KEAGUNGAN
DZIKRULLAH
{
اتْلُ
مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى
عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا
تَصْنَعُونَ (45) }AL-‘ANKABUD
اتل
ما أُنزل إليك من هذا القرآن، واعمل به، وأدِّ الصلاة بحدودها، إن المحافظة على الصلاة
تنهى صاحبها عن الوقوع في المعاصي والمنكرات; وذلك لأن المقيم لها، المتمم لأركانها
وشروطها، يستنير قلبه، ويزداد إيمانه، وتقوى رغبته في الخير، وتقل أو تنعدم رغبته في
الشر، ولَذكر الله في الصلاة وغيرها أعظم وأكبر وأفضل من كل شيء. والله يعلم ما تصنعون
مِن خيرٍ وشر، فيجازيكم على ذلك أكمل الجزاء وأوفاه.ALMUYASSAR.7/166
وقوله
: { إِنَّ الصلاة تنهى عَنِ الفحشآء والمنكر } تعليل للأمر بالمحافظة على إقامة الصلاة
بخشوع وإخلاص . أى : دوام - أيها الرسول الكريم - على إقامة الصلاة بالطريقة التى يحبها
الله - تعالى - ، فإن من شأن الصلاة التى يؤديها المسلم فى أوقاتها بشخوع وإخلاص ،
أن تنهى مؤديها عن ارتكاب الفحشاء - وهى كل ما قبح قوله وفعله - ، وعن المنكر - وهو
كل ما تنكره الشرائع والعقول السليمة - .
قال
الجمل : " ومعنى نهيها عنهما ، أنها سبب الانتهاء عنها لأنها مناجاة لله - تعالى
- ، فلا بد أن تكون مع إقبال تام على طاعته ، وإعراض كل عن معاصيه .
قال
ابن مسعود : فى الصلاة منتهى ومزدجر عن معاصى الله ، فمن لم تأمره صلاته بالمعروف ،
ولم تنهه عن المنكر ، لم يزدد من الله إلا بعداً . .
وروى
عن أنس - رضى الله عنه - أن فتى من الأنصار ، كان يصلى مع النبى ??? ???? ????
???? ثم يأتى الفواحش ، فذكر للنبى ??? ???? ???? ???? - فقال : إن صلاته ستناه ، فلم
يلبث أن تاب وحسن حاله .
والخلاصة
: أن من شأن الصلاة المصحوبة بالإِخلاص والخشوع وبإتمام سنننها وآدابها ، أن تنهى صاحبها
عن الفحشاء والمنكر ، فإن وجدت إنساناً يؤدى الصلاة ، ولكنه مع ذلك يرتكب بعض المعاصى
، فأقول لك : إن الذنب ليس ذنب الصلاة ، وإنما الذنب ذنبه ذا المرتكب للمعاصى ، لأنه
لم يؤد الصلاة أداء مصحوباً بالخشوع والإِخلاص .
.
. . وإنما
أداها دون أن يتأثر بها قلبه . . ولعلها تنهاه فى يوم من الأيام ببركة مداومته عليها
، كما جاء فى الحديث الشريف : " إن الصلاة ستنهاه " .
وقوله
- سبحانه - : { وَلَذِكْرُ الله أَكْبَرُ } أى : ولذكر الله - تعالى - بجميع أنواعه
من تسبيح وتحميد وتكبير وغير ذلك من ألوان العبادة والذكر ، أفضل وأكبر من كل شئ آخر
، لأن هذا الذكر لله - تعالى - فى كل الأحوال ، دليل على صدق الإِيمان ، وحسن الصلة
بالله - تعالى
- .
قال
الآلوسى ما ملخصه : قوله - تعالى - : { وَلَذِكْرُ الله أَكْبَرُ } ، قال ابن عباس
، وابن مسعود ، وابن عمر . . أى : ولذكر الله - تعالى - إياكم ، أكبر من ذكركم إياه
- سبحانه
- . .
وروى
عن جماعة من السلف أن المعنى : ولذرك العبد لله - تعالى - ، أكبر من سائر الأعمال .
أخرج
الإِمام أحمد عن معاذ بن جبل قال : ما عمل ابن آدم عملاً أنجى له من عذاب الله يوم
القيامة ، من ذكر الله - تعالى - .
وقيل
: المراد بذكر الله : الصلاة . كما فى قوله - تعالى - : { فاسعوا إلى ذِكْرِ الله
} أى : إلى الصلاة ، فيكون المعنى : وللصلاة أكبر من سائر الطاعات ، وإنما عبر عنها
به ، للإِيذان بأن ما فيها من ذكر الله - تعالى - هو العمدة فى كونها مفضلة على الحسنات
، نهاية عن السيئات .
ويبدو
لنا أن المراد بذكر الله - تعالى - هنا : ما يشمل كل قول طيب وكل فعل صالح ، يأتيه
المسلم بإخلاص وخشوع ، وعلى رأس هذه الأقوال والأفعال : التسبيح والتحميد والتكبير
والتهليل ، والصلاة وما اشتملت عليه من أقوال وأفعال . .
وأن
المسلم متى أكثر من ذكر الله - تعالى - ، كان ثوابه - سبحانه - له ، وثناؤه عليه ،
أكبر وأعظم من كل قول ومن كل فعل .THANTHAWY.1/3315-3316
أي من
شأن المؤمن وسبيله أن ينتهي عن الفحشاء والمنكر ، أي على معنى ينبغي للمؤمن أن ينتهي
عن الفحشاء والمنكر ، كقوله : { وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
} [ المائدة : 23 ] أي ينبغي للمؤمن أن يتوكل على الله ، فإن قُدِّرَ أن واحداً منهم
لا يتوكل فلا يخرج به ذلك عن الإيمان - كذلك من لم ينتهِ عن الفحشاء والمنكر فليست
تخرج صلاته عن كونها صلاة .
ويقال
بل الصلاةُ الحقيقية ما تكون ناهيةً لصاحبها عن الفحشاء والمنكر؛ فإن لم يكن من العبد
انتهاءٌ فالصلاةُ ناهيةٌ على معنى ورود الزواجر على قلبه بألا يفعل ، ولكنه يُصِرًّ
ولا يطيع تلك الخواطر .
ويقال
بل الصلاة الحقيقية ما تنهي صاحبها عن الفحشاء والمنكر . فإن كان - وإلا فصورة الصلاة
لا حقيقتها
.
ويقال
الفحشاء هي الدنيا ، والمنكر هو النّفْس .
ويقال
الفحشاء هي المعاصي ، والمنكر هو الحظوظ .
ويقال
الفحشاء الأعمال ، والمنكر حسبانُ النجاة بها ، وقيل ملاحظتُه الأعواض عليها ، والسرور
والفرح بمدح الناس لها .
ويقال
الفحشاء رؤيتها ، والمنكر طلب العِوض عليها .
{
وَلَذِكْرُ
اللَّهِ أَكْبَرُ } : ذكر الله أكبر من ذكر المخلوقين؛ لأن ذكره قديم وذكر الخلْق مُحْدَث .
ويقال
ذكر العبد لله أكبر من ذكره للأَشياء الأخرى ، لأن ذكره لله طاعة ، وذكره لغيره لا
يكون طاعة
.
ويقال
ولذِكْرُ اللَّهِ لَك أكبرُ من ذكرْك له .
ويقال
ذكْرهُ لك بالسعادة أكبرُ من ذكْرك له بالعبادة .
ويقال
ذكر الله أكبر من أن تبقى معه وحشة .ALQUSYAIRY.6/113
{
اتل
مَا أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الكتاب } يعنى اقرأ على أهل الكتاب ما أنزل إليك من القرآن
، ثم قال تعالى : { وَأَقِمِ } يعنى وأتم { الصلاة إِنَّ الصلاة تنهى عَنِ الفحشآء
} يعنى عن المعاصى { والمنكر } يعنى المنكر ما لا يعرف يقول : إن الإنسان ما دام يصلى
لله ?? ??? ، فقد انتهى عن الفحشاء والمنكر لا يعمل بها ما دام يصلى حتى ينصرف ، ثم
قال ?? ??? : { وَلَذِكْرُ الله أَكْبَرُ } يعنى إذا صليت لله تعالى فذكرته فذكرك الله
بخير ، وذكر الله إياك أفضل من ذكرك إياه فى الصلاة.MUQATIL.3/37
{
وأَقِم
الصلاةَ } أي : دم على إقامتها ، بإتقانها؛ فعلاً وحضوراً وخشوعاً ، { إن الصلاةَ تنهى
عن الفحشاء } ؛ الفعلة القبيحة؛ كالزنى ، والشرب ، ونحوهما ، { والمنكرِ } ، وهو ما
يُنكره الشرع والعقل . ولا شك أن الصلاة ، إذا صحبها الخشوع والهيبة في الباطن ، والإتقان
في الظاهر ، نهت صاحبها عن المنكر ، لا محالة ، وإلا فلا .
رُوي
أن فتًى من الأنصار كان يصلي مع رسول الله الصلوات ، ولا يدع شيئاً من الفواحش إلا
ركبه ، فَوُصِفَ حَالُهُ له ??? ???? ???? ???? فقال : « إن صلاته تنهاه » ، فلم يلبث
أن تاب . ه
.
وأما
من كان يصليها فلم تنهه؛ فهو دليل عدم قبولها ، ففي الحديث : « من لمْ تَنْهَهُ صَلاتُهُ
عن الفحشاء والمنكر لم يَزْدَدْ من الله إلا بُعْداً » رواه الطبراني . وقال الحسن
: من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فليست بصلاة ، وهي بال عليه . وقال ابن عوف
: إن الصلاة تنهى؛ إذا كنت فيها فأنت في معروف وطاعة ، وقد حجزتك عن الفحشاء والمنكر
. ه . فخص النهي بكونه ما دام فيها ، وعليه حَمَلَهُ المَحلِّي .
قال
المحشي : يعني : أن مِنْ شأنها ذلك ، وإن لم يحصل ذلك فلا تخرج عن كونها صلاة ، كما
أن من شأن الإيمان التوكل ، وإن قدر أن أحداً من المؤمنين لا يتوكل؛ فلا يخرج ذلك عن
الإيمان . وقيل : الصلاة الحقيقية : ما تكون لصاحبها ناهيةً عن ذلك ، وإن لم ينته فالصلاةُ
ناهيةٌ على معنى : ورود الزواجر على قلبه ، ولكنه أصر ولم يطع . ويقال : بل الصلاة
الحقيقية ما تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر ، فإن كان ، وإلا فصورة الصلاة لا حقيقتها
. انظر القيشيري .
وقال
ابن عطية : إذا وقعت على ما ينبغي؛ من الخشوع ، والإخبات لذكر عظمة الله ، والوقوف
بين يديه ، انتهى عن الفحشاء والمنكر ، وأما مَنْ كانت صلاته لا ذكر فيها ولا خشوع
، فتلك تترك صاحبها بمنزلته حيث كان . ه .
فائدة
: ذكر في اللباب أن أول من صلى الصبح آدم عليه السلام ، لأنه لم يكن رأى ظلمة قط ،
فلما نزل ، وجنَّه الليل خرّ مغشياً ، فلما أصبح ورأى النور صلى ركعتين ، شكراً . وأول
من صلى الظهر إبراهيم ، فلما فدى ولده ، وقد كان نزل به أربعة أهوال ، هم الذبح وهم
الولد ، وهم والدته ، وهم مرضاة الرب ، فصلى أربع ركعات ، شكراً لله تعالى .
ثم قال
تعالى { ولذكرُ الله أكبرُ } ، أي : ولذكر الله ، على الدوام ، أكبر ، في النهي من
الفحشاء والمنكر ، من الصلاة؛ لأنها في بعض الأوقات . فالجزء الذي في الصلاة ينهى عن
الفحشاء الظاهرة ، والباقي ينهى عن الفحشاء الباطنة ، وهو أعظم ، ولأن الانتهاء لا
يكون إلا من ذاكرٍ لله ، مراقبٍ له ، وثواب ذلك الذكر أن يذكر الله تعالى؛ لقوله :
{ فاذكرونيا أَذْكُرْكُمْ } [ البقرة : 152 ] . ومن ذَكَرَه حَفِظَهُ ورعاه . أو :
لذكر الله أكبر؛ أجراً ، من الصلاة ، ومن سائر الطاعات ، كما في الحديث : « ألا أنبئكم
بخيرِ أعمالكمْ ، وأزكْاهَا عند مليككم ، وأرفَعِهَا في درجاتكم ، وخيرٍ لكم من إنفاق
الذهب والوَرِق ، وخيرٍ لكم من أن تَلْقَوْا عدوكم فتضربُوا أعناقهم ويضربوا اعناقكمْ؟
قالوا : وما ذلك يا رسول الله؟ قال ذِكْرُ الله » وسئل أي الأعمال أفضل؟ قال : « أن
تموتَ ولسانُكَ رَطْبٌ من ذكر الله »
قيل
: المراد بذكر الله هو الصلاة نفسها ، أي : وَللصلواتُ أكبر من سائر الطاعات ، وإنما
عبّر عنها بذكر الله؛ ليشعر بالتعليل ، كأنه قال : والصلاة أكبر؛ لأنها ذكر الله .
وعن ابن عباس : ولذكر الله لكم إياكم ، برحمته ، أكبر من ذكركم إياه بطاعته . وقال
ابن عطاء ذكر الله لكم أكبر من ذكركم له؛ لأن ذكره بلا علة ، وذكركم مشوب بالعلل والأماني
، ولأن ذكره لا يفنى ، وذكركم يفنى . أو : لذكر الله أكبر من أن تفهمه أفهامكم وعقولكم
. أو : ذكر الله أكبر من أن تبقى معه معصية . { والله يعلم ما تصنعون } من الخير والطاعة
، فيثيبكم أحسن الثواب . والله تعالى أعلم .
الإشارة
: الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر المتعلِّقَيْنِ بالجوارح الظاهرة ، والذكر ينهى عن
الفحشاء والمنكر والمتعلقين بالعوالم الباطنة ، وهي المساوئ التي تحجب العبد عن حضرة
الغيوب فإذا أكثر العبد من ذكر الله ، على نعت الحضور والتفرغ من الشواغل ، تنور قلبه
، وتطهر سره ولُبه ، فاتصف بأوصاف الكمال ، وزالت عن جميع العلل ، ولذلك جعلته الصوفية
مُعْتَمَدَ أعمالِهِمْ ، والتزموه مع مرور أوقاتهم وأنفاسهم ، ولم يقتنعوا منه بقليل
ولا كثير ، بل قاموا بالجد والتشمير ، فيذكرون أولاً بلسانهم وقلوبهم ، ثم بقلوبهم
فقط ، ثم بأرواحهم وأسرارهم فيغيبون حينئذٍ في شهود المذكور عن وجودهم وعن ذكرهم ،
وفي هذا المقام ينقطع ذكر اللسان ، ويصير العبد محواً في وجود العيان ، فتكون عبادتهم
كلها فكرة وعبرة ، وشهوداً ونظرة ، وهو مقام العيان في منزل الإحسان ، فيكون ذكر اللسان
عندهم بطالة ، وفي ذلك يقول الشاعر :
حَتَّى
كَأَنَّ رَقيباً مِنْكَ يَهْتِفُ بِي : ... إِيَّاكَ ، وَيْحَك ، والتَّذْكَارَ ، إِيَّاكَ
أَمَا
تَرَى الْحقَّ قَدْ لاَحَتْ شَوَاهِدُهُ؟ ... وَوَاصَلَ الْكُلَّ ، مِنْ مَعْنَاهُ
مَعْنَاكَ¿!
قال
القشيري : ويقال : ذكر الله أكبر من أن يبقى معه ذكر مخلوق أو معلوم للعبد ، فضلاً
أن يبقى معه للفحشاء والمنكر سلطان . ه . وقال في القوت على هذه الآية : الذكر عند
الذاكرين : المشاهدة ، فمشاهدة المذكور في الصلاة أكبر من الصلاة . هذا أحد الوجهين
في الآية : ثم قال : ورُوي في معنى الآية؛ عن رسول لله ??? ???? ???? ???? أنه قال
: « إنما فرضت الصلاة ، وأمر بالحج والطواف ، وأشعرت المناسك ، لإقامة ذكر الله -
?? ??? - » قال تعالى : { وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكري } [ طه : 14 ] ، أي : لتذكرني
فيها . ثم قال : فإذا لم يكن في قلبك للمذكور ، الذي هو المقصود والمُبْتغى ، عظمة
ولا هيبة ، ولا إجلالُ مقامٍ ، ولا حلاوة فهْم ، فما قيمة ذكرك فإنما صلاتك كعمل من
أعمال دنياك . وقد جعل الرسول الله ??? ???? ???? ???? الصلاة قسماً من اقسام الدنيا
، إذ كان المصلي على مقام من الهوى ، فقال : « حُبب إليَّ من دنياكم . . » ذكر منها
الصلاة ، فهي دنيا لمن كان همه الدنيا ، وهي آخرة لأبناء الآخرة ، وهي صلة ومواصلة
لأهل الله - ?? ???- ، وإنما سميت الصلاة؛ لأنها صلة بين الله وعبده ، ولا تكون المواصلة
إلا لتقي ، ولا يكون التقي إلا خاشعاً ، فعند هذا لا يعظم عليه طول القيام ، ولا يكبر
عليه الانتهاء عن المنكر كما قال الله : { إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر } . ه .ALBAHRUL
MUHID.4/478-481.(2014).BY ABI AZMAN
Tidak ada komentar:
Posting Komentar