GAGAH:AL-JABBAR
قوله جل ذكره : { هُوَ اللَّهُ الَّذِى لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ } .ALMULK
{ الْغَيْبِ } : ما لا يُعْرَفُ بالضرورة ، ولا يُعْرَف بالقياس من المعلومات . ويقال : هو ما استأثر الحقُّ بعِلْمِه ، ولم يجعل لأحدٍ سبيلاً إليه .
{ وَالشَّهَادَةِ } : ما يَعْرفُه الخَلْقُ .
وفي الجملة . لا يَعْزُبُ عن عِلْمِه معلومٌ .
قوله جل ذكره : { هُوَ اللَّهُ الَّذِى لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلاَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ } .
{ الْمَلِكُ } : ذو القدرة على الإيجاد .
{ الْقُدُوسُ } : المُنَزَّهُ عن الآفة والنقص .
{ السَّلاَمُ } : ذو السلامة من النقائص ، والذي يُسَلِّمُ على أوليائه ، والذي سَلِمَ المؤمنون من عذابه .
{ الْمُؤْمِنُ } : الذي يُصَدق عَبْدُه في توحيده فيقول له : صَدَقْتَ يا عبدي .
والذي يًصَدِّق نفسه في إخباره أي يعلم أنه صادق .
ويكون بمعنى المصدق لوعده . ويكون بمعنىلمخبر لعباده بأنه يُؤمِّنهم من عقوبته .
{ الْمُهَيْمِنُ } : الشاهد ، وبمعنى الامين ، ويقال مؤيمن ( مُفَيْعِل ) من الأمن قلبت همزته هاءً وهو من الأمان ، ويقال بمعنى المؤمِن .
{ الْعَزِيزُ } : الغالبُ الذي لا يُغْلَب ، والذي لا مثيلَ له ، والمستحق لأوصاف الجلال ، وبمعنى : المُعِزّ لعباده . والمَنِيعَ الذي لا يَقْدِرُ عليه أحد .
{ الْجَبَّارُ } : الذي لا تصل إليه الأيدي . أو بمعنى المُصْلِح لأمورهم من : جَبَرَ الكَسْرَ . أو بمعنى القادر على تحصيل مراده مِنْ خَلْقِه على الوجه الذي يريده من : جَبَرْتُه على الأمر وأجبرته .
{ الْمُتَكَبِّرُ } : المتقدِّس عن الآفات .ALMUYASSAR.7/412
{ هو اللهُ الذي لا إله إلاّ هو } ، كرر لإبراز الاعتناء بأمر التوحيد ، { الملكُ } ؛ المتصرف بالإطلاق ، الذي لا يزول مُلكه أبدًا ، { القدوسُ } ؛ البليغ في النزاهة عما لا يليق به . وقُرىء بالفتح وهي لغة فيه ، { السلام } ذو السلامة من كل نقص ، أو : الذي يَسلم الخلق من ظلمه ، أو : ذو السلام على أوليائه يوم القيامة ، { المؤمنُ } ؛ واهب الأمْن ، أو : المؤمن مِن عذابه مَن أطاعه ، أو المصدِّق لعباده إذا وحّدوه أو : المصدِّق للرسل بالمعجزات ، { المهيمِنُ } ؛ الرقيب الحافظ لكل شيء مُفَيْعِل ، من : الأمن ، بقلب همزته هاء ، { العزيزُ } ، الغالب الذي لا يُغلب ، { الجبَّارُ } الذي جَبَرَ خلقه على ما أراد ، أو : جبر أحوالهم ، أي : أصلحها ، { المتكبّر } الذي تكبّر عن كل ما يوجب حاجة أو نقصًا ، أو : البليغ الكبرياء والعظمة . { سبحان الله عما يشركون } ، نزَّه ذاته عما يصفه به المشركون إثر تعداد صفاته التي لا يمكن أن يُشارَك في شيءٍ منها أصلاً .AL-MULK
{ هو اللهُ الخالقُ } ؛ المقدّر للأشياء على مقتضى حكمته ، { البارىء } ؛ الموجد لها بريةً من التفاوت؛ وقيل : المميِز بعضها من بعض بالأشكال المختلفة ، { المُصَوِّر } ؛ الموجد لصورها وكيفيتها كما أراد . قال الغزالي : الخالق من حيث إنه مُقدِّر ، البارىء من حيث إنه مُوجد ، المصوِّر ، مِن حيث أنه مُصَوِّر صور المخترعات أحسن ترتيب ، ومُزيّنها أحسن تزيين . ه . قلت : وحاصل كلامه : أن الخالق يرجع للإرادة ، والبارىء للقدرة ، والمُصَوِّر للحكمة ، والأحسن : أن يُقال : إنّ الخالق : المخترع للأشياء من غير أصل ، البارىء : المهيىء كلَّ ممكن لقبول صورته ، فهو من معنى الإرادة؛ إذ متعلّقه التخصيص ، المُصَوِّر : المُعطي كل مخلوق ما هيىء له من صورة وجوده بحكمته ، فهو معاني اسمه « الحكيم » .
{ له الأسماءُ الحسنى } لدلالتها على المعاني الحسنة ، وتقدم عدها في آخر الإسراء . { يُسبح له ما في السمواتِ والإرض } ؛ ينطق بتنزيهه عن جميع النقائص تنزيهًا ظاهرًا ، { وهو العزيزُ } لا يُغلب ، { الحكيمُ } الذي لايمكن الاعتراض عليه في شيء من تقديراته . ختم السورة بما بدأ به من التسبيح .
عن أبي هريرة ??? ???? ??ه أنه قال : سألت حبيبي رسولَ الله ??? ???? ???? ???? عن اسم الله الأعظم؟ فقال :
« عليك بآخر الحشر ، فأَكْثِر قراءته » ، فأعدتُ عليه ، فأعاد عليّ فأعدت عليه ، فأعاد عليّ ، وعنه ??? ???? ???? ???? أنه قال : « مَن قال حين يُصبح ثلاث مرات : أعوذ بالله السيمع العليم ، من الشيطان الرجيم ، وقرأ ثلاث آيات من آخر سورة الحشر ، وكّلَ اللهُ سبعين ألف ملك يُصلُّون عليه حتى يُمسي ، فإذا مات في ذلك اليوم مات شهيدًا ، ومَن قالها حين يُمسي كان بتلك المنزلة » رواه الترمذي . وأسند ابن جزي حديثًا إلى عبد الله بن مسعود : أنه قال : قرأتُ على النبي ??? ???? ???? ???? فلما انتهيت إلى آخر الحشر ، قال : « ضع يدك على رأسك » قلت : ولِمَ ذلك يا رسول الله؟ قال : « أقرأني جبريلُ القرآنَ ، فلما انتهيت إلى آخر الحشر ، قال : ضع يدك على رأسك يا محمد ، قلت : ولمَ ذاك؟ قال : إن الله تبارك وتعالى افتتح القرآن فضرب فيه ، فلما انتهى إلى آخر الحشر ، أمر الملائكة أن تضع يدها على رؤوسها ، فقالت : يا ربنا ولِمَ ذلك؟ قال : لأنه شفاء من كل داء إلا السام » وسمعتُ من شيخنا الفقيه الجنوي أنه حديث ضعيب ، يعمل به الإنسان وحده ، فإذا كان مع الناس تركه ، لئلا تعتقد العامة أنه مندوب أو واجب . ه .
الإشارة : قد ذكرنا في تفسير الفاتحة الكبير كيفية التعلُّق والتخلُّق والتحقُّق بهذه الأسماء . وقال الورتجبي : بيّن بقوله : « الأسماء » أنَّ لذاته النعوت والأسامي القديمة المقدسة عن الإشراك والإدراك ، فلما ظهر بهذه الأوصاف أظهر أنوار صفاته في الآيات ، وألبس أرواح نوره الأرواح والأشباح والأعصار والأدهار والشواهد والحوادث فسبّحه الكلُّ بألسنة نورية غيبية صفاتية ، لقوله : { يُسبح له . . . } الآية ، قلت : أرواح نوره هي أسرار ذاته اللطيفة السارية في الأشباح والأرواح والجمادات وجميع الموجودات ، التي بها قامت . قال : ثم بيّن أنه منزّه بتنزيهه عن تنزيههم وإدراكهم وعلمهم بقوله : { وهو العزيز الحكيم } العزيز عن الإدراك ، الحكيم في إنشاء الأقدار . تعالى الله عما أشار إليه الواصف الحدثاني واللسان الإنساني . ه .ALBAHRUL MUHID.6/296-297
{ هُوَ الله الذي لاَ إله إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الغيب } ما غاب عن العباد وما يكون { والشهادة } ما علمه العباد وما كان { هُوَ الرحمن } العاطف على العباد البر الفاجر بالرزق لهم { الرحيم } خاصة على المؤمنين بالمغفرة ودخول الجنة { هُوَ الله الذي لاَ إله إِلاَّ هُوَ الملك } الدائم الذي لا يزول ملكه { القدوس } الطاهر بلا ولد ولا شريك { السلام } سلم خلقه من زيادة عذابه على ما يجب عليهم بفعلهم { المؤمن } يقول أمن خلقه من ظلم نفسه ويقال السلام سلم أولياءه من عذابه . المؤمن يقول هو آمن على أعمال العباد وآمن على مقدور الله في خلقه { المهيمن } الشهيد { العزيز } بالنقمة لمن لا يؤمن { الجبار } الغالب على عباده { المتكبر } على أعدائه يقال المتبرئ عما تخيلوه { سُبْحَانَ الله } نزه نفسه { عَمَّا يُشْرِكُونَ } به من الأوثان { هُوَ الله الخالق } للنطف في أصلاب الآباء { البارىء } المحول من حال إلى حال { المصور } ما في الأرحام ذكراً أو أنثى شقياً أو سعيداً ويقال البارئ الجاعل الروح في النسمة { لَهُ الأسمآء الحسنى } الصفات العلى العلم والقدرة والسمع والبصر وغير ذلك فادعوه بها { يُسَبِّحُ لَهُ } يصلي له ويقال يذكره { مَا فِي السماوات } من الخلق { والأرض } من كل شيء حي { وَهُوَ العزيز } المنيع بالنقمة لمن لا يؤمن به { الحكيم } في أمره وقضائه أمر أن لا يعبد غيره .TANWIRUL MIQBAS.2/78
{ 22-24 } { هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } .
هذه الآيات الكريمات قد اشتملت على كثير من أسماء الله الحسنى وأوصافه العلى، عظيمة الشأن، وبديعة البرهان، فأخبر أنه الله المألوه المعبود، الذي لا إله إلا هو، وذلك لكماله العظيم، وإحسانه الشامل، وتدبيره العام، وكل إله سواه (1) فإنه باطل لا يستحق من العبادة مثقال ذرة، لأنه فقير عاجز ناقص، لا يملك لنفسه ولا لغيره شيئا، ثم وصف نفسه بعموم العلم الشامل، لما غاب عن الخلق وما يشاهدونه، وبعموم رحمته التي وسعت كل شيء ووصلت إلى كل حي.
ثم كرر [ذكر] عموم إلهيته وانفراده بها، وأنه المالك لجميع الممالك، فالعالم العلوي والسفلي وأهله، الجميع مماليك لله، فقراء مدبرون.
{ الْقُدُّوسُ السَّلامُ } أي: المقدس السالم من كل عيب وآفة ونقص، المعظم الممجد، لأن القدوس يدل على التنزيه عن كل نقص، والتعظيم لله في أوصافه وجلاله.
{ الْمُؤْمِنُ } أي: المصدق لرسله وأنبيائه بما جاءوا به، بالآيات البينات، والبراهين القاطعات، والحجج الواضحات.
{ الْعَزِيزُ } الذي لا يغالب ولا يمانع، بل قد قهر كل شيء، وخضع له كل شيء، { الْجَبَّارُ } الذي قهر جميع العباد، وأذعن له سائر الخلق، الذي يجبر الكسير، ويغني الفقير، { الْمُتَكَبِّرِ } الذي له الكبرياء والعظمة، المتنزه عن جميع العيوب والظلم والجور.
{ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ } وهذا تنزيه عام عن كل ما وصفه به من أشرك به وعانده.
{ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ } لجميع المخلوقات { الْبَارِئُ } للمبروءات { الْمُصَوِّرُ } للمصورات، وهذه الأسماء متعلقة بالخلق والتدبير والتقدير، وأن ذلك كله قد انفرد الله به، لم يشاركه فيه مشارك.
{ لَهُ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى } أي: له الأسماء الكثيرة جدا، التي لا يحصيها ولا يعلمها أحد إلا الله هو، ومع ذلك، فكلها حسنى أي: صفات كمال، بل تدل على أكمل الصفات وأعظمها، لا نقص في شيء منها بوجه من الوجوه، ومن حسنها أن الله يحبها، ويحب من يحبها، ويحب من عباده أن يدعوه ويسألوه بها.
ومن كماله، وأن له الأسماء الحسنى، والصفات العليا، أن جميع من في السماوات والأرض مفتقرون إليه على الدوام، يسبحون بحمده، ويسألونه حوائجهم، فيعطيهم من فضله وكرمه ما تقتضيه رحمته وحكمته، { وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } الذي لا يريد شيئا إلا ويكون، ولا يكون شيئا إلا لحكمة ومصلحة.
تم تفسير سورة الحشر¡
فلله الحمد على ذلك¡
والمنة والإحسان.
__________
(1) في ب: غيره.ASSA’DY.1/854.(7/1/2014)
Tidak ada komentar:
Posting Komentar