4- علاج الأمراض النفسية
(1) أعظم العلاج للأمراض النفسية وضيق الصدر باختصار ما يلي :
1- الهدى والتوحيد ، كما أن الضلال والشرك من أعظم أسباب ضيق الصدر .
2- نور الإيمان الصادق الذي يقذفه الله في قلب العبد ، مع العمل الصالح .
3- العلم النافع ، فكلما اتسع علم العبد انشرح صدره واتسع .
4- الإنابة والرجوع إلي الله سبحانه ، ومحبته بكل القلب ، والإقبال عليه والتنعم بعبادته .
5- دوام ذكر الله على كل حال وفي كل موطن فللذكر تأثير عجيب في انشراح الصدر ، ونعيم القلب ، وزوال الهم والغم .
6- الإحسان إلى الخلق بأنواع الإحسان والنفع لهم بما يمكن فالكريم المحسن أشرح الناس صدرا ، وأطيبهم نفسا ، وأنعمهم قلبا .
7- الشجاعة ، فإن الشجاع منشرح الصدر متسع القلب .
8- إخراج دغل (2) القلب من الصفات المذمومة التي توجب ضيقه وعذابه : كالحسد ، والبغضاء ، والغل ، والعداوة ، والشحناء ، والبغي ، وقد ثبت أنه عليه - الصلاة والسلام - « سئل عن أفضل الناس فقال : " كل مخموم القلب صدوق اللسان " ، فقالوا : صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب ؟ قال : " هو التقي ، النقي ، لا إثم فيه ، ولا بغي ، ولا غل ، ولا حسد » . (3) .
_________
(1) انظر في ذلك أسباب شرح الصدر في زاد المعاد 2 / 23-28 ، وكتاب الوسائل المفيدة للحياة السعيدة للعلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي .
(2) ودغل الشيء عيب فيه يفسده .
(3) أخرجه ابن ماجه برقم 4216 ، وانظر صحيح ابن ماجه 2 / 411 .
9- ترك فضول النظر والكلام ، والاستماع ، والمخالطة ، والأكل ، والنوم ؛ فإن ترك ذلك من أسباب شرح الصدر ، ونعيم القلب وزوال همه وغمه .
10- الاشتغال بعمل من الأعمال أو علم من العلوم النافعة ؛ فإنها تلهي القلب عما أقلقه .
11- الاهتمام بعمل اليوم الحاضر وقطعه عن الاهتمام في الوقت المستقبل وعن الحزن على الوقت الماضي فالعبد يجتهد فيما ينفعه في الدين والدنيا ، ويسأل ربه نجاح مقصده ، ويستعينه على ذلك ؛ فإن ذلك يسلي عن الهم والحزن .
12- النظر إلى من هو دونك ولا تنظر إلى من هو فوقك في العافية وتوابعها والرزق وتوابعه .
13- نسيان ما مضى عليه من المكاره التي لا يمكنه ردها فلا يفكر فيها مطلقا .
14- إذا حصل على العبد نكبة من النكبات فعليه السعي في تخفيفها بأن يقدر أسوأ الاحتمالات التي ينتهي إليها الأمر ، ويدافعها بحسب مقدوره .
15- قوة القلب وعدم انزعاجه وانفعاله للأوهام والخيالات التي تجلبها الأفكار السيئة ، وعدم الغضب ، ولا يتوقع زوال المحاب وحدوث المكاره بل يكل الأمر إلى الله - عز وجل - مع القيام بالأسباب النافعة ، وسؤال الله العفو والعافية .
16- اعتماد القلب على الله والتوكل عليه وحسن الظن به سبحانه وتعالى ؛ فإن المتوكل على الله لا تؤثر فيه الأوهام .
17- العاقل يعلم أن حياته الصحيحة حياة السعادة والطمأنينة وأنها قصيرة جدا فلا يقصرها بالهم والاسترسال مع الأكدار ؛ فإن ذلك ضد الحياة الصحية .
18- إذا أصابه مكروه قارن بين بقية النعم الحاصلة له دينية أو دنيوية وبين ما أصابه من المكروه فعند المقارنة يتضح كثرة ما هو فيه من النعم ، وكذلك يقارن بين ما يخافه من حدوث ضرر عليه وبين الاحتمالات الكثيرة في السلامة فلا يدع الاحتمال الضعيف يغلب الاحتمالات الكثيرة القوية ، وبذلك يزول همه وخوفه .
19- يعرف أن أذية الناس لا تضره خصوصا في الأقوال الخبيثة بل تضرهم فلا يضع لها بالا ولا فكرا حتى لا تضره .
20- يجعل أفكاره فيما يعود عليه بالنفع في الدين والدنيا .
21- أن لا يطلب العبد الشكر على المعروف الذي بذله وأحسن به إلا من الله ويعلم أن هذا معاملة منه مع الله فلا يبال بشكر من أنعم عليه { إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا } (1) .
_________
(1) سورة الإنسان ، الآية : 9 .
22- جعل الأمور النافعة نصب العينين والعمل على تحقيقها وعدم الالتفات إلى الأمور الضارة فلا يشغل بها ذهنه ولا فكره .
23- حسم الأعمال في الحال والتفرغ في المستقبل حتى يأتي للأعمال المستقبلة بقوة تفكير وعمل .
24- يتخير من الأعمال النافعة والعلوم النافعة الأهم فالأهم وخاصة ما تشتد الرغبة فيه ويستعين على ذلك بالله ثم بالمشاورة فإذا تحققت المصلحة وعزم توكل على الله .
25- التحدث بنعم الله الظاهرة والباطنة ؛ فإن معرفتها والتحدث بها يدفع الله به الهم والغم ويحث العبد على الشكر .
26- معاملة الزوجة والقريب والمعامل وكل من بينك وبينه علاقة إذا وجدت به عيبا بمعرفة ما له من المحاسن ومقارنة ذلك ، فبملاحظة ذلك تدوم الصحبة وينشرح الصدر « لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر » . (1) .
27- الدعاء بصلاح الأمور كلها وأعظم ذلك « اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري ، ودنياي التي فيها معاشي ، وآخرتي التي إليها معادي ، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير ، والموت راحة لي من كل شر » (2) ، وكذلك « اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت » . (3) .
_________
(1) مسلم 2 / 1091 .
(2) مسلم 4 / 2087 .
(3) أبو داود 4 / 324 ، وأحمد 5 / 42 .
28- الجهاد في سبيل الله لقوله -عليه الصلاة والسلام - : « جاهدوا في سبيل الله ؛ فإن الجهاد في سبيل الله باب من أبواب الجنة ينجي الله به من الهم والغم » . (1) .
وهذه الأسباب والوسائل علاج مفيد للأمراض النفسية ومن أعظم العلاج للقلق النفسي لمن تدبرها وعمل بها بصدق وإخلاص ، وقد عالج بها بعض العلماء كثيرا من الحالات والأمراض النفسية فنفع الله بها نفعا عظيما . (2) .
_________
(1) أحمد 5 / 314 ، 316 ، 319 ، 326 ، 330 ، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي 2 / 75 .
(2) انظر مقدمة الوسائل المفيدة الطبعة الخامسة ص 6 .ADDO’A..1/46-50.(16/1/2014).BY ABI NAUFAL
Tidak ada komentar:
Posting Komentar