169. janganlah kamu mengira bahwa
orang-orang yang gugur di jalan Allah itu mati; bahkan mereka itu hidup[248]
disisi Tuhannya dengan mendapat rezki.
170. mereka dalam Keadaan gembira disebabkan karunia
Allah yang diberikan-Nya kepada mereka, dan mereka bergirang hati terhadap
orang-orang yang masih tinggal di belakang yang belum menyusul mereka[249], bahwa
tidak ada kekhawatiran terhadap mereka dan tidak (pula) mereka bersedih hati.
171. mereka bergirang hati dengan nikmat dan karunia
yang yang besar dari Allah, dan bahwa Allah tidak menyia-nyiakan pahala
orang-orang yang beriman.ALI IMRAN
[248] Yaitu hidup dalam alam yang lain yang bukan alam
kita ini, di mana mereka mendapat kenikmatan-kenikmatan di sisi Allah, dan
hanya Allah sajalah yang mengetahui bagaimana Keadaan hidup itu.
[249] Maksudnya ialah teman-temannya yang masih hidup
dan tetap berjihad di jalan Allah s.w.t.
شرح الكلمات :
{ ولا تحسبن } : ولا تظنن .
{ قتلوا } : استشهدوا .
{ أحياء } : يُحسون ويتنعمون
في نعيم الجنة بالطعام والشراب .
{ فرحين } : مسرورين .
{ لا خوف عليهم } : لما وجدوا
من الأمن التام عن ربهم .
{ ولا هم يحزنون } : على ما
خلفوا وراءهم في الدنيا لما نالهم من كرامة في الجنة .
{ يستبشرون } : يفرحون
{ وفضل } : وزيادة .
معنى الآيات :
ما زال السياق في
الحديث عن غزوة أحد فقال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم : { ولا تحسبن } أي لا تظنن
الذين استشهدوا من المؤمنين في أحد وغيرها أمواتاً لا يحسون ولا يتنعمون بطيب الرزق
ولذيذ العيش بل هم أحياء عند ربهم يرزقون أرواحهم في حواصل طير خضر يأكلون من ثمار
الجنة ويأوون إلى قناديل معلقة بالعرش . إنهم فرحون بما أكرمهم الله تعالى به ، ويستبشرون
بإخوانهم المؤمنين الذين خلفوهم في الدنيا على الإِيمان والجهاد بأنهم إذا لحقوا بهم
لم يخافوا ولم يحزنوا لأجل ما يصيرون إليه من نعيم الجنة توكرامة الله تعالى لهم فيها
. إن الشهداء جميعا مستبشرون فرحون بما ينعم الله عليهم ويزيدهم وبأنه تعالى لا يضيع
أجر المؤمنين شهداء وغير شهداء بل يوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله .
هداية الآيات
من هداية الآيات :
1- الشهداء أحياء والمؤمنون أحياء
في الجنة غير أن حياة الشهداء أكمل .
2- الشهداء يستبشرون بالمؤمنين
الذين خلفوهم على الإِيمان والجهاد بأنهم اذا لحقوا بهم نالهم من الكرامة والنعيم ما
نالهم هم قبلهم .
3- لا خوف ينال المؤمن الصالح
إذا مات ولا حزن يصيبه .AISARUT
TAFASIR.1/222
{ 169 - 171 } { وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ
قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ
* فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ
يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ
* يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ
الْمُؤْمِنِينَ } .
هذه الآيات الكريمة
(1) فيها فضيلة (2) الشهداء وكرامتهم، وما منَّ الله عليهم به من فضله وإحسانه، وفي
ضمنها تسلية الأحياء عن قتلاهم وتعزيتهم، وتنشيطهم للقتال في سبيل الله والتعرض للشهادة،
فقال: { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله } أي: في جهاد أعداء الدين، قاصدين بذلك
إعلاء كلمة الله { أمواتا } أي: لا يخطر ببالك وحسبانك أنهم ماتوا وفقدوا، وذهبت عنهم
لذة الحياة الدنيا والتمتع بزهرتها، [ ص 157 ] الذي يحذر من فواته، من جبن عن القتال،
وزهد في الشهادة. { بل } قد حصل لهم أعظم مما يتنافس فيه المتنافسون. فهم { أحياء عند
ربهم } في دار كرامته.
ولفظ: { عند ربهم
} يقتضي علو درجتهم، وقربهم من ربهم، { يرزقون } من أنواع النعيم الذي لا يعلم وصفه،
إلا من أنعم به عليهم، ومع هذا { فرحين بما آتاهم الله من فضله } أي: مغتبطين بذلك،
قد قرت به عيونهم، وفرحت به نفوسهم، وذلك لحسنه وكثرته، وعظمته، وكمال اللذة في الوصول
إليه، وعدم المنغص، فجمع الله لهم بين نعيم البدن بالرزق، ونعيم القلب والروح بالفرح
بما آتاهم من فضله: فتم لهم (3) النعيم والسرور، وجعلوا { يستبشرون بالذين لم يلحقوا
بهم من خلفهم } أي: يبشر بعضهم بعضا، بوصول إخوانهم الذين لم يلحقوا بهم، وأنهم سينالون
ما نالوا، { ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون } أي: يستبشرون بزوال المحذور عنهم وعن إخوانهم
المستلزم كمال السرور
{ يستبشرون بنعمة من الله وفضل
} أي: يهنىء بعضهم بعضا، بأعظم مهنأ به، وهو: نعمة ربهم، وفضله، وإحسانه، { وأن الله
لا يضيع أجر المؤمنين } بل ينميه ويشكره، ويزيده من فضله، ما لا يصل إليه سعيهم.
وفي هذه الآيات إثبات
نعيم البرزخ، وأن الشهداء في أعلى مكان عند ربهم، وفيه تلاقي أرواح أهل الخير، وزيارة
بعضهم بعضا، وتبشير بعضهم بعضا.
__________
(1) في ب: الكريمات.
(2) في ب: فضل.
(3) في النسختين: فتم له. ASSA’DY
{ وَلاَ تَحْسَبَنَّ } الخطاب
لرسول الله صلى الله عليه وسلم أو لكل أحد . وقرىء بالياء على : ولا يحسبنّ رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، أو ولا يحسبنّ حاسب . ويجوز أن يكون { الذين قُتِلُوْا } فاعلاً
، ويكون التقدير : ولا يحسبنهم الذين قتلوا أمواتاً ، أي لا يحسبنّ الذين قتلوا أنفسهم
أمواتاً . فإن قلت : كيف جاز حذف المفعول الأوّل؟ قلت : هو في الأصل مبتدأ ، فحذف كما
حذف المبتدأ في قوله { أَحْيَاءٌ } والمعنى : هم أحياء لدلالة الكلام عليهما . وقرىء
: «ولا تحسبنّ» بفتح السين ، «وقتلوا» بالتشديد . «وأحياء» بالنصب على معنى : بل احسبهم
أحياء { عِندَ رَبّهِمْ } مقرّبون عنده ذوو زلفى ، كقوله : { فالذين عِندَ رَبّكَ
} [ فصلت : 38 ] . { يُرْزَقُونَ } مثل ما يرزق سائر الأحياء يأكلون ويشربون . وهو
تأكيد لكونهم أحياء ووصف لحالهم التي هم عليها من التنعم برزق الله { فَرِحِينَ بِمَا
ءاتاهم الله مِن فَضْلِهِ } وهو التوفيق في الشهادة وما ساق إليهم من الكرامة والتفضيل
على غيرهم ، من كونهم أحياء مقرّبين معجلاً لهم رزق الجنة ونعيمها . وعن النبي صلى
الله عليه وسلم :
( 224 )
" لما أصيب إخوانكم
بأحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر تدور في أنهار الجنة وتأكل من ثمارها وتأوي
إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش " { وَيَسْتَبْشِرُونَ ب } إخوانهم المجاهدين
{ الذين لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم } أي لم يقتلوا فيلحقوا بهم { مّنْ خَلْفِهِمْ } يريد
الذين من خلفهم قد بقوا بعدهم وهم قد تقدموهم . وقيل : لم يلحقوا بهم ، لم يدركوا فضلهم
ومنزلتهم { أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ } بدل من الذين . والمعنى : ويستبشرون بما تبين
لهم من حال من تركوا خلفهم من المؤمنين ، وهو أنهم يبعثون آمنين يوم القيامة . بشرهم
الله بذلك فهم مستبشرون به . وفي ذكر حال الشهداء واستبشارهم بمن خلفهم بعث للباقين
بعدهم على ازدياد الطاعة ، والجد في الجهاد ، والرغبة في نيل منازل الشهداء وإصابة
فضلهم ، وإحماد لحال من يرى نفسه في خير فيتمنى مثله لإخوانه في الله ، وبشرى للمؤمنين
بالفوز في المآب . وكرّر { يَسْتَبْشِرُونَ } ليعلق به ما هو بيان لقوله : { أَلاَّ
خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } من ذكر النعمة والفضل ، وأن ذلك أجر لهم
على إيمانهم يجب في عدل الله وحكمته أن يحصل لهم ولا يضيع وقرىء «وأن الله» بالفتح
عطفاً على النعمة والفضل . وبالكسر على الابتداء وعلى أنّ الجملة اعتراض . وهي قراءة
الكسائي . وتعضدها قراءة عبد الله . «والله لا يضيع» .AZZAMAKHSYARY.1/347
قال مسلم: وحدثنا
أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو خالد الأحمر، عن شعبة، عن قتادة، وحميد، عن أنس بن
مالك، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "ما من نفس تموت لها
عند الله خير يسرُّها أنها ترجع إلى الدنيا. ولا أن لها الدنيا وما فيها.
إلا الشهيد، فإنه
يتمنى أن يرجع فيُقتل في الدنيا، لِما يرى من فضل الشهادة".
(الصحيح 3/1498 ح 1877 - ك
الإمارة، ب فضل الشهادة في سبيل الله).
قال أبو داود: حدثنا
عثمان بن أبي شيبة، ثنا عبد الله بن إدريس، عن محمد ابن إسحاق، عن إسماعيل بن أمية،
عن أبي الزبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "لمّا أُصيب إخوانكم بأُحد جعل الله أرواحهم في جَوفِ
طير خُضر تردُ أنهار الجنة: تأكل من ثمارها، وتأوى إلى قناديل من ذهب مُعلّقة في ظل
العرش، فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم قالوا: من يبلغ إخواننا عنا أنّا أحياء
في الجنة نُرزَق لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا عند الحرب؟ فقال الله سبحانه: أنا
أبلغهم عنكم، قال فأنزل الله (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله) إلى آخر الآية.
(السنن 3/15 ح 2520 - ك الجهاد،
ب في فضل الشهادة)، وفي إسناده ابن إسحاق ولم يصرح بالسماع ولكنه لا يضر لأنه صرح في
رواية أحمد (المسند 1/266). وأخرجه أحمد في (مسنده رقم 2389) بإسناد أبي داود به، وصححه
أحمد شاكر وأخرجه الحاكم في (المستدرك 2/297-298 - ك التفسير، تفسير سورة آل عمران)
من طريق مسدد بن قطن عن عثمان بن أبي شيبة به، وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
ووافقه الذهبي، وحسنه الألباني في (صحيح سنن أبي داود).
قال الترمذي: حدثنا
يحيى بن حبيب بن عربي، حدثنا موسى بن إبراهيم بن كثير الأنصاري قال: سمعت طلحة بن خراش
قال: سمعتُ جابر بن عبد الله يقول: لقيني رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
-. فقال لي: "يا جابر مالي أراك منكسراً؟".
قلتُ: يا رسول الله
استُشهد أبي قُتل يوم أُحد، وترك عيالاً ودَيناً، قال: "أفلا أُبشرك بما لقي الله
به أباك؟". قال: قلتُ: بلى يا رسول الله. قال: "ما كلّم اللهُ أحداً قطّ
إلا من وراء حجاب، وأحيا أباك فكلمّه كِفاحاً. فقال: يا عبدي تَمنّ عليّ أُعطك. قال:
يا رب تُحييني فأُقتل فيك ثانية. قال الربّ
عزّ وجل: إنه قد سبق
منى (أنهم إليها لا يُرجعون) قال: وأُنزلت هذه الآية: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل
الله أمواتاً) الآية.
قال أبو عيسى: هذا
حديث حسن غريب من هذا الوجه (سنن الترمذي 5/230-231 ح/3010 - ك التفسير، ب سورة آل
عمران). وصححه الألباني في (صحيح سنن الترمذي). وأخرجه ابن ماجة في (سننه - ك الجهاد،
ب فضل الشهادة في سبيل الله ح 2800) وابن حبان في صحيحه (الإحسان 15/490-491 ح7022)
والحاكم في (المستدرك 3/203-204 - ك معرفة الصحابة، ب ذكر مناقب اليمان بن جابر
...) وصحح إسناده ووافقه الذهبي. وأخرجه أبو يعلى، وصححه المحقق (المسند 4/6 ح
2002).
وانظر حديث ابن عباس
في مسند أحمد في تفسير سورة البقرة آية (154).
قال البخاري: حدثنا
إسماعيل بن عبد الله قال: حدثني مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أن بن مالك
- رضي الله عنه - قال: دعا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على الذين
قَتَلوا أصحاب بئر معونة ثلاثين غداة، على رِعل وذكوان وعُصيّة عَصَتِ الله ورسوله.
قال أنس: أُنزل في الذين قُتلوا بِبئر معونة قرآن قرأناه ثم نُسخ بعد: بلغوا قومنا
أن قد لقينا ربّنا فرضي عنّا ورضينا عنه.
(الصحيح 6/37-38 ح 2814 - ك
الجهاد والسير، ب فضل قول الله تعالى (الآية)).
قوله تعالى (الذين
استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم)
قال البخاري: حدثنا
محمد حدثنا أبو معاوية عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها (الذين استجابوا لله
والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتّقَوا أجر عظيم) قالت لِعروة:
يا ابن أختي، كان أبواك منهم: الزبير وأبو بكر. لما أصابَ رسولَ الله - صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ما أصابَ يومَ أحد وانصرف عنه المشركون خاف أن يرجعوا، قال: من
يذهب في أثرهم فانتدب منهم سبعون رجلاً. قال: كان فيهم أبو بكر والزبير.
(صحيح البخاري 7/432 ح
4077 - ك الغازي، ب (الذين استجابوا..)).ASHAHIH
AL-MASBUR.1/481-482
لما بين الله - سبحانه
- أن ما جرى على المؤمنين يوم أحد كان امتحاناً ليتميز المؤمن من المنافق ، والكاذب
من الصادق ، بين ههنا أن من لم ينهزم ، وقتل فله هذه الكرامة ، والنعمة ، وأن مثل هذا
مما يتنافس فيه المتنافسون ، لا مما يخاف ، ويحذر ، كما قالوا من حكى الله عنهم :
{ لَّوْ كَانُواْ عِنْدَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ } [ آل عمران : 156 ] وقالوا
: { لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا } [ آل عمران : 168 ] فهذه الجملة مستأنفة لبيان
هذا المعنى ، والخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو لكل أحد ، وقرىء بالياء التحتية
، أي : لا يحسبن حاسب .
وقد اختلف أهل العلم
في الشهداء المذكورين في هذه الآية من هم؟ فقيل : في شهداء أحد ، وقيل : في شهداء بدر
، وقيل : في شهداء بئر معونة . وعلى فرض أنها نزلت في سبب خاص ، فالاعتبار بعموم اللفظ
، لا بخصوص السبب . ومعنى الآية عند الجمهور : أنهم أحياء حياة محققة ثم اختلفوا ،
فمنهم من يقول : أنها تردّ إليهم أرواحهم في قبورهم ، فيتنعمون . وقال مجاهد : يرزقون
من ثمر الجنة ، أي : يجدون ريحها ، وليسوا فيها ، وذهب من عدا الجمهور إلى أنها حياة
مجازية ، والمعنى : أنهم في حكم الله مستحقون للتنعم في الجنة ، والصحيح الأوّل ، ولا
موجب للمصير إلى المجاز . وقد وردت السنة المطهرة بأن أرواحهم في أجواف طيور خضر ،
وأنهم في الجنة يرزقون ، ويأكلون ، ويتمتعون .
وقوله : { الذين قَتَلُواْ
} هو : المفعول الأوّل . والحاسب هو النبي صلى الله عليه وسلم ، أو كل أحد ، كما سبق
، وقيل : يجوز أن يكون الموصول هو : فاعل الفعل ، والمفعول الأوّل محذوف ، أي : لا
تحسبنّ الذين قتلوا أنفسهم أمواتاً ، وهذا تكلف لا حاجة إليه ، ومعنى النظم القرآني
في غاية الوضوح ، والجلاء . وقوله : { بَلْ أَحْيَاء } خبر مبتدأ محذوف ، أي : بل هم
أحياء . وقرىء بالنصب على تقدير الفعل ، أي : بل أحسبهم أحياء . وقوله : { عِندَ رَبّهِمْ
} إما خبر ثان ، أو صفة لأحياء ، أو في محل نصب على الحال ، وقيل : في الكلام حذف ،
والتقدير : عند كرامة ربهم . قال سيبويه : هذه عندية الكرامة لا عندية القرب . وقوله
: { يُرْزَقُونَ } يحتمل في إعرابه الوجوه التي ذكرناها في قوله : { عِندَ رَبّهِمْ
} والمراد بالرزق هنا : هو الرزق المعروف في العادات على ما ذهب إليه الجمهور ، كما
سلف ، وعند من عدا الجمهور المراد به : الثناء الجميل ، ولا وجه يقتضي تحريف الكلمات
العربية في كتاب الله تعالى ، وحملها على مجازات بعيدة ، لا لسبب يقتضي ذلك .FATHUL QADIR.2/49.
BERSAMBUNG
Tidak ada komentar:
Posting Komentar