Selasa, 13 Mei 2014

LUASNYA RAHMAT ALLAH


RAHMATNYA ALLAH


المجلد السادس

[تابع حرف الراء]

الرحمة

الرحمة لغة:

تدور مادّة (ر ح م) حول معنى الرّقّة والعطف والرّأفة، يقول ابن فارس: الرّاء والحاء والميم أصل واحد يدلّ على الرّقّة والعطف والرّأفة. يقال من ذلك رحمه يرحمه إذا رقّ له وتعطّف عليه، والرّحم والمرحمة والرّحمة بمعنى «1».

ويقول الجوهريّ: الرّحمة: الرّقّة والتّعطّف.

والمرحمة مثله، وقد رحمته وترحّمت عليه، وتراحم القوم:

رحم بعضهم بعضا ... ورجل مرحوم ومرحّم، شدّد للمبالغة، والرّحم بالضّمّة: الرّحمة. قال تعالى وَأَقْرَبَ رُحْماً (الكهف/ 81).

والرّحمة المغفرة، وقوله تعالى في وصف القرآن هُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (الأعراف/ 52) أي فصّلناه هاديا وذا رحمة. رحمه رحما ورحما ورحمة ورحمة (حكى الأخيرة سيبويه) ومرحمة، وقال اللّه- عزّ وجلّ-: وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (البلد/ 17) أي أوصى بعضهم بعضا برحمة الضّعيف والتّعطّف عليه، وترحّمت عليه أي قلت: رحمة اللّه عليه «2».

الآيات/ الأحاديث/ الآثار

199/ 57/ 8

وتطلق الرّحمة ويراد الرّزق، فقد نقل ابن منظور عن الأزهريّ قوله: قال عكرمة في قوله تعالى:

ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوها (الإسراء/ 28) أي رزق. وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْناها مِنْهُ «3»

أي رزقا وَإِذا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ (يونس/ 21) أي حيا وخصبا بعد مجاعة، وأراد بالنّاس الكافرين. وترحّم عليه: دعا له بالرّحمة.

واسترحمه: سأله الرّحمة.

وسمّى اللّه الغيث رحمة لأنّه برحمته ينزل من السّماء، والرّحموت من الرّحمة، يقال: لأن ترهب خير من أن ترحم، لم يستعمل على هذه الصّيغة إلّا مزوّجا «4».

وأمّ الرّحم مكّة، والمرحومة: من أسماء مدينة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم «5».

والرّحم علاقة القرابة، ثمّ سمّيت رحم الأنثى رحما من هذا؛ لأنّ منها ما يكون ما يرحم ويرقّ له من ولد «6».

واصطلاحا:

قال الجرجانيّ: هي إرادة إيصال الخير «7».

__________

(1) المقاييس لابن فارس (2/ 498).

(2) الصحاح للجوهرى (5/ 1929) رحم.

(3) هود/ 9 مكية.

(4) لسان العرب (12/ 230) ط. بيروت.

(5) القاموس المحيط (4/ 118) رحم.

(6) المقاييس (2/ 498).

(7) التعريفات (110).

وقال الجاحظ: الرّحمة خلق مركّب من الودّ والجزع، والرّحمة لا تكون إلّا لمن تظهر منه لراحمه خلّة مكروهة، فالرّحمة هي محبّة للمرحوم مع جزع من الحال الّتي من أجلها رحم.

وقال الكفويّ: الرّحمة حالة وجدانيّة تعرض غالبا لمن به رقّة القلب وتكون مبدأ للانعطاف النّفسانيّ الّذي هو مبدأ الإحسان «1».

معنى الرحمن الرحيم:

قال ابن الأثير- رحمه اللّه تعالى-: في أسماء اللّه تعالى «الرّحمن الرّحيم» وهما اسمان مشتقّان من الرّحمة، مثل ندمان ونديم. وهما من أبنية المبالغة ورحمن أبلغ من رحيم. والرّحمن خاصّ باللّه لا يسمّى به غيره، ولا يوصف. والرّحيم يوصف به غير اللّه تعالى، فيقال: رجل رحيم، ولا يقال رحمن. والرّحمة من صفات الذّات للّه تعالى والرّحمن وصف، وصف اللّه تعالى به نفسه وهو متضمّن لمعنى الرّحمة «2».

وقال الخطّابيّ: ذهب الجمهور إلى أنّ «الرّحمن» مأخوذ من الرّحمة. ومعناه ذو الرّحمة لا نظير له فيها.

ثمّ قال: فالرّحمن ذو الرّحمة الشّاملة للخلق، والرّحيم خاصّ بالمؤمنين «3». قال اللّه تعالى: وَكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً (الأحزاب/ 43).

وقال الغزاليّ: الرّحمن الرّحيم اسمان مشتقّان من الرّحمة. والرّحمة تستدعي مرحوما، ولا مرحوم إلّا وهو محتاج. والّذي ينقضي بسببه حاجة المحتاج من غير قصد وإرادة وعناية بالمحتاج لا يسمّى رحيما، والّذي يريد قضاء حاجة المحتاج ولا يقضيها، فإن كان قادرا على قضائها لم يسمّ رحيما، إذ لو تمّت الإرادة لوفّى بها، وإن كان عاجزا فقد يسمّى رحيما

باعتبار ما اعتوره من الرّقّة، ولكنّه ناقص. وإنّما الرّحمة التّامّة إفاضة الخير على المحتاجين وإرادته لهم عناية بهم، والرّحمة العامّة هي الّتي تتناول المستحقّ وغير المستحقّ، ورحمة اللّه، عزّ وجلّ، تامّة وعامّة، أمّا تمامها: فمن حيث أنّه أراد قضاء حاجات المحتاجين وقضاها. وأمّا عمومها:

فمن حيث شمولها المستحقّ وغير المستحقّ، وعمّ الدّنيا والآخرة، وتناول الضّرورات والحاجات والمزايا الخارجة عنهما. فهو الرّحيم المطلق حقّا.

وقال- رحمه اللّه تعالى-: والرّحمة لا تخلو عن رقّة مؤلمة تعتري الرّحيم، فتحرّكه إلى قضاء حاجة المرحوم. والرّبّ، سبحانه وتعالى، منزّه عنها. فلعلّك تظنّ أنّ ذلك نقصان في معنى الرّحمة، فاعلم أنّ ذلك كمال وليس بنقصان في معنى الرّحمة.

أمّا أنّه ليس بنقصان فمن حيث إنّ كمال الرّحمة بكمال ثمرتها. ومهما قضيت حاجة المحتاج بكمالها لم يكن للمرحوم حظّ في تألّم الرّاحم وتفجّعه، وإنّما تألّم الرّاحم لضعف نفسه ونقصانها. ولا يزيد ضعفها في غرض المحتاج شيئا، بعد أن قضيت حاجته.

وأمّا أنّه كمال في معنى الرّحمة، فهو أنّ الرّحيم عن رقّة وتألّم يكاد يقصد بفعله دفع ألم الرّقّة عن نفسه،

__________

(1) تهذيب الأخلاق للجاحظ (ص 24)، والكليات للكفوي (2/ 376).

(2) النهاية لابن الأثير (2/ 210).

(3) بصائر ذوي التمييز للفيروز آبادي (3/ 35، 54).

من معاني كلمة «الرحمة» في القرآن الكريم:

وقد وردت الرّحمة في القرآن على أوجه منها:

1- بمعنى أرزاق الإنسان والحيوان: لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي (الإسراء/ 100).

2- بمعنى قطرات ماء الغيث (المطر): وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ (الشورى/ 28).

3- بمعنى العافية من الابتلاء والامتحان:

أَوْ أَرادَنِي بِرَحْمَةٍ (الزمر/ 38).

4- بمعنى النّجاة من عذاب النّيران: وَلَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ* (النور/ 10، 14، 20، 21).

5- بمعنى النّصرة على أهل العدوان: أَوْ أَرادَ بِكُمْ رَحْمَةً (الأحزاب/ 17).

6- بمعنى الألفة والمحبّة بين أهل الإيمان:

وَجَعَلْنا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً (الحديد/ 27).

7- بمعنى (وصف) الكتاب المنزّل على موسى: وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً (هود/ 17).

8- بمعنى الجنّة دار السّلام والأمان: إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (الأعراف/ 56).

9- بمعنى صفة الرّحيم الرّحمن: كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ (الأنعام/ 54) «2».

الرحمة تقتضي الحزم لا الإهمال:

قال ابن القيّم- رحمه اللّه تعالى-: إنّ الرّحمة صفة تقتضي إيصال المنافع والمصالح إلى العبد، وإن كرهتها نفسه وشقّت عليها. فهذه هي الرّحمة الحقيقيّة.

فأرحم النّاس من شقّ عليك في إيصال مصالحك ودفع المضارّ عنك. فمن رحمة الأب بولده: أن يكرهه على التّأدّب بالعلم والعمل، ويشقّ عليه في

__________

(1) التفسير القيم ص 35.

(2) بصائر ذوي التمييز للفيروز آبادي (2/ 55- 58). باختصار.

الآيات الواردة في «الرحمة»

من رحمة اللّه قبول التوبة والعفو عن العاصين والمضطرين:

1- فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) «1»

2- وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بارِئِكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54) «2»

3- وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا ما فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63)

ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَلَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ (64) «3»

4- إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159)

إِلَّا الَّذِينَ تابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160) «4»

5- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (172)

إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173) «5»

6- فَمَنْ خافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (182) «6»

7- وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلا تُقاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ حَتَّى يُقاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ (191) فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (192) «7»

8- لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فاؤُ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (226)

وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (227) «8»

__________

(1) البقرة: 37 مدنية

(2) البقرة: 54 مدنية

(3) البقرة: 63- 64 مدنية

(4) البقرة: 159- 160 مدنية

(5) البقرة: 172- 173 مدنية

(6) البقرة: 182 مدنية

(7) البقرة: 190- 192 مدنية

(8) البقرة: 226- 227 مدنية

الأحاديث الواردة في (الرحمة)

1-* (عن أسامة بن زيد- رضي اللّه عنهما- قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يأخذني فيقعدني على فخذه ويقعد الحسن بن عليّ على فخذه الآخر، ثمّ يضمّهما، ثمّ يقول: «اللّهمّ ارحمهما فإنّي أرحمهما»)* «1».

2-* (عن عوف بن مالك الأشجعيّ- رضي اللّه عنه- قال: صلّى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على جنازة فحفظت من دعائه وهو يقول: «اللّهمّ اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسّع مدخله، واغسله بالماء والثّلج والبرد، ونقّه من الخطايا كما نقّيت الثّوب الأبيض من الدّنس، وأبدله دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله، وزوجا خيرا من زوجه، وأدخله الجنّة، وأعذه من عذاب القبر (أو من عذاب النّار)». قال: حتّى تمنّيت أن أكون أنا ذلك الميّت)* «2».

3-* (عن عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- قال: قدم على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم سبي فإذا امرأة من السّبي تحلب ثديها تسقي إذا وجدت صبيّا في السّبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته. فقال لنا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «أترون هذه طارحة ولدها في النّار؟». قلنا: لا، وهي تقدر على أن لا تطرحه. فقال: «للّه أرحم بعباده من هذه بولدها»)* «3».

4-* (عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «اللّهمّ إنّي أتّخذ عندك عهدا لن تخلفنيه. فإنّما أنا بشر. فأيّ المؤمنين آذيته، شتمته، لعنته، جلدته، فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة تقرّبه بها إليك يوم القيامة»)* «4».

5-* (عن مالك بن الحويرث- رضي اللّه عنه- قال: أتينا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ونحن شببة «5» متقاربون، فأقمنا عنده عشرين ليلة، فظنّ أنّا اشتقنا أهلنا، وسألنا عمّن تركنا في أهلنا فأخبرناه، وكان رقيقا رحيما، فقال: «ارجعوا إلى أهليكم فعلّموهم، ومروهم، وصلّوا كما رأيتموني أصلّي، وإذا حضرت الصّلاة فليؤذّن لكم أحدكم، ثمّ ليؤمّكم أكبركم»)* «6».

6-* (عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إذا عطس أحدكم فليقل الحمد للّه، وليقل له أخوه- أو صاحبه- يرحمك اللّه، فإذا قال يرحمك اللّه، فليقل يهديكم اللّه ويصلح بالكم»)* «7».

7-* (عن أبي موسى الأشعريّ- رضي اللّه

__________

(1) البخاري- الفتح 10 (6003).

(2) مسلم (963). وتاميتئي (1/ 52).

(3) البخاري- الفتح 10 (5999) واللفظ له، ومسلم (2754).

(4) البخاري- الفتح 11 (6361)، ومسلم (2601) واللفظ له.

(5) شببة: جمع شاب، مثل بررة جمع بار.

(6) البخاري- الفتح 10 (6008) واللفظ له، ومسلم (674).

(7) البخاري- الفتح 10 (6224)، ومسلم (2992) مثله من حديث أبي موسى.

من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الرحمة)

1-* (قال عمر بن عبد العزيز- رحمه اللّه تعالى-: «اللّهمّ إن لم أكن أهلا أن أبلغ رحمتك، فإنّ رحمتك أهل أن تبلغني، رحمتك وسعت كلّ شيء وأنا شيء، فلتسعني رحمتك يا أرحم الرّاحمين. اللّهمّ إنّك خلقت قوما فأطاعوك فيما أمرتهم، وعملوا في الّذي خلقتهم له، فرحمتك إيّاهم كانت قبل طاعتهم لك يا أرحم الرّاحمين»)* «1».

2-* (وعن الحسن وقتادة، في قوله تعالى:

وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ (الأعراف/ 156)، قالا:

وسعت في الدّنيا البرّ والفاجر، وهي يوم القيامة للّذين اتّقوا خاصّة)* «2».

3-* (قال سفيان بن عيينة- رحمه اللّه تعالى-:

«خلقت النّار رحمة يخوّف اللّه بها عباده لينتهوا»)* «3».

4- (وقال الفيروز آبادي- رحمه اللّه تعالى-:

«الرّحمة سبب واصل بين اللّه وبين عباده، بها أرسل إليهم رسله، وأنزل عليهم كتبه، وبها هداهم، وبها أسكنهم دار ثوابه، وبها رزقهم وعافاهم»)* «4».

5-* (قال المهلّب- رحمه اللّه تعالى-:

«الرّحمة الّتي خلقها اللّه لعباده وجعلها في نفوسهم في الدّنيا هي الّتي يتغافرون بها يوم القيامة التّبعات بينهم»)* «5».

6-* (وقال ابن حجر تعليقا علي حديث «من لا يرحم لا يرحم»، قال ابن بطّال: فيه الحضّ على استعمال الرّحمة لجميع الخلق فيدخل المؤمن والكافر والبهائم المملوك منها وغير المملوك، ويدخل في الرحمة التّعاهد بالإطعام، والسّعي، والتّخفيف في الحمل، وترك التّعدّي بالضّرب»)* «6».

7-* (قال الشّيخ عبد الرّحمن بن ناصر السّعديّ- رحمه اللّه تعالى-: «إنّ الشّريعة كلّها مبنيّة على الرّحمة في أصولها وفروعها، وفي الأمر بأداء الحقوق سواء كانت للّه أو للخلق، فإنّ اللّه لم يكلّف نفسا إلّا وسعها، وإذا تدبّرت ما شرعه اللّه- عزّ وجلّ- في المعاملات والحقوق الزّوجيّة وحقوق الوالدين والأقربين، والجيران، وسائر ما شرع وجدت ذلك كلّه مبنيّا على الرّحمة، ثمّ قال: لقد وسعت هذه الشّريعة برحمتها وعدلها العدوّ والصّديق، ولقد لجأ إلى حصنها الحصين الموفّقون من الخلق»)* «7».

__________

(1) حلية الأولياء لأبي نعيم (5/ 299).

(2) تفسير الطبري (6/ 81).

(3) المرجع السابق (7/ 275).

(4) بصائر ذوي التمييز (3/ 55).

(5) فتح الباري (10/ 447).

(6) البخاري- الفتح 10 (455).

(7) الرياض الناضرة والحدائق النيرة الزاهرة في العقائد والفنون المتنوعة الفاخرة (61- 65) بتصرف.

8-* (قال الشّاعر:

فامنوا بنبيّ لا أبا لكم ... ذي خاتم صاغه الرّحمن مختوم

رأف رحيم بأهل البرّ يرحمهم ... مقرّب عند ذي الكرسيّ مرحوم)* «1».

() من فوائد (الرحمة)

(1) سعة رحمة اللّه تعالى حتّى إنّها تسع كلّ شيء.

(2) لا يستحقّ رحمة اللّه تعالى إلّا الرّاحمون الموفّقون.

(3) تثمر الرّحمة محبّة اللّه تعالى ومحبّة النّاس.

(4) الرّحمة في الإسلام عامّة وشاملة لا تخصّ أحدا دون أحد، ولا نوعا دون نوع.

(5) من آثار رحمة اللّه تعالى إنزال المطر، وإرسال الرّسل، وإنزال الكتب، وغفران الذّنوب.

والابتلاء بشتّى المصائب والعيوب.

(6) الاجتماع على الحقّ دليل الرّحمة والافتراق دليل الشّقاء.

(7) الجنّة هي دار الرّحمة لا يدخلها إلّا الرّاحمون برحمة اللّه.

(8) برحمة اللّه تعالى يوفّق العبد لترك المعاصي، ونيل الدّرجات.

(9) التّعويل عليها لا على كثرة العمل.

(10) دليل رقّة القلب وسموّ النّفس.

(11) إشاعة الرّحمة بين أفراد المجتمع ترفع من مستواه وتجمع شمله.

__________

(1) لسان العرب مادة (رأف).A. NA'IM...6/2061- 2102

BY ABI AZMAN. JAKARTA 26-6-2012

Tidak ada komentar:

Posting Komentar

 

Majelis Ulama Indonesia

Dunia Islam

Informasi Kesehatan dan Tips Kesehatan

Total Tayangan Halaman