MANUSIA YANG SELAMAT
{ وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي
خُسْرٍ (2) }
أقسم الله بالدهر
على أن بني آدم لفي هلكة ونقصان. ولا يجوز للعبد أن يقسم إلا بالله، فإن القسم بغير
الله شرك.
إِلَّا الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
(3)
إلا الذين آمنوا
بالله وعملوا عملا صالحًا، وأوصى بعضهم بعضًا بالاستمساك بالحق، والعمل بطاعة الله،
والصبر على ذلك. { سورة الهمزة }AL-MUYASSAR.11/55-56
وَالْعَصْرِ
(1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)
شرح الكلمات :
{ والعصر } : أي الدهر كله .
{ إن الإِنسان } : أي جنس الإِنسان كله .
{ لفي خسر } : أي في نقصان وخسران إذ حياته
هي راس ماله فإذا مات ولم يؤمن ولم يعمل صالحاً خسر كل الخسران .
{ وتواصوا بالحق } : أي أوصى بعضهم بعضا باعتقاد
الحق وقوله والعمل به .
{ وتواصوا بالصبر } : أي اوصى بعضهم بعضا بالصبر
على اعتقاد الحق وقوله والعمل به .
معنى الآيات :
قوله تعالى
{ والعصر } الآيات الثلاث تضمنت هذه الآيات حكما ومحكوما عليه ومحكوما به فالحكم هو
ما حكم به تعالى على الإِنسان مل الإِنسان من النقصان والخسران والمحكوم عليه هو الإِنسان
ابن آدم والمحكوم به هو الخسران لمن لم يؤمن ويعمل صالحا والربح والنجاة من الخسران
لمن آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر فقوله تعالى { والعصر } هو
قسم أقسم الله به والعصر هو الدهر كله ليله ونهاره وصبحه ومساؤه وجواب القسم قوله تعالى
{ إن الإِنسان لفي خسر } أي نقصان وهلكة وخسران إذ يعيش في كَبَددِ ويموت غلى جهنم
فيخسر كل شيء حتى نفسه التي بين جنبيه وقوله { إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات } فهؤلاء
استثناهم الله تعالى من الخسر فهم رابحون غير خاسرين وذلك بدخولهم الجنة دار السعادة
والمراد من الإِيمان الإِيمان بالله ورسوله وما جاء به رسوله من الهدى ودين الحق والمراد
من العمل الصالح الفرائض والسنن والنوافل ، وقوله { وتواصوا بالحق } أي باعتقاده وقوله
والعمل به وذلك باتباع الكتاب والسنة ، وقوله { وتواصوا بالصبر } اي أوصى بعضهم بعضا
بالحق اعتقادا وقولا وعملا وبالصبر على ذلك حتى يموت أحدهم وهو يعتقد الحق ويقول به
ويعمل بما جاء فيه فالإِسلام حق والكتاب حق والرسول حق فهم بذلك يؤمنون ويعلمون ويتواصون
بالثبات على ذلك حتى الموت .
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
1- فضيلة سورة العصر لاشتمالها على طريق النجاة
في ثلاث آيات حتى قال الإِمام الشافعي لو ما أنزل الله تعالى على خلقه حجة إلا هذه
السورة لكفتهم .
2- بيان مصير الإِنسان الكافر وأنه الخسران التام .
3- بيان فوز أهل الإِيمان والعمل الصالح المجتنبين
للشرك والمعاصي .
4- وجوب التواصي بالحق والتواصي بالصبر بين المسلمين .AISARUT TAFASIR.4/426
وَالْعَصْرِ
(1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)
قوله عزّ وجلّ
: { والعصر } قال ابن عباس : هو الدّهر قيل أقسم الله به لما فيها من العبر ، والعجائب
للنّاظر وقد ورد في الحديث « لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر » وذلك لأنهم كانوا
يضيفون النّوائب والنّوازل إلى الدهر ، فأقسم به تنبيهاً على شرفه وأن الله هو المؤثر
فيه فما حصل فيه من النّوائب والنّوازل كان بقضاء الله وقدره ، وقيل تقديره ورب العصر
، وقيل أراد بالعصر اللّيل والنّهار لأنهما يقال لهما العصران ، فنبه على شرف الليل
والنهار لأنهما خزانتان لأعمال العباد ، وقيل أراد بالعصر آخر طرفي النهار أقسم بالعشى
كما أقسم بالضّحى ، وقيل أراد صلاة العصر أقسم بها لشرفها ولأنها الصّلاة الوسطى في
قول بدليل قوله تعالى : { حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى } لما قيل هي صلاة العصر
والذي في مصحف عائشة رضي الله عنها وحفصة والصّلاة الوسطى صلاة العصر وفي الصحيحين
« شغلونا عن الصّلاة الوسطى صلاة العصر » وقال صلى الله عليه وسلم « من فاتته صلاة
العصر فكأنما وتر أهله وماله » ، وقيل أراد بالعصر زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أقسم بزمانه كما أقسم بمكانه في قوله { لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد } نبه
بذلك على أنه زمانه أفضل الأزمان وأشرفها ، وجواب القسم قوله تعالى : { إن الإنسان
لفي خسر } أي لفي خسران ونقصان قيل أراد بالإنسان جنس الإنسان بدليل قولهم كثر الدرهم
في أيدي الناس أي الدرهم وذلك لأن الإنسان لا ينفك عن خسران ، لأن الخسران هو تضييع
عمره وذلك لأن كل ساعة تمر من عمر الإنسان إما أن تكون تلك السّاعة في طاعة أو معصية
، فإن كانت في معصية فهو الخسران المبين الظاهر وإن كانت في طاعة ، فلعل غيرها أفضل
وهو قادر على الإتيان بها فكان فعل غير الأفضل تضييعاً وخسراناً ، فبان بذلك أنه لا
ينفك أحد من خسران ، وقيل إن سعادة الإنسان في طلب الآخرة وحبها والإعراض عن الدّنيا
ثم إن الأسباب الداعية إلى حب الآخرة خفية ، والأسباب الدّاعية إلى حب الدّنيا ظاهرة
، فلهذا السبب كان أكثر الناس مشتغلين بحب الدّنيا مستغرقين في طلبها ، فكانوا في خسار
وبوار قد أهلكوا أنفسهم بتضييع أعمارهم ، وقيل أراد بالإنسان الكافر بدليل أنه استثنى
المؤمنين فقال تعالى : { إلا الذين آمنوا وعملوا الصّالحات } يعني فإنهم ليسوا في خسر
، والمعنى أن كل ما مر من عمر الإنسان في طاعة الله تعالى فهو في صلاح وخير وما كان
بضده فهو في خسر وفساد وهلاك . { وتواصوا } أي أوصى بعض المؤمنين بعضاً { بالحق } يعني
بالقرآن والعمل بما فيه ، وقيل بالإيمان والتّوحيد { وتواصوا بالصبر } أي على أداء
الفرائض وإقامة أمر الله وحدوده ، وقيل أراد أن الإنسان إذا عمر في الدّنيا وهرم لفي
نقص وتراجع إلا الذين آمنوا ، وعملوا الصّالحات فإنهم تكتب أجورهم ومحاسن أعمالهم التي
كانوا يعملونها في شبابهم وصحتهم وهي مثل قوله { لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم
رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا وعملوا الصّالحات فلهم أجر غير ممنون } والله سبحانه
وتعالى أعلم .AL-KHAZIN.6/303
إِلَّا الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
(3)
قوله تعالى
: { إِلاَّ الذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات } .
اعلم أن الإيمان
والأعمال الصالحة قد تقدم تفسيرهما مراراً ، ثم ههنا مسائل :
المسألة الأولى
: احتج من قال : العمل غير داخل في مسمى الإيمان ، بأن الله تعالى عطف عمل الصالحات
على الإيمان ، ولو كان عمل الصالحات داخلاً في مسمى الإيمان لكان ذلك تكريراً ولا يمكن
أن يقال : هذا التكرير واقع في القرآن ، كقوله تعالى : { وَإِذَا أَخَذْنَا مِنَ النبيين
مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِن نُّوحٍ } [ الأحزاب : 7 ] وقوله : { وَمَلَئِكَتُهُ وَجِبْرِيلَ
وميكال } [ البفرة : 98 ] أنا نقول هناك : إنما حسن ، لأن إعادته تدل على كونه أشرف
أنواع ذلك الكلي ، وعمل الصالحات ليس أشرف أنواع الأمور المسماة بالإيمان ، فبطل هذا
التأويل . قال الحليمي : هذا التكرير واقع لا محالة ، لأن الإيمان وإن لم يشتمل على
عمل الصالحات ، لكن قوله : { وَعَمِلُواْ الصالحات } يشتمل على الإيمان ، فيكون قوله
: { وعملوا لصالحات } مغنياً عن ذكر قوله : { الذين كَفَرُواْ } وأيضاً فقوله : { وَعَمِلُواْ
الصالحات } يشتمل على قوله : { وَتَوَاصَوْاْ بالحق وَتَوَاصَوْاْ بالصبر } فوجب أن
يكون ذلك تكراراً ، أجاب الأولون وقالوا : إنا لا نمنع ورود التكرير لأجل التأكيد ،
لكن الأصل عدمه ، وهذا القدر يكفي في الاستدلال .
المسألة الثانية
: احتج القاطعون بوعيد الفساق بهذه الآية ، قالوا : الآية دلت على أن الإنسان في الخسارة
مطلقاً ، ثم استثنى : { الذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات } والمعلق على الشرطين
مفقود عند فقد أحدهما ، فعلمنا أن من لم يحصل له الإيمان والأعمال الصالحة ، لا بد
وأن يكون في الخسار في الدنيا وفي الآخرة ، ولما كان المستجمع لهاتين الخصلتين في غاية
القلة ، وكان الخسار لازماً لمن لم يكن مستجمعاً لهما كان الناجي أقل من الهالك ، ثم
لو كان الناجي أكثر كان الخوف عظيماً حتى لا تكون أنت من القليل ، كيف والناجي أقل؟
أفلا ينبغي أن يكون الخوف أشد! .
المسألة الثالثة
: أن هذا الاستثناء فيه أمور ثلاثة أحدها : أنه تسلية للمؤمن من فوت عمره وشبابه ،
لأن العمل قد أوصله إلى خير من عمره وشبابه وثانيها : أنه تنبيه على أن كل ما دعاك
إلى طاعة الله فهو الصلاح ، وكل ما شغلك عن الله بغيره فهو الفساد وثالثها : قالت المعتزلة
: تسمية الأعمال بالصالحات تنبيه على أن وجه حسنها ليس هو الأمر على ما يقوله الأشعرية
، لكن الأمر إنما ورد لكونها في أنفسها مشتملة على وجوه الصلاح ، وأجابت الأشعرية بأن
الله تعالى وصفها بكونها صالحة ، ولم يبين أنها صالحة بسبب وجوه عائدة إليها أو بسبب
الأمر .
المسألة الرابعة
: لسائل أن يسأل ، فيقول : إنه في جانب الخسر ذكر الحكم ولم يذكر السبب وفي جانب الربح
ذكر السبب ، وهو الإيمان والعمل الصالح ، ولم يذكر الحكم فما الفرق قلنا : إنه لم يذكر
سبب الخسر لأن الخسر كما يحصل بالفعل ، وهو الإقدام على المعصية يحصل بالترك ، وهو
عدم الإقدام على الطاعة ، أما الربح فلا يحصل إلا بالفعل ، فلهذا ذكر سبب الربح وهو
العمل ، وفيه وجه آخر ، وهو أنه تعالى في جانب الخسر أبهم ولم يفصل ، وفي جانب الربح
فصل وبين ، وهذا هو اللائق بالكرم .
إِلَّا الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
(3)
أما قوله تعالى
: { وَتَوَاصَوْاْ بالحق وَتَوَاصَوْاْ بالصبر } .
فاعلم أنه تعالى
لما بين في أهل الاستثناء أنهم بإيمانهم وعملهم الصالح خرجوا عن أن يكونوا في خسر وصاروا
أرباب السعادة من حيث إنهم تمسكوا بما يؤديهم إلى الفوز بالثواب والنجاة من العقاب
وصفهم بعد ذلك بأنهم قد صاروا لشدة محبتهم للطاعة لا يقتصرون على ما يخصهم بل يوصون
غيرهم بمثل طريقتهم ليكونوا أيضاً سبباً لطاعات الغير كما ينبغي أن يكون عليه أهل الدين
وعلى هذا الوجه قال تعالى : { يأَيُّهَا الذين ءامَنُواْ قُواْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ
نَاراً } [ التحريم : 6 ] فالتواصي بالحق يدخل فيه سائر الدين من علم وعمل ، والتواصي
بالصبر يدخل فيه حمل النفس على مشقة التكليف في القيام بما يجب ، وفي اجتنابهم ما يحرم
إذ الإقدام على المكروه ، والإحجام عن المراد كلاهما شاق شديد ، وههنا مسائل :
المسألة الأولى
: هذه الآية فيها وعيد شديد ، وذلك لأنه تعالى حكم بالخسار على جميع الناس إلا من كان
آتياً بهذه الأشياء الأربعة ، وهي الإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر
، فدل ذلك على أن النجاة معلقة بمجموع هذه الأمور وإنه كما يلزم المكلف تحصيل ما يخص
نفسه فكذلك يلزمه في غيره أمور ، منها الدعاء إلى الدين والنصيحة والأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر ، وأن يحب له ما يحب لنفسه ، ثم كرر التواصي ليضمن الأول الدعاء إلى الله
، والثاني الثبات عليه ، والأول الأمر بالمعروف والثاني النهي عن المنكر ، ومنه قوله
: { وانه عَنِ المنكر واصبر } [ لقمان : 17 ] وقال عمر : رحم الله من أهدى إلي عيوبي .
المسألة الثانية
: دلت الآية على أن الحق ثقيل ، وأن المحن تلازمه ، فلذلك قرن به التواصي .
المسألة الثالثة
: إنما قال : { وَتَوَاصَوْاْ } ولم يقل : ويتواصون لئلا يقع أمراً بل الغرض مدحهم
بما صدر عنهم في الماضي ، وذلك يفيد رغبتهم في الثبات عليه في المستقبل .
المسألة الرابعة
: قرأ أبو عمرو : { بالصبر } بشم الباء شيئاً من الحرف ، لا يشبع قال أبو علي : وهذا
مما يجوز في الوقف ، ولا يكون في الوصل إلا على إجراء الوصل مجرى الوقف ، وهذا لا يكاد
يكون في القراءة ، وعلى هذا ما يروى عن سلام بن المنذر أنه قرأ ، والعصر بكسر الصاد
ولعله وقف لانقطاع نفس أو لعارض منعه من إدراج القراءة ، وعلى هذا يحمل لا على إجراء
الوصل مجرى الوقف ، والله سبحانه وتعالى أعلم . وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله
وصحبه وسلم ..ARRAZY.7/200-201.BY ABI ANWAR.7/4/2014
Tidak ada komentar:
Posting Komentar