث أبا عبيدة بن الجرّاح إلى البحرين يأتي بجزيتها وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم هو صالح أهل البحرين وأمّر عليهم العلاء بن الحضرميّ فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين، فسمعت الأنصار بقدومه، فوافقت صلاة الصّبح مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فلمّا انصرف تعرّضوا له، فتبسّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حين رآهم وقال: «أظنّكم سمعتم بقدوم أبي عبيدة وأنّه جاء بشيء». قالوا: أجل يا رسول اللّه قال: «فأبشروا وأمّلوا ما يسرّكم، فو اللّه ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدّنيا كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتلهيكم كما ألهتهم»)* «6».

4-* (عن جابر بن عبد اللّه- رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ أخوف ما أخاف على أمّتي عمل قوم لوط»)* «7».

5-* (عن محمود بن لبيد- رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إنّ أخوف ما أخاف عليكم الشّرك الأصغر»، قالوا: وما الشّرك الأصغر يا رسول اللّه؟. قال: «الرّياء، يقول اللّه- عزّ وجلّ- إذا جزى النّاس بأعمالهم: اذهبوا إلى الّذين كنتم تراءون في الدّنيا

__________

من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الخوف)

1-* (قال عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- «لو نادى مناد من السّماء: أيّها النّاس إنّكم داخلون الجنّة كلّكم إلّا رجلا واحدا لخفت أن أكون أنا هو»)* «7».

2-* (خرج عمر- رضي اللّه عنه- يوما إلى السّوق ومعه الجارود، فإذا امرأة عجوز فسلّم عليها عمر، فردّت عليه، وقالت هيه يا عمير: عهدتك وأنت تسمّى عميرا في سوق عكاظ، تصارع الصّبيان فلم تذهب الأيّام حتّى سمعت عمر، ثمّ قليل سمعت أمير المؤمنين: فاتّق اللّه في الرّعيّة. واعلم أنّه من خاف الموت خشي الفوت. فبكى عمر. فقال الجارود: لقد اجترأت على أمير المؤمنين وأبكيته. فأشار إليه عمر: أن دعها.

فلمّا فرغ قال: أما تعرف هذه؟ قال: لا. قال: «هذه خولة ابنة حكيم الّتي سمع اللّه قولها، فعمر أحرى أن

__________

بكر إذا أخذته الحمّى يقول:

كلّ امرئ مصبّح في أهله ... والموت أدنى من شراك نعله)

* «1».

12-* (كان عليّ بن الحسين إذا توضّأ اصفرّ وتغيّر، فيقال: مالك؟ فيقول: «أتدرون بين يدي من أريد أن أقوم؟»)* «2».

13-* (قال ذو النّون: «النّاس على الطّريق ما لم يزل عنهم الخوف، فإذا زال عنهم الخوف ضلّوا عن الطّريق»)* «3».

14-* (قال الحسن البصريّ- رحمه اللّه-:

«إنّ المؤمنين قوم ذلّت واللّه منهم الأسماع والأبصار والأبدان حتّى حسبهم الجاهل مرضى، وهم واللّه أصحاب القلوب، ألا تراه يقول: وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ (فاطر/ 34) واللّه لقد كابدوا في الدّنيا حزنا شديدا وجرى عليهم ما جرى على من كان قبلهم»)* «4».

15-* (عن الحسن- رحمه اللّه- قال: «لقد مضى بين يديكم أقوام لو أنّ أحدهم أنفق عدد هذا الحصى لخشي أن لا ينجو من عظم ذلك اليوم»)* «5».

16-* (عن الحسن- رحمه اللّه- في قوله تعالى: وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً وَكانُوا لَنا خاشِعِينَ (الأنبياء/ 90) قال: الخوف الدّائم في القلب»)* «6».

17-* (عن الحسن- رحمه اللّه- قال: أبصر أبو بكر طائرا على شجرة. فقال: طوبى لك يا طائر تأكل الثّمر، وتقع على الشّجر، لوددت أنّي ثمرة ينقرها الطّير»)* «7».

18-* (قال الحسن البصريّ- رحمه اللّه-:

«إنّ الرّجل يذنب الذّنب فما ينساه، وما يزال متخوّفا منه حتّى يدخل الجنّة»)* «8».

19-* (قال الحسن البصريّ- رحمه اللّه-:

«واللّه ما مضى مؤمن ولا بقي إلّا وهو يخاف النّفاق، وما أمنه إلّا منافق»)* «9».

20-* (قال الحسن البصريّ- رحمه اللّه-:

«الرّجاء والخوف مطيّتا المؤمن»)* «10».

21-* (قال الحسن البصريّ- رحمه اللّه- في قوله تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ (المؤمنون/ 60). قال: «كانوا يعملون ما عملوا من أعمال البرّ وهم يخافون أن لا ينجّيهم ذلك من عذاب اللّه»)* «11».

22-* (قال عمر بن عبد العزيز- رحمه اللّه-:

«من خاف اللّه أخاف اللّه منه كلّ شيء، ومن لم يخف اللّه خاف من كلّ شيء»)* «12».

__________

من فوائد (الخوف)

(1) الفوز بالجنّة والنّجاة من النّار.

(2) الأمن من الفزع الأكبر يوم القيامة.

(3) دليل كمال الإيمان وحسن الإسلام.

(4) يثمر محبّة اللّه وطاعته.

(5) سبب لسعادة العبد في الدّارين.

(6) دليل على صفاء القلب وطهارة النّفس.

(7) سبب لهداية القلب.

(8) يبعد الإنسان عن الوقوع في المعاصي والسّيّئات.

(9) يجعل الإنسان يخلص عمله للّه تعالى. وأن لا يضيّعه بالتّرك أو المعصية.

(10) يورث المسلم الشّفقة علي الخلق.

(11) يحمل الإنسان المسلم على التّخلّق بالأخلاق الحسنة وتجنّب الكبر والعجب.

__________

NADHRATUN NA’IM.5/1866- 1900

JAKARTA 6-1-2012


Tidak ada komentar:

Posting Komentar

 

Majelis Ulama Indonesia

Dunia Islam

Informasi Kesehatan dan Tips Kesehatan

Total Tayangan Halaman