{ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) }ALKAUTSAR
إنا أعطيناك -أيها النبي- الخير الكثير في الدنيا والآخرة، ومن ذلك نهر الكوثر في الجنة الذي حافتاه خيام اللؤلؤ المجوَّف، وطينه المسك.
{ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) }
فأخلص لربك صلاتك كلها، واذبح ذبيحتك له وعلى اسمه وحده.
{ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ (3) }
إن مبغضك ومبغض ما جئت به من الهدى والنور، هو المنقطع أثره، المقطوع من كل خير.ALMUYASSAR.11/77-80
{ 1 - 3 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ } .
يقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ممتنا عليه: { إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ } أي: الخير الكثير، والفضل الغزير، الذي من جملته، ما يعطيه الله لنبيه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، من النهر الذي يقال له { الكوثر } ومن الحوض (1) .
طوله شهر، وعرضه شهر، ماؤه أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، آنيته كنجوم (2) السماء في [ ص 936 ] كثرتها واستنارتها، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدًا.
ولما ذكر منته عليه، أمره بشكرها فقال: { فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ } خص هاتين العبادتين بالذكر، لأنهما من أفضل العبادات وأجل القربات.
ولأن الصلاة تتضمن الخضوع [في] القلب والجوارح لله، وتنقلها في أنواع العبودية، وفي النحر تقرب إلى الله بأفضل ما عند العبد من النحائر، وإخراج للمال الذي جبلت النفوس على محبته والشح به.
{ إِنَّ شَانِئَكَ } أي: مبغضك وذامك ومنتقصك { هُوَ الأبْتَرُ } أي: المقطوع من كل خير، مقطوع العمل، مقطوع الذكر.
وأما محمد صلى الله عليه وسلم، فهو الكامل حقًا، الذي له الكمال الممكن في حق المخلوق، من رفع الذكر، وكثرة الأنصار، والأتباع صلى الله عليه وسلم.
__________
(1) كذا في ب، وفي أ: ومن الحوض الذي يقال له: الكوثر.
(2) في ب: عدد نجوم السماء.ASSA’DY.1/935
شرح الكلمات :
{ إنا أعطيناك الكوثر } : أي إنا ربُّ العزة والجلال وهبناك يا نبينا الكوثر أي نهراً في الجنة .
{ فصل لربك وانحر } : أي فاشكر ذلك بصلاتك لربك المنعم عليك وحده وانحر له وحده .
{ إن شانئك } : أي مبغضك .
{ هو الأبتر } : أي الأقل الأذل المنقطع عقبه .
معنى الآيات :
قوله تعالى { إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر } هذه الآيات الثلاث مختصة برسول الله صلى الله عليه وسلم إذ هو المخاطب بها وأنها تحمل طابع التعزية لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقد روي أنه لما مات ابن النبي صلى الله عليه وسلم القاسم قال العاص بن وائل السهمي بتر محمد أو هو أبتر أي لا عقب له بعده فأنزل الله تعالى هذه السورة تحمل الرد على العاص والتعزية للرسول صلى الله عليه وسلم والبشرى له ولأمته بالكوثر الذي هو نهر في الجنة حافتاه من الذهب ومجراه على الدر والياقوت وتربته أطيب من المسك وماؤه أحلى من العسل وابيض من الثلج ، ومن الكوثر يملأ الحوض الذي في عرصات القيامة ولا يرده إلا الصالحون من أمته صلى الله عليه وسلم . فقوله تعالى { إنا أعطيناك } أي خصصناك بالكوثر الذي هو نهر في الجنة من أعظم أنهارها مع الخير الكثير الذي وهبه الله تعالى لك من النبوة والدين الحق ورفع الذكر والمقام المحمود وقوله { فصل لربك وانحر } أي فاشكر هذا الإِنعام بأن تصلي لربك وحد ولا تشرك به غيره وكذا لنحر فلا تذبح لغيره تعالى في هذا تعليم لأمته وهل المراد من الصلاة صلاة العيد والنحر الأضحية لا مانع من دخول هذا في سائر الصلوات والنسك وقوله تعالى إن شانئك هو الأبتر أي إن مبغضك في كل زمان ومكان هو الأقل الأذل المنقطع النسل والعقب .
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
1- بيان إكرام الله تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم .
2- تأكيد أحاديث الكوثر وأنه نهر في الجنة .
3- وجوب الإِخلاص في العبادات كلها لا سيما الصلاة والنحر .
4- مشروعية الدعاء على الظالم .AISARUT TAFASIR.4/431
قوله جلّ ذكره : { إِنَّآ أَعْطَيْنَاكَ الكَوْثَرَ } .
{ الْكَوْثَرَ } : أي الخبر الكثير . ويقال : هو نَهْرٌ في الجنة .
ويقال : النبوَّةُ والكتابُ . وقيل : تخفيف الشريعة .
ويقال : كثرةُ أُمَّتِه .
ويقال : الأصحابُ والأشياع . ويقال : نورٌ في قلبه .
ويقال : معرفته بربوبيته .
{ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ } .
أي صَلِّ صلاةَ العيد { وَانْحَرْ } النُّسُك .
ويقال : جمع له في الأمر بين : العبادة البدنية ، والمالية .
ويقال « وانحر » أي استقبِلْ القبلة بنحرك . أو ارفع يديك في صلاتك إلى نحرك .
ويقال : ضَعْ يمينك على يسارك في الصلاة واجعلها تحت نَحْرِك .
{ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ } .
أي : لا يُذْكَرُ بخيرٍ ، مُنْقَطِعٌ عنه كل خير .ALQUSYAIRY.8/109
قوله عزّ وجلّ : { إنا أعطيناك الكوثر } نهر في الجنة أعطاه الله محمداً صلى الله عليه وسلم ، وقيل الكوثر القرآن العظيم ، وقيل هو النّبوة ، والكتاب ، والحكمة ، وقيل هو كثرة أتباعه ، وأمته ، وقيل الكوثر الخير الكثير كما فسره ابن عباس ( خ ) عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال الكوثر الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه ، قال أبو بشر قلت لسعيد بن جبير أن ناساً يزعمون أنه نهر في الجنة ، فقال سعيد النهر الذي في الجنة من الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه ، وأصل الكوثر فوعل من الكثرة ، والعرب تسمي كل شيء كثير في العدد أو كثير القدر والخطر كوثراً ، وقيل الكوثر الفضائل الكثيرة التي فضل بها على جميع الخلق فجميع ما جاء في تفسير الكوثر فقد أعطيه النبي صلى الله عليه وسلم أعطي النبوة ، والكتاب ، والحكمة ، والعلم ، والشفاعة ، والحوض المورود ، والمقام المحمود ، وكثرة الأتباع ، والإسلام ، وإظهاره على الأديان كلها ، والنّصر على الأعداء ، وكثرة الفتوح في زمنه وبعده إلى يوم القيامة .
وأولى الأقاويل في الكوثر الذي عليه جمهور العلماء ، أنه نهر في الجنة كما جاء مبيناً في الحديث ( ق ) عن أنس قال « بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءه ثم رفع رأسه متبسماً ، فقلنا ما أضحكك يا رسول الله قال أنزلت عليَّ آنفاً سورة ، فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم { إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر } ، ثم قال أتدرون ما الكوثر ، قلنا الله ورسوله أعلم قال : فإنه نهر وعدنيه ربي عزّ وجلّ فيه خير كثير هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة . آنيته عدد نجوم السماء ، فيختلج العبد منهم ، فأقول رب إنه من أمتي . فيقول ما تدري ما أحدث بعدك » لفظ مسلم وللبخاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « لما عرج بي إلى السّماء أتيت على نهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف ، فقلت ما هذا يا جبريل؟ قال : هذا الكوثر الذي أعطاك ربك فإذا طينه أو طينته مسك أذفر » شك الراوي عن أنس رضي الله عنه قال « سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الكوثر قال ذلك نهر أعطانيه الله يعني في الجنة أشد بياضاً من اللبن ، وأحلى من العسل فيه طير أعناقها كأعناق الجزور ، قال عمر إن هذه لناعمة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكلتها أنعم منها » أخرجه التّرمذي ، وقال حديث حسن صحيح .
عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « الكوثر نهر في الجنة حافتاه من ذهب ومجراه على الدر ، والياقوت تربته أطيب من المسك ، وماؤه أحلى من العسل وأبيض من الثلج »ALKHAZIN.6/313
مكية ، وآيها ثلاث آيات
بسم الله الرحمن الرحيم
{ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ } وقرىء «أنطيناك» . { الكوثر } الخير المفرط الكثرة من العلم والعمل وشرف الدارين . " وروي عنه عليه الصلاة والسلام أنه نهر في الجنة وعدنيه ربي فيه خير كثير أحلى من العسل وأبيض من اللبن وأبرد من الثلج وألين من الزبد ، حافتاه الزبرجد وأوانيه من فضة لا يظمأ من شرب منه " وقيل حوض فيها وقيل أولاده وأتباعه ، أو علماء أمته والقرآن العظيم .
{ فَصَلّ لِرَبّكَ } فَدُمْ على الصلاة خالصاً لوجه الله تعالى خلاف الساهي عنها المرائي فيها شكراً لإِنعامه ، فإن الصلاة جامعة لأقسام الشكر . { وانحر } البدن التي هي خيار أموال العرب وتصدق على المحاويج خلافاً لمن يدعهم ويمنع عنهم الماعون ، فالسورة كالمقابلة للسورة المتقدمة وقد فسرت الصلاة بصلاة العيد والنحر بالتضحية .
{ إِنَّ شَانِئَكَ } إن من أبغضك لبغضه الله . { هُوَ الأبتر } الذي لا عقب له إذ لا يبقى له نسل ولا حسن ذكر ، وأما أنت فتبقى ذريتك وحسن صيتك وآثار فضلك إلى يوم القيامة ، ولك في الآخرة ما لا يدخل تحت الوصف .
عن النبي صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة الكوثر سقاه الله من كل نهر له في الجنة ، ويكتب له عشر حسنات بعدد كل قربان قربه العباد في يوم النحر العظيم " .ALBAIDHAWY.5/421
Tidak ada komentar:
Posting Komentar