18- علاج أمراض القلوب
القلوب ثلاثة :
1- قلب سليم : وهو الذي لا ينجو يوم القيامة إلا من أتى الله به ، قال تعالى : { يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ }{ إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } (1) .
88. (yaitu) di hari harta dan anak-anak laki-laki tidak berguna,
89. Kecuali orang-orang yang menghadap Allah dengan hati yang bersih,ASY-SYU’ARA
والقلب السليم هو الذي قد سلم من كل شهوة تخالف أمر الله ونهيه ، ومن كل شبهة تعارض خبره ، فسلم من عبودية ما سواه ، وسلم من تحكيم غير رسوله صلى الله عليه وسلم .
وبالجملة فالقلب السليم الصحيح هو الذي سلم من أن يكون لغير الله فيه شرك بوجه ما ، بل قد خلصت عبوديته لله : إرادة ، ومحبة ، وتوكلا ، وإنابة ، وإخباتا ، وخشية ، ورجاء ، وخلص عمله لله ، فإن أحب أحب لله ، وإن أبغض أبغض في الله ، وإن أعطى أعطى لله ، وإن منع منع لله ، فهمه كله لله ، وحبه كله لله ، وقصده له ، وبدنه له ، وأعماله له ، ونومه له ، ويقظته له ، وحديثه والحديث عنه أشهى إليه من كل حديث ، وأفكاره تحوم على مراضيه ، ومحابه انظر : إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان لابن القيم رحمه نسأل الله تعالى هذا القلب .
_________
(1) سورة الشعراء ، الآيتان : 88 ، 89 .
2- القلب الميت : وهو ضد الأول وهو الذي لا يعرف ربه ولا يعبده بأمره وما يحبه ويرضاه ، بل هو واقف مع شهواته ولذاذاته ، ولو كان فيها سخط ربه وغضبه ، فهو متعبد لغير الله : حبا ، وخوفا ، ورجاء ، ورضا وسخطا ، وتعظيما ، وذلا ، إن أبغض أبغض لهواه ، وإن أحب أحب لهواه ، وإن أعطى أعطى لهواه ، وإن منع منع لهواه ، فالهوى إمامه ، والشهوة قائده ، والجهل سائقه ، والغفلة مركبه (1) . نعوذ بالله من هذا القلب .
3- القلب المريض : هو قلب له حياة وبه علة ، فله مادتان تمده هذه مرة وهذه أخرى ، وهو لما غلب عليه منهما . ففيه من محبة الله تعالى والإيمان به ، والإخلاص له ، والتوكل عليه : ما هو مادة حياته ، وفيه من محبة الشهوات والحرص على تحصيلها ، والحسد والكبر ، والعجب ، وحب العلو ، والفساد في الأرض بالرياسة ، والنفاق ، والرياء ، والشح والبخل ما هو مادة هلاكه وعطبه (2) . نعوذ بالله من هذا القلب .
وعلاج القلب من جميع أمراضه قد تضمنه القرآن الكريم .
_________
(1) انظر : المرجع السابق 1 / 9 .
(2) انظر : إغاثة اللهفان 1 / 9 .
قال تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ } (1) ، { وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا } (2) .
وأمراض القلوب نوعان :
نوع لا يتألم به صاحبه في الحال وهو مرض الجهل ، والشبهات والشكوك ، وهذا هو أعظم النوعين ألما ولكن لفساد القلب لا يحس به .
ونوع : مرض مؤلم في الحال : كالهم ، والغم ، والحزن ، والغيظ ، وهذا المرض قد يزول بأدوية طبيعية بإزالة أسبابه وغير ذلك . (3) .
وعلاج القلب يكون بأمور أربعة:
الأمر الأول : بالقرآن الكريم ؛ فإنه شفاء لما في الصدور من الشك ، ويزيل ما فيها من الشرك ودنس الكفر ، وأمراض الشبهات ، والشهوات ، وهو هدى لمن علم بالحق وعمل به ، ورحمة لما يحصل به للمؤمنين من الثواب العاجل والآجل : { أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها } (4) .
الأمر الثاني : القلب يحتاج إلى ثلاثة أمور :
( أ ) ما يحفظ عليه قوته وذلك يكون بالإيمان والعمل الصالح وعمل أوراد الطاعات .
_________
(1) سورة يونس ، الآية : 57 .
(2) سورة الإسراء ، الآية : 82 .
(3) انظر : إغاثة اللهفان 1 / 44 .
(4) سورة الأنعام الآية 122.
( ب ) الحمية عن المضار وذلك باجتناب جميع المعاصي وأنواع المخالفات .
( ج ) الاستفراغ من كل مادة مؤذية وذلك بالتوبة والاستغفار .
الأمر الثالث : علاج مرض القلب من استيلاء النفس عليه : له علاجان : محاسبتها ومخالفتها والمحاسبة نوعان :
أ- نوع قبل العمل وله أربع مقامات :
1- هل هذا العمل مقدور له ؟
2- هل هذا العمل فعله خير له من تركه ؟
3- هل هذا العمل يقصد به وجه الله ؟
4- هل هذا العمل معان عليه وله أعوان يساعدونه وينصرونه إذا كان العمل يحتاج إلى أعوان ؟ فإذا كان الجواب موجودا أقدم وإلا لا يقدم عليه أبدا .
ب- نوع بعد العمل وهو ثلاثة أنواع :
ا- محاسبة نفسه على طاعة قصرت فيها من حق الله تعالى فلم توقعها على الوجه المطلوب ، ومن حقوق الله تعالى : الإخلاص ، والنصيحة ، والمتابعة ، وشهود مشهد الإحسان ، وشهود منة الله عليه فيه ، وشهود التقصير بعد ذلك كله .
2- محاسبة نفسه على كل عمل كان تركه خيرا له من فعله .
3- محاسبة نفسه على أمر مباح أو معتاد لم يفعله وهل أراد به الله والدار الآخرة فيكون رابحا ، أو أراد به الدنيا فيكون خاسرا .
وجماع ذلك أن يحاسب نفسه أولا على الفرائض ، ثم يكملها إن كانت ناقصة ، ثم يحاسبها على المناهي ، فإن عرف أنه ارتكب شيئا منها تداركه بالتوبة والاستغفار ، ثم على ما عملت به جوارحه ، ثم على الغفلة .
(1) .
الأمر الرابع : علاج مرض القلب من استيلاء الشيطان عليه : الشيطان عدو الإنسان والفكاك منه هو بما شرع الله من الاستعاذة وقد جمع النبي - صلى الله عليه وسلم - بين الاستعاذة من شر النفس وشر الشيطان ، قال عليه الصلاة والسلام لأبي بكر : " قل اللهم فاطر السماوات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، رب كل شيء ومليكه ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أعوذ بك من شر نفسي ، ومن شر الشيطان وشركه ، وأن أقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم . قله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك " . (2) .
والاستعاذة ، والتوكل ، والإخلاص ، يمنع سلطان الشيطان . (3) .
وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
_________
(1) انظر : إغاثة اللهفان 1 / 136 .
(2) الترمذي وأبو داود ، وانظر : صحيح الترمذي 3 / 142 .
(3) انظر : إغاثة اللهفان 1 / 145- 162 .
15- العلاج بالحبة السوداء
قال عليه الصلاة والسلام : « إن في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام » قال ابن شهاب : السام : الموت ، والحبة السوداء : " الشونيز " (1) والحبة السوداء كثيرة المنافع جدا . وقوله : " شفاء من كل داء " مثل قوله تعالى : { تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا } (2) أي كل شيء يقبل التدمير ونظائره . (3) .
_________
(1) البخاري مع الفتح 10 / 143 ، ومسلم 1735 .
(2) سورة الأحقاف ، الآية : 25 .
(3) زاد المعاد 4 / 297 ، وانظر : الطب من الكتاب والسنة للعلامة موفق الدين عبد اللطيف البغدادي ص 88.
16- العلاج بالعسل
ا- قال الله عز وجل في ذكر النحل : { يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } (1) .
2- وقال عليه الصلاة والسلام : « الشفاء في ثلاث : في شرطة محجم ، أو شربة عسل ، أو كية بنار ، وأنا أنهى أمتي عن الكي » . (2) .
_________
(1) سورة النحل ، الآية : 69 .
(2) البخاري مع الفتح 10 / 137 ، وانظر فوائد العسل في زاد المعاد 4 / 50 -62 ، والطب من الكتاب والسنة للعلامة موفق الدين عبد اللطيف البغدادي ص 129-136 .
17- العلاج بماء زمزم
ا- قال عليه الصلاة والسلام في ماء زمزم : « إنها مباركة إنها طعام طعم [ وشفاء سقم ] » . (1) .
2- وحديث جابر يرفعه : « ماء زمزم لما شرب له » . (2) .
3- و « كان يحمل ماء زمزم [ في الأداوي ] والقرب ، فكان يصب على المرضى ويسقيهم » . (3) .
قال ابن القيم رحمه الله تعالى : وقد جربت أنا وغيري من الاستشفاء بماء زمزم أمورا عجيبة واستشفيت به من عدة أمراض فبرأت (4) بإذن الله . (5) .
_________
(1) مسلم 4 / 1922 وما بين المعكوفين عند البزار والبيهقي والطبراني وإسناده صحيح ، انظر : مجمع الزوائد 3 / 286 .
(2) أخرجه ابن ماجه وغيره ، وانظر : صحيح ابن ماجه 2 / 183 ، وإرواء الغليل 4 / 320 .
(3) الترمذي والبيهقي 5 / 202 ، وانظر صحيح الترمذي 1 / 284 ، وسلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني 2 / 572 برقم 883 ، وزاد المعاد 4 / 392 .
(4) وغير أهل الحجاز يقولون : « فبرئت » . انظر : النهاية في غريب الحديث 1 / 111 .
(5) زاد المعاد 4 / 393 و 178.ADDO’A..1/62-65.(16/1/2014).BY ABI AZMI
Tidak ada komentar:
Posting Komentar