KEDUDUKAN WANITA DLM ISLAM
بلغت المرأة
في الإسلام منزلة عالية ، لم تبلغها ملة ماضية ، ولم تدركها أمة تالية ، إذ إن تكريم
الإسلام للإنسان تشترك فيه المرأة والرجل على حد سواء ، فهم أمام أحكام الله في هذه
الدنيا سواء ، كما أنهم أمام ثوابه وجزائه في الدار الآخرة سواء ، قال تعالى : { وَلَقَدْ
كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ } (1) ، وقال عز من قائل : { لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ
الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ
وَالْأَقْرَبُونَ } (2) ، وقال جل ثناؤه : { وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ
بِالْمَعْرُوفِ } (3) وقال سبحانه : { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ
أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ } (4) ، وقال تعالى : { وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا
إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا
أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا
كَرِيمًا }{ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا
كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا } (5) ، وقال تعالى : { فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ
_________
(1) سورة الإسراء ، الآية : 70 .
(2) سورة النساء ، الآية : 7 .
(3) سورة البقرة ، الآية : 228 .
(4) سورة التوبة ، الآية : 71 .
(5) سورة الإسراء ، الآيتان : 23 ، 24 .
أَنِّي لَا
أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى } (1) .
وقال جل ثناؤه
: { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ
حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
} (2) ، وقال عز من قائل : { وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ
أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا
} (3) .
وهذا التكريم
الذي حظيت به المرأة في الإسلام لا يوجد له مثيل في أية ديانة أو ملة أو قانون ، فقد
أقرت الحضارة الرومانية أن تكون المرأة رقيقا تابعا للرجل ، ولا حقوق لها على الإطلاق
، واجتمع في روما مجمع كبير وبحث في شؤون المرأة ، فقرر أنها كائن لا نفس له ، وأنها
لهذا لن ترث الحياة الأخروية ، وأنها رجس .
وكانت المرأة
في أثينا تعد من سقط المتاع ، فكانت تباع وتشترى ، وكانت تعد رجسا من عمل الشيطان .
_________
(1) سورة آل عمران ، الآية : 195 .
(2) سورة النحل ، الآية : 97 .
(3) سورة النساء ، الآية : 124 .
وقررت شرائع
الهند القديمة أن الوباء والموت والجحيم وسم الأفاعي والنار خير من المرأة ، وكان حقها
في الحياة ينتهي بانتهاء أجل زوجها - الذي هو سيدها - ، فإذا رأت جثمانه يحرق ألقت
بنفسها في نيرانه ، وإلا حاقت عليها اللعنة .
أما المرأة
في اليهودية فقد جاء الحكم عليها في العهد القديم ما يلي : " درت أنا وقلبي لأعلم
ولأبحث ولأطلب حكمة وعقلا ، ولأعرف الشر أنه جهالة ، والحماقة أنها جنون ، فوجدت أمر
من الموت : المرأة التي هي شباك ، وقلبها شراك ، ويداها قيود " (1) .
تلك هي المرأة
في العصور القديمة ، أما حالها في العصور الوسطى والحديثة فتوضحها الوقائع التالية :
شرح الكاتب
الدانمركي wieth kordstenاتجاه الكنيسة الكاثوليكية نحو المرأة بقوله
: " خلال العصور الوسطى كانت العناية بالمرأة الأوربية محدودة جدا تبعا لاتجاه
المذهب الكاثوليكي الذي كان يعد المرأة مخلوقا في المرتبة الثانية " ، وفي فرنسا
عقد اجتماع عام 586 م يبحث شأن المرأة وما إذا كانت تعد إنسانا أو لا تعد إنسانا ؟
وبعد النقاش قرر المجتمعون أن المرأة إنسان ، ولكنها مخلوقة لخدمة الرجل .
_________
(1) سفر الجامعة ، الإصحاح 7 : 25 - 26 ، ومن
المعلوم أن العهد القديم يقدسه ويؤمن به اليهود والنصارى .
وقد نصت المادة
السابعة عشرة بعد المائتين من القانون الفرنسي على ما يلي : " المرأة المتزوجة
- حتى لو كان زواجها قائما على أساس الفصل بين ملكيتها وملكية زوجها - لا يجوز لها
أن تهب ، ولا أن تنقل ملكيتها ، ولا أن ترهن ، ولا أن تملك بعوض أو بغير عوض بدون اشتراك
زوجها في العقد أو موافقته عليه موافقة كتابية
" .
وفي إنجلترا
حرم هنري الثامن على المرأة الإنجليزية قراءة الكتاب المقدس ، وظلت النساء حتى عام
1850 م غير معدودات من المواطنين ، وظللن حتى عام 1882 م ليس لهن حقوق شخصية (1) .
أما المرأة
المعاصرة في أوربا وأمريكا وغيرها من البلاد الصناعية ، فهي مخلوق مبتذل مستهلك في
الأغراض التجارية ، إذ هي جزء من الحملات الإعلانية الدعائية ، بل وصل بها الحال إلى
أن تجرد من ملابسها لتعرض عليها السلع في واجهات الحملات التجارية ، وأبيح جسدها وعرضها
بموجب أنظمة قررها الرجال لتكون مجرد متعة لهم في كل مكان .
وهي محل العناية
مادامت قادرة على العطاء والبذل من يدها أو فكرها أو جسدها ، فإذا كبرت وفقدت مقومات
العطاء تخلى عنها المجتمع بأفراده ومؤسساته ، وعاشت وحيدة في بيتها أو في المصحات النفسية .
_________
(1) سلسلة مقارنة الأديان ، تأليف د . أحمد شلبي
، جـ 3 ، ص : 210 - 213 .
قارن هذا -
ولا سواء - بما جاء في القرآن الكريم من قوله تعالى : { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ
بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ } (1) ، وقوله جل ثناؤه : { وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي
عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ } (2) ، وقوله عز وجل : { وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا
إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ
أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ
لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا }{ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ
وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا } (3) .
وحينما كرمها
ربها هذا التكريم أوضح للبشرية قاطبة بأنه خلقها لتكون أما وزوجة وبنتا وأختا ، وشرع
لذلك شرائع خاصة تخص المرأة دون الرجل .
_________
(1) سورة التوبة ، الآية : 71 .
(2) سورة البقرة ، الآية : 228 .
(3) سورة الإسراء ، الآيتان : 23 ، 24 .AL-ISLAM USHULUHU..1/55-63.(1/2/2014).BY ABI NAUFAL
Tidak ada komentar:
Posting Komentar