BERMIMPI KETEMU
RASUL
ثالثًا : بيان أن
رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام حق :
دلت السنة على إمكانية
رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وأن من رآه في المنام فقد رآه .
فعن أبي هريرة رضي
الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : « من رآني في المنام فقد رآني . فإن
الشيطان لا يتمثل بي » (1) أخرجه مسلم . وفي لفظ آخر أخرجه الشيخان من حديث أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ، ولا يتمثل
الشيطان بي » (2) قال البخاري قال ابن سيرين : " إذا رآه في صورته " . وعن
جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « من رآني في النوم فقد رآني
فإنه لا ينبغي للشيطان أن يتشبه بي » (3) رواه مسلم .
_________
(1) صحيح مسلم برقم (2266) .
(2) صحيح البخاري برقم (6993)
، ومسلم برقم (2266) .
(3) مسلم برقم (2268) .
وأما قول النبي صلى
الله عليه وسلم : « من رآني في المنام فسيراني في اليقظة » ، فللعلماء في تفسير الرؤية
في اليقظة أقوال أشهرها ثلاثة :
الأول : أنها على
التشبيه والتمثيل وقد دل على هذا ما جاء في رواية مسلم من حديث أبي هريرة وفيها :
« فكأنما رآني في اليقظة » .
الثاني : أنها خاصة
بأهل عصره ممن آمن به قبل أن يراه .
الثالث : أنها تكون
يوم القيامة . فيكون لمن رآه في المنام مزيد خصوصية على من لم يره في المنام . هذا
والله تعالى أعلم .
في حديث الأولياء
المشهور وهو حديث قدسي يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه وقد أخرجه البخاري من
حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إن الله تعالى قال : من عادى لي
وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، وما يزال
عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذيَ يسمع به وبصره الذي يبصر
به ، ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه
» (1) . فالأبرار أصحاب اليمين هم المتقربون إليه تعالى بالفرائض ، يفعلون ما أوجب
الله عليهم ويتركون ما حرم الله عليهم ، ولا يكلفون أنفسهم بالمندوبات ولا
_________
(1) صحيح البخاري برقم (6502) .
فمن أدلة الكتاب على
نعيم القبر قول الله تعالى : { يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ
فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ } (إبراهيم : 27) ، فدلت الآية على تثبيت
الله تعالى للمؤمنين عند السؤال في القبر وما يتبع ذلك من النعيم . أخرج البخاري من
حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم أنه
قال : « إذا أقعد المؤمن في قبره أتي ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
فذلك قوله : { يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ }» (1)
. ودليل عذاب القبر من القرآن قول الله تعالى : { وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ
}{ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ
أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ } (غافر : 45 ، 46) ، قال القرطبي :
(الجمهور على أن هذا العرض يكون في البرزخ وهو حجة في تثبيت عذاب القبر) . وقال الحافظ
ابن كثير : (وهذه الآية أصل كبير في استدلال أهل السنة على عذاب البرزخ في القبور)
(2) .
_________
(1) صحيح البخاري برقم (1369) .
(2) تفسير ابن كثير ح7 / 136 .
كما دل على عذاب القبر
من القرآن أيضا قوله تعالى : { سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى
عَذَابٍ عَظِيمٍ } (التوبة : 101) ، فقد استدل بها كثير من السلف على عذاب القبر ،
فعن مجاهد أنه قال في تفسير الآية : (بالجوع وعذاب القبر ، قال : " ثم يردون إلى
عذاب عظيم " يوم القيامة) . وعن قتادة قال : (عذاب الدنيا وعذاب القبر ثم يردون
إلى عذاب عظيم) ، وقد استدل بهذه الآية والتي قبلها على عذاب القبر الإمام البخاري
في ترجمته للأحاديث في عذاب القبر (1) .
_________
(1) صحيح البخاري باب ما جاء في
عذاب القبر ، فتح الباري (3 / 231) .
وأما ما جاء في السنة
من الأدلة على نعيم القبر وعذابه فكثير جدا من ذلك ما جاء في الصحيحين من حديث عبد
الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم قال :
« إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة
وإن كان من أهل النار فمن أهل النار فيقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة »
(1) . وفي صحيح مسلم من حديث أنس رضي الله عنه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم
قال : « لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر » (2) . والأدلة على
هذا كثيرة من الكتاب والسنة وقد ذكرت ما يستدل به في إثبات عذاب القبر ونعيمه ، والله
أعلم .
_________
(1) صحيح البخاري برقم (1379)
، وصحيح مسلم برقم (2866) .
(2) صحيح مسلم برقم (2868) .
وفي حديث البراء بن
عازب الطويل الذي أخرجه أحمد وأبو داود والحاكم وغيرهم مرفوعا للنبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلِّم قال بعد أن ذكر خروج الروح وصعود روح المؤمن إلى السماء : « فتعاد
روحه في جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك » (1) الحديث ، وقد صحح هذا
الحديث الحاكم وغيره .
فدل الحديثان على
وقوع النعيم أو العذاب في القبر على الروح والجسد جميعا ففي قول النبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلِّم : « إن العبد إذا وضع في القبر » دلالة ظاهرة على هذا إذ لفظ (العبد)
مسمى للروح والجسد جميعا ، وكذلك تصريحه بإعادة الروح إلى الجسد عند السؤال كما في
حديث البراء بن عازب هذا مع ما جاء في الحديثين من الألفاظ التي هي من صفات الجسد كقوله
: « يسمع قرع نعالهم » (فيقعدانه) ، « ويضرب بمطارق من حديد »« فيصيح صيحة » ، فإن
هذا كله يفيد أن ما يحصل في القبر من النعيم أو العذاب متعلق بالروح والجسد جميعهما .
_________
(1) مسند الإمام أحمد 4 / 287
، وسنن أبي داود 5 / 75 برقم (4753) ، والمستدرك : 1 / 37- 38 .
هذا مع أنه قد جاء
في بعض النصوص ما يفيد أن النعيم أو العذاب قد يقع على الروح منفردة في بعض الأحوال
على ما جاء في حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلِّم : « لما أصيب إخوانكم يعني يوم أحد - جعل الله أرواحهم في أجواف
طير خضر ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب في ظل العرش »
(1) .
فتلخص من هذا أن النعيم
والعذاب يقع على الروح والجسد جميعا في القبر وقد تنفرد الروح بهذا أحيانا . قال بعض
الأئمة المحققين في السنة في تقرير هذه المسألة : (والعذاب والنعيم على النفس والبدن
جميعا باتفاق أهل السنة والجماعة ، تنعم النفس وتعذب منفردة عن البدن ، وتعذب متصلة
بالبدن والبدن متصل بها ، فيكون النعيم والعذاب عليهما في هذه الحال مجتمعتين كما يكون
للروح منفردة عن البدن) .
_________
(1) أخرجه أحمد في المسند 1 /
266 ، والحاكم في المستدرك 2 / 88 ، 297 ، وصححه ووافقه الذهبي .
وقد دلت الأحاديث
الصحيحة على وصف هذين الملكين وسؤالهما أهل القبور بعد الدفن كما جاء في الحديث الذي
أخرجه الترمذي وابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلِّم : « إذا قبر الميت أو قال أحدكم - أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال
لأحدهما المنكر والآخر النكير ، فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل ، فيقول : ما كان
يقول هو عبد الله ورسوله ، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ، فيقولان
: قد كنا نعلم أنك تقول هذا ثم يفسح له في قبره سبعون ذرعا في سبعين . . ، وإن كان
منافقا قال : سمعت الناس يقولون فقلت مثله لا أدري : فيقولان : قد كنا نعلم أنك تقول
ذلك ، فيقال للأرض التئمي عليه فتلتئم عليه فتختلف أضلاعه فلا يزال فيها معذبا حتى
يبعثه الله من مضجعه ذلك » (1) . وقد دل على سؤال الملكين أيضا حديث أنس المتقدم في
المطلب السابق .
فيجب الإيمان بما
دلت عليه الأحاديث من اسم الملكين ووصفهما وسؤالهما المقبورين وكيفية ذلك وما يجيب
به المؤمن وما يجيب به المنافق وما يعقب ذلك من النعيم أو العذاب على التفصيل الذي
جاءت به الأحاديث .
_________
(1) سنن الترمذي 3 / 383 ، برقم
(1071) ، وقال حديث حسن غريب والإحسان في تقرير ب صحيح ابن حبان : 7 / 386 ، برقم
(3117) .
المطلب الثالث : الحشر :
دلت النصوص على حشر
العباد بعد بعثهم إلى أرض المحشر حفاة عراة غرلا قال تعالى : { وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ
نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا } (الكهف : 47) ، وقال تعالى : { يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ
غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ } (إبراهيم
: 48) .
وعن عائشة رضي الله
عنها قالت : سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم يقول : « يحشر الناس
يوم القيامة حفاة عراة غُرْلا (1) ) قلت : يا رسول الله! النساء والرجال جميعًا ، ينظر
بعضهم إلى بعض ؟ قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم : (يا عائشة الأمر أشد من أن
ينظر بعضهم إلى بعض » (2) .
وهذا الحشر عام لجميع
الخلائق . وقد دلت النصوص أن هناك حشرا آخر إما في الجنة وإما في النار فيحشر المؤمنون
إلى الجنة وفدا والوفد هم القائمون الركبان . قال تعالى : { يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ
إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا } (مريم : 85) .
_________
(1) غرلا : غير مختونين .
(2) متفق عليه : صحيح البخاري
برقم (6527) ، وصحيح مسلم برقم (2859) .
أخرج الطبري عن علي
رضي الله عنه في قوله تعالى : { يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا
} قال : (أما والله ما يحشر الوفد على أرجلهم ، ولا يساقون سوقا ولكنهم يؤتون بنوق
لم ير الخلائق مثلها ، عليها رحال الذهب ، وأزمتها الزبرجد فيركبون عليها حتى يضربوا
أبواب الجنة) (1) . وأما الكفار فإنهم يحشرون إلى النار على وجوههم عميا وبكما وصما
. قال تعالى : { الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ
شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا } (الفرقان : 34) . قال تعالى : { وَنَحْشُرُهُمْ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا } (الإسراء :
97) .
_________
(1) تفسير الطبري (8 / 380) .
قال تعالى : { وَنَضَعُ
الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا } .
. الآية (الأنبياء : 47) ، وقال عز وجل : { فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ
}{ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ }{ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ }{ فَأُمُّهُ
هَاوِيَةٌ } (القَارعة : 6-9) . وأخرج الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال
رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم : « كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان
على اللسان ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم » (1) . وروى الإمام
أحمد والحاكم وغيرهما عن ابن مسعود رضي الله عنه « أنه تسلق أراكة وكان دقيق الساقين
فجعلت الريح تكفؤه (أي تحركه) فضحك القوم فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم
: (مم تضحكون ؟ ) قالوا : يا نبي الله من دقة ساقيه . فقال : (والذي نفسي بيده لهما
أثقل في الميزان من أحد) » (2) صححه الحاكم ووافقه الذهبي .
والذي يوزن في الميزان
ثلاثة ، وقد دلت على ذلك النصوص :
1 - الأعمال ، فقد ثبت أنها تجسم
وتوزن في الميزان ودل عليه حديث أبي هريرة السابق : (كلمتان حبيبتان إلى الرحمن .
. . ) الحديث .
_________
(1) صحيح البخاري برقم (7563)
، وصحيح مسلم برقم (2694) .
(2) مسند الإمام أحمد 1 /
420- 421 ، والمستدرك 3 / 317 .
المطلب السادس : الشفاعة
، تعريفها وأنواعها وأدلتها :
الشفاعة في اللغة
: الوسيلة والطلب . وفي العرف : سؤال الخير للغير .
والشفاعة عند اللهّ
: سؤال الله التجاوز عن الذنوب والآثام للغير .
وحقيقتها أن الله
تعالى بلطفه وكرمه يأذن يوم القيامة لبعض الصالحين من خلقه من الملائكة والمرسلين والمؤمنين
أن يشفعوا عنده في بعض أصحاب الذنوب من أهل التوحيد إظهارًا لكرامة الشافعين عنده ورحمة
بالمشفوع فيهم .BERSAMBUNG...(2014)
Tidak ada komentar:
Posting Komentar