Kamis, 12 Juni 2014

ASH-SHIYAM




HUKUM DAN HIKMAH PUASA

الصوم
الصوم لغة:
مصدر صام يصوم صوما وصياما، مأخوذ من مادّة (ص وم) الّتي تدلّ على «إمساك وركود في مكان» من ذلك صوم الصّائم، وهو إمساكه عن مطعمه ومشربه وسائر ما منعه، ويكون الإمساك عن الكلام صوما، قال أهل اللّغة في قوله تعالى: إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً (مريم/ 26): إنّه الإمساك عن الكلام أي الصّمت، وأمّا الرّكود فيقال للقائم صائم.
والصّوم أيضا: ركود الرّيح، والصّوم: استواء الشّمس انتصاف النّهار كأنّها ركدت عند تدويمها «1»، وكذلك يقال صام النّهار.
وقال ابن منظور: الصّوم ترك الطّعام والشّراب والنّكاح والكلام.
وفي الحديث قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «قال اللّه تعالى «كلّ عمل ابن آدم له إلّا الصّوم فإنّه لي» قال أبو عبيد:
إنّما خصّ اللّه تبارك وتعالى الصّوم بأنّه له وهو يجزي به، وإن كانت أعمال البرّ كلّها له وهو يجزي بها؛ لأنّ الصّوم ليس يظهر من ابن آدم بلسان ولا فعل فتكتبه الحفظة، إنّما هو نيّة في القلب وإمساك عن حركة المطعم والمشرب.
الآيات/ الأحاديث/ الآثار
8/ 69/ 7
ورجل صوّام قوّام إذا كان يصوم النّهار ويقوم اللّيل. ورجال ونساء صوّم وصيّم وصوّام وصيّام «2».
وقد جمع المناويّ بين المعاني المختلفة للفظ الصّوم عندما قال:
الصّوم: الثّبات على تماسك عمّا من شأن الشّيء أن يتصرّف فيه، ويكون شأنه كالشّمس في وسط السّماء. يقال: صامت الشّمس إذا لم تظهر لها حركة لصعود ولا نزول الّتي هي شأنها، وصامت الخيل إذا لم تزل راكضة غير مركوبة، وصام الإنسان إذا تماسك عمّا من شأنه فعله من حفظ بدنه بالتّغذّي وحفظ نسله بالنّكاح، وفي الصّوم خلاء عن الطّعام، وانصراف عن حال الأنعام، وانقطاع شهوة الفرج، وسلامة الإعراض عن الاشتغال بالدّنيا، والتّوجّه إلى اللّه، والعكوف في بيته ليحصل بذلك ينبوع الحكمة من القلب «3».
واصطلاحا:
هو الإمساك عن الأكل والشّرب والجماع وسائر المفطرات يوما كاملا بنيّة الصّيام من طلوع الفجر الصّادق إلى غروب الشّمس.
وقيل: هو إمساك مخصوص في زمن مخصوص بشرائط مخصوصة.
__________
(1) تدويمها: دورانها.
(2) مقاييس اللغة لابن فارس (3/ 323)، ولسان العرب لابن منظور (12/ 350- 351).
(3) التوقيف على مهمات التعاريف (220).
واصطلاحا:
هو الإمساك عن الأكل والشّرب والجماع وسائر المفطرات يوما كاملا بنيّة الصّيام من طلوع الفجر الصّادق إلى غروب الشّمس.
وقيل: هو إمساك مخصوص في زمن مخصوص بشرائط مخصوصة.
وقال الجرجانيّ: الصّوم في الشّرع عبارة عن إمساك مخصوص وهو الإمساك عن الأكل والشّرب والجماع من الصّبح إلى المغرب مع النّيّة «1».
حقيقة الصوم:
قال ابن القيّم- رحمه اللّه- (في الصّوم): هو لجام المتّقين، وجنّة المحاربين، ورياضة الأبرار والمقرّبين، وهو لربّ العالمين من بين سائر الأعمال، فإنّ الصّائم لا يفعل شيئا، وإنّما يترك شهوته وطعامه وشرابه من أجل معبوده، فهو ترك محبوبات النّفس وتلذّذاتها؛ إيثارا لمحبّة اللّه ومرضاته، وهو سرّ بين العبد وربّه لا يطّلع عليه سواه، والعباد قد يطّلعون منه
على ترك المفطرات الظّاهرة، وأمّا كونه ترك طعامه وشرابه وشهوته من أجل معبوده فهو أمر لا يطّلع عليه بشر، وتلك حقيقة الصّوم.
وللصّوم تأثير عجيب في حفظ الجوارح الظّاهرة، والقوى الباطنة، وحمايتها من التّخليط الجالب لها الموادّ الفاسدة الّتي إذا استولت عليها أفسدتها، واستفراغ الموادّ الرّديئة المانعة لها من صحّتها، فالصّوم يحفظ على القلب والجوارح صحّتها، ويعيد إليها ما استلبته «2» منها أيدي الشّهوات، فهو من أكبر العون على التّقوى، كما قال تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (البقرة/ 183) «3».
مراتب الصوم:
وللصّوم ثلاث مراتب: صوم العموم، وصوم الخصوص، وصوم خصوص الخصوص. فأمّا صوم العموم فهو: كفّ «4» البطن والفرج عن قضاء الشّهوة.
وأمّا صوم الخصوص: فهو كفّ النّظر، واللّسان، واليد، والرّجل، والسّمع، والبصر، وسائر الجوارح عن الآثام.
وأمّا صوم خصوص الخصوص: فهو صوم القلب عن الهمم «5» الدّنيئة، والأفكار المبعدة عن اللّه تعالى، وكفّه عمّا سوى اللّه تعالى بالكلّيّة «6».
وأفضل صوم التّطوّع: صوم داود- عليه السّلام- كان يصوم يوما ويفطر يوما. ومن أسرار ذلك النّوع من الصّيام: أنّ النّفس تعطى يوم الفطر حظّها، وتستوفي في يوم الصّوم تعبّدها، وفي ذلك جمع بين مالها وما عليها. وهو العدل.
وإنّما سمّي الصّيام صبرا؛ لأنّ الصّبر في كلام العرب الحبس، والصّائم يحبس نفسه عن أشياء جعل اللّه تعالى قوام بدنه بها.
وقال الغزاليّ في الإحياء: اعلم أنّ في الصّوم خصيصة ليست في غيره، وهي إضافته إلى اللّه- عزّ وجلّ- حيث يقول سبحانه في الحديث القدسيّ:
«الصّوم لي وأنا أجزي به». وكفى بهذه الإضافة شرفا
__________
(1) مختصر منهاج القاصدين (ص 44)، والتعريفات للجرجاني (141)، وانظر في شرح هذا التعريف الأخير كشاف اصطلاحات الفنون (4/ 269).
(2) استلبته: أخذته قهرا.
(3) زاد المعاد (2/ 29).
(4) كفّ: أي منع.
(5) الهمم: جمع همة وهي ما هم به من أمر ليفعل.
(6) مختصر منهاج القاصدين (44)
حكم الصوم:
صوم رمضان واجب بالكتاب والسّنّة «3» والإجماع «4»، أمّا الصّوم في غير رمضان فينقسم إلى قسمين:
الأوّل: صوم الكفّارات والنّذور.
الثّاني: صوم التّطوّع.
وحكم الأوّل الوجوب «5»، أمّا الثّاني فحكمه النّدب ما لم يواصل الصّوم «6».
أنواع صوم التّطوّع:
لصيام التّطوّع أنواع عديدة منها:
1- صيام ستّة أيّام من شوّال (انظر الحديث رقم 57).
2- صيام تسع من ذي الحجّة، ويتأكّد صوم يوم عرفة لغير الحاجّ (انظر في فضل صوم يوم عرفة:
الحديث رقم 6).
3- صيام يوم عاشوراء ويوم قبله، أو يوم بعده (انظر الأحاديث: 2، 6، 12).
4- صيام أكثر شهر شعبان (انظر الحديث رقم 69).
5- صيام يومي الاثنين والخميس من كلّ أسبوع (انظر الحديثين: 25، 48).
6- صوم ثلاثة أيّام من كلّ شهر (انظر الأحاديث:
13، 14، 23).
7- صيام يوم وإفطار يوم (انظر الحديثين: 6، 14).
وقد ذهب أكثر أهل العلم إلى جواز الفطر لمن صام متطوّعا واستحبّوا له قضاء ذلك اليوم «7».
[للاستزادة: انظر صفات: الإسلام- الإيمان- الصبر والمصابرة- العبادة- الطاعة- العبادة- التقوى- تعظيم الحرمات.
وفي ضد ذلك: انظر صفات: اتباع الهوى- الضلال- العصيان- الفسوق- انتهاك الحرمات- التهاون ].
__________
(1) مختصر منهاج القاصدين (44، 45).
(2) المرجع السابق نفسه (44، 45).
(3) انظر الآيات المذكورة (ص 2648) تحت الرقم (1)، والحديث رقم (4) ص (2651)، والحديث رقم (20) ص (2654).
(4) يقول الشيخ سيد سابق (فقه السنة 1/ 366): أجمعت الأمة على وجوب صيام رمضان وأنه أحد أركان الإسلام التي علمت من الدين بالضرورة ومنكره كافر.
(5) انظر تفصيل ذلك في مظانه من كتب الفقه.
(6) انظر الحديث رقم (67).
(7) انظر في تفصيل ذلك: فقه السنة للشيخ سيد سابق (1/ 380- 384).
الآيات الواردة في «الصوم»
صيام الفريضة:
1- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)
أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184)
شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)
وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)
أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ وَعَفا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا ما كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آياتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) «1»
صيام الكفارات:
2- وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلا تَحْلِقُوا رُؤُسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (196) «2»
__________
(1) البقرة: 183- 187 مدنية
(2) البقرة: 196 مدنية
3- وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (92) «1»
4- لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعامُ عَشَرَةِ مَساكِينَ مِنْ أَوْسَطِ ما تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمانِكُمْ إِذا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمانَكُمْ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (89) «2»
5- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعامُ مَساكِينَ أَوْ عَدْلُ ذلِكَ صِياماً لِيَذُوقَ وَبالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقامٍ (95) «3».
6- وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ (4) «4»
جزاء الصائمين:
7- إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِراتِ وَالْخاشِعِينَ وَالْخاشِعاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِماتِ وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (35) «5»
صيام السابقين:
8- وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِها مَكاناً شَرْقِيًّا (16) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجاباً فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا (17) قالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (18) قالَ إِنَّما أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيًّا (19)
__________
(1) النساء: 92 مدنية
(2) المائدة: 89 مدنية
(3) المائدة: 95 مدنية
(4) المجادلة: 3- 4 مدنية
(5) الأحزاب: 35 مدنية
قالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20)
قالَ كَذلِكِ قالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكانَ أَمْراً مَقْضِيًّا (21)
فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكاناً قَصِيًّا (22)
فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ قالَتْ يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا (23)
فَناداها مِنْ تَحْتِها أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24)
وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا (25)
فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26) «1»
__________
(1) مريم: 16- 26 مكية
الأحاديث الواردة في (الصوم)
1-* (عن عائشة- رضي اللّه عنها- قالت:
«كان أحبّ الشّهور إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن يصومه شعبان ثمّ يصله برمضان»)* «1».
2-* (عن الرّبيّع بنت معوّذ- رضي اللّه عنها- قالت: أرسل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار من أصبح مفطرا فليتمّ بقيّة يومه، ومن أصبح صائما فليصم، قالت: فكنّا نصومه بعد ونصوّم صبياننا، ونجعل لهم اللّعبة من العهن «2»، فإذا بكى أحدهم على الطّعام أعطيناه ذلك حتّى يكون عند الإفطار»)* «3».
3-* (عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أفضل الصّيام بعد رمضان شهر اللّه المحرّم، وأفضل الصّلاة بعد الفريضة صلاة اللّيل»)* «4».
4-* (عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّ أعرابيّا جاء إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: يا رسول اللّه، دلّني على عمل إذا عملته دخلت الجنّة، قال: «تعبد اللّه لا تشرك به شيئا، وتقيم الصّلاة المكتوبة، وتؤدّي الزّكاة المفروضة، وتصوم رمضان»، قال: والّذي نفسي بيده لا أزيد على هذا شيئا أبدا، ولا أنقص منه. فلمّا ولّى قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «من سرّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنّة فلينظر إلى هذا»)* «5».
5-* (عن أمّ هانئ- رضي اللّه عنها- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم دخل عليها، فدعا بشراب فشرب، ثمّ ناولها فشربت، فقالت: يا رسول اللّه أما إنّي كنت صائمة. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «الصّائم المتطوّع أمين نفسه، إن شاء صام، وإن شاء أفطر»)* «6».
6-* (عن أبي قتادة الأنصاريّ- رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم سئل عن صومه، قال:
فغضب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. فقال عمر- رضي اللّه عنه-:
رضينا باللّه ربّا، وبالإسلام دينا، وبمحمّد رسولا وببيعتنا بيعة. قال فسئل عن صيام الدّهر؟ فقال: «لا صام ولا أفطر- أو ما صام وما أفطر» قال: فسئل عن صيام يومين وإفطار يوم؟ قال: «ومن يطيق «7» ذلك؟» قال: وسئل عن صيام يوم وإفطار يومين؟
قال: «ليت أنّ اللّه قوّانا لذلك». وقال: وسئل عن صوم يوم وإفطار يوم؟ قال: «ذاك صوم أخي داود- عليه السّلام-». قال وسئل عن صوم يوم الاثنين،
__________
(1) أبو داود (2431)، والنسائي (4/ 199)، وصححه الألباني، صحيح النسائي (2214)، والبيهقي في السنن (4/ 483) واللفظ له، والبغوي في شرح السنة (6/ 330) وقال محققه: إسناده حسن.
(2) العهن: الصوف المصبوغ.
(3) البخاري- الفتح 4 (1960) واللفظ له. ومسلم (1136).
(4) مسلم (1163).
(5) البخاري- الفتح 3 (1397)، ومسلم (14) واللفظ له.
(6) الترمذي (732) واللفظ له، والبغوي (6/ 372)، وفي صحيح سنن الترمذي للألباني (585).
(7) يطيق: يتحمّل.
كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يصوم يعني من غرّة «1» كلّ شهر ثلاثة أيّام»)* «2».
66-* (عن عائشة- رضي اللّه عنها- قالت: «كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، إذا دخل العشر شدّ مئزره «3» وأحيا ليله «4» وأيقظ أهله»)* «5».
67-* (عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إيّاكم والوصال «6»».
قالوا: فإنّك تواصل، يا رسول اللّه! قال: «إنّكم لستم في ذلك مثلي، إنّي أبيت يطعمني ربّي ويسقيني.
فاكلفوا «7» من العمل ما تطيقون»)* «8».
68-* (عن أبي الدّرداء- رضي اللّه عنه- قال: خرجنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في شهر رمضان في حرّ شديد حتّى إن كان أحدنا ليضع يده على رأسه من شدّة الحرّ، وما فينا صائم إلّا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وعبد اللّه ابن رواحة)* «9».
69-* (عن عائشة- رضي اللّه عنها- قالت: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يصوم حتّى نقول لا يفطر، ويفطر حتّى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم استكمل صيام شهر قطّ إلّا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر منه صياما في شعبان»)* «10».
من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الصوم)
1-* (عن عليّ- رضي اللّه عنه- قال:
«ليس الصّيام من الطّعام والشّراب، ولكن من الكذب والباطل واللّغو»)* «11».
2-* (قال عبد اللّه بن عمر- رضي اللّه عنهما:
«إنّ عرى «12» الدّين وقوامه الصّلاة والزّكاة لا يفرّق بينهما، وحجّ البيت وصيام رمضان، وإنّ من أصلح الأعمال الصّدقة والصّيام»)* «13».
3-* (قال جابر بن عبد اللّه- رضي اللّه عنهما-: «إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب، والماثم، ودع أذى الخادم، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صيامك، ولا تجعل يوم صيامك وفطرك سواء»)* «14».
__________
(1) غرّة: الغرّة من الشهر ليلة استهلال القمر، والغرة من كل شيء: أوله وأكرمه.
(2) أبو داود (2450) واللفظ له والترمذي (742) وقال محقق جامع الأصول (6/ 341): إسناده حسن.
(3) شد مئزره: استعد للعبادة وشمر لها. وقيل: اعتزل النساء.
(4) أحيا ليله: أي استغرقه بالسهر في الصلاة والذكر.
(5) البخاري- الفتح 4 (2024) واللفظ له. ومسلم (1174).
(6) الوصال: هو صوم يومين فصاعدا من غير أكل وشرب بينهما
(7) اكلفوا: أي تحمّلوا من العمل ما تستطيعون الوفاء به أو ما تقدرون عليه.
(8) البخاري- الفتح 4 (1966). ومسلم (1103) واللفظ له.
(9) البخاري- الفتح 4 (1945). ومسلم (1122) واللفظ له.
(10) البخاري- الفتح 4 (1969). ومسلم (1156) واللفظ له.
(11) المصنف لابن أبي شيبة (2/ 422).
(12) عرى: جمع عروة وهي ما يستمسك به ويعتصم.
(13) المصنف لابن أبي شيبة (11/ 46).
(14) البخاري- الفتح 4 (1947)، ومسلم (1116) واللفظ له.
4-* (عن أبي ذرّ- رضي اللّه عنه- قال:
«إذا صمت فتحفّظ ما استطعت»)* «1».
5-* (عن الضّحّاك- رحمه اللّه- قال:
«كان الصّوم الأوّل صامه نوح فمن دونه، حتّى صامه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وكان صومه من شهر ثلاثة أيّام إلى العشاء، هكذا صامه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وأصحابه»)* «2».
6-* (قال البغويّ- رحمه اللّه- في قوله تعالى الْحامِدُونَ السَّائِحُونَ (التوبة/ 112):
السّائحون هم الصّائمون. وسمّي الصّائم سائحا لأنّ الّذي يسيح في الأرض متعبّدا لا يكون له زاد فحين يجد يطعم، فالصّائم كذلك يمضي نهاره لا يطعم شيئا»)* «3».
7-* (قال البغويّ- رحمه اللّه- في تفسير قوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ (البقرة/ 153): أي بالصّوم، وسمّي شهر رمضان شهر الصّبر، وأصل الصّبر الحبس، ففي الصّوم حبس النّفس عن المطاعم وبعض اللّذّات»)* «4».
من فوائد (الصوم)
(1) الوعد بالبشرى والفوز بالجنّة.
(2) طهرة للنّفس ووقاية للبدن.
(3) يثمر محبّة اللّه وطاعته.
(4) يهذّب الطّباع ويكبح جماح النّفس.
(5) دليل صلاح العبد واستقامته.
(6) صمام أمن من الوقوع في المحرّمات.
(7) يورث الخشية من اللّه- عزّ وجلّ-.
(8) يثمر مراقبة اللّه- عزّ وجلّ- في السّرّ.
(9) ينزّه الإنسان عن مشابهة بقيّة المخلوقات.
(10) فيه ناحية صحّيّة فالمعدة بيت الدّاء والحمية (أي الجوع) رأس الدّواء.
(11) فيه حرب على الشّيطان.
(12) فيه إحساس بألم الفقير والمريض الممنوع من الطّعام.
__________
(1) المصنف لابن أبي شيبة (2/ 421).
(2) تفسير ابن كثير (1/ 214)، والدر المنثور، للسيوطي (2/ 430).
(3) شرح السنة، للبغوي (6/ 219).
(4) المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.ANNADHRATUNNA’IM.7/2645-  2662
BY ABI AZMAN. JAKARTA 26-6-2012

Tidak ada komentar:

Posting Komentar

 

Majelis Ulama Indonesia

Dunia Islam

Informasi Kesehatan dan Tips Kesehatan

Total Tayangan Halaman